Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
عماد فرحات قرى السرطان ترعب الصين  
أيار/مايو 2013 / عدد 182
 ازدادت الاصابات السرطانية في الصين بنسبة 80٪ خلال 30 سنة بسبب تلوث الهواء والمياه والتربة بمواد كيميائية خطرة، خصوصاً من المواقع الصناعية
أخيراً اعترفت وزارة البيئة الصينية بوجود قرى سرطانية، بعد سنوات من شيوع أخبار عن مناطق ملوثة تشهد ارتفاعاً في إصابات السرطان. والوقع أن استعمال عبارة «قرى سرطانية» في تقرير رسمي يشكل سابقة، فيما تواجه السلطات استياء عارماً بسبب النفايات الصناعية والضباب الدخاني المقلق ومخاطر بيئية وصحية أخرى أعقبت سنوات من التنمية السريعة.
في شباط (فبراير) 2013 أعلنت الحكومة خطة خمسية جاء فيها أن «مواد كيميائية سامة ضارة استدعت حالات طوارئ كثيرة تتعلق بالمياه والهواء، حتى أن بعض الأماكن باتت بمثابة قرى سرطانية».
ولم يتوسع الإعلان في شرح الظاهرة، التي ليس لها تعريف تقني. وقد برزت أهميتها في وسائل إعلام محلية وأجنبية بعدما نشر الصحافي الصيني دينغ فاي خريطة عام 2009 تظهر العشرات من هذه القرى السرطانية، وأطلق حملة على الإنترنت تدعو الناس الى نشر صور لأنهار ملوثة قرب منازلهم، قائلاً: «إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسوف نواجه قدراً مشؤوماً. وإذا لم يتم حل مشكلة تلوث المياه الجوفية حسب الأصول، فان ذلك لن يقتل الناس فقط، بل سينسحب على كامل نظام الرعاية الصحية لما يسببه من ارتفاع في عدد مرضى السرطان».
وأكد خبراء صينيون في الأمراض الخبيثة أن السرطان تجاوز أمراض القلب والأوعية الدموية ليصبح القاتل الأول في البلاد. فقد بينت إحصاءات وزارة الصحة أن الوفيات بالسرطان ازدادت بنسبة 80 في المئة خلال السنوات الثلاثين الماضية. وأظهرت أرقام أوردها السجل الوطني للسرطان معدلاً مقلقاً أكبر مما أوردته منظمة الصحة العالمية. ففي كل دقيقة يتم تشخيص إصابة ستة صينيين بالسرطان، أي نحو ثلاثة ملايين كل سنة.
واعترفت وزارة البيئة بأن مواد كيميائية مؤذية تم حظرها في البلدان المتقدمة ما زالت تنتج وتستهلك في الصين، وهي «تلحق ضرراً محتملاً طويل الأجل بصحة الانسان وبالبيئة».
مسرطنات في الماء والهواء
يقول مارتين بايشنس، مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (BBC) في بيجينغ، إن الأنباء المتداولة حول ما يسمى «قرى سرطانية» باتت مألوفة. ففي العام 2007 زارت BBC قرية شانغبا الصغيرة في جنوب الصين، حيث كان أحد العلماء يدرس أسباب التلوث وتأثيراته على القرية. وقد وجد مستويات عالية من المعادن الثقيلة السامة في المياه، واعتبر أن هناك علاقة مباشرة بين الاصابات السرطانية والتنقيب عن المعادن في المنطقة. وحتى الآن لم تعلق الحكومة على هذه الادعاءات.
وبحسب منظمة غرينبيس شرق آسيا، يفتقر 320 مليون فرد في الصين الى مياه شرب نظيفة، ويشرب 190 مليوناً مياهاً شديدة التلوث بمواد كيميائية خطرة.
وأظهر مسح وطني لسلامة البيئة أجري بين 2005 و2006 أنه من أصل 7555 مشروعاً كيميائياً وبتروكيميائياً تم تفقدها، يقع 1354 مشروعاً على ضفاف الأنهار والبحيرات وخزانات المياه الجوفية، و2489 مشروعاً قرب مدن أو مناطق مكتظة بالسكان، و535 مشروعاً عند مصبات أنهار رئيسية، و280 مشروعاً على الامتدادات العليا لمناطق محمية تحوي مصادر مياه شرب.
اضافة إلى تلوث المياه، يشكل تلوث الهواء مشكلة كبرى في الصين. ويشير خبراء طبيون إلى تسجيل نحو 560 ألف إصابة جديدة بسرطان الرئة كل سنة، وهي على ازدياد لسببين رئيسيين: تلوث الهواء وارتفاع عدد المدخنين. ويشكل حرق الفحم السبب الرئيسي لتلوث الهواء في الصين، خصوصاً استعماله في توليد الكهرباء. وهو ينتج 80 في المئة من كهرباء البلاد و70 في المئة من طاقتها، بحسب أرقام نشرتها منظمة غرينبيس شرق آسيا.
في كانون الثاني (يناير) 2013 غطى ضباب دخاني سام بيجينغ ومدناً كبرى أخرى، متجاوزاً مستويات سابقة اعتبرتها منظمة الصحة العالمية خطرة. وأثار ذلك احتجاجاً شعبياً صارخاً وجدلاً حامياً حول كلفة اندفاع الصين السريع في مضمار التنمية الاقتصادية بأي ثمن.
واعتبر ما يون، وهو ناشط بيئي بارز، أن اعتراف الحكومة بوجود مشكلة التلوث السرطاني خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح لحلها، مضيفاً: «في السابق كان هناك دائماً ميل الى التقليل من أهمية هذه المشاكل أو حتى طمسها. وإذا استمر ذلك، فسوف يطول أمد جميع مشاكل تلوث الهواء والمياه والتربة وأثرها على الصحة».
وقد أثنى ناشطون بيئيون على التقرير الحكومي الجديد، الذي لم يعترف فقط بأن التلوث يشكل خطراً على صحة الانسان وعلى البيئة، بل وضع خطة لوقف إنتاج واستعمال عشرات المواد الكيميائية السامة، كخطوة في اتجاه الحل.
كادر
لا يعرفون ماذا يشربون
في مطلع 2013، نشرت على موقع منظمة «غرينبيس» أنباء مقلقة عن إصابات سرطانية فظيعة تشهدها قرية زينغلونغ في جنوب الصين. وتناقلت وسائل الأنباء الصينية الخبر وباتت تدعو المكان «قرية سرطانية». ويبدو أن المصدر الرئيسي للتلوث المسبب للسرطان هو الصناعة الكيميائية في المنطقة، التي ألقت أكثر من 5000 طن من النفايات الخطرة  في الطبيعة، وكان لديها 140 ألف طن أخرى ربما كانت ستلقى المصير ذاته لو لم يتم اكتشافها.
أرسلت منظمة غرينبيس فريقاً الى زينغلونغ لتوثيق المشكلة وتنبيه السكان المحليين إلى خطورتها. وبعد فحص المياه التي يشربها القرويون، تبين أن مستويات الكروم ـ 6 فيها تزيد 1000 ضعف على الحد المسموح به. وتبين أيضاً أن هذه المياه تسربت الى التربة والمياه الجوفية والمحاصيل، وأن القرويين لا يعلمون بمخاطرها الحقيقية، وهم ما زالوا يشربون المياه الملوثة ويجولون في حقولهم حفاة الأقدام.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.