كثرت حوادث الزلازل في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة. وتناقل الناس أخباراً وأقاويل وإشاعات عن قرب وقوع نكبة تمحو الأخضر واليابس. وفي 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي بثت شبكة NNC الأميركية تقريراً توقع حدوث زلزال قوي يضرب لبنان وشرق البحر الأبيض المتوسط في 15 كانون الثاني (يناير) 1997، ويزهق ألوف الأرواح ويغرق المنطقة في دمار اقتصادي. لكن الزلزال المنتظر لم يأتِ، بل لا يمكن ترقبه قبل عشرين يوماً، ولا قبل يوم واحد، بحسب رأي العلماء. فهو قد يضرب اليوم أو غداً أو بعد ألف سنة. وحتى الأميركيون واليابانيون الذين يملكون أحدث المعدات لقياس الزلازل لا يمكنهم تحديد الهزة الا قبل ثلاث أو أربع دقائق من حصولها، وبشرط توافر الأجهزة المتطورة في موقع الهزة.
الزلزالية هي معدل حدوث الزلازل في منطقة ما. ويظن البعض أن منطقة الشرق الأوسط لم تشهد نشاطاً زلزالياً أو بركانياً على مرّ العصور. لكن الحقيقة ليست كذلك.
تمتاز المنطقة العربية ببيئات زلزالية متنوعة. فثمة تصادم قاري بسيط نسبياً بين الصفيحة العربية والصفيحة الافريقية ناشط حالياً في شمال شرق العراق، فيما يحدث تصادم قاري أكثر تعقيداً في شمال غرب أفريقيا على طول حزام جبال الريف وأطلس في المغرب والجزائر وتونس. وتعتبر حدود الصفائح في البحر الأحمر وخليج عدن منطقة زلزالية ناشطة تمتد الى منخفض عفار في جيبوتي. وثمة مناطق عديدة في العالم العربي ناشطة زلزالياً، أبرزها غرب شبه الجزيرة العربية ومصر والسودان وليبيا والجزائر.
يقع الشرق الأوسط في منطقة معقدة التركيب، تتكون من صفائح صغيرة نسبياً انشطرت من الصفائح الرئيسية الكبرى. وتتوسط المنطقة صفيحة شبه الجزيرة العربية التي تكونت حديثاً بعد انفصالها عن الصفيحة الأفريقية الأم التي كانت جزءاً منها حتى ظهور فالق البحر الأحمر، واتجاهها الى الشمال الشرقي للتصادم مع الصفيحة القارية الايرانية. فتكوّن إثر ذلك أخدود البحر الميت وخليج العقبة الذي يربط جبال زاغروس مع البحر الأحمر مكوّناً حزاماً زلزالياً ناشطاً طوله حوالى 1000 كيلومتر. ونتيجة هذا الانفصال، نشأت نقطة التقاء ثلاث أذرع زلزالية ناشطة.
تتحرك صفيحة شبه الجزيرة العربية ناحية الشمال الشرقي تجاه الحد المتقارب مع إيران، الذي تكونت عنده جبال زاغروس الشاهقة حيث تكثر الزلازل المدمرة. كما تتحرك ناحية الشمال تجاه الحد المتقارب مع تركيا وجبال الأناضول. أما حدها عند البحر الأحمر فهو متباعد يتسع على طوله البحر الأحمر ويزيد عنده النشاط البركاني، خصوصاً في اليمن وشمال شبه الجزيرة العربية. وغالبية الزلازل هنا بحرية تقع خصوصاً في جنوب البحر الأحمر. ولا تزيد معدلات حركة شبه الجزيرة العربية على سنتيمترين في السنة، وهي أقل في الشمال.
تشير السجلات الزلزالية التاريخية في المنطقة الى وقوع أكثر من 2600 زلزال منذ العام 672 راوحت قوتها بين 3,1 و6,7 درجات على مقياس ريختر، معظمها على حدود الصفيحة العربية. وشهدت المنطقة في 1759 و1822 و1837 زلازل عنيفة أدت الى مقتل أكثر من 30 ألف نسمة. ولا ننسَ زلزال المدينة المنوّرة عام 1256 الذي يعتقد أنه من أصل بركاني. وقد غطت الحمم البركانية خلاله مساحات شاسعة. ومنذ 1983 تم رصد نحو 150 زلزالاً في منطقة العقبة بقوة راوحت بين 4 و6 درجات.
ويتركز النشاط الزلزالي في الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك زلزال ذمار الذي ضرب اليمن عام 1982 وكان بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، وأدى الى مقتل نحو 1200 شخص وتدمير 1500 قرية وتشريد نحو نصف مليون مواطن.
بلاد الشام
كانت بلاد الشام تزخر بالمراكز العمرانية الكبيرة التي توالت عليها حضارات وشعوب مختلفة. وهي تعرضت لكثير من الزلازل على مرّ العصور، فتدمرت بعض مدنها وهلك من أهلها كثيرون. وكان الأقدمون يلجأون الى المساجد والمعابد ويبتهلون الى الله ليرفع عنهم تلك الشدائد. وفتكت بالمنطقة موجة من الزلازل المتتالية بين القرن الثامن والقرن الثاني عشر، أثرت في ديموغرافيتها وعمرانها، إذ دمرت معالم كثيرة واختفى بعضها تماماً أو أصبح أكواماً من الحجارة. وهلكت أعداد كبيرة من الناس، مما أثر في الحياة الاقتصادية والزراعية والاجتماعية والثقافية. وكان للزلازل التي أصابت الأردن وفلسطين في العصرين الأيوبي والمملوكي أثر كبير في السكان والعمران.
في العامين 1068 و1070 دمرت مدينة ايلة في العقبة وانخسفت. ولم يبق منها سوى آثار قليلة. وعندما جاء الملك بلدوين الى المدينة، أعاد بناء قلعتيها البرية والبحرية. وشهد شمال الأردن زلزالاً قوياً عام 1170 استمر نحو أربعة أشهر، فسقطت الأبراج القديمة والأبنية ودور العبادة. كما عانى الأردن نكبة زلزالية متسلسلة حقيقية بدأت في القرن الرابع عشر واستمرت قرناً ونصف قرن، مما أدى الى تدني كثافته السكانية، وخلت مدن وقرى من أهلها وشاع فيها الخراب والدمار. وترافقت الزلازل بهزات متلاحقة، كان بعضها متواصلاً ليلاً ونهاراً واستمر نحو عشرة أشهر. وكان بعض آخر مصحوباً بحمم باطنية، وأدى الى انحسار المياه في البحر الأبيض المتوسط وظهور اليابسة للعيان.
ضربت الزلازل الشام عام 835، ودامت أربعين يوماً، وكان معظمها في مدينة أنطاكية فهدمتها. وفي العام 847 كثرت الزلازل في العالم بأسره، خصوصاً في بلاد المغرب والشام. وأصابت أنطاكية وحمص ودمشق والجزيرة والموصل ودامت عدة أيام. وفي 856 أصيبت منطقة الشرق الأدنى بزلزال عظيم شعر به سكان تونس واليمن وخراسان وجرجان وأصبهان. فانشقت الجبال وتصدعت الأرض ونزلت صواعق. وفي العام 860 ضربت المنطقة زلازل مروعة خربت المدن وتركزت في سواحل الشام. ولم يبقَ من منازل اللاذقية سوى القليل، ومات كثيرون من أهلها تحت الهدم. وفي 972 زلزلت دمشق وتهدمت الحصون ووقعت بعض أبراج مدينة أنطاكية. وفي 991 ضرب زلزال مروّع مدينة دمشق فسقط فيها ألف دار، ووصلت آثاره الى بعلبك في لبنان حيث خسفت قرية بأكملها وهلك العديد من الناس، واستمر شهراً كاملاً.
وفي العام 1034 كثرت الزلازل في بلاد الشام ومصر، وابتلعت الأرض عدة قرى مع أهاليها. واستمرت الزلازل تعصف بالمنطقة في العصرين النوري والأيوبي. ففي 1156، مثلاً، جاءت سلسلة من الزلازل استمرت خمسة أشهر، وكان تأثيرها عظيماً على العمران والبشر. وفي 1170 وقع زلزال عظيم متتابع عمّ بلاد الشام والجزيرة والموصل والعراق. وفي 1201 ضرب زلزال عنيف مصر وبلاد الشام وساحل البحر الأبيض المتوسط والعراق والأناضول، وصاحبه انخساف أرض في بعض الأماكن. وقدرت مصادر عربية معاصرة خسائر الأرواح بنحو مليون ومئة ألف نسمة. وفي 1303 ضرب زلزال عظيم مصر والشام، ويروى أنه استمرّ أربعين يوماً ولم يترك شيئاً إلا دمره.
الزلازل في لبنان
يمر باطن الأرض في دورات تتجمع خلالها الطاقة بفعل حركة الصفائح. وعندما يصل تجمع الطاقة الى حده الأقصى تتسرب الى الخارج من خلال نقاط ضعف تسمى فوالق. وهذا يسبب تحرك الفالق من جديد واهتزازه.
يقع لبنان على حدود ثلاث صفائح قارية: الصفيحة الافريقية والصفيحة العربية والصفيحة الاوراسية. تتحرك الصفيحة الافريقية الى الجنوب الغربي، والصفيحة العربية الى الشمال الشرقي، وتتباعدان بمعدل سنتيمترين في السنة. ويقطع لبنان فالق البحر الميت القائم بين الصفيحتين. فهو يبدأ في البحر الأحمر، ويتجه شمالاً الى الأردن عبر خليج العقبة، فيعبر البحر الميت وصولاً الى لبنان حيث يسمى فالق اليمونة، وبعده يتجه الى سوريا حيث يسمى فالق الغاب، ومنها الى جنوب تركيا حيث يتصل بفالق شرق الأناضول. لكن معابر الزلازل في لبنان لا تقتصر على هذا الفالق، فهناك عشرات الصدوع الصغيرة الأخرى. وفي بيروت وحدها خمسة صدوع معروفة: يجري الأول في نهر بيروت، ويبدأ الثاني في النورماندي ويتوجه صوب المطار، واكتشف الثالث حديثاً في رأس بيروت، ويمتد الفالقان الآخران على طول الخط الساحلي لبيروت وينفصلان عند رأسها البحري.
ومنذ العام 1900 توزعت الزلازل في شكل ملحوظ في الجهة الجنوبية من لبنان في مقابل فراغ زلزالي في الجهة الشمالية، أي ان الطاقة تخرج باستمرار في الجهة الجنوبية وتتجلى في هزات خفيفة. غير أن الفراغ في الجهة الشمالية قد يكون خطيراً من جراء انحباس ضغط الطاقة فيها، وقد تشهد أحداثاً زلزالية في المستقبل. لكن هذه كلها مجرد توقعات قد لا تحصل. أما بيروت، فصخورها رملية لكنها ترشح. وإذا وقعت هزة تخطت قوتها 6,5 درجات، فقد يحصل تسيّل في الطبقات الأرضية مما يؤدي الى انزلاق الأبنية. والهزات الخفيفة تنفيس تدريجي للطاقة في باطن الأرض، وهي قد تؤخر حصول زلزال عنيف. أما الهزة القوية التي ضربت سوريا ولبنان ليلة 24 كانون الأول (ديسمبر) 1996 فقد تكون مؤشراً الى أن الطاقة تتحرك على جزء من فالق اليمونة الذي يحد سلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع بعدما خمدت فيه فترة طويلة. إلا أن هذا الأمر يظل في دائرة الاحتمالات.
يرى معظم العلماء أن الزلازل تحدث في فترات دورية عبر التاريخ. وقد كشفت الدراسات أن لبنان يشهد كل 250 سنة تقريباً زلزالاً عنيفاً بقوة سبع درجات أو أكثر على مقياس ريختر. فالطاقة التي تسببت في زلزال بعلبك عام 1759 يلزمها نحو 250 سنة لتتجمع من جديد. والطاقة التي تسببت في زلزال 1956 يلزمها ما لا يقل عن 40 سنة للتجمع مجدداً. لكن هذا لا يعني أن الزلزال واقع فعلاً. فالطاقة المتجمعة قد تنفث على مراحل، وبشكل خفيف أو غير محسوس. ولكن لا بد من أخذ استعدادات فورية لمواجهة أي طارئ.
وأبرز الزلازل التي ضربت لبنان خلال التاريخ المعروف زلزال 525 قبل الميلاد الذي دمر صور كلياً، وزلزال 349م. الذي دمر معظم بيروت، وزلزال 557م. الذي دمر بيروت بكاملها وأحدث أضراراً جسيمة في طرابلس وصور والساحل وأدى الى وقوع جزء من رأس شكا في البحر، وزلزال 1170 الذي دمر طرابلس، وزلزال 1759 الذي دمر بيروت ودمشق وقتل أكثر من 40 ألف شخص، وأسقط ثلاثة أعمدة من تسعة في قلعة بعلبك. أما زلزال 1956 الذي ضرب بلدة شحيم بقوة 5,4 درجات فأدى الى سقوط 135 ضحية وتدمير 6000 منزل. ويروي شاهد عيان أن الناس خرجوا الى الطرق يصرخون هلعاً ويتراكضون بحيث لم يعِ الواحد منهم أنه يدوس أخاه المطروح أرضاً.
مصر والعراق
تقع مصر ضمن صفيحة القارة الافريقية، وتتحرك ناحية الشمال الغربي بعيداً عن البحر الأحمر في اتجاه أوروبا. ومعدل حركتها في كلا الاتجاهين ضئيل لا يتعدى تسعة مليمترات سنوياً. وليس في مصر، عند حد تباعد البحر الأحمر، نشاط بركاني أو زلزالي، مما يوحي بأن تباعد قشرة الأرض يحصل ببطء شديد في شمال البحر الأحمر، خلافاً لجنوبه.
تحدث معظم الزلازل في مصر على طول فالق كبير يتجه الى الشمال الغربي، يبدأ من مدخل خليج السويس، مروراً بالخليج، ويقطع الدلتا، ويمتد في البحر الأبيـــــض المتوســــط. وقــد شــــــهدت مصـــر في الـ 1200 سنة الماضية نحو خمسين زلزالاً كبيراً، بمعدل أربعة في القرن. وأشد المناطق تعرضاً لتلك الزلازل مدخل خليج السويس الذي شهد آخر زلزال مدمر عام 1969، ومحافظة الشرقية التي تأثرت مدنها بسلسلة من الهزات بدأت عام 2200 قبل الميلاد وكان من ضمنها زلزال 1974. ويقال إن دمار الجزء الشمالي الشرقي من مصر وغرقه تحت بحيرة المنزلة كان نتيجة زلزال حدث في أوائل القرن السابع الميلادي. وزلازل قناة السويس- البحر المتوسط مدمرة لأن ذلك الحد هو من الحدود التحويلية التي تحدث على طولها إزاحة الصخور عن مواقعها. وفي ما عدا ذلك، تقع مصر في جزء مستقر من قشرة الأرض لا تحدث فيه الزلازل إلا في فترات متباعدة. أما الزلزال الكبير الذي ضرب مصر في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 1992 فكان نتيجة تحرك أحد صدوع القشرة الأرضية جنوب القاهرة. وهذا أمر نادر، إذ حدث للمرة الأخيرة عام 1847.
وفي العراق، تتركز معظم الحركات التكتونية الحديثة في شرقه وشمال شرقه، أي بالقرب من حزام جبال زاغروس. وتشير الأدلة الجيولوجية الى أن وسط إيران كان على الأرجح قارة صغيرة خلال فترة من العصر الوسيط وعند انفصال الصفيحة الافريقية-العربية عن الصفيحة الاوراسية. وكانت هذه القارة الصغيرة محاطة بمناطق تصادم تتجلى الآن في السلسلة الشرقية الايرانية، وسلسلة جبال البروز في الشمال، وسلسلة سنانداج-سيرجان في الغرب. والمنطقة الوحيدة التي لا تزال تخضع فيها اليابسة لحركة تقارب بين الصفائح تحت إيران هي مكران في جنوب إيران. ويصاحب هذه الحركة التصادمية حزام بركاني ناشط.
وجبال زاغروس حزام يمتد مسافة 1500 كيلومتر تقريباً في اتجاه شمال غرب-جنوب شرق، على طول الجزء الغربي من إيران وشمال شرق العراق، من عُمان الى جنوب شرق الحدود التركية في الشمال الغربي. تحدث الزلازل هنا في منطقة عرضها نحو 200 كيلومتر موازية للحزام. وينشأ معظمها في قشرة الصفيحة العربية الكامنة تحت حزام زاغروس. واللافت في التوزيع الجغرافي للمنطقة أن فالق زاغروس الأساسي يبدو منطقة غير زلزالية. وكذلك هي الحال في سلسلة سنانداج-سيرجان الواقعة مباشرة الى شمال شرق منطقة الفالق. وثمة منطقتان ناشطتان زلزالياً في فالق زاغروس، هما الجزء الجنوبي من الحزام قرب عُمان، والجزء الشمالي من الحزام بموازاة الفالق الأساسي الحديث. وتشير الدراسات الزلزالية في العراق الى أن أهم الزلازل تولدت في شرق العراق على طول حزام زاغروس.
الجزيرة العربية وشمال افريقيا
تتميز الجغرافيا الطبيعية للبحر الأحمر بحوضين أساسيين: الحوض الأساسي والحوض المحوري. يغطي المحور الأساسي الجزء المركزي من البحر الأحمر ويمتد مسافة 1500 كيلومتر، ولا يتعدى عمقه الكيلومتر. ويلتقي هذا الحوض في وسط البحر الأحمر بالحوض المحوري، الذي يراوح عرضه بين 30 كيلومتراً شمالاً و10 كيلومترات في جنوب البحر الأحمر.
وتشير السجلات التاريخية الى أن النشاط الزلزالي متّقد في جيبوتي الواقعة عند نقطة التقاء فالق عفار الثلاثي. ففي 1929 ضرب زلزال عنيف الطرف الشرقي لخليج تجورا، على بعد 30 كيلومتراً فقط من مدينة جيبوتي. وفي 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 1978 حدثت موجة من الزلازل قرب الطرف الغربي لخليج تاجورا وامتداده في غبة الخرب. وفي 1980 ضربت موجة من الزلازل شمال شرق الصومال وجنوب جيبوتي.
النشاط البركاني في غرب شبه الجزيرة العربية يوحي أن المنطقة بيئة تكتونية ناشطة. واللافت أن التشوهات الداخلية في الصفيحة العربية أكثر بروزاً وانتشاراً مما هي في الجهة الافريقية من البحر الأحمر. والدليل المباشر على وجود خطر زلزالي في غرب شبه الجزيرة العربية ماثل في الزلازل المعتدلة التي تضرب الجزء الجنوبي من المملكة العربية السعودية. ففي كانون الثاني (يناير) 1941 ضرب زلزال بقوة 6,25 درجات منطقة تبعد 30 كيلومتراً عن جيزان بالقرب من بلدة أبو عريش، تلاه بعد ثلاثة أسابيع زلزال بقوة 5,5 درجات. وفي 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1965 وقع زلزال بالقرب من الحدود السعودية اليمنية في شرق أبو عريش.
ويمتد حزام جبال أطلس نحو 2000 كيلومتر طولاً بعرض 200-400 كيلومتر، من ساحل المحيط الأطلسي الى فالق أطلس الجنوبي. وتحدث بعض الزلازل البحرية الكبيرة في غرب مضيق جبل طارق، منها زلزال لشبونة الشهير في البرتغال الذي وقع عام 1755 وسبب موجة »تسونامي« مدمرة في المحيط الأطلسي.
والمستوى المتدني ظاهرياً للنشاط الزلزالي في حزام أطلس لا يعكس بالضرورة الوضع الزلزالي للمنطقة. فزلزال الأصنام، مثلاً، الذي ضرب الجزائر في تشرين الأول (أكتوبر) 1980 وكان بقوة 7,3 درجات، هو الحدث الأبرز في حزام أطلس منذ 1790. وقد أسفر عن صدع أرضي طوله نحو 30 كيلومتراً وعرضه ثلاثة أمتار. ويلاحظ بعض العلماء أن زلزالية حزام أطلس ناشطة في أعماق قد تصل الى 160 كيلومتراً ؟
جـولـي صليبـا
كادر
كيف تتصرف عند حدوث هزة أرضية؟
عند أول إحساس بالهزة، إتبع التعليمات الآتية:
- إن كنت داخل مبنى، إحمِ نفسك تحت طاولة متينة أو سرير. لا تهرب أثناء الهزة لتفادي وقوع الأشياء عليك، كالتلفاز أو الرفوف أو الزجاج المتناثر.
- إن كنت في الشارع، إبتعد عن الأبنية أو الأسلاك الكهربائية. ولا تحتمِ بشرفة أو سقف كي لا تقع عليك أنقاض.
- إن كنت في السيارة، أوقفها بعيداً عن الأبنية والأسلاك الكهربائية، وابقَ في داخلها احتماء من الحطام أو الردم.
وبعد الهزة مباشرة:
- استمع الى الراديو لاتباع التعليمات اللازمة.
- اقطع امدادات الغاز والكهرباء. لا تضئ شعلة ولا سيجارة لتفادي أي انفجار أو حريق.
- أخلِ الأماكن الخطرة، ولا تنسَ الحاجات الضرورية (تذاكر الهوية، راديو على البطارية، مصباح كهربائي، أدوية) وذلك بانتظار النجدة.
- لا تستعمل المصعد الكهربائي كي لا تحتجز في داخله.
- لا تدخل الى مبنى متصدع أو متضرر لئلا يقع لك حادث بسبب الردم أو الانهيار.