يزداد إقبال الجيل الجديد في المنطقة العربية على طلب الطعام من المطاعم (delivery) بدل تناول المأكولات المنزلية. ويتسبب ذلك في إنتاج كميات ضخمة من الفضلات التي ترمى في مستوعبات النفايات. وتشير نتائج دراسة حديثة الى أن المستهلكين البريطانيين يرمون نحو ثلث طعامهم بسبب سوء إدارته. وفي الولايات المتحدة والبلدان الصناعية عموماً، يتم توليد ما معدله 110 كيلوغرامات من فضلات الطعام لكل شخص في السنة. وترمى فضلات الطعام بالمستويات ذاتها في بعض بلدان الخليج العربية. وهذا مؤلم في ضوء ما يحدث من احتجاجات في المنطقة العربية بسبب ارتفاع أسعار الغذاء.

ثمة أناس كثيرون عاجزون عن تأمين كفافهم اليومي، فلا يجوز أن نهدر نحن طعامنا. ثم إن التوفير في نفقات الطعام يفضي أيضاً الى نتائج «خضراء»، من حيث حفظ الموارد الطبيعية مثل الطاقة والمياه والأسمدة، فضلاً عن تكاليف المعالجة والنقل والتبريد وتكاليف أخرى.

انتهاء فضلات الطعام في مستوعبات النفايات ممارسة غير صديقة للبيئة. ويجب تخفيض توليد هذه الفضلات الى أقصى حد ممكن، وإعادة تدويرها بوسائل مختلفة، مع تحقيق مكاسب بيئية واقتصادية.

في ما يأتي بعض الممارسات الخضراء الممكنة في حياتنا اليومية. ولئن تكن معروضة بصيغة المؤنث، لربة البيت التي تدير مأكل الأسرة غالباً، فإنها موجهة الى جميع الأفراد بلا استثناء.

1. عند شراء أطعمة قابلة للتلف مثل الخضار والفواكه، أمِّني احتياجات أسرتك ليوم أو أسبوع، وتدبَّري استهلاك الطعام بفعالية وتخزينه بالشكل المناسب في الثلاجة. ومن أجل إبقاء الفواكه والخضار طازجة في الثلاجة مدة أطول، ضعيها في أكياس ورق أو نايلون فيها ثقوب.

2. اطبخي كميات تتماشى مع معدل استهلاك أفراد الأسرة. فالكميات الزائدة قد تتحول الى فضلات اذا لم تستهلك خلال وقت قصير أو لم تحفظ جيداً في الثلاجة.

3. ابذلي جهدك كي لا ترمي أي فضلات طعام، حتى لو كانت مدة صلاحيتها منتهية. فهذه يمكن تقديمها لحيوانات منزلية مثل الدجاج والقطط والكلاب، أو إضافتها الى برميل تسميد النفايات العضوية في الحديقة. ويمكن حفظ المكسرات والحبوب المنتهية الصلاحية طعاماً للطيور.

4. اسكبي في صحون أفراد الأسرة حاجتهم فقط، فالطعام الزائد سيزيد وزنهم. ضعي البقية في الثلاجة.

5. اسقي نباتاتك بفضلات الأشربة (حليب، شاي، قهوة) بعد مزجها بماء الحنفية. فهي تحتوي على مغذيات مفيدة لنمو النباتات.

6. وفري الطاقة بتناول الطعام المطبوخ في المنزل جماعياً مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء. فالطبخ لمجموعة كبيرة يستهلك طاقة أقل من الطبخ لأفراد يأكلون في أوقات مختلفة.

7. مارسي تسميد النفايات العضوية قدر الامكان، مثل قشور الثمار وبقايا الخضار وقشور البيض وسواها. وثمة أنواع من براميل التسميد يمكن وضعها حتى في المطبخ أو على شرفة المنزل.

8. اصنعي الخل من الثمار التي لحق بها  تلف (تفاح، عنب، إجاص...) بدلاً من رميها.

9. قدمي الفواكه والخضار الفائضة عن حاجة المنزل الى جيرانك والعائلات المعوزة. بذلك تتجنبين إنتاج الفضلات وتشعرين بالرضا.

10. اذا طلبت مواد غذائية من المتجر بواسطة الهاتف، تجنبي طلب مأكولات جاهزة وكميات زائدة من المنتجات الطازجة.

11. يمكن تقديم البذور  والحبوب المنتهية الصلاحية للمزارعين لزرعها وإنتاج المحاصيل.

12. يمكن تجفيف الثمار الناضجة زيادة عن اللزوم أو صنع مربيات لذيذة منها. ويمكن استعمال الثمار المجففة في تحضير الحلويات، أو استهلاكها كوجبات سريعة في المدرسة أو العمل.

13. جففي الأعشاب وبعض أنواع الخضار الزائدة عن حاجتك، واستعميلها لاحقاً في طبخ الأطعمة. ومن ذلك النعنع والحبق والزعتر والفلفل والبندورة (الطماطم).

14. أضيفي بقايا الخبز اليابس وثفل الشاي والقهوة وقشور الثمار الى تربة النباتات المنزلية.

15. قشور الثمار الكثيرة العصارة، مثل البطيخ، يمكن تعريضها للهواء في وعاء طوال الليل، ومن ثم وضعها في كيس النفايات، بعد أن تتبخر منها كمية كبيرة من المياه. هذا يخفض وزن النفايات المنزلية ويقلل كلفة النقل ويمنع ارتشاح العصائر من الأكياس ومستوعبات النفايات.

وفي حالة المؤسسات، مثل المطاعم والفنادق والمستشفيات والمدارس والثكنات العسكرية وسواها، يمكن تقديم فضلات الطعام أو بيعها الى مزارع الدجاج الذي تتم تربيته بطريقة عضوية. أو يمكن، من خلال الهضم أو التسميد اللاهوائي لهذه النفايات العضوية، إنتاج غاز عضوي (بيوغاز) للاستعمال في التدفئة وربما توليد الطاقة الكهربائية. وقد تم التثبت من الجدوى الاقتصادية والسلامة البيئية لهذه العملية في مناطق مختلفة من العالم. فعلى سبيل المثال، بامكان النفايات التي تؤخذ من مطبخ ثكنة عسكرية إنتاج غاز حيوي كاف لتلبية جميع احتياجات المطبخ من الطاقة.