Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
موضوع الغلاف
 
راغدة حداد وعماد فرحات «صفر كربون» وملاعب صديقة للبيئة قطر 2022: كأس العالم في كرة القـدم  
تموز - آب2011 / عدد 160-161
 

بلد عربي صغير تغلَّب على بلدان عريقة في ميادين الرياضة وفاز باستضافة دورة كأس العالم في كرة القدم لسنة 2022. كيف حدث ذلك؟ وما انعكاساته على المنطقة وعلى التنمية الحضرية في قطر؟

أثمرت الحملة الترويجية للعرض القطري، التي دعت خلالها زوجة أمير قطر الشيخة موزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى «التغلب على التاريخ»،  بتفضيل قطر على البلدان المرشحة الأخرى، وهي أوستراليا والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. لكن التخوف الرئيسي للفيفا كان الآتي: كيف سيتمكن الرياضيون من اللعب والجمهور من التحمل في صيف الصحراء الحارق، حيث درجات الحرارة ترتفع أحياناً الى أكثر من 50 درجة مئوية خلال شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) حين تقام المباريات. كذلك وجهت انتقادات بشأن قرب الملاعب بعضها من بعض، وأثيرت شكوك حول قدرة بلد صغير على استقبال أعداد كبيرة من الزائرين.

ياسر الجمل، مدير مشروع العرض التقني الذي قدمته قطر للفيفا، قال إن استضافة 32 فريقاً دولياً ومئات آلاف المشجعين ليس مهمة سهلة لأي بلد، إلا أنه اعتبر صغر مساحة البلاد ميزة لمصلحتها. وقد تعهدت قطر في عرضها بإنفاق 50 بليون دولار لتطوير البنية التحتية، و4 بلايين أخرى لتشييد المرافق وتمديدات الطاقة، بهدف تقديم «دورة خالية من الكربون». أما تقارب الملاعب فسوف يوفر على المتفرجين وقت التنقل والنفقات ويخفض أثرهم على البيئة. ثم إن الملاعب والمرافق المتطورة معمارياً، التي تم التعهد ببنائها وفق أرقى التكنولوجيات والمعايير البيئية، سوف تؤمن للاعبين والمتفرجين الاستمتاع بالمباريات في أجواء مبردة بالطاقة المتجددة.

ثمة من ينتقد تنظيم دورات رياضية كبرى في بلد صغير وقليل السكان. فما حاجة قطر الى المنشآت الضخمة التي تبنى لعشرات آلاف المشاهدين؟ في حديث الى «البيئة والتنمية»، قال أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني: «طلب منا أن تتسع بعض الملاعب لـ 45 ألف متفرج أو65 ألفاً. لذلك سوف تكون معظم المدرجات موقتة، مثلما ستكون في لندن سنة 2012، حيث سوف يستوعب الملعب الرئيسي 80 ألف متفرج وبعد الألعاب سيصبح لـ25 ألف متفرج، أي أن هناك 55 ألف مقعد موقت. والأمر سيان هنا، أولاً لأن معظم المدرجات ستصبح لـ25 ألف متفرج، وثانياً لأن كل الملاعب ستبنى بحيث تستفيد منها لاحقاً نواد قطرية لديها الآن منشآت رياضية موقتة أو تفتقر الى هذه المنشآت».

التزمت قطر استعمال وتطوير تكنولوجيات صديقة للبيئة في الملاعب يمكن اقتباسها في بلدان أخرى. فبعد انتهاء الدورة، سيقلص حجم الملاعب بتفكيك أجزاء منها ليتم نقلها وإعادة تركيبها في بلدان آسيوية أخرى، ما يساعد في إبقاء روح الدورة حية في أنحاء القارة. وسوف يتمتع الزائرون من أنحاء العالم بسحر الضيافة العربية، ويغادرون قطر بفهم جديد للمنطقة.

 

الملاعب الخمسة

سوف تقام المباريات في خمسة ملاعب رئيسية ذات تصاميم مستقبلية متقدمة معمارياً. فهناك ملعب مزود بغشاء خاص لعرض المباريات الجارية، وواحد مغلف بأشرطة ملونة ترمز الى ألوان كل فريق، وآخر مجهز ببركة سباحة و«سبا» ومركز تسوق.

الملاعب الجديدة هي الآتية:

ملعب الشمال: سعته 45,120 متفرجاً، يقع في شمال البلاد على شاطئ الخليج. صمم بشكل طاس يشبه مراكب الصيد التقليدية (الدهو) في الخليج. ويتوقع وصول نحو 10 في المئة من المتفرجين اليه عن طريق «جسر الصداقة» الذي سيربط البحرين بقطر، وسيكون أطول جسر معلق في العالم.

ملعب الخور: سعته 45,330 متفرجاً، يقع في شمال شرق البلاد. يحوطه متنزه خاص به، وهو مصمم كتحفة جمالية شبيهة بمحارة أو عين. وسيكون في وسع المتفرجين رؤية الخليج من مقاعدهم، في حين يظلل اللاعبين سقف متحرك فوق أرض الملعب.

ملعب الوكرة: سعته 45,000 متفرج، يقع في جنوب البلاد. يحوطه متنزه يضم بركة سباحة مميزة ومنتجعاً مترفاً ومرافق رياضية ومركز تسوق. وسوف تواجه المدخل الرئيسي ساحة عامة تخلق شعوراً بوجود متنزه كبير حول الملعب.

أما الملعبان القائمان فهما:

ملعب الريان: يقع على بعد 20 كيلومتراً شمال غرب الدوحة، وسوف تضاعف سعته الى 44,740 متفرجاً، بإضافة مدرج علوي مكون من وحدات تركيبية متحركة. كما سوف تضاعف مساحة غشاء خاص ليصبح شاشة عملاقة على جانب الملعب تعرض مستجدات المباريات ومعلومات عن الدورة.

ملعب الغرافة: يقع قرب الدوحة، وسوف تضاعف سعته الى 44,740 متفرجاً، بإضافة مدرج علوي مكون من وحدات تركيبية. وسوف تصطبغ واجهة الملعب بألوان جميع الفرق الرياضية المشاركة في الدورة، ما يرمز الى الصداقة والشراكة والاحترام المتبادل.

 

تسخين وتبريد بالطاقة الشمسية

المسألة الرئيسية التي تشغل المنظمين هي التغلب على الحرارة الصحراوية الشديدة صيفاً حين تقام مباريات كأس العالم. فتوفير بيئة محتملة داخـل المـلاعب يتطلب مقادير كبيرة من الطاقة، خصوصاً للتبريد. وسـوف تشهـد المـلاعب نوعين من تكنولوجيات الطاقة الشمسية يعملان معاً لضمان بيئة مريحة ومحايدة كربونياً لجميع الفرق الرياضية والمتفـرجين والإداريين ووسائل الإعلام. أولى هذه التكنولوجيات نظام فوتوفـولطي يحوِّل أشعة الشمس الى كهرباء. والتكنولوجيا الثانية هي نظام حراري شمسي يستخدم الحرارة الملتقطة من الشمس، حيث تقوم اللاقطات بنقل الطاقة وتخزينها واستخدامها في أيام المباريات لتبريد المياه التي بدورها تبرِّد الهواء الى 27 درجة مئوية. وستتولى مواسير نقل الهواء البارد الى أراضي الملاعب وتحت المقاعد لتبريد اللاعبين والمتفرجين. يذكر أن هذين النظامين موجـودان حالياً، لكن الجمع بينهما سيكون الأول من نوعه.

وستكون للملاعب سطوح قابلة للانكماش، تماشياً مع أنظمة الفيفا التي قد تتطلب إقامة مباريات في الهواء الطلق. وسوف تقفل السطوح خلال الأيام التي تسبق المباريات لإبقاء حرارة الملاعب على 27 درجة مئوية. وعندما لا تكون ثمة مباريات في الملاعب، تتولى المنشآت الشمسية تصدير الكهرباء الى شبكة الكهرباء القطرية، وأثناء المباريات تستمد الملاعب الطاقة من الشبكة، ما سيجعلها محايدة كربونياً.

وستوضع تكنولوجيات التبريد هذه في تصرف بلدان أخرى تعاني من مناخات حارة، بحيث تتمكن من استضافة مباريات رياضية كبرى.

 

غيمة اصطناعية وبناء أخضر

قال الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني لـ«البيئة والتنمية»: «كنت في الصين عام 2008 حين نظمت الألعاب الأولمبية، وكانت الحرارة 34 درجة مئوية والرطوبة عالية. فاستخدم المنظمون صواريخ تكثف السحاب، ما أدى إلى تساقط المطر وانخفاض الحرارة إلى 22 درجة مئوية. وهناك الآن في قطر دراسات كثيرة، منها دراسة تقدمت بها مؤسسة قطر وجامعة قطر لإقامة غيمة اصطناعية».

فقد ابتكر مهندسون في قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية في جامعة قطر غيمة اصطناعية يتم التحكم بها عن بعد، ما يسمح بتغيير موقعها لتتبع حركة الشمس. هذه الغيمة التي تحلق فوق الملعب توفر الظل لجميع الحاضرين. وسوف تصنع من خليط كربون خفيف وهيليوم، وتبقيها الطاقة الشمسية طافية في الهواء.

في خضم الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، تبرز قطر بين البلدان الأكثر استقراراً. وقد زادت دورة كأس العالم لسنة 2022 الاهتمام الحكومي بالبيئة. وسوف تباشر وزارة البيئة خطة خمسية جديدة للإدارة البيئية تقوم على أربع دعائم: التنوع البيـولوجي، وتغير المناخ، وكفاءة الطاقة، ونوعية الهواء. وفي ظل هذه الخطة، من المتوقع أن تنمو الصناعة البيئية في قطر نتيجة الدفق المستمر للأموال الحكومية والاستثمارات المباشرة الخارجية. ويتوقع أن تشهد عمليات إعادة التدوير وغيرها من الخدمات البيئية نمواً كبيراً بفعل التمدد السكاني السريع وسريان القوانين البيئية المتشددة.

ونتيجة التطور السريع في قطر، اعتمدت عدة برامج لحماية البيئة. فعلى سبيل المثال، تعتبر المنظومة القطرية لتقييم الاستدامة (GSAS) أداة لتعزيز وضمان تراث أخضر، وهي متاحة مجاناً لأي جهة تريد تشييد منشآت رياضية صديقة للبيئة. كما أن مجلس البناء الأخضر القطري (QGBC) منذ إنشائه عام 2008 طور نظاماً للبناء الأخضر على أساس معايير دولية منها LEED   وSTAR.

 

التزمت قطر اعتماد البناء الأخضر كجزء من رؤيتها الوطنية لسنة 2030، وليس فقط في دعم حملتها لاستضافة دورة كأس العالم. وإذا نجح مجلس البناء الأخضر وشركات الإنشاء في تطبيق المبادئ البيئيـة خلال السنوات القليلة المقبلة، فقد تشهد قطر تطوير تكنولوجيات مذهلة في البناء بحلول سنة 2022، ويبقى التحدي نقلها من الاستعراض الرياضي إلى الحياة اليومية.

كادر

 

مختبر مكافحة المنشِّطات في قطر

يتنافى تعاطي المنشطات لتحسين أداء الرياضيين مع مبادئ الرياضة وقيمها الأساسية. فتناول المخدرات أو استخدام العقاقير أو مساعدة شخص ما على اللجوء الى هذه الأساليب هو أمر مرفوض في أنحاء العالم وينظر اليه كنوع من الغش.

يعد مختبر مكافحة المنشطات في دولة قطر (ADL Qatar) أول مختبر متخصص من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا، ويتولى إدارته الدكتور محمد الصيرفي. وهو يقع في منطقة «أسباير زون» قريباً من الملاعب، وسيوفر إمكانية إجراء الاختبارات والتحاليل للرياضيين للكشف عن وجود أي منشطات في أجسامهم. وسيتم ذلك خلال الدورات الرياضية وأثناء التدريبات وحتى في مواسم العطلات، لكشف من يمارس الغش وحماية الرياضيين الجـادين. وسيقوم المختبر بإجراء الاختبارات على الرياضيين في المباريات التي تقام داخل قطر أو خارجها.

ومن الأهداف الرئيسية للمختبر الالتزام بالجودة في عملية جمع العينات، اضافة الى إصدار فـوري للنتائج بكفاءة عالية. وسوف يجهز بأحدث ما توصل اليه العلم من تقنيات.

وسيعمل في المختبر فريق من الاختصاصيين، ليتمكن من إجراء الاختبارات على العقاقير بمختـلف أنواعـها، بما في ذلك هورمون تستوستيرون والأمفيتامينـات وزيادة نسبة الهيموغلوبين في الدم ومقويات العضلات (ستيرويد) وEPO وHGH ومثبطات البيتا لتخفيض ضربات القلب، وحتى أحدث أنواع العقاقير المنشطة التي تتعامل مع الجينات.

ويأمل المختبر أن يستوفي متطلبات الاعتماد لمقاييس ISO/IEC17025  وأن يتم اعتماده لدى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) مع نهاية سنة 2012، لينضم الى مجموعة الصدارة من المختبرات المعتمدة التي يبلـغ عـددها 35 مختبراً فقـط في أنحاء العالم.

ويؤكد الصيرفي أن المختبر سيعتمد في عمله أساساًعلى قطريين، يتم تدريبهم حالياً في أرقىالجامعات والمختبرات حول العالم.

 

 

كادر

ألعاب أولـمـبية «تخريبيـة» في ســوتشي!

ماريا أنتونوفا (سوتشي)

بقي أقل من 1000 يوم على بدء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي من 7 الى 23 شباط (فبراير) 2014. لذلك تسابق روسيا الوقت استعداداً لدورة يخشى أن تترك أثراً مدمراً على البيئة. لقد تم انجاز نحو 70 في المئة من المنشآت الأولمبية في هذه المدينة الواقعة على البحر الأسود، وفي الجبال المحيطة بها. لكن مواطنين محليين وناشطين بيئيين يقولون إن مشاريع التنمية الواسعة النطاق تمضي قدماً بثمن باهظ جداً يرهق البيئة الهشة.

يدعي المنظمون أن هدفهم هو جعل دورة سوتشي «خضراء»، وأن تدابير مثل غرس الأشجار هي أكثر من تعويض كاف عن مشاريع البناء. لكن سورين غازاريان من منظمة «إنفيرومنتال واتش» في شمال القوقاز قال: «عموماً، الضرر البيئي في سوتشي هو أسوأ كثيراً مما توقعنا في المراحل المبكرة من التخطيط العمراني». وتواصل هذه المنظمة الإقليمية غير الحكومية مراقبة مواقع المنشآت الأولمبية، بعدما أعلنت «غرينبيس» والصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) انسحابهما من هذه المهمة العام الماضي.

أضاف غازاريان وهو يمشي قرب نهر في متنزه سوتشي الوطني وقد غطت ضفافه طبقة من الطين الشبيه بالاسفلت: «لا رقابة على فرق الانشاء حالياً، إنها ببساطة تفعل ما يحلو لها، وهذا الانزلاق الأرضي خير مثال على ذلك». في كانون الثاني (يناير) الماضي حصل انزلاق طيني من مكب عشوائي في أعلى المرتفع، اندفع عبر المتنزه وملأ ضفاف النهر بصخور وأتربة ناتجة من انشاء نفق، إضافة الى نفايات أخرى. وقال غازاريان وهو يلتقط كتلة من مادة سوداء لاختبارها: «إن ترك آلاف الأطنان من النفايات على سفح شديد الانحدار ليس عملاً جيداً، لكنه يناسب من يرتكبه، ولا يمكن وقفه».

وكانت وزارة البيئة الروسية في العام الماضي اعتبرت المكب الضخم «غير مقبول»، لكن الهيئة الرقابية التابعة لها نجحت في إقفاله مدة 10 أيام فقط. وقال غازاريان معلقاً: «يبدو أن لا حكومة في سوتشي. لقد تنصلَت من العملية الأولمبية، وثمة تعليمات ضمنية بعدم التدخل لأن أعمال الانشاء يجب أن تنجز في الوقت المحدد».

ويرى سكان قرية أخشتير المجاورة أن المكب ليس الخطر الوحيد الناجم عن مشروع الطريق السريع الأولمبي، الذي يربط المطار بمواقع الألعاب الجبلية وتقدر كلفته بنحو ثمانية بلايين دولار. وقال المزارع ألكسندر كـوروبوف: «حيـاتنا الآن في خطر». وكان مواطن قتل في آذار (مارس) الماضي حين اجتاحته شاحنة أثناء الليل، وقد عثر على السائق بعد تتبع بواسطة الأقمار الاصطناعية أظهر أنه توقف في مسرح الحادث لسحب الجثة الى حفرة.

خسرت القرية العام الماضي آبار مياه الشفة التي تعتمد عليها بعدما دمرتها الأعمال الانشائية على الطريق السـريع. وقال بيئيون إنه كان يمكن التقليل من مثل هذه الأضرار باكراً لو أخذ المطورون العقاريون بنصائحهم، لكن كثيراً من المشاريع خُطط بسرعة كبيرة وبشكـل سري. وقد تم بالفعل بناء كثير من مرافق الألعاب والبنية التحتية جزئياً قبل الحصول على الاذن الرسمي من هيئة الرقابة البيئية، التي تعتبر موافقتها على أي مشروع كبير ضرورية قبل بدء أعمال الإنشاء. وأظهرت قائمة بالمشاريع الأولمبية الخاضعة للمراجعة أنه حتى الملعب المركزي لم يوافق عليه رسمياً بعد. وعندما يكتشف الخبراء عيوباً في المشاريع، يكون أوان إصلاحها قد فات غالباً.

وما أثار الناشطين البيئيين مشروع سكة حديد دمر مؤخراً متنزهاً ساحلياً من دون الحصول على إذن بتنفيذه. «لقد كان من المناطق القليلة المتبقية على الشاطئ التي لم تعبث يد الانسان بطبيعتها»، قالت غايان أنتونوفا، عضو الجمعية الجغرافية الروسية في سوتشي، وهي تقف فوق رأس فيدني الذي كان سابقاً امتداداً لغابة صنوبر وشاطئاً فاتناً يرتاده المتنزهون والغواصون، والآن تكسوه الوحول وأكوام الحصى والاسمنت التي تستعملها مصلحة السكك الحديد الروسية في بناء خط إضافي لنقل المواد الى المتنزه الأولمبي. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الخط كان في الأصل نفقاً، انهار أثناء الإنشاء، ما دفع الشركة الى مد خط آخر في موازاة الشاطئ.

أضافت أنتونوفا، التي حاولت مراراً إيقاف قطع أشجار الصنوبر في المتنزه: «في آخر مرة اتصلت بالشرطة، قالوا لي إن الطريق موحلة ولا يستطيعون الوصول». وبدلاً من ذلك، اصطحبها حراس المشروع الى مركز الشرطة حيث وجهت اليها تهمة التخريب. لكن محكمة في سوتشي أسقطت هذه الاتهامات مؤخراً. وقالت أنتونوفا: «يبدو أحياناً أنهم يهزأون بنا، فيختارون قصداً أسوأ وسيلة للبناء».

لقد وصـفت وسـائل إعلام كثيرة الألعاب الأولمبية الشتوية 2010 في فانـكوفر بأنها كانت الأكثر اخضراراً على الإطلاق، نظراً لالتزام المدينة الاعتمادات الكربونية وكفاءة الطاقة وإعادة تدوير النفايات ومبادرات بيئية أخرى. ولكن يبدو أن صفة الاخضرار أو الاستدامة بعيدة جداً عن الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي سنة 2014، التي ربما توصم بأنها الأقذر في التاريخ. فقد تم تلويث المياه بالنفايات المعدنية الثقيلة، وتدمير موائل الدببة والطيور، وقطع آلاف الأشجار المعمرة والنادرة. ويبدو أن ليس لدى سوتـشي ما يدفعهـا الى تخضـير ألعابها. وفي حين أن البلدان المتنافسة على استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2016 ملزمة إثبات حماستها الخضراء، نجحت روسيا في تحقيق مأربها باستضافة الأولمبياد الشتوي من دون أن تقدم خطة استدامة واضحة المعالم. ويحاول الصندوق العالمي لحماية الطبيعة و«غرينبيس» الضغط على الأمم المتحدة للمساعدة في هذه المعضلة. وإذا لم ينجح هذا المسعى، فسيكون على الجمهور والأولمبيين الواعين بيئياً إجبار سوتشي على «تنظيف» دورتها.

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.