Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
محمد التفراوتي - الرباط صيد الخنزير البري في المغرب  
آذار-نيسان/ مارس-أبريل / عدد 192-193
  
حيوان ذكي وجريء، مزعج وطفيلي في آن، يركض نحو هدفه المنشود من دون الالتفات يمنة أو يسرة. يتلف الحقول ويشكل متاعب حقيقية لسكان القرى المغربية، يقتحم بيوتهم ويجهز على أغراسهم. إنه طريدة مفضلة لهواة الصيد، لكنه شرس يدافع عن نفسه باستماتة.
الخنزير البري حيوان ولود، إذ تلد الأنثى مرتين في السنة، بين 6 و9 خنانيص في البطن الواحد (الخنّوص صغير الخنزير). يعيش في مجموعات عائلية تتراوح بين العشرين والخمسين وربما أكثر. وهو يتكاثر في المغرب بشكل مهول بسبب اختلال التوازن الإيكولوجي واختفاء أهم مفترساته كالذئاب والضباع والنمور، وبسبب قدرته على التكيف مع البيئات المختلفة.
تنشط جحافل الخنازير البرية ليلاً تنقب عن غذائها بين الغسق والفجر، فتلتهم المحاصيل الزراعية من خضر وحمضيات وغيرها. بل هي تحفر في عمق التربة بحثاً عن البذور والقواقع والديدان.
حملة مطاردة
بغية التحكم في تكاثر الخنازير البرية والحد من أخطارها وأضرارها، والمحافظة على التنوع البيولوجي والتوازنات الطبيعية، أطلق المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر الدكتور عبدالعظيم الحافي عملية لصيدها في عموم مناطق المغرب، في شباط (فبراير) 2014، خصوصاً في المنطقة الأكثر تضرراً في إقليم تارودانت.
نفذت إحدى العمليات في وادي أولاد عيسى الجاف في هذا الإقليم، وهو موقع ترقب خروج الخنازير البرية من مخابئها، لتترصدها بنادق صيادين كامنين في مراكز للرماية مصممة على شكل أبراج صغيرة. وتولى حسن مهنا، رئيس قسم القنص والصيد القاري وتربية الأسماك في المندوبية، تعريف الصيادين بتصميم موقع حشر الخنازير وبعض التنبيهات الاحترازية والتدابير الواقية لتعزيز السلامة والالتزام بقوانين الصيد.
انطلق العد العكسي. فاحتل كل صياد مركز الرماية المخصص له على ضفة الوادي في انتظار ما ستسفر عنه عملية مطاردة الخنازير البرية من قبل مجموعات «الحياحة»، الذين راحوا يصيحون ويطبّلون لإرغام هذه الحيوانات على الخروج من الضيعات والحقول إلى وسط الوادي.
شهدت المطاردة الأولى عملية كر وفر طويلة، لم تنفع معها صيحات الحياحة ولا مطاردات الكلاب المدربة. وكانت فيها الغلبة للخنازير البرية التي لم يُستغفل منها إلا واحد سقط برصاصة بندقية أحد أبناء المنطقة.
وبرر الحافي توجس الخنازير من الخروج من مخابئها بكونها فطنت إلى مطارديها إذ شمت روائحهم بفعل هبوب الرياح في الاتجاه المعاكس. أما المطاردة الثانية التي انتقل الصيادون خلالها إلى مراكز الرماية في الضفة اليمنى من الوادي فأسفرت عن قنص ستة خنازير.
استلهام تقنية أميركية
انبثق عن توصيات ندوة دولية حول الزراعة والخنزير البري، نظمتها وزارة الفلاحة في المغرب بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مشروع تجريبي لحماية الأراضي الزراعية من الخنازير البرية وإيجاد حلول ناجعة ومقبولة. وذلك عن طريق فهم سلوكيات قطعانها عبر تتبعها بكاميرات الأشعة تحت الحمراء. واستُلهمت تجربة أميركية في التحكم بتكاثر الخنازير في المناطق الزراعية، بعدما لوحظ أن نويعاً منها يعيش في مجموعات من ذكر واحد وبضع إناث وصغار ضمن مجال محدود.
نظمت زيارة ميدانية لتحديد مناطق تطبيق المشروع التجريبي، شملت ست قرى في جنوب المغرب تعاني من أضرار الخنازير. وأفاد عبدالرحمن آيت الحاج، رئيس قسم دعم البحث العلمي في الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان، أن الباحثين اشتغلوا على ثلاث مناطق متقاربة جغرافياً لرفع نسب نجاح التجربة.
وانتهجت تقنية أميركية تقتضي «القضاء على المجموعة بكاملها» في مراحل مترابطة: يوضع طعام لجذب قطعان الخنازير إلى مواقع معينة، مع تثبيت كاميرات مراقبة في جميع المواقع التي تشهد حركة كبيرة، ليتم تتبع أعدادها عن طريق تحليل الصور الملتقطة. بعد ذلك تلغى المراقبة في المواقع التي تشهد توافد الذكور وحدها، مع تركيز الجهود على المواقع الأخرى حيث تتحرك مجموعات «عائلة» متكاملة.
توضع أقفاص مفتوحة المنفذ، تتكون من باب خشبي ومجموعة من السياجات الحديدية التي يُربط بعضها ببعض. وتتم متابعة درجة تأقلم الخنازير معها، لتحديد الوقت المناسب لإغلاق الأبواب. وفي الموعد المحدد، تقفل الأبواب وتقتل الخنازير العالقة داخلها، مع متابعة هذه المواقع عن بعد للتأكد من القضاء على جميع الخنازير المتوافدة إليها.
ويؤكد المسؤولون أن نتائج هذا المشروع إيجابية حتى الآن، على رغم عدم إنجاز المرحلتين الأخيرتين حتى الآن. ونوّه بعض السكان بالمبادرة، ودعوا الى تعميم هذه التقنية على جميع المناطق المتضررة، مع اعتماد غطاء قانوني يسمح بتطبيقها.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
أبوظبي ـ «البيئة والتنمية» جائزة زايد لطاقة المستقبل
البيئة والتنمية العيش بميراث نووي
عزة عبدالمجيد - عمَّان عين غزال
محمد التفراوتي - الرباط صيد الخنزير البري في المغرب
البيئة والتنمية طاقة عطشى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.