شكلت الحدود المشتركة بين البيرو والإكوادور مصدر توتر بين البلدين منذ ما يزيد على 150 سنة. وحدث آخر نزاع رئيسي عام 1942، عندما غزت البيرو جارتها الإكوادور، بادئة حرباً دامت عشرة أيام وانتهت بتوقيع بروتوكول ريو دي جانيرو. أقام البروتوكول حدوداً جديدة بين البلدين، مانحاً البيرو قرابة 200 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الإكوادورية السابقة. لكن الحدود الجديدة بقيت غير واضحة المعالم، مما أدى الى مزيد من المناوشات والأعمال العدائية على نطاق أوسع، خصوصاً خلال عامي 1981 و1995.
بعد سلسلة من المباحثات المطولة، تم توقيع اتفاقية رئاسية في برازيليا عام 1998. وكانت هذه الاتفاقية فريدة، إذ تضمنت إمكانية تعزيز التعاون عبر الحدود وخفض التوتر بين البلدين مع حماية التنوع البيولوجي. وهي دعت البيرو والإكوادور الى إقامة مناطق متجاورة لحماية البيئة على كلا جانبي الحدود في منطقة كورديليرا دل كوندور. وبالفعل، أقامت الإكوادور متنزه إل كوندور عام 1999، فيما أقامت البيرو محمية إيكولوجية ومحمية سانتياغو كومينا.
أقيمت متنزهات السلام هذه كآليات تعاون ثنائي للمحافظة على الموارد الطبيعية، إضافة الى تعزيز التنمية الإجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمعات المحلية. وأدت الاتفاقية الى مبادرات ثنائية لاحقة لإدارة المتنزهات والمحافظة عليها، مثل مشروع السلام وحماية البيئة المشتركة بين البلدين.
إضافة الى حسم نزاع إقليمي طويل الأجل، أطلقت اتفاقية برازيليا مرحلة مهمة من العلاقات الديبلوماسية والتعاونية والتجارية الثنائية في مرحلة ما بعد النزاع. وقد أرست إقامة متنزهات السلام في كورديليرا دل كوندور أساساً لبناء الثقة والتعاون بين البلدين، كما حفزت المجتمعات المحلية على بناء قدراتها لإدارة المناطق المحمية. وقد استفادت هذه المجتمعات بشكل مباشر من جهود الحماية القائمة.
بناء على تجربة متنزهات كورديليرا دل كوندور، تم اقتراح متنزهات مماثلة بين بلدان أخرى تشهد نزاعات، مثل كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في المنطقة المنزوعة السلاح. ويؤمل أن تحول هذه المتنزهات المناطق الحدودية المتنازع عليها الى مناطق محمية عبر الحدود، مع ترتيبات حوكمة مرنة تسهل التعاون بين البلدان المعنية.