يشكل زحف الرمال أحد أبرز التحديات البيئية التي تواجه مناطق الجنوب في المغرب. ومن العوامل المؤدية إلى حدوثه قلة الغطاء النباتي وضعف تماسك بنى التربة، ووجود طاقة هائلة لإنتاج الرمال.
ولمواجهة هذه الظاهرة والتغلب على آثارها وانعكاساتها السلبية على التنمية وعلى البنية التحتية للطرق، قامت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بشراكة مع الجماعات المحلية، بإحداث عدد من الأحزمة الخضراء حول المدن لحمايتها. وقد بلغت مساحة المجالات الخضراء المستحدثة 740 هكتاراً منذ العام 2005.
وتعمل المندوبية أيضاً على إنشاء محميات طبيعية لحماية عينات من المنظومات البيئية الصحراوية وتدبيرها المستدام. فهي تواجه العديد من الضغوط، كالقطع الجائر للأشجار بهدف التفحيم، والرعي المفرط الذي يقلل من فرص إنبات البذور ونمو الشجيرات، وقلة إنتاج الثمار وعقم بذورها في بعض الأحيان مما يعيق التخليف الطبيعي، إضافة إلى انتشار بعض الأمراض والطفيليات التي تؤثر على النمو الطبيعي للأشجار.
وقد احتفل المغرب باليوم العالمي لمحاربة التصحر في منطقتي العيون والسمارة يومي 17 و18 حزيران (يونيو) 2013 تحت شعار «يجب ألا نترك مستقبلنا للجفاف». فأقيمت مناظرة حول آفاق منظومة الطلح الصحراوي. ونظمت بالتعاون مع المجتمع المدني تظاهرة تحت عنوان «لنستعمل أراضينا في حدود مؤهلاتها وحسب خصوصيات المناطق»، ركزت على شجرة الطلح الصحراوي باعتبارها أهم مكونات البيئة النباتية في المنطقة، على مساحة نحو مليون هكتار.
وكانت المندوبية ركزت خلال الفترة 2005 ـ 2012 على مشاريع التثبيت الميكانيكي والبيولوجي للرمال على مساحـة 38 ألف هكتار. ويندرج برنامج محاربة زحف الرمال في الأقـاليم الجنوبية في إطار تنفيذ المخطط العشري (2005 ـ 2014) الذي يشمل معالجة ما يفوق 140 هكتاراً سنوياً للحد من آثار زحف الرمال وحماية البنيات السوسيو ـ اقتصادية والمراكز العمرانية الكبرى. وقد تم في إطار هذا البرنامج غرس شتول تتأقلم مع الظروف المناخية المحلية، وتثبيت نحو 1000 هكتار من الكثبان الرملية، مع السعي إلى تثبيت 1300 هكتار حتى نهاية سنة 2014.
|