Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
جوناثان واتس - بيجينغ الري في الصين يستنزف الماء والطاقة  
أيلول (سبتمبر) 2013 / عدد 186
الاستغلال المفرط للمياه الجوفية في شمال الصين يجعل مستوياتها تهبط بمعدل مترين سنوياً في بعض المناطق. وضخ المياه العميقة للري يستهلك طاقة لا يستهان بها ويزيد الانبعاثات الكربونية في هذه البلاد التي تعتبر أكبر نافث لهذه الانبعاثات في العالم
 
جوناثان واتس (بيجينغ)
ري المزارع الصينية بالمياه التي تضخ من آبار جوفية عميقة مسؤول عن انبعاث 33 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، ما يعادل مجمل انبعاثات نيوزيلندا، بحسب دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء البريطانيين والصينيين. وتسلط الدراسة الضوء على ارتفاع التكاليف الطاقوية والمناخية التي يتسبب بها ري المزروعات في شمال الصين المبتلي بالجفاف، والتي يتم تجاهلها غالباً، حيث يترتب على المزارعين استخراج المياه الجوفية العميقة لأن الأنهار والبحيرات السطحية ملوثة ويتم استغلالها بإفراط لحاجات المصانع والمدن.
وجد الباحثون أن كمية المياه الجوفية المستعملة للري في الصين ازدادت من 10 بلايين متر مكعب عام 1950 الى أكثر من 100 بليون متر مكعب في السنة حالياً. وتأتي الصين ثانية بعد الهند في استغلال المياه الجوفية غير المتجددة.
نتيجة لذلك، تهبط مستويات المياه الجوفية في بعض المناطق بمعدل يزيد على مترين سنوياً. وبات لزاماً على ملايين المزارعين في أقاليم هوبي وهينان وشانكزي أن يضخوا من آبار جوفية على عمق 70 متراً. وهذا الضخ مسرف في استهلاك الطاقة، ومسؤول حالياً عن قرابة نصف في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الصين، أكبر نافث للانبعاثات الكربونية في العالم.
يقول واضعو الدراسة، وهم علماء من جامعة إيست أنغليا ومركز تيندال لأبحاث تغير المناخ في بريطانيا والأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، إن نتائج أبحاثهم تؤكد الحاجة الى سياسات أقوى للحفاظ على المياه. وأشار دكلان كونواي، أحد كبار فريق الباحثين، إلى أن «المزارعين يحفرون مزيداً من الآبار ويضخون من طبقات أعمق. هناك الآن مناطق ساخنة تأثرت كثيراً، وثمة دلائل على وجوب توقف هذه الممارسات غير المستدامة». وأضاف أن الدراسة أظهرت فائدة لم تؤخذ في الحسبان سابقاً للإدارة الأفضل للمياه: «فإضافة الى الاقتصاد بالمياه، قد نحصل على فائدة متممة هي الاقتصاد بالطاقة».
لطالما اعتبرت العلاقة المتلازمة بين المياه والطاقة عائقاً محتملاً للتنمية الاقتصادية في الصين. وأكدت ذلك تقارير حديثة أفادت أن إنتاج الطاقة الكهرمائية هبط بنسبة 3,5 في المئة عام 2011 نتيجة موجات جفاف حادة غير معتادة. لكن الدراسة الأخيرة تعمقت أكثر في ربط هذا الهبوط بإنتاج الغذاء وانبعاثات غازات الدفيئة التي تؤثر في المناخ العالمي.
في الصين، تحتاج زراعة القمح اللازم لإنتاج رغيف خبز الى 500 ليتر من المياه التي يأتي معظمها من آبار جوفية عميقة. وهذا يتطلب طاقة لعمليات الحفر والضخ. ولا تشمل الدراسة المياه المحولة على السطح عن طريق مشاريع هندسة مائية كبرى مثل تحويل المياه من الجنوب الى الشمال. وتحذر من أن الطلب على المياه في الصين مستقبلاً قد يزداد بمقدار 500 كيلومتر مكعب بين سنتي 2003 و2030 بسبب تغير المناخ والنمو السكاني وارتفاع مستويات المعيشة.
لقد أعلنت الحكومة الصينية أن الحفاظ على المياه أولوية وطنية. ولكن يصعب منع المزارعين من حفر الآبار بشكل سري في أراضيهم، ما لم تصبح الطاقة أكثر كلفة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.