الدفلى شجرة جميلة دائمة الاخضرار، تنمو حتى ارتفاع نحو ستة أمتار. وهي تتكيف مع تشكيلة واسعة من الظروف، خصوصاً في المناطق شبه الجافة والمعتدلة، وتتحمل الجفاف والرياح ورذاذ المياه المالحة وتربة الأراضي الرطبة. وهذا يجعلها مرغوبة في معظم المناطق، من المغرب عبر منطقة البحر المتوسط، إلى شبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا، وصولاً إلى أوستراليا وأميركا.
تزهر الدفلى طوال فصل الصيف حتى الخريف، وتتنوع ألوان أزهارها بين الزهري والأحمر والبنفسجي والأبيض والأصفر. وتزرع على نطاق واسع كأشجار زينة أو كأسيجة حية حول الأراضي وفي الحدائق العامة والخاصة وعلى جوانب الشوارع والطرق السريعة، لأنها تتحمل الجفاف وتحتاج الى قليل من العناية، ولأن سمّيتها تردع الحيوانات عن العبث بها. ويمكن اعتبارها مبيداً طبيعياً للحشرات.
وزهرة الدفلى رمز رسمي لمدينة هيروشيما اليابانية، باعتبارها أولى الأزهار التي تفتحت بعد إلقاء القنبلة الذرية على المدينة عام 1945.
لكن الدفلى نبتة شديدة السمية. جميع أجزائها سامة، خصوصاً لاحتوائها على مركبات «غليكوسيد» التي قد تسبب اختلالاً في عمل عضلة القلب. وتناول ورقة واحدة منها قد يقتل طفلاً، كما أن العسل المستخلص من أزهارها قد يسمم مستهلكيه. وتجفيف الأوراق والأزهار لا يزيل سميتها. بل إن دخان حرق خشبها سام، ويقال إن الطبخ على نار حطب الدفلى قد يسمم الطعام المطبوخ أو اللحم المشوي.
وأظهـرت دراسـات للسميـة أُجريت على حيوانات أعطيت خلاصة الدفلى أن الثدييات حساسة بشكل خاص لتأثيرات الغليكوسيد القلبية، وأن الأبقار والأغنام والمعزى والخيول قد تنفق إذا أكلت أوراق الدفلى، وحتى إذا شربت ماء سقطت فيه هذه الأوراق. لكن حيوانات المزارع عموماً ينتابها شعور غريزي بوجوب الابتعاد عن الدفلى.
قلما يبلّغ عن حوادث تسمم للبشر نتيجة تناول الدفلى. وتظهر الأعراض سريعاً، من دوار وتقيؤ، وسيلان مفرط للعاب، وألم في البطن، وإسهال، وسرعة غير منتظمة لنبض القلب. وقد تصبح أطراف الجسم شاحبة وباردة بسبب ضعف دوران الدم أو عدم انتظامه، ويمكن أن يفضي التسمم الحاد الى الغيبوبة وحتى الموت. لذا هناك حاجة الى عناية طبية فورية، حيث يتم اللجوء إلى التقيؤ المستحث وغسل المعدة كإجراءين وقائيين لتقليل امتصاص الجسم للمركبات السامة.
ورد ذكر الدفلى في نصوص قديمة وروايات شعبية منذ أكثر من 1500 سنة. فعلى رغم سميتها، تبين أن لها خصائص علاجية. وقد استخدم البابليون والرومان والعرب خلاصتها لمعالجة تشكيلة من الاضطرابات الصحية، مثل التهاب الجلد والأكزيما والصدفية والقروح والثآليل ومسامير الأقدام والحلأ (هربس) والأورام والربو والملاريا، وكمادة محفزة للتقيؤ أو منشطة للقلب.
وينظر العلماء حالياً في استغلال الفوائد الصحية لخلاصات الدفلى المخففة، التي باتت تستخدم في العقاقير كمحفزات لجهاز المناعة، وكعلاج طبيعي لبعض الأمراض السرطانية وأمراض القلب والجلد والسكري والحساسية والاضطرابات العضلية.
كثيراً ما يسأل الناس عما إذا كانت زراعة الدفلى مأمونة. وثمة دعوات للامتناع عن زرعها في الحدائق والشوارع لأنها سامة. لكن خبراء يؤكدون أنها ليست أخطر من نباتات جنائنية أخرى كثيرة. فلها طعم مرّ يمنع الأطفال من أكلها. ومع ذلك يجب توخي الحذر عند التعامل مع هذه الشجرة.
كادر
زهرة هيروشيما
اتُّخذت زهرة الدفلى رمزاً رسمياً لمدينة هيروشيما اليابانية، باعتبارها أولى الأزهار التي تفتحت بعد إلقاء القنبلة الذرية على المدينة عام 1945.
|