روبرت روي بريت وتوان نغوين
قد نكون نحن البشر أسياداً على اليابسة، حيث نُعتبر مفترسين متفوقين. لكننا في البحر، من دون قارب، بطيئون جداً، وأغبياء أحياناً، الى حد أننا قد نصبح فرائس لكائنات متفوقة هناك. فما الذي يجب أن نخشاه في تلك الأعماق؟ مخلوقات كثيرة!
في ما يأتي عشرة حيوانات بحرية هي من الأكثر خطورة على الإنسان، ويجدر بالغواصين أن يتجنبوها.
القرش النمري
يستقطب القرش الأبيض الكبير معظم الاهتمام الإعلامي، لكن القروش النمرية تقتل عدداً أكبر من الناس. والواقع أن قلة من المخلوقات، باستثناء الأفاعي، ترعب الناس أكثر من أسماك القرش.
تأكل القروش النمرية كل ما تصادفه: الأسماك، الفقم، الطيور، الحبّار، القروش الصغيرة، الدلافين، وحتى لوحات السيارات وقطع الإطارات القديمة. وقد تنمو ليصل طولها إلى أكثر من خمسة أمتار ووزنها إلى طن. وهي تعيش في المياه الاستوائية والمعتدلة، خصوصاً حول الجزر في وسط المحيط الهادئ
قنديل البحر الصندوقي
هذه المخلوقات الهلامية قاتلة لا محالة، ويموت عشرات الأشخاص كل سنة من لسعات أنواع القناديل الصندوقية الموجودة في جميع المحيطات. ويسجل في الفيليبين وحدها ما بين 20 و40 وفاة سنوياً بلسعاتها.
ويتميز أحد أنواعها في أوستراليا بعشرات المجّسات التي يصل طول كل منها الى خمسة أمتار، وتحوي سماً كافياً لقتل 60 شخصاً. إن لسعة القنديل Chironexfleckeri قد تقتل شخصاً خلال أقل من ثلاث دقائق. وثمة أنواع في هاواي وفلوريدا تحدث لسعاتها سكتة قلبية. أما القنديل الصندوقي البرتغالي فتوصف لسعته بأنها مثل صعقة برق، مع أن قلة من الناس نجت لتصف هذا الشعور
السمكة الحجرية
قد تكون هذه السمكة الأكثر سميّة في العالم. وهي «سيدة التنكر»، إذ تتوارى رابضة على قاع البحر فتبدو مثل حجر.
السمكة الحجرية لا تهاجم، لكن احذروا الدوس عليها. وهي تستخدم أشواكها للدفاع ضد أسماك القرش ومفترسات أخرى. وقد يُحدث سمها شللاً موقتاً، وموتاً إذا لم يعالج
أسد البحر
هناك أسود في البحر أيضاً. وهي تعتبر لطيفة، قابلة للتدريب، ومن نجوم العروض في حدائق الحيوان. لكنها قد تعضّ الناس، لأنها لا تحب التطفل على منطقة هيمنتها.
عام 2006، أثارت هجمات لأسود البحر على شواطئ في كاليفورنيا مخاوف لدى رواد الشواطئ، واشتبه بعض العلماء بأنها قد تكون أكلت أسماكاً ملوثة بطحالب سامة، ما يفسر تصرفها الشاذ.
مدينة سان دييغو، التي تضم أكبر أكواريوم في العالم، تحذّر على موقعها الإلكتروني من أن «الفقم وأسود البحر، مثل جميع الحيوانات الفطرية، لا يمكن التكهن بتصرفاتها وقد تصبح عدوانية بسرعة. أسنانها حادة، وقد تعضّ، خصوصاً إذا حوصرت أو تعرضت للمضايقة»
إنقليس موراي
جسمه شبيه بأفعى، ويمكن أن يصل طوله إلى مترين ونصف متر. عضة من أسنانه الحادة وفكيه القويين تسبب لضحيته جروحاً عميقة قد تلتهب بفعل البكتيريا التي تعيش داخل فمه. وهو يميل الى الاختباء نهاراً في شقوق وثقوب صخرية، ويصطاد ليلاً، فيأكل أي سمكة أو حيوان آخر يظفر به.
لتجنب عضة الإنقليس عند الغوص، أبقِ يديك بعيدتين عن الثقوب والشقوق الصخرية المغمورة، ولا تحاول تقديم طعام له
التمساح
اشتهرت تماسيح المياه المالحة بأنها من المفترسات الأكثر وحشية في مملكة الحيوانات. وهي قد تنمو ليصل طولها إلى أكثر من ستة أمتار ووزنها إلى 1300 كيلوغرام. ويعرف أنها تصطاد مجموعة متنوعة من الفرائس، بما فيها السعادين والكنغر وحتى أسماك القرش... والبشر.
اعتماداً على قوة وحشية، يستطيع التمساح الإطباق على جاموس ماء وجره إلى الأعماق. وهو يستخدم طريقة هجومية تدعى «لفة الموت»، فيمسك فريسته بفكيه وينزلها تحت الماء ملتفاً بها تكراراً
سمكة التنين
هذه السمكة الهادئة التي تربى أحياناً في الأحواض المنزلية تتميز بمروحة من الأشواك السامة. هذه الأشواك ليست قاتلة للبشر، لكنها تسدد لسعة مؤلمة قد تتسبب بصداع وتقيوء وضيق في التنفس. وتدوم هذه الأعراض نحو ساعة في العادة، لكن بعض الناس يشعرون بعدها بألم ووخز طوال أسابيع.
سمكة التنين، التي تدعى أيضاً سمكة الأسد، ليست عدائية. لذلك قد يكون أصحاب الأحواض المنزلية عرضة للسعاتها أكثر من الغواصين أو الصيادين
ثعبان البحر
قد تفوق الثعابين البحرية نظيراتها الأرضية سماً. ويُنسب بعضها إلى أفعى الكوبرا، ولسعتها تشل حركة الفريسة وتقتلها خلال ثوان. لكنها تعيش في عزلة كبيرة ونادراً ما تهاجم البشر، مفضلة صيد الإنقليس والمحار والروبيان (الجمبري)
السمكة المنتفخة
ليس بالضرورة أن تكون في الماء لكي يقتلك هذا المخلوق. فالسمكة المنتفخة تزخر بسم أقوى من السيانيد في كبدها ومبيضها. ويحضّر الطباخون اليابانيون أجزاء مأمونة منها كطعام فاخر، لكن أشخاصاً يموتون أحياناً بعد تناول لحمها بسبب عدم تحضيرها بشكل محترف.
لكن السمكة المنتفخة، التي دعيت بهذا الاسم لقدرتها على ابتلاع الماء والانتفاخ حتى ضعفي حجمها الطبيعي كي تخيف أعداءها، يمكن أن تنقذ الناس. فقد تم اختبار عقار صنع من سمها لمعالجة أعراض الانقطاع عن تعاطي المخدرات
الراي اللاسع
مقتل «صياد التماسيح» الأوسترالي الشهير ستيف إروين بلسعة سمكة راي (شفنين) عام 2006 أكد خطورة هذه الأسماك التي تعتبر «ابنة عم القرش».
تعلو ذيل سمكة الراي اللاسعة «حربة» طولها نحو 20 سنتيمتراً، هي مكونة من «مسنَّنات جلدية» كالتي تتكون منها حراشف أسماك القرش. تتصلب هذه الحربة عندما تشعر سمكة الراي بالخطر، فتصبح منشاريّة مثل سكين اللحم، وتمتلئ سماً قد يكون قاتلاً لمفترساتها. وهو سم بروتيني يسبب ألماً كبيراً وقد يعدّل سرعة نبضات القلب ويخلّ بالتنفس. لكن الراي اللاسع لا يهاجم البشر عادة، إلا إذا داسوا عليه أو ضايقوه.