الصور الفضائية تكشف مجاري مائية في سيناء
نهر قديم تحت الصحراء المصرية
أظهرت دراسة علمية لشمال سيناء المجرى المندثر والبحيرات القديمة في وادي العريش، التي كانت مليئة بالمياه في العصور المطيرة التي انتهت قبل نحو 5000 سنة. في هذا المقال يروي العالم المصري الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية الذي أشرف على الدراسة، سبل استغلال نتائجها للاستفادة من السيول الموسمية في تنمية شمال سيناء. كما يعرض إمكانات استخدام صور الأقمار الاصطناعية ومعلومات الرادار لكشف مسارات الأنهار القديمة التي تدل على مواقع تركيز المياه الجوفية تحت سطح الصحارى العربية، باعتبارها مصادر جديدة للأجيال المقبلة
فاروق الباز
تعتبر شبه جزيرة سيناء واجهة مصر الشمالية الشرقية، وعلى رغم ذلك فلم تنل حظها من التنمية، التي اقتصرت على مدن ساحلية في الجنوب فيما ظل الشمال يعاني قلة الموارد وسوء الأوضاع الاقتصادية. لكن المعلومات المناخية تؤكد أن شمال سيناء من أفضل المناطق على مستوى البلاد التي يمكن تنميتها بشكل مستدام باستخدام مصادر المياه الجوفية المتجددة، لأن المنطقة تستقبل أعلى معدل للأمطار في مصر قاطبة.
ولقد حاول الرئيس الراحل أنور السادات دعم إنماء سيناء في العصر الحديث. وبدأ بالفعل التخطيط لعدد من المشاريع في السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، ومنها استزراع أراض في سهل القاع في غرب سيناء باستخدام المياه الجوفية. لكن هذا السهل يقع أيضاً في الجنوب، وبقي شمال سيناء من دون تنمية.
كذلك بدأت دراسة علمية في التسعينات عن شمال سيناء، بمجموعة علمية من معهد الصحراء والمساحة الجيولوجية ومركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن. نتج عن هذه الدراسة تحديد أودية شمال سيناء وتاريخ تطورها واقتراح استزراع أراضيها باستخدام مياهها الجوفية. ومع أن نتائج هذه الدراسة ظهرت في كتاب أصدره مركز الصحراء في مصر، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ.
لذلك بدأت دراسة علمية مستفيضة لشمال سيناء كرسالة لنيل درجة الدكتوراه للباحث مصطفى أبوبكر من جامعة الأزهر، تحت إشرافي في جامعة بوسطن. أوضحت الدراسة أن لا بديل عن استخدام المياه الجوفية المتجددة كأحد أهم المصادر الطبيعية للحياة في سيناء. علاوة على ذلك، فشمال سيناء مكان مثالي لتنمية زراعية وسكانية، إذ يتميز بمناخه المعتدل ويعتبر قريباً نسبياً من المدن المزدحمة بالسكان مثل العريش ومدن قناة السويس، إضافة الى سكانه من البدو.
شملت الدراسة التفصيلية مسار نهر العريش القديم غرب جبل الحلال. وأظهرت للمرة الأولى المجرى المندثر والبحيرات القديمة لوادي العريش، التي كانت مليئة بالماء في العصور المطيرة التي انتهى آخرها قبل نحو 5000 سنة، كما أثبتت دراساتي أن هذه هي الحال في سائر الصحراء العربية.
اعتمدت الدراسة على دمج بيانات الصور الفضائية والمعلومات الطبوغرافية مع التأكيد الحقلي بمعدات الجيوفيزياء والدراسات الميدانية، بالإضافة إلى معالجة وتفسير مجموعة واسعة من بيانات صور الرادار التي أظهرت أن المجرى القديم لوادي العريش كان يمر في منطقة السر والقوارير بطول نحو 110 كيلومترات، وتراوح عرض مجراه بين 500 و3000 متر. وتم اكتشاف رسوبيات هذا النهر القديم تحت غطاء رقيق من الرمال. إضافة إلى ذلك، تم تحديد ثلاثة مواقع لبحيرات قديمة تكونت في منخفضات خلف جبال خريم وطلعة البدن والحلال ويعتقد احتواؤها على مياه جوفية.
اقترحت نتائج الدراسة شق قناة بطول كيلومترين وعمق ستة أمتار عند وادي أبوسويير، جنوب غرب طلعة البدن، لكي تصل المجرى الحالي لوادي العريش بمجراه القديم. هذه القناة سوف تحول مسار السيول الموسمية الى منطقة منبسطة غرب جبل الحلال، فيها قرابة نصف مليون فدان يمكن استصلاحها لتوفير حياة مستقرة والاستثمار في الإنتاج الزراعي.
وسوف تقلل القناة المقترحة من مخاطر السيول المدمرة على مدينة العريش، وتزيد استفادة المجتمع من الأمطار الموسمية بدلاً من فقدان ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة في البحر. كما أن تحويل مسار السيول سوف يساهم في زيادة تغذية مياه الأمطار للخزان الجوفي، ما يؤهل ارتفاع منسوب المياه الجوفية ويساعد على تجدد الخزان.
لذلك يمكن أن تؤدي نتائج هذا البحث العلمي الجديد إلى مساعدة الحكومة المصرية على التخطيط لعبور جديد يكون غرضه تنمية شمال شبه جزيرة سيناء ورفعة أهلها.
دراسة بيئة الصحراء من الفضاء
آثرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تطبيق ما تعلمناه خلال رحلات أبولو في دراسة الأرض وكواكب المجموعة الشمسية الأخرى في المدار. وهكذا بدأ في العام 1972 مشروع «سكاي لاب» (المختبر السماوي) لمدار الرواد حول الأرض. وبدأ في العام نفسه مشروع «لاندسات» للأقمار الاصطناعية لتصوير الأرض وبث الصور آلياً من الفضاء. كذلك بدأ التخطيط لرحلة أبولو ـ سويوز، وهي أولى الرحلات الأميركية ـ الروسية المشتركة التي انطلقت الى مدار الأرض في تموز (يوليو) 1975.
كنت مسؤولاً عن تدريب رواد رحلة أبولو ـ سويوز لتصوير الأرض، على غرار ما فعلناه من مدار القمر في مشروع أبولو. شمل ذلك تصوير أجزاء كثيرة من صحارى العالم، وخاصة الصحراء العربية. وأوضحت هذه الصور الكثير من التضاريس بتفصيل غير مسبوق. وللتأكد من الدقة في تفسير هذه الصور، قمت بزيارات ميدانية في صحارى شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. ومع أن هذه الصحارى الشاسعة ما زالت تحتفظ بأسرار لا حصر لها عن تضاريسها وتطورها مع الزمن، فلقد علمتنا الكثير.
في مبدأ الأمر علمتنا الصحراء العربية أنه يجب التمعن في دراسة الصحراء لأننا لا نعرف عنها إلا القليل، وذلك لثلاثة أسباب: فقد نشأت علوم الأرض في أوروبا، وهي القارة الوحيدة التي ليست فيها صحراء، لذلك لم يهتم الأوائل بتضاريس الأراضي الجافة. ثم إن الصحراء واسعة شاسعة ويصحب الترحال فيها ولا يقصد دراستها إلا قلة من العلماء حتى وقتنا الحالي. وإلى ذلك، يغطي الصحراء خليط من فتات الصخور والرمال، ويصعب على الجيولوجي تحديد أصل الرواسب وتاريخ تطورها. لهذه الأسباب نجد أن الكتابات العلمية عن طبيعة بيئة الصحراء قليلة جداً. وتؤهل لنا الصور الفضائية دراسة الصحراء لأنها توضح تضاريس صخورها بجلاء. كذلك يسهل متابعة ما يحصل من تغيرات بيئية على سطح الصحراء بمقارنة صور تؤخذ في أوقات مختلفة.
مياه تحت الرمال
تبين من أبحاثنا في الصحراء العربية، في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، أساسيات كثيرة يمكن تطبيقها على بقية صحارى العالم، ومنها ما يأتي:
أولاً، أصبح حزام الصحراء العربية في صورته الحالية منذ نحو 5000 عام. أما الحقبة ما بين 5000 عام ونحو 11.000 عام فكانت تتميز بهطول أمطار غزيرة كانت تغذي أنهاراً عديدة يصب أكثرها في بحيرات كبيرة. سبق هذه الحقبة الممطرة حقبة جافة ثم حقبة ممطرة أخرى ثم حقبة جافة وهكذا. ودامت كل حقبة من هذه الأحقاب المتتالية من 6000 آلاف إلى 30 ألف سنة، واستمرت هذه الحال طوال النصف مليون سنة الأخيرة على الأقل.
ثانياً، نتجت رمال الصحراء من تفتيت الصخور في أعالي الهضاب والجبال بواسطة مياه الأمطار أثناء الأحقاب الممطرة السالفة الذكر. تحركت حبات الرمال مع المياه الجارية على السطح في أودية، حيث تجمعت في منخفضات وترسبت في قاع بحيرات.
ثالثاً، نتج من تغير المناخ منذ 5000 عام أن قلت الأمطار وجفت مياه الأنهار والبحيرات. عندئذ بدأت الرياح تتفاعل مع الرسوبيات التي تعرضت للهواء. ومن المعروف أن الرياح في الصحارى العربية تأتي من الشمال، لذلك نتج عن حركة الرياح من الشمال إلى الجنوب تصنيف هذه الرسوبيات تبعاً لحجم المكونات في ثلاث فئات: التراب الذي يقل حجم حبيباته عن 0.2 مليمتر يندفع مع الهواء ويصلنا على شكل عواصف ترابية، والحصى الذي يزيد حجم حبيباته عن 2 مليمتر لا تستطيع الرياح زحزحته ويبقى على سطح الصحراء، والرمال التي يتراوح حجم حبيباتها من 0.2 الى 2 مليمتر تتجمع نتيجة زحزحة الرياح لها على شكل كثبان رملية. وهكذا الحال في الصحراء العربية، حيث تتكون كثبان طولية الشكل، وفي أماكن أخرى حيث تقل كمية الرمال تتكون كثبان هلالية الشكل. ولا يغير من مسار الكثبان إلا الطبيعة الطبوغرافية محلياً، لذلك فتجنب مسارها في أي عمل إنمائي مهم للغاية.
رابعاً، بما أن الرمال جاءت أصلاً من المياه التي تجمعت في بحيرات، فإن أماكن تجمع الرمال تدل على أن المياه كانت تتسرب في باطنها أثناء الأحقاب الممطرة. يتم هذا التسرب إما من خلال المسامية الأصلية، أي الفجوات بين حبيبات الصخور، أو المسامية الثانوية التي تؤهلها الشقوق والفوالق في الصخور والتي تسهل مرور السوائل في مساراتها.
لذلك فان مواقع تراكم الرمال في المنخفضات هي أيضاً أماكن تجمع المياه تحت سطح الأرض. ولقد كانت هذه الحقيقة العلمية غائبة كلياً لدى خبراء المياه الجوفية في بلادنا، ويلزم أخذها في الحسبان مستقبلاً. وهذا يعني أيضاً ضرورة دراسة الصور الفضائية دراسة متعمقة أثناء البحث عن مصادر جديدة للمياه الجوفية في المنطقة العربية.
صور فضائية عالية الدقة
توضح الصور التي يأخذها رواد الفضاء، وكذلك الصور المتعددة الأطياف، أنواع الصخور والتربة وأماكن تجمع الرمال. وتساعد المعلومات الرادارية على توضيح التضاريس المغمورة بالرمال. وتوضح الصور الحرارية أماكن تجمع المياه على السطح.
أخذ رواد الفضاء صوراً عديدة للأرض أثناء رحلات جيميني وأبولو وسكاي لاب وأبولو ـ سويوز، بالإضافة إلى رحلات مكوك الفضاء. وقد أخذت معظم هذه الصور بالفيلم الملون الذي يوضح الألوان الطبيعية.
وهناك أقمار اصطناعية يتم دفعها الى ارتفاع 36.000 كيلومتر فوق سطح الأرض، حيث تعادل سرعة دورانها حول الأرض سرعة دوران الأرض حول محورها، لذلك تبقى ثابتة فوق النقطة ذاتها من خط الاستواء. تستطيع هذه الأقمار بث المعلومات عن غطاء السحب وهبوب الرياح في أعالي الغلاف الجوي في كل ساعة، ومنها أقمار ميتيوسات الأوروبية ونوا الأميركية التي تقوم بتغطية نصفي الأرض الشرقي والغربي لهذا الغرض.
أثبت برنامج لاندسات الأميركي أهمية الاعتماد على جمع وبث المعلومات الرقمية آلياً ومعالجتها لكي تعطي صورة للأرض منذ العام 1972، وقد ساهم في دراسات عديدة في العالم أجمع. وللعلم، فإن محطة الاستقبال في المملكة العربية السعودية تؤهل استقبال الصور الفضائية التي تغطي معظم أرجاء العالم العربي.
في الوقت نفسه، تقوم أقمار سبوت الفرنسية بأخذ صور دقيقة، بعضها يوضح ما حجمه 2.5 متر، بطريقة مجسمة تسمح بدراسة فوارق الارتفاعات في تضاريس الأرض. وكثيراً ما تم خلط صور أقمار سبوت ذات الدقة التعبيرية المتميزة 2.5 متر مع صور لاندسات بدقة 15 متراً التي توضح كيميائية الصخور والتربة وأنواع الغطاء النباتي.
وتستخدم «ناسا» حالياً أجهزة «أستر» و«موديس» لتصوير الأرض بدقة متناهية. إضافة الى ذلك، أصبح للقطاع الخاص دور كبير في مشاريع تصوير الأرض من الفضاء. فهناك شركات تدير برامج للتصوير بدقة تعبيرية عالية تصل الى نصف متر، للبيع مباشرة لمن يدفع الثمن في أي مكان في العالم عبر شبكة الإنترنت.
وقد أطلقت كل من السعودية ومصر والجزائر مؤخراً أقماراً اصطناعية لتصوير الأرض من الفضاء لدعم مشاريعها التنموية.
مياه جوفية في صحراء مصر والسودان
شاركت «ناسا» و«نيما» ـ وهي الهيئة المسؤولة عن جمع المعلومات من الفضاء للاستخدامات العسكرية ـ في إعداد جهاز راداري على متن مكوك الفضاء لجمع معلومات عن طبوغرافية الأرض. وتم هذا بدقة تعبيرية من 90 متراً وأخرى أدق تصل إلى 30 متراً.
تعتبر هذه المعلومات في نظري من أهم المعلومات الفضائية، حيث أن المعلومات المسموح استخدامها بواسطة الهيئات المدنية بدقة 90 متراً تؤهل التعرف بالطبوغرافيا في صورة غير مسبوقة. ولذلك فلها أهمية قصوى في دراسة تضاريس الصحراء، ليس فقط في الوقت الحاضر ولكن أيضاً في الماضي أثناء هطول الأمطار الغزيرة وتجمع المياه الجوفية.
على سبيل المثال، أثبتت الأبحاث في مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن نتائج دراسة معلومات الرادار الحديثة من الفضاء، التي أوضحت آثاراً لبحيرة قديمة كانت تغطي مساحة دارفور الشمالية بكاملها. وقد اتضحت حدود البحيرة من دراسة صور الفضاء والمعلومات الطبوغرافية من مكوك الفضاء. حددت المعلومات أن حوض البحيرة امتلأ بالماء حتى ارتفاع 573 متراً فوق سطح البحر منذ آلاف السنين. عند ذلك وصلت مساحة البحيرة الى 30.750 كيلومتراً مربعاً، واحتوت على 2.530 كيلومتراً مكعباً من المياه.
يشبه هذا المنخفض موقع بحيرة قديمة أخرى في جنوب غرب مصر استخرجت منها مياه جوفية بغزارة، حيث يوجد حالياً أكثر من 1000 بئر في منطقة شرق العوينات. وتستخدم هذه الآبار حالياً في الزراعة لإنتاج القمح والحمص والفول وغيرها.
لذلك أعلن السودان مبادرة «ألف بئر في دارفور» لاستخراج المياه الجوفية ورفع المعاناة عن أهل دارفور وفتح آفاق جديدة للتنمية في شمال غرب السودان. كذلك أعلنت الأمم المتحدة أنها سوف تتكفل بحفر عدة آبار لاستخدام قوات السلام التي يخطط لانتشارها في دارفور.
مصادر مائية جديدة للعرب
أثبتت أجهزة الرادار أهميتها القصوى في دراسة الصحراء، لأنها تبث موجاتها تجاه سطح الأرض ثم تسجل الصدى الذي يعود إليها، لذلك فهي لا تعتمد على ضوء الشمس مثل أجهزة التصوير الأخرى (أي أنها تعمل نهاراً وليلاً) كما أنها تخترق السحب ولا يؤثر عليها الغلاف الجوي.
وقد أوضحت لنا صور الرادار التركيبات الجيولوجية في كثير من أنحاء العالم. كذلك اتضح أن لهذه الموجات قابلية فريدة في اختراق رمال الصحراء الجافة وتوضيح تضاريس الأرض المغمورة بالرمال. ولهذه الخاصية استخدامات هامة في الصحارى العربية. فصور الرادار توضح لنا مسارات الأودية القديمة التي كانت تمثل أنهاراً تسري فيها المياه بغزارة في الأحقاب الجيولوجية السابقة، عندما كانت الأمطار تهطل بكثرة، ثم اختفت تحت الرمال بعد أن حل الجفاف في منطقتنا قبل نحو 5000 سنة. وتتمثل أهمية مسارات الأنهار القديمة في أنها تدلنا على مواقع تركيز المياه الجوفية تحت سطح الصحراء، كما هي الحال في ليبيا حيث تبين من صور الرادار أن هناك واديين يصلان تحت الرمال الى واحة الكفرة.
إن خطوات إعداد خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات الفضائية لا تستعصي على مؤسسات تعليمية تنشأ لهذا الغرض في العالم العربي، لأن ذلك لا يحتاج إلى ما ليس متاحاً. ويبين ما سلف أن التعمق في دراسة صور الفضاء يعود علينا بنفع ملموس في حياتنا وفي فهم البيئة التي نعيش فيها. والمثل الحي على ذلك هو التعرف على سبل تجمع المياه في باطن الأرض وأهمية ذلك في البحث عن مصادر جديدة للمياه الجوفية لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في الوطن العربي. ■