Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
وجدي رياض هل يبتلع البحر شواطئ مصر؟  
تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 / عدد 56
 تغيرات المناخ باتت على الأبواب، وملامحها تطل على أماكن كثيرة في بلادنا. وفي مصر وقائع تؤكد كيف أصبح المناخ يميل الى الدفء، حتى أن مياه البحر غمرت شواطئ كانت في حساب البَرّ.
ففي بلدة برج البرلس في محافظة كفر الشيخ، التي تبعد عن القاهرة مسافة 130 كيلومتراً الى الشمال وتطل على ساحل البحر المتوسط، قلعة رومانية شهيرة يتوافد عليها الزوار. كانت القلعة في برّ القرية القديمة، والآن أصبحت تبعد عن الشاطئ 30 متراً. لقد غرقت القلعة لأن البحر أكلها. ويقول بعضهم، في هذا الصدد، بأن ذراعي النيل (رشيد ومياط) كانا يمتلئان بمياه النهر الحاملة للغرين، أو الطمي. ولكن بعد بناء السد العالي احتجزت بحيرة ناصر هذا الطمي مما أدى الى انخفاض أراضي الدلتا عند مستوى سطح البحر. لكن عالم البيئة المصري الدكتور محمد القصّاص، وهو من مواليد برج البرلس، يرجّح أن مياه البحر ارتفعت مناسيبها مما أدى الى غرق جزء من قريته. وتحذر أبحاث عالمية من أن نصف الدلتا سوف يغرق خلال هذا القرن، حين يرتفع البحر مع ازدياد درجة حرارة الكرة الارضية.
مدينة مرسي مطروح تبعد مسافة 500 كيلومتر من شمال غرب القاهرة. وهي تتمتع بجمال طبيعي أخاذ، من لون البحر اللازوردي الى الرمال الناعمة البيضاء، حتى باتت مصيف الصفوة. على شاطئها الهادئ الجميل يمكن مشاهدة صنبور ماء (دوش) كان المستحمون يغتسلون تحته لازالة الماء المالح عن أجسامهم، لكنه أصبح داخل البحر في المياه الضحلة، ويبتعد عن الرمال حوالى 40 متراً. فالبحر غزا ذلك الشاطئ، والتهم أيضاً برج المراقبة الذي كان الحارس يعتليه لمراقبة السابحين، ومعه بعض المباني.
ومن الظواهر الواضحة للعيان تقلص مساحة الرمال على ساحل الاسكندرية الشهير، بحيث لم يعد المصطافون والمستحمون يجدون فسحة كافية للجلوس تحت الشماسي. وتضطر محافظة الاسكندرية الى نقل رمال من الصحراء القريبة لتعزز المنطقة وترفع مستوى الشاطئ الرملي عن مستوى سطح البحر. وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في سيدي بشر، أحد الشواطئ الشهيرة التي كان يؤمها الفنانون في الستينات والسبعينات من القرن الماضي وبات أحد أهم الشواطئ الشعبية.
وفي مدينة الغردقة المطلة على البحر الاحمر، والتي تبعد عن القاهرة 500 كيلومتر في اتجاه الجنوب الشرقي، غرقت بعض المباني التي كانت أنشئت على الشاطئ مباشرة.
ربما كانت هذه الظواهر وغيرها دفعت جهاز شؤون البيئة الى تضمين إحدى مواد قانون البيئة نصاً بأن يبتعد البناء عن خط الساحل 200 متر!
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.