Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
ماجد التميمي - صنعاء اللُّحيَّة: شاطئ اللؤلؤ والمرجان في اليمن  
كانون الثاني-شباط/ يناير-فبراير 2014 / عدد 190-191
 عبر الطـريق الدوليـة التي تربـط اليمن بالسعودية، يمكن للزائر أن يبلغ مدينة اللُّحَيَّة. وبعد 30 كيلومتراً من منطقة المعرس، على الطريق الفرعية التي تمتد في اتجاه البحر الأحمر، تكون بين أحضان الـطبـيعـة الساحلية.
اللُّحَيَّة هي إحدى المديريات الساحلية التابعـة لمحافظـة الحديدة في غرب اليمن. تقع على الشواطئ الشمالية للبحر الأحمر، تجاورها من الشمال والشرق مديريـة الزهـرة، ومن الجنوب مديرية الزيديـة، ومن الغـرب البـحر الأحمـر. تطوي في حناياها ذكـريات مدينـة ومينـاء كانا مزدهرين لقـرون، وقـد مثلت في الماضي ثغـراً هـاماً من الثغـور البحـرية لليمن، واستقطبت بموقعها الاستراتيجي القوى التي فرضت نفوذها على البلاد. وتعد مدينة اللُّحَيَّة بشاطئهـا الطبيعي ومينـائها القديم مقصداً للسياحة البيئية والأثرية.
على هذه الطريق، خصوصاً عند المنطقة المتاخمة للساحل، يشاهد الزائر عدداً كبيراً من القلاع والحصون التي يقل أن يجدها بهذه الكثافة في أي مكان آخر على الساحل التهامي. كما تنتشر المعامل التي أقيمت من أجل حفظ الأسماك وتجهيزها.
في مـدينـة اللُّحَيَّة حلت البعثة الدنماركية الشهيرة بقيادة كريستن نيبور عام 1762، ومنها بدأت رحلة الاستشراق في اليمن. وآثر نيبور البقاء فيها فترة طويلة، ودرس تفاصيل الحياة المحلية، فخرج منها بمجلد يحكي قصة هذه المدينة.
بلغت مدينة اللُّحَيَّة أوج ازدهارها حين أصبحت الى جانب المخا أهم ميناءين لتصدير البن اليمني الشهير الى العالم الخارجي، بالإضافة إلى السلع ذات المنشأ البحري مثل اللؤلؤ والمرجان والملح. لكن معظم سكانها هجروها إلى مدن كبيرة مثل صنعاء والحديدة. أما الباقون فيعملون غالباً في الصيد والتجارة.
 
غابات المنغروف لوحة طبيعية آسرة
بدأ اهتمامي بهذا المكان عندما التقيت باحثين أميركيين في مجال الطبيعة زاروا اليمن في رحلة علمية، وقصدوا شواطئ اللُّحَيَّة بعدما أتاحت لهم صور الأقمار الاصطناعية التي بثها موقع غوغل إرث (GoogleEarth) فرصة التعرف على الكنز الطبيعي المتربع هناك. وتوغلوا في غابات المنغروف التي تنتشر بكثافة وتعد موضع اهتمام كثير من الباحثين، وتحدثوا عن أهميتها البيئية وما تمثله من موائل للكثير من الأنواع السمكية، ناهيك عن جمالها الطبيعي الذي يشكل عنصر جذب للقادمين من كل الأصقاع.
شكلت أشجار المنغروف أسواراً خضراء على طول ساحل اللُّحَيَّة. وتعود كثافتها إلى دلتا وادي مور، أكبر أودية اليمن الغربية، التي شكلت عبر العصور منطقة سبخات غنية بالمواد المغذية. فالطمي الذي تجرفه السيول من المرتفعات الغربية لليمن وسهل تهامة جعل شواطئها غنية بالأحياء البحرية، خصوصاً الروبيان (الجمبري) وخيار البحر، ناهيك عن كثافة غابات المنغروف (القرم أو الشورى) الساحلية التي جعلت منها بيئة طبيعية مهمة لتكاثر الأحياء البحرية.
وتتمثل الأهمية البيئية لغابات المنغروف في ما تشكله من آلية طبيعية تحمي الشواطئ من الانجراف والتأكل. وهي موئل خصب للأحياء البحرية مثل الأسماك والقشريات ومحضنة طبيعية لبيوضها. وتتحلل أوراق المنغروف الساقطة لتصبح مادة غذائية تعتمد عليها الكائنات الشاطئية من نبات وحيوان.
وقد وفرت اللُّحَيَّة محطة هامة لاستراحة أسراب كبيرة من الطيور البحرية والمهاجرة بين الشمال والجنوب. وهذا ما يضفي عليها جمالاً فوق جمال.
يستخدم السكان المحليون جذوع المنغروف في دعامات البيوت وسقوفها، فبيوتهم غالباً أكواخ يعشقون الحياة فيها لقدرتها على مقاومة الحر الشديد في السهل التهامي. لكن أخشاب المنغروف أصبحت تستعمل على نطاق واسع وقوداً للتدفئة ولقيماً للصناعة، على رغم وجود قانون يمنع ذلك. ومن أهم الأخطار التي تتهدد بقاء تلك النباتات الجمل الذي يعتمد عليها بشكل رئيسي في غذائه. وما أكثر الإبل هناك، فهي أكثر الحيوانات اعتباراً لدى أهالي المنطقة، وما زالت وسيلتهم الرئيسية في نقل السلع وحراثة الأرض، ناهيك عن ألبانها التي تعد مورداً غذائياً واقتصادياً للكثير من الأهالي.
لا تذكر اللُّحَيَّة الا ويذكر معها اللؤلؤ والمرجان، فقد كانا سيدي البضائع التي تفخر بها سفن التجارة المنطلقة من ميناء المدينة. وفي حين اختفى نشاط اللؤلؤ، ما زالت الشعاب المرجانية تزين البيئة البحرية المتاخمة للمنطقة. وهي جزء من الحيد المرجاني في البحر الأحمر الذي يضم نحو 176 نوعاً من المرجان، ما جعلها من أغنى البيئات بالأحياء البحرية حيث تكثر فيها أسماك الزينة بشكل لافت. وتنتشر قبالة الشواطئ نحو 30 جزيرة مرجانية، أبرزها تكفاش والبوارد والظهرة وعقبان وكدمان.
وقد حصل اهتمام ضئيل بمنطقة اللُّحَيَّة، على رغم اعتبارها منطقة برية وبحرية ذات أهمية بيئية واقتراح إقامة منطقة محمية قبالة ساحلها. ويمكن أن تكون الشعاب والجزر المرجانية مورداً بيئياً وسياحياً مهماً، لكن استغلالها ما زال حبراً على ورق.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
حسن الشرقاوي (الاسكندرية) قنديل البحر
عزة عبدالمجيد - عمّان أعمال فنية من نفايات
بول جيفري منزل الليف
بقلم سليمان جاسر الحربش اجتثاث فقر الطاقة
"البيئة والتنمية" (جنيف) القطب الشمالي لن ينجو من الصناعة
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.