منذ انتهاء بطولة العالم لكرة القدم في البرازيل صيف 2014، بات على روسيا أن تستعد للوفاء بمعايير الاستدامة لاستضافة كأس العالم 2018. وفي محاولة لتحسين الصورة التنموية للبلاد، تبنى ستة من الملاعب الجديدة وفق معايير الأبنية المستدامة.

يتم تقييم الملاعب الستة وفق منهجية التقييم البيئي لمؤسسة أبحاث البناء BREEAM المعترف بها دولياً. وتشمل الميزات التصميمية المقترحة إضاءة مقتصدة بالطاقة بنسبة 40 في المئة عما في ملاعب مماثلة، وصنابير وتركيبات أخرى مقتصدة بالمياه، ومرافق لإعادة تدوير النفايات المفروزة، ومراكز معلومات خاصة بالنقل العام لمساعدة المشجعين على التنقل بشكل أكثر استدامة. وسوف تجرى دراسات حول سبل حماية البيئة مع اتخاذ إجراءات لتعزيز التنوع البيولوجي المحلي.

وقالت كسينيا أغابوفا، المستشارة في تطبيق معايير BREEAM في ثلاثة من الملاعب الجديدة، إن هذه الملاعب سوف تمهد الطريق لمشاريع إنشائية مستدامة في روسيا. وأضافت: «أنظمة البناء الأخضر ليست شائعة هنا، والحوافز قليلة لتنفيذ تكنولوجيات خضراء. نحن نتطلع إلى تنفيذ ناجح يزيد الوعي الجماهيري للبناء الأخضر، فهذه الملاعب تجتذب كثيراً من الاهتمام».

ويشير النقاد إلى أن الحد الأدنى لاستيعاب ملاعب كأس العالم هو 45 ألف شخص، في حين أن معدل الحضور في مباريات الدوري الروسي الممتاز هو 12 ألفاً فقط. ويقول الصحافي إيغور رابينر: «سارانسك مثلاً إحدى المدن المضيفة لدورة 2018، يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، ولا تحتاج إلى ملعب يستوعب 45 ألف كرسي. لذلك علينا اتباع مثال حلبة كورنثيانز في ساوباولو، حيث تم تفكيك بعض المدرجات بعد انتهاء دورة كأس العالم 2014 في البرازيل».

كأس العالم 2018 هو الحدث الرياضي الرئيسي الثاني الذي تستضيفه روسيا خلال أربع سنوات، بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي العام الماضي. ويبدو مؤكداً أنها ستكون الأعلى كلفة في التاريخ، إذ قال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو إن موازنتها قد تصل إلى 40 بليون دولار، بعدما قدرها في وقت سابق بنحو 19 بليون دولار. وهذا يتجاوز بأضعاف كلفة دورة 2014 في البرازيل التي بلغت نحو 12 بليون دولار.

فكم من هذه البلايين سيُرصد حقاً لبرامج الاستدامة وحماية البيئة؟

فوضت الحكومة الروسية شركة الهندسة المعمارية العالمية Populous تصميم ملعب كرة قدم يراعي مبادئ الاستدامة قرب مدينة روستوف. فاستوحى المصممون شكل هضبات المدافن القديمة، حيث يرتفع الملعب بشكل دوامة من الأرض متناغماً مع المشهد المحيط.

ويشكل ملعب روستوف، الذي سيستضيف عدداً من مباريات كأس العالم 2018، جزءاً من «مدينة خضراء» تقام حوله، مع التركيز على حماية الأراضي الرطبة في المنطقة من مشاريع التنمية المكثفة.