Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
نيوزيلندا أرض معزولة تسكنها غرائب  
تموز-آب (يوليو-اوغسطس) 2002 / عدد 52-53
 عاشت في نيوزيلندا، المنعزلة عن العالم، أنواع غريبة عجيبة من الكائنات، حتى ليخيل الى السامع بهاانها من عالم الخيال، لولا وجود الأحافير والمتحجرات الشاهدة عليها. ومن غرائب أرض الجزر هذه انها كانت تؤوي نحو 70 نوعاً من الطيور التي لم تعرف في أي مكان آخر من العالم، ثلثها لا يطير وربعها ليلي
 الصور: كريستو بارس
جبال وعرة مترامية وأنجاد بركانية وأنهار جليدية وغابات مطر وخلجان وشواطئ رملية فائقة الجمال. هذه بعض ملامح الطبيعة في نيوزيلندا، القابعة في جنوب المحيط الهادئ على بعد حوالى 2250 كيلومتراً من شرق أوستراليا. ويبلغ طولها من الشمال الى الجنوب 1600 كيلومتر، ومساحتها الاجمالية 268 ألف كيلومتر مربع. وتتكون من جزيرتين كبيرتين، شمالية وجنوبية، وعدد من الجزر الصغيرة. ولا يزيد عدد سكانها على أربعة ملايين نسمة. ويتحدر سكانها الأصليون من شعب الماوري الذي أتى اليها من جزر بولينيزيا في وسط وجنوب المحيط الهادئ. وبدأ وصول المستوطنين الاوروبيين اليها في ثلاثينات القرن التاسع عشر.
تضم الجزيرة الشمالية أكبر بحيرة في البلاد وهي بحيرة توبو، وأطول نهر وهو نهر ويكاتو، وعدداً من البراكين الناشطة. وتهيمن على الجزيرة الجنوبية الجبال والمرتفعات، وأهمها جبال الألب الجنوبية التي تمتد على طولها تقريباً، فتشكل مع الأنهار الجليدية والبحيرات والخلجان الضيقة والحقول الساحلية لوحة طبيعية رائعة.
منذ نحو 100 مليون سنة، انفصلت نيوزيلندا عن قارة غوندوانالاند العملاقة. فنشأ فيها تنوع نباتي وحيواني فريد. وهناك حيوانات تحدرت مباشرة من الأنواع المنقرضة، ومنها الحلزونيات العملاقة والتواتارا، وهو حيوان زاحف شوكي كبير من ذوات الأربع قوائم وله عين مجهولة الوظيفة في وسط الجبين تمثل الغدة الصنوبرية، وهو الوحيد المنقاري الرأس بين الزواحف، وقد يعيش أكثر من مئة سنة.
ويبدو أن نيوزيلندا، قبل ان يستوطنها الانسان، كانت تضج بضوضاء طبيعية. فقد أوت أدغالها الكثيفة تشكيلة هائلة من الطيور. وفي غياب أعداء طبيعيين، أصبحت أجنحة بعضها غير ضرورية، فباتت غير قادرة على الطيران، ومنها ببغاء الكاكابو، والكيوي الليلي الذي يعتبر رمزاً وطنياً، والموا الذي انقرض وكان أكبر طائر في العالم والوحيد بلا جناحين. أما طائر التاكاهي النادر فيمتاز بريشه النيلي والأخضر الجميل ومنقاره الأحمر البراق وقائمتيه القصيرتين، وكان يعتقد انه انقرض حتى اكتشفه من جديد عام 1948 عالم الطيور النيوزيلندي ج. ب. اوربل. ومن طيور نيوزيلندا المتوطنة الهازج الرمادي الذي تراجعت أعداده سريعاً بعد الاستيطان الاوروبي وادخال اعداء له، فبات محصوراً الآن في جزيرة مانغير ومجموعة جزر كاثام، وببغاء الكاي الذي يعتبر من أذكى الطيور في العالم، ويعرف بأنه مولع بالأجسام اللامعة ولا يتردد في مهاجمة السيارات لسرقة مساحة الزجاج الأمامي أو قطع مطاطية أخرى.
أتاحت غزارة الأمطار في نيوزيلندا، وما يتخلل أيامها من أوقات مشمسة، متوافرة، نمو غطاء نباتي كثيف ومتنوع، حيث 80 في المئة من الأشجار والسرخسيات والنباتات المزهرة متوطنة. وتتوزع غابات نيوزيلندا المطرية المهيبة ذات الخضرة الدائمة في مناطق جبلية وساحلية. ومن أشجارها الريو والتوتارا وأنواع من الزان، وأكبرها شجرة الكوري العملاقة المتوطنة. ومن أجمل ما يقع عليه النظر شجرة الكوهاي بأزهارها الصفراء وشجرة البوهوكوكاوا بأزهارها الحمراء اللامعة التي تتفتح في كانون الأول (ديسمبر) فأطلق عليها اسم شجرة الميلاد. وينبت تحت الاشجار غطاء نباتي كثيف يشمل شجيرات متوطنة لا تحصى وتشكيلة هائلة من السرخسيات والطحلبيات والاشنيات.
تغطي المنتزهات الوطنية والغابات والمحميات الطبيعية 20 في المئة من مساحة نيوزيلندا. ويحتوي 13 منتزهاً وطنياً على تشكيلة ضخمة من المواقع الطبيعية والنباتات التي لم تمسها يد انسان. وتهيمن الجبال على طبيعة نيوزيلندا، اذ يمكن تصنيف 60 في المئة من الجزيرة الجنوبية و20 في المئة من الجزيرة الشمالية أراضي جبلية. ومعظمها يعلو أكثر من 600 متر عن سطح البحر، وتتخلله أجراف شاهقة.
يمتد الخط الساحلي الطويل لنيوزيلندا حوالى 15 ألف كيلومتر. ويقع جزء كبير منه في محاذاة طرق هجرة بعض أكبر الحيتان وأروعها في العالم، ومنها حوت العنبر. وهي كثيراً ما تشاهد برفقة أنواع من الدلافين قرب الشواطئ حيث تتوافر الكائنات البحرية التي تقتات عليها. ومشاهدة الحيتان وهي تسبح مع الدلافين من أجمل المشاهد التي تجذب السياح. ودلفين هكتور الصغير الذي لا يزيد طوله على 1.4 متر هو الاندر في العالم ولا يوجد الا في المياه النيوزيلندية، ويقصد السياح الجزيرة الجنوبية لمشاهدته.
وكانت اسود البحر تعيش على طول الساحل النيوزيلندي، لكنها تعرضت لصيد جائر إذ يبدو أن السكان الأصليين كانوا يأكلونها. وهي الآن شبه محصورة في جزر اوكلاند وكامبل وسنير.
ربع مساحة نيوزيلندا اليوم أراض برية محمية. وباقتصار قطاعاتها المنتجة الكبرى على الزراعة وصيد السمك واستغلال الغابات والسياحة، ما زالت البلاد بعيدة، نسبياً، عن التلوث.
ملامح الطبيعة في نيوزيلندا القابعة في جنوب المحيط الهادئ
جبال ألبية وغابات مطر وضفاف
جذوع شجرة دهرية
مياه متدفقة من ذوبان المجالد
طائر التاكاهي النادر
الهازج الرمادي
حوت العنبر
أزهار برية في السهل
سرخسيات في ظلال أشجار غابة مطر
فطر في أرض الغابة
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.