تزخر منطقة نهر ميكونغ في الشرق الأقصى بتنوع حيوي مذهل، بحيث يُعثر على نوع جديد كل يومين. لكن هذا الغنى الطبيعي في خطر، إذ يتم اصطياد أنواع كثيرة من الحيوانات لتقدم وجبات على الموائد، ما يجعلها تكافح من أجل البقاء في موائل متقلصة، ويعرضها لخطر الانقراض.
من الأنواع الجديدة التي أضاء عليها تقرير حديث للصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) بعنوان «الميكونغ الفطري» سام أبرص (أبو بريص) فريد في ألوانه، له ذيل وقوائم برتقالية براقة ورقبة صفراء وجسم رمادي مائل إلى الزرقة ومخطط بالأصفر على الجانبين البرتقاليين، وقد تم اكتشافه على جزيرة في جنوب فيتنام.
وهناك أيضاً سعدان أفطس أسود الشعر ويعلو رأسه عرف شبيه بتسريحة ملك الروك الراحل إلفيس بريسلي. وقد عثر عليه في ولاية كاشين الجبلية في ميانمار. ويقول محليون إنه يُشاهد في الطقس الممطر واضعاً رأسه بين ركبتيه، لمنع المطر من دخول أنفه المقلوب إلى أعلى.
ومن الحيوانات المميزة الأخرى التي عثر عليها حديثاً، سحلية تتناسل بواسطة الاستنساخ من دون حاجة إلى تذكير، وسمكة تشبه الخيارة، وخمسة أنواع من النباتات «الإبريقية» المفترسة التي تتغذى على الحشرات والجرذان وحتى الطيور.
يرى الصندوق أن على حكومات منطقة نهر ميكونغ التوقف عن اعتبار حماية التنوع البيولوجي كلفة، والنظر إليها كاستثمار لضمان استقرار على المدى البعيد. فهذه المجموعة الأحيائية النفيسة في المنطقة سوف تضيع إن لم تستثمر الحكومات في حماية تنوعها وصيانته.
على رغم القيود المفروضة، يبقى الاتجار بالأحياء الفطرية تهديداً لمجموعة من الحيوانات المعرضة للخطر في المنطقة، إذ يتم اصطياد بعضها لأن أعضاءها، مثل قرون الكركدن، تدخل في صنع بعض الأدوية الآسيوية التقليدية. وتواجه أنواع أخرى، مثل دلافين نهر ميكونغ، خطر الوقوع في شباك الصيادين أو الهلاك بفعل طرق الصيد غير المشروعة.
يذكر أن منطقة نهر ميكونغ الكبرى تشمل كمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام وإقليم يونان الصيني الجنوبي. ويتدفق النهر العظيم في رحلة طويلة من جبال هملايا إلى مصب الدلتا في جنوب فيتنام.
|