أظهرت الأجوبة عن الأسئلة السبعة عشر في الاستطلاع البيئي للرأي العام العربي الذي أجرته "البيئة والتنمية"، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة الدول العربية، توافقا في الآراء يصل، عمليا ،الى مستوى الاجماع على تحديد مبدئي للاخطار ورسم لتصورات العمل الضروري لتلافيها او الحد منها. بعض هذه الأجوبة يشكل انذارا وضوءا احمر.وبعضها يحدد المطلوب ويشير الى من يجب ان يتنكب المسؤولية، فلا يستثني أحدا وان خصص الحكومات. بين هذه الأسس والخطوط العريضة التي يجب ان ينطلق منها العمل قول 85% من جميع من أجاب عن الأسئلة ان البيئة تسير نحو الأسوأ، بينما رأى 94,8% ان هناك خطرا حقيقيا على صحة الأجيال القادمة. واعتبر 97,8% من المجموع ان الانسان هو السبب الرئيسي في تردي اوضاع البيئة. ودعا 96,6% الى اعتبار حفظ البيئة للأجيال القادمة أولوية كبرى. ورأى 95,2% ان الدور الرئيسي في حماية البيئة يعود الى الحكومة، اما الدور الذي يلي دورها فهو في رأي 82,5% للأفراد، وحل دور الهيئات الأهلية بعدهما. وقال 97,1% ان على الحكومات القيام باعمال اقوى مما تقوم به حاليا لوقف تدهور البيئة. ودعت نسبة بلغت 92,5% الى فرض قوانين اشد صرامة للحفاظ على البيئة. وأبدى 77% قبولاً لضرائب بيئية. الأجوبة جميعها تقول أشياء مهمة جداً، لكن هناك قولا مشتركا يتردد دائماً وهو "فلنسرع".
85 %: البيئة تتدهور
95,2 %: الحكومات مسؤولة
77 %: نعم لضرائب بيئية
92,5%: مع قوانين بيئية أشد
شارك في استطلاع "الرأي العام العربي والبيئة" الذي أجرته "البيئة والتنمية" أفراد من 18 بلداً عربياً هي: لبنان، سورية، الأردن، فلسطين، العراق، السعودية، الكويت، الامارات العربية المتحدة، قطر، عمان، البحرين، اليمن، مصر، السودان، المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر. وتم توزيع الاستمارات داخل مجلة "البيئة والتنمية" وعبر تلفزيون المستقبل الفضائي ومكاتب جامعة الدول العربية والمكتب الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وجاءت الإجابات إما كتابة أو على الانترنت. وحللت الاستمارات المؤسسة العربية للدراسات والبحوث الاستشارية (PARC)، وفق المعايير المعتمدة عالمياً. وقد عبّأ المشاركون الاستمارات بأنفسهم طوعاً، وتم قبول الاستمارات الكاملة فقط مع الأسماء والعناوين وجميع الإجابات والمعلومات المطلوبة. واعتبر المحللون العيّنة معبّرة عن الجمهور المستهدف، اذ انها وصلت الى شرائح متنوعة من الناس. وهذا يجعل من الاستطلاع الأول من نوعه في العالم العربي. وما أعطاه وزناً مشاركة أطراف قوية فيه، حيث أعدته وأدارته مجلة "البيئة والتنمية"، ذات الانتشار العربي الواسع، بالتعاون مع مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة التابع لجامعة الدول العربية والمكتب الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ودعمه تلفزيون المستقبل الفضائي بحملة غطت جميع أرجاء العالم العربي.
رأت غالبية المشاركين في الاستطلاع (85,6%) ان وضع البيئة حيث يعيشون أصبح أسوأ خلال السنوات العشر الأخيرة، وأرجع معظمهم (97,8%) سبب هذا التدهور الى النشاطات البشرية وتدخل الانسان وليس الى قوى الطبيعة. وقال معظم المشاركين (70%) ان الاستمرار على هذه الحال سيجعل البيئة المحلية والعالمية أسوأ بعد خمسين سنة، بينما رأت أقلية (30%) أنها ستصبح أفضل.
واللافت شبه إجماع بين المشاركين (97%) في تأييد عمل أقوى من الحكومات لوقف التدهور البيئي. ويبقى هذا الإجماع عالياً لكنه ينقص قليلاً (92,5%) في تأييد قوانين صارمة للحد من التلوث الصناعي وغيره. غير أن الظاهرة المشجعة والمثيرة هي أن غالبية المشاركين (77%) أبدت استعداداً كاملاً لدفع ضرائب أعلى اذا كانت ستستخدم لحماية البيئة. وبينما حافظت هذه النسبة على ارتفاعها في دول المشرق والمغرب الفقيرة، تراجعت في دول الخليج، حيث أن نسبة تراوحت بين 30% و40% أبدت فتوراً أو معارضة لضرائب بيئية.
وبينما صنف خمس المشاركين (21%) البيئة في بلدانهم على أنها جيدة وحتى ممتازة، اعتبرتها الغالبية (78%) بين مقبولة وسيئة. وقد تميز جمهور دول الخليج بتصنيف وضع البيئة في بلدانه في خانة الايجابية، بينما اعتبرت غالبية الجمهور في دول المشرق أن وضع البيئة في بلدانها يتصف بالسلبية. وبرز الجمهور اللبناني بأعلى نسبة من الذين اعتبروا وضع البيئة في البلد سيئاً للغاية. ويمكن إرجاع النسبة العالية من الرضى عن الوضع البيئي لدى جمهور دول الخليج العربية، وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة، الى الاهتمام بالموضوع على أعلى المستويات السياسية من رئيس الدولة بالذات، والمشاريع الكثيرة التي تم تنفيذها في تشجير مساحات كبيرة من الصحراء وتخضير المدن، وهذا ما يشاهده الناس في حياتهم اليومية. وقد يكون الذين صنّفوا الوضع جيداً اعتمدوا على مسألة "تخضير الصحراء" في رأيهم، مع بعض الاهمال لمشاكل بيئية أخرى مثل المياه وتلوث الهواء والنفايات الصناعية. وقد يكون أن الناس يعتبرون مشاريع التخضير والخدمات المدينية في البلدان الصحراوية إضافة ايجابية الى البيئة. في المقابل، تكون مشاريع التنمية أكثر حساسية في بلدان المشرق، حيث يرى الناس أنها تسرق من الطبيعة ولا تضيف اليها. فالمقالع والأبنية والطرقات في لبنان، مثلاً، تأخذ مكان الغابات والأحراج ولا تغطي الصحراء كما في دول الخليج. ولا بد أيضاً من الاشارة الى مستوى الوعي البيئي وبحث موضوع البيئة في وسائل الاعلام، اذ كلما ازداد شيوع المفاهيم البيئية وعرض قضاياها في وسائل الاعلام، تنبّه الجمهور أكثر الى المشاكل.
وأظهر الاستطلاع أن غالبية تجاوزت 90% سمعت بمعظم المصطلحات البيئية الشائعة في العالم اليوم، مثل ثقب الأوزون وتلوث الهواء والمطر الحمضي والتنوع البيولوجي والتصحر. ولكن تبين أن الجمهور على معرفة جيدة بالمصطلحات التي تروّجها وسائل الاعلام الغربية عن البيئة العالمية، حتى حين لا يكون لها علاقة مباشرة بوضعه. وجاء تلوث الهواء في رأس المصطلحات الشائعة عربياً، بنسبة قاربت المئة في المئة. وجاءت مصطلحات مثل "التنمية المستدامة" في أسفل القائمة، اذ تبين أن واحداً من كل ثلاثة لم يسمع بها. وهذا يبين ميل الجمهور الى معرفة المصطلح الذي يمكنه ربطه بسهولة بالواقع اليومي. غير أن مقدار المعرفة بالمصطلحات البيئية يبقى ممتازاً، ويعطي مؤشراً إيجابياً يمكن استثماره في تطوير المعرفة اللفظية الى فهم أعمق للمشكلة.
وفي حين يضع معظم الجمهور (95%) مسؤولية حماية البيئة على الحكومات، الا أن قسماً كبيراً يعتقد بوجوب مشاركة قطاعات أخرى مثل الأفراد العاديين (82%) والمنظمات الدولية (75%) والجمعيات الأهلية (70%) وقطاع الأعمال والشركات (70%). وهذا يعني أن الناس ينتظرون من الحكومات القيام بالدور الرئيسي، يليها المواطنون العاديون وهيئات أخرى. ومن اللافت أن نسبة كبيرة وصلت الى ثلاثة من كل أربعة مشاركين رأت أن هناك دوراً أساسياً لمنظمات الأمم المتحدة في حماية البيئة. وبينما وجد معظم المشاركين (90%) أنه يمكن للمنظمات الأهلية أن تلعب دوراً رئيسياً في حل المشاكل البيئية، برزت نتائج مصر كعلامة فارقة، اذ أن واحداً من كل خمسة تقريباً (19%) من المشاركين لم يجد دوراً رئيسياً للجمعيات في حل المشاكل. والمفارقة أن في مصر أكبر عدد من الجمعيات البيئية الأهلية، فهل يكون ارتفاع نسبة الجمهور غير المؤمن بدورها نوعاً من الاحتجاج على برامجها وأسلوب عملها وفعاليتها؟
وتوزعت المشاكل البيئية التي حددها المشاركون كأولويات في المنطقة العربية على ندرة مصادر المياه وتعرية الغابات والتصحر وتلوث الشواطئ والمياه وتلوث الهواء والتلوث الصناعي والمبيدات ومعالجة النفايات والسلوكيات غير البيئية وضعف برامج التوعية. وجاء تغير المناخ في أدنى قائمة الاهتمام. ورأت غالبية المشاركين أن الأسباب الرئيسية للتدهور البيئي تكمن في: ضعف السياسات المتبعة للحد من التلوث، وعدم تطوير أجهزة الرقابة بما يتناسب مع النمو، والمخلفات الصناعية السامة، وسوء استغلال الموارد الطبيعية، والجهل بسبب نقص التوعية البيئية.
واللافت أيضاً أن غالبية المشاركين (أكثر من 90%) أبدت استعدادها للقيام بممارسات سليمة بيئياً في الحياة اليومية للحفاظ على سلامة البيئة، مثل: شراء سلع صديقة للبيئة، تقليل كمية النفايات، التوفير في استهلاك الكهرباء والماء، استعمال وقود خال من الرصاص. والنشاط الوحيد الذي حظي بنسبة قبول أقل في هذه المجموعة كان استعمال وسائل النقل العام، اذ رفضه واحد من خمسة من المشاركين (20%). وكان هذا واضحاً جداً في دول الخليج، لارتفاع مستوى الدخل وانخفاض سعر الوقود.
وقد سئل المشاركون أن يختاروا شخصيتين سياسيتين، عربية ودولية، من العاملين لأجل البيئة. وكان على المشارك تحديد الاسم بنفسه، إذ لم تقترح الاستمارة أي لائحة محددة للاختيار منها. فاختارت أعلى نسبة من المشاركين (21%) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، وحصل آخرون وشخصيات غير سياسية على نسَب أقل (بين 1% و6%)، بينما أجاب أكثر من النصف (51,5%) بـ"لا أحد" أو "لا أعرف". والأكيد أن الاهتمام الكبير للشيخ زايد بتخضير الامارات كان وراء حصوله على هذه النسبة، بعدما تناولت وسائل الاعلام انجازاته بشكل واسع. أما بالنسبة الى الشخصية البيئية السياسية العالمية، فقد اختار 7,4% كلاوس توبغر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واختارت نسبة قليلة مجموعة متنوعة من الأسماء، بينما لم يحدد معظم المشاركين (74,5%) أي اسم. وهنا التفاصيل:
هل تشعر بان وضع البيئة حيث تعيش اصبح افضل أم أسوأ في السنوات العشر الأخيرة؟
رأى 85 % من المجموع ان وضع البيئة في بلدانهم تحوّل الى الأسوأ، بينما قال 14,5% انه صار افضل مما كان سابقا. أعلى نسبة بين من قالوا ان وضع البيئة صار أسوأ هي تلك التي سجلت في لبنان، اذ بلغت 97,3% من اللبنانيين الذين أجابوا عن الاسئلة.وقد يكون من أسباب ذلك انتشار الوعي البيئي في البلاد خلال السنوات العشر الماضية، ونشاط وسائل الإعلام وأهميتها، ووجود الهيئات الأهلية غير الحكومية. وربما كان من الأسباب المهمة ان تردي البيئة في لبنان، الأخضر بطبيعته، ليس أمرا يمكن عدم التنبه اليه، فالجبال غدت جرداء مشوهة، والشواطئ التهمتها المباني، والمشهد الطبيعي تغيّر، وهي حال بارزة للعيان يصعب ان تتضارب فيها الآراء. والتلوث الناتج عن بعض الصناعات تحول الى أمر مؤذ للصحة بما جعل الشكوى الشعبية تسبق ظهور المنظمات الأهلية أحياناً وتشكل حافزاً لقيام عدد منها. ولا بد أن الجدل الطويل الذي أثارته مشكلة النفايات السامة المستوردة من ايطاليا منذ 12 سنة كان مفيداً في تنبيه الجمهور الى المواضيع البيئية.
ومن ناحية معاكسة فان 35% ممن أجابوا عن الأسئلة في دولة الإمارات العربية المتحدة قالوا ان وضع البيئة اصبح افضل مما كان عليه . ويعود ذلك الى التقدم الكبير الذي انجز في مجال البيئة في دولة الإمارات، وبصورة خاصة من خلال الاهتمام الشخصي لرئيس الدولة. وربما كان اختلاف طبيعة البلدين، لبنان ودولة الإمارات، عاملا آخر في هذا المجال. ففي بلد مثل لبنان يتمثل كثير من وجوه تردي البيئة في ان العمران يلجأ الى "الاخذ" من الطبيعة واستنزافها شجرا وجبلا وتربة مثلا، بينما العمران في دولة مثل الإمارات يقوم في كثير من وجوهه على إغناء طبيعة البلاد الصحراوية القاحلة، والاضافة الى "سطحها"، فاعمال التشجير مثلاً تثري البيئة وتحسنها.
ورأى ما بين 76% و80% ممن أجاب عن الأسئلة من بلدان شمال افريقيا (المغرب العربي) أن بيئتهم أصبحت أسوأ من السابق.
ويلفت النظر ان ما بين 17,1% و25% من فئات غير العاملين، ومن يقلّ مستوى دراستهم عن المستوى الثانوي، واولئك الذين يرتفع دخلهم عن المتوسط، قالوا ان بيئتهم أصبحت افضل مما كانت في السابق. وهذه النسبة تفوق المعدل العام وهو 14,5%. وقد يكون تفسير ذلك في ان العاطلين عن العمل لهم هموم تصرفهم عن الانشغال بأمور البيئة وان أصحاب الثقافة المتدنية ربما كانوا اقل إدراكاً للمشكلات البيئية، وأصحاب الدخل المرتفع قادرون على تأمين مستوى اعلى يقدم لهم بدائل تنأى بهم عن مواجهة بعض مشكلات البيئة.
هل تعتقد ان البيئة تغيرت اساسا بسبب: الانسان؟ قوى طبيعية؟
يتفق 97,8% من المجموع على ان الإنسان هو السبب الرئيسي في تغيّر البيئة. ولم يشر الى ان قوى طبيعية تقف وراء هذا التغيّر سوى 2,2%. لكن الردود على الأسئلة من منطقة الخليج جاءت نسبتها أعلى من ذلك (المملكة العربية السعودية 3% ودولة الإمارات العربية المتحدة 4,8%). السبب، كما يبدو، هو ان الانسان هناك حقق أمورا كثيرة في مجال تطوير الوضع المعيشي والتخضير.
ومن جهة ثانية، أعرب ما بين 3,6% و6,5% من الجماعات الرئيسية، ومنها فئة غير العاملين، وتلك ذات الثقافة التي تقل عن المستوى الثانوي وفئة أصحاب الدخل المتدني، عن ان بيئتهم تغيرت بسبب قوى الطبيعة. وهذه النسبة تزيد على المعدل العام الذي هو 2,2%، وقد يكون سبب ذلك إدراك أقل للمشكلات البيئية عند هذه الفئات.
كيف تقيم البيئة في بلدك؟
غالبية الردود (77,8%) من كل البلدان التي شملها الاستطلاع وصفت بيئتها بانها اما مقبولة، أي في مستوى وسط، او سيئة. نسبة الذين رأوا انها مقبولة بلغت 48% والذين اعتبروها سيئة شكلوا 30%. نسبة من قالوا انها جيدة كانت 17,8% بينما رأى 3,6% انها ممتازة. منطقة الخليج شكلت استثناء اذ اعتبر 48,2% ان بيئتهم هي في وضع بين ممتاز وجيد. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة شكلت هذه النسبة الإيجابية 63,4%. وعلى طرف نقيض من ذلك، لم ينظر سوى7,5% فقط من اللبنانيين الى بيئتهم نظرة ايجابية. بينما بلغت النسبة في بلدان المشرق 21,7%. ففي شمال افريقيا وجد 63,9%من مجموع من ادلوا بآرائهم أن بيئتهم مقبولة.
اما بين الفئات التي تقوم على اساس الاعمار، فقد سجل من هم في فئة العشرينات اشد النسب سلبية (أي مقبول الى سيئ) فبلغ ذلك 80,4%، بينما اعتبر ما بين 20,7% و27,4%من فئة غير العاملين وذات المستوى التعليمي الأدنى من الدراسة الثانوية وفئة الدخل الأعلى من المتوسط ان بيئاتهم سيئة. وهذه النسبة ادنى من المعدل العام في خانة "سيئة" وهو 29,8%.
هل سمعت بالمصطلحات الآتية؟
طرح الاستطلاع عددا من المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالبيئة بقصد معرفة مدى الاطلاع على هذه المفاهيم والمصطلحات. وقد جاءت النتائج شبه اجماع على الاجابة "نعم سمعنا بها".
واذا نظرنا الى ما يمكن وصفه عمليا بالاجماع بشكل سطحي وحرفي فاننا نستطيع، الى حد بعيد، ان نستبشر خيرا بوعي بيئي صحيح. لكن هذا الاجماع على كلمة "نعم" قد لايعني بالضرورة ان هناك وعيا لماهية هذه المصطلحات ومضمونها الكامل. فمثلا، هل الذين سمعوا بترقق طبقة الاوزون يدركون فعلا ما هو الاوزون وحقيقة علاقة الترقق الاوزوني في الغلاف الجوي بتردي البيئة على الارض؟ مثل اخر هو "المطر الحمضي". ترى هل الاجماع او شبهه على الاجابة بنعم هنا مرتبط جديا بالفهم الحقيقي لهذا المصطلح، والى أي مدى يصل هذا الارتباط؟ فالمطر الحمضي ظاهرة عرفتها البلدان المكتظة بوحدات الصناعة الثقيلة في أوروبا الغربية مثلا، ولم يختبرها سكان معظم البلدان العربية حيث الصناعة الثقيلة قليلة او لا وجود لها. لكن هذا الأمر يظهر مدى تأثير الاعلام الغربي، اذ ان المصطلحات التي ينقلها أصبحت مألوفة لدى العرب اكثر مما هي مألوفة لديهم مصطلحات اشد منها صلة باوضاعهم. فالطاقة المتجددة، مثلا، حلت في مرتبة دنيا في دول الخليج عامة حيث سمع بها نحو 30%. وقد يعود هذا الى انهم لا يعتبرونها أولوية. وفي المقابل، فان بين 4% و7% فقط في دول المغرب والمشرق لم يسمعوا بعبارة الطاقة المتجددة. وحل مصطلح "التنمية المستدامة" في أدنى الدرجات اطلاقا اذ لم يسمع بها 27% من مجمل المشاركين.وفي السعودية تجاوزت النسبة هذا الرقم فوصلت الى 47%.
هل تعتقد ان الامور الآتية هي مشاكل في بلدك: اقتلاع الأشجار وتعرية الغابات، تلوث الهواء، المبيدات، المياه، إلخ.
اعتبر 81,1% في دول المشرق ان اقتلاع الأشجار وتعرية الغابات مشكلة رئيسية، تبعتها دول شمال افريقيا (70,6 %)، وجاءت نسبة دول الخليج الأدنى (44,2%) لأنها أساسا مناطق صحراوية في معظمها. واللافت أنه بينما وجد 55% تمدد الصحارى مشكلة كبرى، انخفضت النسبة الى 54,7% في الخليج، وكأن السكان يعتبرون الصحراء واقعا راهنا. وفي مصر اعتبر 33,3% أن تمدد الصحارى ليس مشكلة، إما لأنهم يأخذون الصحراء كواقع أو لأن السنوات الماضية شهدت نشاطا كبيراً في الاستصلاح الزراعي. وفي حين وجد 68,6% من المجموع ندرة المياه مشكلة، برزت نسبة 31% من المصريين الذين لم يجدوا مشكلة في ندرة المياه. فهل يكون السبب وجود نهر النيل، مع أن توافر المياه العذبة الصالحة مشكلة في مصر؟ واقتصرت نسبة الذين وجدوا تغير المناخ مشكلة رئيسية في بلدانهم على 42,2%، وسجل لبنان أعلى نسبة في المنطقة (52,2%) والخليج أدنى نسبة كمجموعة دول (31,8%). وفي مسألة تلوث الهواء، سجل لبنان مرة أخرى أعلى نسبة في اعتبارها معضلة كبرى (82,7%) بالمقارنة مع المعدل العام (69,7%). ويبدو أن عرض وسائل الاعلام لدراسات كثيرة حول تلوث الهواء في السنوات الأخيرة رفع نسبة الوعي لدى اللبنانيين. وتبين أن 55,7% فقط يعتقدون أن النفايات الصلبة مشكلة كبرى، وجاءت أدنى النسب من الخليج (43%) حيث خدمات التجميع جيدة، وشمال افريقيا (52,4%) حيث الكثافة السكانية منخفضة، بينما بلغت 63,7% في دول المشرق (لبنان الأعلى بنسبة 68,2%). ويبدو أن الجواب اعتمد على ما تراه العين، لعدم متابعة الناس لما يحصل للنفايات بعد جمعها، وهل هي تعالج على نحو فعال أم يتم تخزينها في الطبيعة لتأجيل المشكلة؟
هل تعتقد ان الأمور الآتية كانت سببا للضرر الذي لحق بالبيئة: ازدياد عدد السكان، انجراف التربة، التمدد العمراني، إلخ.
رأت أكثرية هي بين 50,5% و87,6% من المجموع ان ازدياد عدد السكان، وقطع الاشجار، وحرائق الغابات، وصناعات تنفث مواد كيميائية خطرة،واستعمال المبيدات، وانجراف التربة، والتمدد السريع للمدن والضواحي، وتطور الصناعة، والاستعمال المكثف للوقود الاحفوري، والعمليات الحربية، وسوء استعمال الموارد الطبيعية، والجهل بسبب نقص التوعية البيئية، وعدم اقرار سياسات للحد من التلوث وعدم تطوير الأجهزة الرقابية بما يتناسب والنمو الحضري والصناعي، هي أسباب الضرر الذي يصيب البيئة. وجاءت نسبة 50,5%، أي النسبة الدنيا، لانجراف التربة. اما النسبة العليا اي 87,6% فقد كانت للمواد الكيميائية الخطرة التي تنفثها الصناعات.
وبين المناطق الثلاث سجل المشرق عادة أعلى نسب. وفي ما يخصّ المغرب كان لقطع الاشجار والنفايات الصناعية وانجراف التربة والتنمية الصناعية أعلى النسب من حيث كونها الأسباب الرئيسية للاضرار بالبيئة. الذين أجابوا عن الأسئلة من منطقة الخليج اعطوا هذه المسائل نسبا تقل عن المعدلات العامة، وهذا يعني، نسبيا، أن الناس لا يعتقدون بوجود مشكلات بيئية حادة في المنطقة بسبب تدني كثافة السكان وانخفاض مستوى التلوث الصناعي وعدم توفر الغابات الطبيعية.
وسجل الرأي حول موضوع العمليات الحربية ما يقرب من 65% تحت خانة سبب رئيسي في الاضرار التي لحقت بالبيئة، و34% سجلت تحت خانتي اما سبب بسيط او ليس سبباً اطلاقاً. وقد جاء لبنان ودولة الامارات والكويت في طليعة القائلين ان العمليات العسكرية كانت سبباً في الاضرار التي لحقت بالبيئة. الا ان سورية شذّت عن هذا الاتجاه وسجلت رقماً متدنياً بحيث جاء حوالى النصف تحت خانة "سبب رئيسي" والنصف الاخر بين سبب بسيط أو ليس سبباً.
وجاءت سورية بأعلى رقم يعتبر ان "سوء استغلال الموارد الطبيعية" كان سبباً رئيسياً وراء التدهور البيئي وتبعتها مصر، فيما جاءت السعودية ودولة الامارات بأدنى رقم سجل تحت خانة سبب رئيسي.
وتوافقت مصر ولبنان على اعتبار ان التدهور البيئي جاء نتيجة النقص في التوعية البيئية، وقد سجلتا كلاهما ارقاماً متساوية تقريباً تحت خانة "سبب رئيسي".
اذا واصلنا هذا المنوال، هل تعتقد ان البيئة في بلدك وفي العالم ستكون بعد خمسين سنة: أفضل؟ أسوأ؟
الغالبية (
85,7%) من المجموع قالت انه بعد خمسين سنة ستكون البيئة في بلدانهم أسوأ كثيرا. واعتبر
13,8% من المجموع ان البيئة ستكون افضل كثيرا، بينما رأى
15,8% انها ستكون افضل قليلا وقال
15,1% انها ستكون أسوأ قليلا.
39,3% فقط من السعوديين و44,5% من الاماراتيين قالوا انها ستصبح أسوأ. ومن ناحية اخرى فان 68,7% ممن أرسلوا أجوبة من المشرق و51,6% ممن أجاب من المغرب قالوا انها ستصبح أسوأ.
اما أعلى نسبة فكانت من حصة "أسوأ كثيرا" وهي 65,1% وقد سجلها المعلمون والاساتذة الجامعيون، وأدنى نسبة وهي 53,1% تعود الى فئة أصحاب الدخل المرتفع.
وبشكل عام فقد جاءت الاجوبة أكثر تشاؤمية منها تفاؤلية، خاصة من لبنان وسورية ودول المشرق العربي، فيما سجلت السعودية والامارات ارقاماً تميل نحو التفاؤل أكثر منها الى التشاؤم.
في اعتقادك من يتحمل مسؤولية ودورا لحماية البيئة؟
الأجوبة عن هذا السؤال أكدت ان الدورين الاساسيين في حماية البيئة هما للحكومات اولا وللافراد ثانيا. فقد رأى 95,2% من المجموع ان للحكومة دورا رئيسيا في حماية البيئة. ومعدلات المناطق الثلاث جاءت متناسبة مع هذا الرقم. الا ان أعلى نسبة كانت تلك التي وردت من سورية وهي 97,3%. وقد قدمت جميع الفئات الرئيسية أرقاما قريبة جدا من المعدل العام. وفي هذا المجال يتفق الجميع على وجوب ان يكون للحكومة الدور الرئيسي.
ومن ناحية ثانية، فبين من وُصفوا بان لهم أدوارا رئيسية يقومون بها في حماية البيئة، رجال الاعمال 69,7%، والمزارعون 52,3%، والمنظمات الدولية 74%، والجمعيات الاهلية 70 %، والافراد 82,5 %.
في رأيك ما مدى الخطر الذي يهدد صحة الناس عندما تسوء أوضاع البيئة؟
هناك،عمليا، إجماع على خطر تردي البيئة الصحية. فقد اعتبر 96,9% من المجموع العام تدهور البيئة خطرا كبيرا على الصحة.واتفقت جميع المناطق وجميع الفئات على ذلك. الذين أجابوا على هذا السؤال من مصر سجلوا نسبة 100%
هل تعتقد ان حفظ البيئة للأجيال المقبلة: أولوية كبرى؟ أولوية صغرى؟
قال 6,69% من المجموع ان حفظ البيئة للأجيال القادمة هو أولوية كبرى. وقد وافقت جميع المناطق والفئات على ذلك.
هل تؤيد او تعارض (أ)عملا اقوى من جانب حكومة بلدك لوقف التدهور البيئي،( ب) قوانين اشد صرامة لابقاء التلوث الصناعي وانواع التلوث الاخرى في الحد الادنى؟
أ - رأى 97,1% من المجموع ان على الحكومات القيام باعمال أقوى لوقف التدهور البيئي. وقد وافقت على ذلك جميع المناطق والفئات. بلغت نسبة من قال ذلك من دولة الإمارات 100% وبلغت عند الطلاب 98,2%.
ب - أيد 92,5% من المجموع فرض الحكومات قوانين اشد صرامة من اجل ابقاء التلوث في الحد الأدنى. اما نسب المناطق فكانت: المشرق 92,1%، الخليج 94,5%، شمال افريقيا 89,7%. وسجلت مصر والإمارات أعلى نسبة في الدول العربية (95,8%). بين الفئات الرئيسية كانت حصة من هم بين31 سنة و40 سنة 95,8%، وحصة ذوي الثقافة الجامعية 95,2% وهما اعلى نسبتين.
ما مدى استعدادك لدفع ضرائب أعلى قليلا للحكومة اذا علمت ان المال سينفق لحماية البيئة؟
جاء الجواب عن هذا السؤال بالموافقة، اذ اعرب 77% من المجموع عن استعدادهم لدفع ضرائب اضافية اذا كان الهدف من انفاقها حماية البيئة. وقال18,4% انهم مستعدون قليلا للدفع. وأعربت نسبة قليلة شكلت 3,5% عن عدم الاستعداد لدفع هذه الضرائب. وجاءت نسب الموافقة في المناطق على الشكل التالي: المشرق 80,9%، والخليج 67,5%، وشمال افريقيا 82,5% وسجل لبنان اعلى نسبة قبول في البلدان العربية اذ بلغت 82,7%. وبين الفئات الرئيسية حقق من هم فوق 41 سنة من العمر، والمعلمون، ومديرو الأعمال أعلى نسب. والملاحظ أن سكان البلدان الأفقر أبدوا استعداداً أكبر لدفع ضرائب بيئية من سكان البلدان الأغنى.
هل تعتقد ان المنظمات الأهلية يمكنها ان تلعب دورا رئيسيا في حل المشاكل البيئية؟
يعتقد 89,7% من المجموع ان المنظمات الأهلية تستطيع القيام بدور رئيسي في حل المشكلات البيئية. وقد خالف 10,3 % رأي الغالبية وقالوا ان هذه المنظمات لا تستطيع القيام بدور رئيسي. ونسب الأجوبة الموافقة في المناطق جاءت على الصورة التالية: المشرق91,9%، والخليج 85,4%، وبلدان المغرب العربي 90,5%. والبارز أن مصر سجلت نسبة 81% تأييداً للدور الرئيسي للجمعيات الأهلية، و19% نفيا لهذا الدور، وهذا ما جعلها الأعلى نسبة في المعترضين على دور رئيسي للجمعيات، على رغم أن الجمعيات البيئية كثيرة في مصر. فهل تكون هذه رسالة من الجمهور الى الجمعيات لتحسين أسلوبها؟
وبين الفئات الرئيسية، حقق أعلى النسب من تزيد أعمارهم على 41 سنة، والمعلمون، ومن تقل دراستهم عن المستوى الثانوي، ومن يقل دخلهم عن المتوسط.
هل تعتقد ان بلدك يجب ان يفعل اكثر او اقل مما يفعله الآن لحماية البيئة؟
بلغت نسبة من قال ان على الحكومات القيام بأكثر مما تقوم به الآن لحماية البيئة 95% من مجموع الذين أجابوا عن الأسئلة في الاستطلاع.
نسب الذين قالوا في المناطق بوجوب القيام بمزيد من العمل جاءت كما يلي: في المشرق 97,5%، في الخليج 91,6%، في بلدان المغرب العربي الافريقية الشمالية 92,9%. وبرزت الإمارات بأعلى نسبة من الراضين عن مستوى العمل البيئي كما هو الآن (11%)، وهؤلاء وجدوا أن لا حاجة الى مزيد من البرامج البيئية.
وسجلت سورية و لبنان أعلى نسبتين (95,5%). اما بين الجماعات الرئيسية فقد كان لمن هم اقل من 20 سنة من العمر و المعلمين واصحاب المهن أعلى نسب (95,5%-96,8%).
من هي في رأيك افضل شخصية سياسية تعمل لخدمة البيئة: (أ ) في العالم العربي؟ (ب) في العالم اجمع؟
أ - اكثر من 50% من المجموع قالوا "لا اعرف" او "لا احد". وأورد نحو20% أسماء أشخاص غير سياسيين وهذا ليس مطلوبا فاهمل. وقد اختار خمس المشاركين (21%) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة. وحصلت مجموعة من الأسماء الأخرى على نسب تتراوح بين 1% و6%.
ب - عن افضل شخصية تعمل للبيئة في العالم أجاب 75% من المجموع "لا اعرف" او "لا احد". وقد حصل الدكتور كلاوس توبفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة على اعلى نسبة و هي 7,4%. ويبدو ان موضوع البيئة يرتبط في اذهان كثيرة باسم الأمم المتحدة، إذ جاء في المرتبة الثانية اسم كوفي انان الامين العام للمنظمة الدولية، ولكن بنسبة قليلة (2,8%).
هل انت على استعداد للقيام بممارسات سليمة بيئيا كالآتية في حياتك اليومية؟ (اورد الاستطلاع اربع عشرة ممارسة، منها التوفير في استهلاك الماء والكهرباء، وشراء معدات أقل ضرراً بالبيئة، واعادة استخدام بعض المواد بدل رميها، والتدوير، واستخدام وقود خال من الرصاص).
اجاب 93,3% من المجموع بانهم على استعداد للقيام بالممارسات الاربع عشرة كلها. اما اقل نسبة قبول لاحدى هذه الممارسات، وهي الاستعداد لاستعمال وسائل النقل العام عوضا عن الخاص، فقد كانت 78,1%. وقد يكون مرد ذلك الى ان اوضاع وسائل النقل العام في بعض البلدان سيىء او انه يحتاج الى تحسين. وفي بعض البلدان،كبلدان الخليج مثلا، فان اسعار البترول متدنية فضلا عن ان مستوى الدخل مرتفع، ومن شأن ذلك ان يشجع الناس على اقتناء وسائل خاصة للنقل. ففي بلدان الخليج أعلن نحو 60% استعدادهم لاستعمال وسائل النقل العام بينما قال 40% انهم غير مستعدين للقيام بذلك. اما في المنطقتين الاخريين فقد كان هناك حوالى 80% على استعداد لاعتماد وسائل النقل العام، ونحو20% ممن ليسوا على استعداد لان يفعلوا ذلك.
ما رأيك في الأمور التالية (خمس ملاحظات على الوضع البيئي):
أ - البيئة في بلدك تسوء باطراد لان ما يتخذ من اجراءات لحمايتها قليل جداً.
وافق 72,8% على ذلك ولم يوافق عليه 26,4%. ونسب المناطق في هذا المجال: المشرق 88,4%، والخليج 50,7%، وشمال افريقيا 61,1%. وسجل لبنان أعلى نسبة وهي 96%، وبالنسبة الى دولة الإمارات فقد وافق 38,1% فقط على ذلك بينما بلغت نسبة الذين لم يوافقوا 61,9%. وهذا يشير الى ان السكان يعتقدون أن دولة الإمارات العربية المتحدة وسائر بلدان الخليج تقوم بخطوات إيجابية و ان كثيراً من الأعمال يجري من اجل حماية البيئة.
بين الفئات الرئيسية، سجل من هم تحت العشرين من العمر نسبة 81,3%، والمعلمون والاساتذة الجامعيون واصحاب الدخل الذي يقل عن المتوسط 85,5% محققين في ذلك أعلى نسب في هذا المجال.
ب - الحياة في بلدك صعبة جدا اليوم، ولذلك فان ما يحدث للبيئة لا يلقى اهتماما من الدرجة الأولى.
أعلن 57% من المجموع موافقتهم على هذا القول، وبلغت نسبة الذين لم يوافقوا 42,1%. اما نسب المناطق هنا فهي: المشرق 73,9%، الخليج 34,7%،شمال افريقيا 41,3%.وسجل لبنان مرة أخرى أعلى نسبة فبلغت هنا 81,1%. وبالنسبة الى دولة الإمارات وافق 27% فقط من المجموع وأعرب 71,4% عن عدم موافقتهم. ويشير هذا الى ان الناس يعتقدون أن الحياة في دولة الإمارات ودول المغرب العربي ليست صعبة بقدر صعوبة الحياة في المشرق العربي.
بين الجماعات الرئيسية كان نصيب من هم دون عشرين سنة من العمر 67,9%، وحصة المعلمين والأساتذة الجامعيين 66,5%، وفئة الدخل الأدنى من المتوسط 71%. وشكلت هذه أعلى نسب الموافقة على هذا القول.
ج - الذين يبنون المصانع ويديرونها ويقطعون الغابات لا يكترثون للبيئة ويسببون تلوثا خطراً على الصحة.
وافق 91,6% من المجموع على ذلك ولم يوافق عليه 7,4%. وجاء ت نسب المناطق كما يلي: المشرق 95,6%، الخليج 87,2%، شمال افريقيا 85,2%. وسجلت سورية النسبة العليا وهي 98,6%.
بين الجماعات الرئيسية حققت أعلى نسب في الموافقة على هذا القول فئة من هم فوق سن الثلاثين، والمؤسسات شبه الخاصة، واصحاب الدخل الأدنى من المتوسط.
د - ستتلاقى بلدان العالم في الوقت المناسب كي تصون البيئة للاجيال المقبلة.
وافق على ذلك 73,9%من المجموع ولم يوافق عليه 23,8%. اما نسب المناطق الثلاث فقد كانت قريبة جدا من الرقمين.
هـ - تصرّف الصناعة النفايات السامة والخطرة ويلوث الناس الهواء بالأبخرة المنبعثة من سياراتهم وتطلق المصانع الدخان الملوث، لذلك فان صحة الأجيال المقبلة في خطر حقيقي.
تبنت نسبة 94,5% من المجموع هذا الرأي ولم يرفضه سوى 4%. وسجلت نسبة التخوف العليا في المشرق يليه الخليج ثم المغرب العربي. وجاءت نسب المناطق من حيث الموافقة على هذا الرأي كما يلي: في المشرق 97,9%، وفي الخليج 92,3% وفي شمال افريقيا 88%. أعلى نسبة موافقة بين البلدان سجلت في سورية اذ كانت 100% ثم في لبنان وهي 97,5%.
لقد قال الجمهور العربي كلمته الواضحة في ضرورة العمل البيئي. بقي عليه تحويل الكلام الى ممارسة، وعلى الحكومات تجسيد أحلام الناس ببيئة أفضل.