Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
سلمان الخالدي - الظهران التربة الملوثة تُغسل بالماء  
تموز-آب /يوليو-أغسطس 2014 / عدد 196-197
 يعتبر غسل التربة من التكنولوجيات الأقل كلفة لتنظيفها من الملوثات. وهذه عملية مائية تستخدم فيها تقنيات فيزيائية وكيميائية لإزالة مجموعة كبيرة من الملوثات العضوية وغير العضوية والمشعة من التربة والرسوبيات، ما يسهل تطبيق عمليات المعالجة التقليدية الأخرى.
أظهرت الدراسات أن فعالية غسل التربة تتفاوت باختلاف الملوثات ومواقعها. وتعطي هذه الطريقة أفضل النتائج عندما لا تكون التربة محتوية على كمية كبيرة من الغرين أو الطمي. ويمكن استخدامها في مواقع ملوثة نتيجة عمليات معالجة النفط والغاز والصناعات التحويلية والتعدين والنشاطات الزراعية وطمر النفايات وإلقائها عشوائياً والمخلفات النووية وسوى ذلك.
تُستخرج التربة الملوثة، وتغربل لإزالة الكتل الكبيرة الحجم، وتغسل بالماء مع مواد مضافة أحياناً مثل الأحماض والقواعد والمذيبات والمستحلبات لتعزيز تحرير الملوثات. تحوِّل هذه العملية أكثر من 90 في المئة من الحجم الأصلي للتربة الملوثة إلى تربة نظيفة. ويمكن إعادة غسل هذه التربة المنظفة لإزالة المزيد من الملوثات المتخلفة والمواد المضافة.
ويُعالج ماء الغسل بالوسائل التقليدية التي تعالج بها مياه الصرف الصحي، ومن ثم يعاد تدويره لاستعماله مجدداً ضمن النظام. أما الحبيبات والوحول الملوثة المتبقية، التي تحمل معظم الملوثات، فتحتاج عموماً الى معالجة إضافية بواسطة تقنيات تقليدية أخرى.
يكمن نجاح غسل التربة في إدراك العلاقة بين تركيبتها ونوعية الملوثات. ولكن يجب أخذ معايير أخرى في الاعتبار لضمان نجاح المعالجة. على سبيل المثال، يكون غسل التربة أقل كلفة من تقنيات أخرى في معالجة التربة الرملية التي تتراوح نسبة الرمل إلى الطمي فيها بين 50 و70 في المئة. وتكون العملية أنجح إذا كان حجم التربة التي تحتاج إلى معالجة كبيراً، بحيث لا يقل عن 5000 طن. وقد تشكل المتطلبات المكانية عاملاً حاسماً في نجاح المعالجة. ويمكن وضع وحدة غسل تعالج 20 طناً في الساعة على مساحة نحو 2000 متر مربع، بما في ذلك نصب سقالات للتربة المعالجة وغير المعالجة.
من جهة أخرى، ثمة عوامل تحدد فعالية غسل التربة، مثل محتوى الغرين والطمي، وقدرة التربة على حمل الملوثات، ووجود مركبات عضوية عالية اللزوجة، واستعمال مستحلبات ومذيبات وإضافات أخرى غالباً ما يكون استخلاصها من مياه الغسل صعباً ومكلفاً.
وقد ثبت أن غسل التربة فعال جداً في معالجة المركبات المتطايرة، ولكن لا بد من تعديل تفاصيل العملية للحد من انبعاثات المواد العضوية المتطايرة في الهواء.
 
تجربة ناجحة في فرنسا
في العام 2012، قامت شركة GRS Valtech بمعالجة 30 ألف طن من التربة الملوثة بالزئبق في موقع صناعي في جنوب فرنسا باستخدام تقنية الغسل.
أظهر تحليل توزع الجسيمات في التربة المعالجة أن 75 في المئة منها تزيد على 20 مليمتراً وتحوي أقل من 5 في المئة من تركيز التلوث. كما أظهرت دراسات الخصائص وقابلية المعالجة أن أكثر من 92 في المئة من الزئبق كان يتركز في 9 في المئة فقط من التربة المعالجة.
وهكذا تم غسل 91 في المئة من التربة بالماء في عملية تنظيف رخيصة تكللت بالنجاح.
سلمان الخالدي باحث رئيسي في قسم الهندسة البيئية في شركة أرامكو السعودية.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.