Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
علي ياحي - تونس بعد ثورة الياسمين أي سياحة في تونس؟  
أيلول (سبتمبر) 2013 / عدد 186
انخفضت أعداد السياح في تونس من 7 ملايين سنوياً قبل الثورة إلى 3 ملايين بسبب الفوضى وغياب الأمن، وبات استقطاب السياح الخليجيين أولوية في المرحلة المقبلة
 
علي ياحي (تونس)
تشهد دول «الربيع العربي» التي نجحت في ثوراتها الشعبية وأسقطت الأنظمة المستبدة، ممثلة في تونس ومصر وليبيا، توترات كبيرة اعتبرها البعض طبيعية نظراً الى تراكمات الأنظمة السابقة، واعتبر آخرون أنها تندرج ضمن الانتقال الديموقراطي الذي يسبق الاستقرار المنتظر. لكن بين هذا وذاك تبقى اقتصادات هذه الدول في تراجع، لارتباط كل منها بمداخيل اهتزت من جراء استمرار حالات عدم الاستقرار.
تونس هي إحدى دول الربيع العربي، والسباقة الى إعلان الثورة ضد الاستبداد. وهي تعرف حراكاً على جميع المستويات أدى الى تعطيل التنمية وتسبب في تراجع مداخيل البلاد. ومن أهم الركائز التي تراهن عليها في اقتصادها قطاع السياحة المرتبط جيداً بالبيئة والتنمية.
زائر تونس «الخضراء» بعد الثورة يندهش إلى درجة الارتباك مما آلت إليه حالها، ولا سيما الذين يعرفونها قبل 14 كانون الثاني (يناير) 2011. فمشاهد الفوضى وانتشار النفايات تثير الانتباه بشكل لافت.
شارع الحبيب بورقيبة، القلب النابض للعاصمة تونس، كان الى وقت قريب مفخرة التونسيين لنظافته وهدوئه وأمنه وجماله، فبات مصدر نفور الجميع، خصوصاً السياح الذين انخفض عددهم حتى باتوا يحسبون على أصابع اليد، بعدما كان هذا الشارع يعج بهم من مختلف الجنسيات. وينسحب ذلك على منطقة الحمامات، التي كانت نقطة استقطاب السياح لروعة شواطئها، وكذلك القيروان وطبرقة وصحارى الجنوب التي تشتهر بالإبل والمناظر الخلابة وتقاليد سكان المنطقة صيفاً وشتاء.
الأرقام تحكي
تكشف إحصاءات رسمية قدمها الديوان الوطني للسياحة التونسية إلى «البيئة والتنمية» عن تراجع عدد السياح الأجانب بأكثر من 50 في المئة، مقارنة بما كان قبل الثورة. فخلال الأعوام الثلاثة التي سبقت الثورة، كانت تونس تستقبل ما يقارب سبعة ملايين سائح سنوياً، ليتراجع توافد السياح إلى ثلاثة ملايين في السنة الأولى من الثورة. وتراجع الاستثمار الأجنبي في القطاع السياحي بنحو 50 في المئة، الأمر الذي دفع المعنيين والسلطات الحكومية الى دق ناقوس الخطر، باعتبار أن القطاع السياحي في تونس يساهم بأكثر من سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر 400 ألف فرصة عمل. وأرجع الديوان أسباب التراجع إلى انتشار العنف والتسيب وغياب الأمن بعد «ثورة الياسمين»، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، مشيراً إلى أن تونس كانت تستحوذ على نحو 15 في المئة من حصة السياحة في أفريقيا.
وتراجعت إيرادات السياحة بنسبة 3,1 في المئة وعدد السياح بنسبة 5 في المئة خلال الربع الأول من 2013، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وبلغت الايرادات خلال هذه الفترة 645 مليون دينار (390 مليون دولار).
وقال محمد بوصفاري، وهو صاحب وكالة سياحية في منطقة الحمامات، إن الحجوزات السياحية تراجعت هذه السنة بنحو 25 في المئة، ومعظمها لسياح من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا، مشيراً إلى أن غالبية الحجوزات تحولت إلى المغرب.
وأكد روني الطرابلسي، مدير عام وكالة السفر «رويال فورست ترافل» المتخصصة في الوجهة التونسية وفي الحج الى معبد «الغريبة» في جربة، أن سياسة الانفتاح ضرورية لإعادة المكانة المفقودة إلى الوجهة التونسية في السوق الدولية. وأشار الى أن إعادة التدفق السياحي يتطلب تحقيق الاستقرار على المستويات الأمنية والاجتماعية والسياسية، وجهوداً كبيرة في التسويق، معتبراً أن سنة 2013 ستكون حاسمة للسياحة التونسية، لأن تونس لا تتحمل سنة ثالثة سلبية سياحياً.
ودعت أسماء بحري، وهي منظمة رحلات سياحية، إلى فتح أسواق جديدة لتنويع مصادر الإيرادات السياحية وتجاوز وضعية الاعتماد المفرط على السياح الأوروبيين، خصوصاً الفرنسيين، الذين يشكلون اليوم أكثر من 80 في المئة من السياح الوافدين إلى تونس.
ويرى مدير الأسواق العربية في ديوان السياحة التونسية صلاح بن دخيل أن السائح الخليجي هو المستهدف في الفترة المقبلة، موضحاً أن تونس شاركت للعام الثاني على التوالي في معرض الرياض الدولي للسفر والسياحة، بهدف دعم صورتها سياحياً في بلدان الخليج والرفع من حصتها في هذه السوق، إذ يمثل الخليجيون 1 في المئة فقط من السياح القادمين إلى تونس.
على رغم الواقع المرير، يرفض وزير السياحة في الحكومة التونسية الموقتة جمال قمرة وصف قطاع السياحة بأنه «يحتضر». وقال إن هذا الوصف مبالغ فيه، معترفاً بأن تونس فقدت نحو مليوني سائح خلال العام 2011، «لكننا تمكنا من استعادة مليون سائح خلال 2012، ونستهدف الوصول إلى المستوى السابق وهو سبعة ملايين خلال هذه السنة».
السياحة البيئية هي المتضرر الأكبر
السياحة البيئية تخرج المرء من نسق العمل اليومى إلى الراحة والاستجمام والاستمتاع في الطبيعة. وقد تكون في أبسط صورها رحلة إلى البر، أو ارتياد الصحراء للتمتع بجمالها وسكينتها، أو زيارة المدن الساحلية والمناطق الجبلية. وقد تكون سياحة فى البحر، للنزهة أو الصيد أو السباحة أو الغوص للكشف عما في أعماقه من كائنات بحرية فريدة وشعاب مرجانية نادرة. إنها سفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها.
وقد عملت تونس على إدراج هذا المفهوم الجديد ضمن استراتجيتها السياحية، خصوصاً أنها تزخر بتنوع المواقع الطبيعية والمكونات البيئية التى جعلت منها نقطة جذب رئيسية. لكن عدم استقرار الوضع وغياب الأمن خاصة جعل من التوجه إلى الجبال أو الغابات أو الصحارى أمراً على جانب من الخطورة، ما أدى الى غياب شبه كلي للسياحة البيئية في تونس.

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.