كانت قرية رامديجي حتى وقت قريب مجتمعاً زراعياً ناشطاً داخل محمية تادوبا أندهاري للنمور في وسط الهند. لكنها الآن خالية تماماً من السكان، تعجّ طرقاتها وحقولها بحياة من نوع آخر.
في مسعى لتخفيف صراع الانسان مع الحياة البرية، تشجع الحكومة الهندية المجتمعات التي تعيش داخل محميات طبيعية أو حولها على الانتقال إلى أماكن أخرى من أجل التعايش السلمي. وهذا ما حصل في رامديجي في أيلول (سبتمبر) 2013، بعدما وافقت 200 أسرة على قبول حوافز مالية للانتقال إلى خارج حدود المحمية، مخلية الأرض كي تستردها الحياة البرية.
خلت القرية تماماً من السكان. ولكن لم يمض وقت طويل حتى امتلأت من جديد بسكان آخرين، وأصبحت تؤوي الآن قطعاناً من ثيران البيسون والغزلان والخنازير البرية، ترعى في المروج التي كانت أراضي زراعية ومزارع للأبقار.
الحيوانات المفترسة، التي عاداها القرويون لأنها كانت تقتل مواشيهم، بدأت تعود أيضاً إلى رامديجي. وشوهد نمر يطوف في القرية الخالية، متحرراً من الصراعات المميتة مع البشر، الذين دفعوا هذا النوع الى فئة الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض.
هذه ليست القرية الأولى التي تُخلى بكاملها لتحل الطبيعة فيها. ففي أنحاء الهند، انتقلت نحو 100 مجموعة سكانية طوعاً لتوسيع محميات النمور، على أن تحذو حذوها عشرات المجموعات الأخرى خلال السنوات المقبلة.
ويعطى القريون تعويضات وجوائز في شكل أرض ومواش ومبالغ نقدية.
قد لا تضاهى براعتنا البشرية في القدرة على ترويض الأراضي البرية لتحقيق أهدافنا. وإذ يكافح سكان الأرض الآخرون للبقاء تحت أوزار الآثار المدمرة التي نخلفها، فان قدرة الانسان على الشفقة أيضاً وإفساح مجال للطبيعة قد تكون أعظم ميزة له على الاطلاق.
|