Saturday 23 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
فهد التركي ("القبس"، الكويت) ملاجئ المستشفيات... الاتكال على الله!  
تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 / عدد 56
 عندما دعت شعبة العلاقات العامة في وزارة الصحة وسائل الاعلام الى تغطية تجربة عملية الاخلاء الوهمية في مستشفى الصباح الشهر الماضي، والتي أشاد بعدها مسؤولو الدفاع المدني والصحة بسرعة تجاوب المشاركين من دفاع مدني وطوارئ طبية، كانت لنا جولة في أروقة ما سمي "مجازاً" ملاجئ المستشفيات.
البداية كانت في ما يسمى ملجأ مستشفى الجهراء، الذي يفتقد لأبسط مقومات الحياة لأنه لا يحوي أي مصدر للتكييف. والروائح الكريهة تملأ المكان، فضلاً عن الأوساخ. سألنا أحد الموظفين ماذا نفعل، فقلنا له اننا مواطنون نود التأكد من سلامة الملجأ كي نطمئن. فقال انه لم يسمع بوجود ملجأ قط، لكن ثمة سرداباً للأدوات القديمة ربما هو الذي يسمونه ملجأ. فمضينا في مكان مخيف لا يوجد فيه سوى كهربائيين ـ من جنسية آسيوية ـ استغربوا وجودنا في هذه المنطقة غير الآمنة.
مصدر مطلع في ادارة المستشفى أكد لنا أن وزير الصحة الدكتور محمد الجارالله، عندما تفقد المستشفى أثناء عملية الاخلاء الوهمية، سأل عن ملجأ المستشفى وجهوزيته، فردوا عليه أنه غير مؤهل ومليء بالطاولات والأجهزة القديمة ولا ينفع أن يكون ملجأ. فامتعض الوزير وطالب بتأهيل بعض المواقع لحالات الطوارئ داخل السرداب. والمضحك في الأمر أن هناك مصعداً واحداً الى هذا الملجأ الخيالي، ولا يعمل، اذ علق بنا مرتين. لذلك استعنا بالسلالم.
في هذا "الملجأ" لا يوجد أي سرير أو مقومات طبية. وكل ما شاهدناه برادات ماء أكل عليها الزمن وشرب حتى تغير لون مائها.
انها عمدة المناطق الصحية في البلاد، اذ تضم أقدم المستشفيات، وهو مستشفى الصباح، فضلاً عن أكثر من عشرة مستشفيات تخصصية. وكان من المفترض أن تكون ملاجئ هذه المنطقة الأكثر كفاءة من ملاجئ أي مواقع أخرى، لكنها أتت على العكس تماماً، حيث لا ملاجئ مؤهلة.
ملجأ مستشفى الصباح لا يحتوي أي مقومات طبية أو إعاشية لاغاثة من يلجأ اليه. ولعل اللجوء لرحمة الله أفضل من الاختباء في ملجأ غير صالح قد يكون مقبرة لمن يحتمي به. هذا الملجأ ينقسم الى شطرين، أحدهما مليء بالطاولات والأسرة المهترئة والأوساخ. وبوابة الملجأ لا يستطيع الداخل معرفتها لانها أغلقت بأكياس القمامة والكراسي والطاولات.
في مستشفى الباطنية، الملجأ عبارة عن غرف للأشعة والطب النووي والمختبر.
ورحنا نبحث عن ملاجئ اخرى في مستشفيات قريبة. هذا هو مركز حسين مكي الجمعة للجراحات التخصصية، الذي تحول سردابه، أو ملجأه، الى مخزن وغرف للأشعة النووية وغسل البياضات. ودخلنا مركز الطب الاسلامي، الذي وضعت الى جانبه لافتة "ملجأ عام"، واذا به لا يحوي ملجأ. وقصدنا المستشفى الصدري العملاق علّنا نجد فيه ملجأ، أو سرداباً على أقل تقدير، واذا به لا يحوي أي شيء من هذا القبيل. ذهبنا الى مستشفى الرازي، واذا به لا يختلف عن الجهراء والصباح، حيث تحول الملجأ الى ادارات مختلفة وعمالة كهربائية ومخزن للمستلزمات الطبية. وقريباً منه مستشفى ابن سينا والبابطين اللذان تحولت ملاجئهما الى غرف للعمليات والتعقيم وغرف عمال النظافة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.