الخبر الذي ورد في وكالة «مهر» الايرانية للأنباء في شباط (فبراير) الماضي، عن تسرّب نفطي بسبب كسر في أنبوب متآكل، كان عادياً، ولم يؤشر الى كارثة. ومع أن أية تفاصيل إضافية لم تنشر عن هذا الموضوع، فقد تبين لاحقاً أن الحادث، الذي تعذر التأكد من سببه وحجم أضراره، تسبب في بقعة نفطية طولها 20 كيلومتراً على ساحل الخليج. وكان مصدر التسرب مدينة ديلم في إقليم بوشهر.

أحد المسؤولين المحليين في هيئة البيئة الايرانية تحدث عن امتداد البقعة ثمانية كيلومترات داخل البحر، لكنه لم يوضح مقدار النفط المتسرب أو وقت حدوث التسرب. وقالت مصادر إيرانية في حينه إن الطقس العاصف يعرقل جهود إزالة البقعة.

لم يصدر أي بيان رسمي عن الموضوع، كما لم تتحرك فرق الطوارئ في المنطقة لتحذير السكان من المخاطر البيئية والصحية لهذه البقعة الضخمة، التي كان يمكن أن تؤثر على محطات تحلية المياه المطلة على الخليج. عوامل الطبيعة فقط كانت العنصر المساعد، إذ أبعدت البقعـة عن محطات التحلية وشواطئ الكويت الأكثر قرباً من موقع انتشار البقعة. وبحسب الهيئات الاقليمية المعنية، لم يتم تبليغها بتفاصيل التسرب لاتخاذ الاحتياطات والاجراءات اللازمة.

في ظل شبه تعتيم على الموضوع، حصلت «البيئة والتنمية» على صور جوية خاصة لمنطقة التلوث، تظهر أن التسرب النفطي كان كبيراً، وهو أتلف مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية قبل أن ينتشر في البحر.

ويمر ما يقرب من 40 في المئة من النفط العالمي المتداول في العالم عبر الخليج، متسبباً بمخاطر كبيرة على البيئة البحرية، من جراء غسل خزانات ناقلات النفط والتسرب والحوادث. وقد تسببت الصراعات المسلحة والحروب في مشاكل كبيرة للبيئة البحرية في المنطقة خلال العقدين الأخيرين. والحاجة ملحة الى تفعيل العمل المشترك بين دول المنطقة، خاصة من خلال المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية.