Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
رصد القرش والمانتا في البحر الأحمر  
تموز/آب 2013 / عدد 184-185
 إشراقة عباس (الخرطوم)
خليج دنقناب وسنجنيب محميتان بحريتان سودانيتان على البحر الأحمر، تتمتعان بثراء حيوي مدهش، من أصغر العوالق والأسماك إلى القرش الحوتي الذي يعتبر من أضخم الحيوانات البحرية. وقد اختارتهما المنظمتان البحريتان العالميتان "إكيب كوستو" و"ديب" لتنفيذ برامج مراقبة أسماك القرش وأسماك "المانتا راي" الضخمة المعروفة محلياً بناقة البحر.
يقول محمد يونس عبدالسلام، مستشار المنظمتين في السودان الذي كان مديراً لمحمية سنجنيب البحرية، إن القرش من نوع "أبو سوط" وناقة البحر مهددتان بالانقراض في بحار العالم، ولكنهما تتوافران في دنقناب وسنجنيب. وسوف يستمر برنامج رصدهما لمدة أربعة أعوام بدءاً من 2012، بهدف التعرف على سلوكهما وأساليب عيشهما وتكاثرهما وهجرتهما من أجل حمايتهما في البحر الأحمر وعالمياً.
ويوضح مسؤول العلوم في منظمة "ديب" غراهام هيل: "اخترنا خليج دنقناب بسبب وجود تجمعات كبيرة من ناقة البحر فيه. عموماً، تكاد المياه السودانية تكون شبه بكر من حيث السلامة البيئية والتنوع الأحيائي، ولم تتأثر بالكثير مما تعرضت له البيئات البحرية عالمياً. وإذا ما توافرت معلومات جيدة لوضع استراتيجية فعالة للسياحة البحرية الترفيهية المتزايدة والصيد العرضي، يمكن أن تظل كل من المحميتين على وضعهما الحالي للأجيال المستقبلية وللتراث العالمي".
وتبعد محمية دنقناب نحو 157 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة بورتسودان، الميناء الرئيسي للسودان. ويبلغ طولها 70 كيلومتراً وعرضها 30 كيلومتراً. وهي أكبر خليج يؤوي صدف اللؤلؤ من توالد طبيعي على البحر الأحمر. وتضم قريتين يعيش فيهما نحو 2000 نسمة، يعتمدون جميعاً على صيد الأسماك بوسائل تقليدية. أما سنجنيب فتبعد نحو 35 كيلومتراً شرق بورتسودان، وليست مأهولة.
تقنيات متطورة
يصف غراهام هيل برنامج الرصد بأنه الأول من نوعه والأكثر مصداقية في هذا المجال، إذ تم تطويره في دراسة متأنية ودقيقة ستنتج بيانات علمية تكون أساسية في المحافظة على أسماك القرش وناقة البحر. والمشروع مكلف، إذ تستخدم فيه تطبيقات صوتية متطورة وتقنيات للقياس عن بعد باستخدام الأقمار الاصطناعية والتكنولوجيا الوراثية من الجيل الثاني لتحليل المعلومات.
يشارك في المشروع باحثون في علوم البحار بإشراف العالمين نيجل هس وستيفن كسل من جامعة ويندسور البريطانية، بالتعاون مع منظمتي Equipe Cousteau وThe Deep وكلية علوم البحار في جامعة البحر الأحمر وضباط حماية الحياة البحرية.
بدأت المرحلة الأولى من المشروع عام 2012 بإرساء البنيات التحتية، وتم خلالها تثبيت 40 جهاز مراقبة في قاع البحر على امتداد 130 كيلومتراً، ووضع أجهزة تتبع على 22 ناقة بحر وربطها بأجهزة المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية لالتقاط البيانات يومياً.
وفي شباط (فبراير) 2013، أُدخل القرش أبو مطرقة والقرش الرمادي في برنامج التتبع، وتم تثبيت أجهزة التتبع على عدد قليل من هذين النوعين. وستركز المرحلة المقبلة على رصد تجمعات ناقة البحر في المنطقة.
القرش لا يحب الإزعاج
يقول أستاذ علوم المصائد والكيمياء الحيوية البحرية في جامعة البحر الأحمر صلاح الدين يعقوب إن الأنواع الرئيسية  للأسماك الغضروفية الموجودة في المياه السودانية التي تمتد على 750 كيلومتراً تضم أربعة أنواع من أسماك القرش، هي: القرش النمري والقرش الثوري والقرش أبو مطرقة والقرش ذو الزعانف السوداء والبيضاء. ويضيف أن أعداد القروش وأنواعها قلت كثيراً بسبب الصيد المكثف، إضافة إلى أنها تصل إلى مرحلة البلوغ في عمر متقدم وتحتاج إلى عشر سنين حتى تستطيع الانجاب، وهي تلد صغارها ولادة. لذلك، إذا لم تحظ بفرصة للعيش بأمان حتى تصل إلى سن البلوغ فمعنى ذلك أنها تسير نحو تناقص مستمر، وهذا يستدعي حمايتها.
والقرش شديد الذكاء، قوي حاسة الشم التي يمكن أن تصل حتى كيلومترين، سريع الحركة، نشيط، ومهاجر دؤوب. كما أنه حساس تجاه الضوضاء ويفضل الهدوء، وهذا متوافر في السواحل السودانية. ومن الأسماك الغضروفية هناك القوابع ومنها ناقة البحر (مانتا مانتا) التي توجد بكثرة في خليج دنقناب، وكذلك الدلفين ووطواط البحر المبقّع الذي يعيش في المياه الضحلة.
ويرى يعقوب أن النشاط الاستثماري الكبير في السواحل يمكن أن يدمر السلسلة الغذائية لأسماك القرش والمانتا راي، وبالتالي يشكل مهدداً قوياً لها. ويؤكد أن أي تغيير في البر قد يتبعه تغيير في البحر يؤثر على حياة كليهما.
ويؤكد الدكتور عبدالله ناصر العوض، مدير محطة بحوث أسماك البحر الأحمر، أن محميتي دنقناب وسنجنيب ما زالتا نظيفتين ومحتفظين بحيويتهما، فلا يوجد فيهما تلوث أو تكسير في الشعاب المرجانية. وتقدر أسماك القرش محلياً بنحو 5 في المئة من حجم الإنتاج البحري الكلي في السودان، وهو ليس الأعلى في الإقليم، لكن ما يميز السواحل السودانية هو غنى الشعاب المرجانية وحيويتها وسلامتها وقدرتها على النمو.
يقول عيسى محمود أحمد، الذي يعمل صياداً في قرية محمد قول، إن جميع أهل قريته يصطادون أسماك المائدة العادية. وعلى رغم وجود ناقة البحر وأسماك القرش بأعداد كبيرة وأنواع مختلفة إلا أنهم لا يصطادونها، بسبب عدم استساغة لحومها محلياً. لكنهم كانوا يصطادونها سابقاً للاستفادة من زعانفها التي تصدر بسعر مغر إلى خارج السودان، خصوصاً الأسواق الآسيوية، "ولكن بعد أن منعت سلطات المحمية صيدها قبل عامين وفرضت غرامة لم نعد نصطادها".
وهم يشاهدونها أحيانا على الشاطئ، لكنها عادة لا تهاجم إلا في حالة الخوف أو الجوع. ويضيف أحمد: "نحن نتضرر منها لأنها تأكل الأسماك التي نصطادها في كثير من الأحيان إذ تجدها لقمة سائغة".
 
سياحة تحتاج إلى بنيات تحتية
يقول الرائد نصرالدين محمد الأمين، مدير إدارة المحميات البحرية في ولاية البحر الأحمر: "ما يقلقنا هو كثافة السياحة، فالموسم السياحي الذي يبدأ من تشرين الأول (أكتوبر) ويستمر حتى حزيران (يونيو) يجلب نحو8000 سائح سنوياً إلى المحميتين. وعلى رغم أنهم لا يمارسون الصيد، إلا أنهم يفسدون الشعاب المرجانية عند رسو قوارب الغوص لعدم وجود مرابط لها.
أما نصرالدين أحمد العوض، مدير عام وزارة البيئة والسياحة في ولاية البحر الأحمر، فيشير إلى أن 80 في المئة من إيرادات السياحة تأتي من الغوص. ولا يهدد ناقة البحر وأسماك القرش سوى الصيد من أجل زعانفها. وثمة خطة كاملة للاستفادة من سواحل البحر الأحمر في السياحة وتنمية المجتمعات المحلية التي تسكنها.
توفر المحافظة على جمال الطبيعة في المنطقة فرصاً رائعة للسياحة، ولكن تتوجب حمايتها أولاً تمهيداً للاستثمار فيها. ويقول غراهام هيل إن الغرض الأساسي البعيد المدى من برنامج المراقبة هو إيجاد خطة لتطوير المعلومات حول الحيوانات البحرية الكبيرة وموائلها، والممارسات التي تساعد على منع الإضرار بالموارد البيئية.وسوف يستفيد السودان أيضاً في بناء قدراته لاستخدام التقنيات المتطورة في العلوم البحرية وحماية التنوع الأحيائي البحري.
أسماك «مانتا راي» الضخمة في البحر الأحمر
القرش الحوتي أحد أضخم الحيوانات البحرية
من أسماك الشعاب المرجانية في محميتي دنقناب وسنجنيب
قياس سمكة «مانتا راي» وتثبيت جهاز تتبع عليها في خليج دنقناب
مرجان وأسماك  متنوعة في سنجنيب
المحميتان ملاذ للطيور المقيمة والمهاجرة
المحميتان ملاذ للطيور المقيمة والمهاجرة
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.