التوسع جارٍ في انشاء المشاتل لتنمية النخيل كثروة تتمتع بها سيناء. ولكن في الوقت نفسه تتعرض هذه الثروة للعديد من المذابح، إما باقتلاع النخيل تمهيداً لبيع الأرض، أو بقطع قلبه لبيعه الى الاسرائيليين الذين يحتفلون به في أعيادهم الدينية. ورغم قرار محافظ شمال سيناء بتجريم قطع النخيل واقتلاعه، إلا ان المشكلة ما زالت قائمة.
منى أبو المعاطي، المالكة لأحد الشاليهات على شاطئ العريش، قالت انها كانت تمتلك سبع نخلات مثمرة، وذات يوم فوجئت بعمال مجلس مدينة العريش يقومون بأمر من رئيس المجلس باقتلاع هذه النخلات دون مبرر، فقامت بتحرير محضر بالواقعة في قسم الشرطة.
وأكد المهندس عبدالله الحجاوي مدير إدارة حماية البيئة في سيناء أن هناك أفراداً يجمعون قلوب النخيل بعيداً عن أعين أصحابها لبيعها الى تجار جملة يصدّرونها الى اسرائيل لاستخدامها في الطقوس الدينية. وأوضح ان انتزاع قلوب النخيل قد يؤدي الى شبه عقم يمنعها من الاثمار لسنوات عدة.
ورغم ان النخيل يعتبر ثروة قومية، إلا أنه تعرض لمظاهر عديدة من الاهمال، بسبب الارتفاع الباهظ لأسعار أراضي النخيل الساحلية التي تعتبر المكان المحبب لراغبي الاستثمار السياحي، وقلة اليد العاملة المدربة على القيام بعمليات التقليم والتلقيح والتقويس والتكميم والجني، وارتفاع كلفة هذه العمليات أمام ضآلة الانتاجية.
وقد بات ضرورياً إنقاذ الآلاف الباقية من أشجار النخيل المنتشرة على طول الساحل في شرق العريش والمهددة بعملية النحر. فالرؤوس الحجرية التي أقيمت في الميناء لكسر حدة الأمواج داخله أقيمت بطريقة خاطئة أدت الى استمرار عوامل النحر التي أسقطت المئات من النخيل أمام شواطئ الريسة والسعد والجندول والريفيرا. وللحد من ظاهرة النحر المستمر والمتجه شرق العريش، طالب الحجاوي بتغيير مواضع الرؤوس الحجرية لتكون موازية للشواطئ بدلاً من تعامدها عليها. ومن جهة أخرى، طالب محمد خليل، بلسان مزارعي المنطقة، بالتنبيه على سائقي عربات الصرف الصحي بعدم تفريغ النفايات في المناطق التي ينتشر فيها النخيل، خشية تلويث ثمارها فلا تعود صالحة للاستهلاك الآدمي أو الحيواني.
وقد بادر الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة بتزويد سيناء بفسائل محسنة لتحقيق الخطة التي يتبناها محافظ الاقليم أحمد عبدالحميد من خلال مشروع المليون نخلة. وفي إطار جهود التطوير التنظيمي للإرشاد الزراعي في المحافظة، قام الدكتور رضا أبو حطب المستشار العلمي للمحافظة باستحداث إدارة لارشاد مزارعي النخيل، وتوقيع بروتوكول لتدريب 20 شيخاً من مشايخ البدو والمزارعين على زراعة ورعاية النخيل، وإيفاد اختصاصي الى سورية لحضور دورة تدريبية خاصة بتكنولوجيا خدمة المحصول. وأفاد المهندس نور الخليلي مدير عام الزراعة في سيناء أن هناك خطة طموحة لتوسيع الحقول الارشادية لزراع النخيل بدءاً من الموسم الزراعي 2002 ـ 2003. وطالب باصدار قوانين تجرم قطع النخيل، مع إلزام أصحاب المباني بزراعة نخلتين كشرط أساسي لاستصدار تراخيص البناء، إضافة الى الاهتمام بإنشاء الحقول الارشادية للنخيل في قرى وتجمعات وسواحل المحافظة، وتشجير جانبي الطريق السريع بالنخيل بداية من رفح حتى رمانة وبالوظة، وغرس الفسائل في مناطق الكثبان الرملية.
|