Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
سيوة المصرية  
تشرين الأول (أكتوبر) 2013 / عدد 187
 عيون عذبة وبحيرات صغيرة أنعمت على هذه البقعة الغناء بثروة نباتية وحيوانية وجعلتها من أقدم مواطن البشر، وهي مقصد للسياحة البيئية والتاريخية والعلاجية
 
سيوة ـ البيئة والتنمية
سيوه واحة في الصحراء الغربية المصرية تبعد نحو 300 كيلومتر عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح. وهي إحدى محميات مصر الطبيعية، وفيها اكتشفت عام 2007 أقدم آثار لأقدام بشرية على وجه الأرض قدّر عمرها بثلاثة ملايين سنة.
تعدّ سيوة البوابة الشرقية لبلاد الأمازيغ، أو «بربر مصر» الذين هاجروا إليها من المغرب والجزائر. ففي تلك المنطقة المعزولة حافظوا على تقاليدهم وعاداتهم ولغتهم الموروثة منذ آلاف السنين، ويبلغ عددهم نحو 25 ألف شخص.
من أبرز معالم سيوة أطلال البلدة القديمة المعروفة باسم شالي. وفيها آثار معبد أمون، مقر أحد أشهر عرّافي العالم القديم، وهو الذي زاره الإسكندر الأكبر عام 333 قبل الميلاد حيث تنبأ له الكهنة بحكم مصر والعالم القديم.
تكثر في واحة سيوة الينابيع والبحيرات الصغيرة وعيون المياه العذبة. وتشتهر بتمرها وزيتونها ومنتجات الزيوت والصناعات اليدوية من سجاد ومنسوجات وحلي فضية. وفيها مراكز للاستشفاء الطبيعي، وفنادق بنيت بشكل ينسجم مع البيئة الطبيعية والثقافية. وتستقطب المنطقة أعداداً متزايدة من السياح كل عام.
تنوع نباتي وحيواني
تعتبر سيوة أقصى الواحات المصرية عن وادي النيل، إذ تبعد نحو 450 كيلومتراً إلى الغرب منه، على الحدود مع ليبيا. وهي تنخفض عن مستوى سطح البحر 18 متراً. وتشكل الكثبان الرملية النسبة الأكبر من تكوينها، والبقية منخفضات تحولت بحيرات عذبة بسبب تسرب المياه الجوفية من العيون الكثيرة المتدفقة ما بين كبريتية وعذبة. أما البحيرات المالحة فتشكلت في المنخفضات بسبب الطبيعة الملحية للصخور، كما يعتقد العلماء أن المنطقة كلها كانت قاعاً لبحر عظيم كان يشمل جل مساحة الصحراء في العصور السابقة، ودلائله واضحة في بقايا القواقع البحرية والشعاب المرجانية المتحجرة.
ينبت في منطقة سيوة أكثر من 40 نوعاً من النباتات البرية التي تشمل أنواعاً طبية ورعوية وشجيرات وأشجاراً تثبت الرمال وتقاوم الملوحة والجفاف، خصوصاً أشجار السنط والأثل والطلح والغردقة. ويجول فيها 28 نوعاً من الحيوانات الثديية، منها أنواع نادرة مثل الضبع المخطط والغزال المصري والغزال الأبيض والثعلب الأحمر وثعلب الفنك، إضافة إلى 32 نوعاً من الزواحف و164 نوعاً من الطيور وأعداد كثيرة من اللافقاريات والحشرات.
تم إعلان سيوة  محمية طبيعية عام 2002 لتشمل ثلاث مناطق بمساحة إجمالية تبلغ 7800 كيلومتر مربع. يحيط بها من الشمال سهل الدفة، ومن الغرب الحدود المصرية مع ليبيا، ومن الشرق منخفض القطارة وهو أحد أكبر وأعمق المنخفضات في العالم، بينما يمتد بحر الرمال الأعظم جنوباً لمئات الكيلومترات. وتعد البيئة الصحراوية في سيوة من أشد البيئات جفافاً في الصحراء الغربية لمصر.
مقصد سياحي... ومشاكل
السياحة التاريخية من مقومات الجذب إلى سيوة، إذ تعاقب عليها منذ عهد قديم كثير من الحكام وتركوا فيها آثاراً نُهب معظمها في عهود متفاوتة، منها مقابر ومعابد منقورة في الجبال مثل جبل بلاد الروم أو جبل الموتى ومعبد أم عبيدة أو معبد الوحي. وهناك سياحة السفاري، حيث بحر الرمال الأعظم والواحات المندثرة والقرية المتحجرة والقواقع المتحجرة. هناك أيضاً السياحة العلاجية، إذ تنتشر في سيوة عيون المياه الطبيعية الساخنة الصالحة لعلاج الروماتيزم وآلام المفاصل، كما تتميز بمنطقة الدكرور حيث «يُدفن» السياح في الرمال الساخنة.
تواجه واحة سيوه مشكلة التصحر، إضافة إلى مشكلة مزدوجة في مواردها المائية تتمثل، من جهة، في استهلاك المياه الجوفية من «الخزان الرملي النوبي» بمقدار يتجاوز قدرته على التجدد. وذلك لتلبية متطلبات الزراعة واستصلاح الأراضي التي اجتذبت مستثمرين من خارج الواحة بتشجيع من الحكومة، وأيضاً لتلبية صناعة التعبئة، فهناك خمسة مصانع للمياه المعبأة في محيط الواحة.
من جهة أخرى، تعاني الواحة من تدهور نظام تصريف المياه الزراعية، مما يؤدي إلى تملّح الأراضي وهدر المياه، بحيث نشأت بحيرة كبيرة من المياه العادمة التي لا تصلح للزراعة ولا للشرب.
وتعاني الواحة من خسارة التنوع البيولوجي بسبب النشاطات البشرية، خصوصاً الزراعة والسياحة والعمران واقتلاع النباتات المتوطنة. كما أن سعي المزارعين إلى زراعة الأصناف المطلوبة تجارياً أدخل إلى الواحة أمراضاً زراعية جديدة لم تكن موجودة في نظامهم الزراعي شبه المعزول. ثم إن الانفتاح السياحي في العقود الأخيرة أحدث تغيّرات في الأنماط السلوكية للسكان، مثل ظاهرة تسوّل الأطفال من السياح.
سيوة منطقة مميزة في مصر تستحق برنامجاً جدياً لتنمية مستدامة.
واحة في بحر الرمال الأعظم سيوة المصرية
معبد في جبل الموتى
في الداخل
أحد سكان واحة سيوة
السياحة العلاجية جاذب الى واحة سيوة، خصوصاً للسباحة في برك المياه المعدنية
من مصنوعات نساء سيوة
يعسوب على بركة مياه
أطلال البيوت القديمة
الجدار الوحيد الباقي من معبد أمون
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.