هل ما زال التلفزيون هو الجهاز الأكثر أهمية اليوم بالنسبة الى الجمهور العربي؟ ماذا عن وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت والهواتف الذكية؟ لا شك أن وسائل التواصل الحديثة سحبت البساط من الجهاز السحري المسمى "التلفزيون"، لكنها لم تلغِه طبعاً. لذلك عليه أن يحسن من وضعه ويتماشى مع التطورات في وسائل الإعلام الأخرى، ومنها مسألة «التفاعلية» مع المشاهد مثلما حصل للإنترنت.
ماذا يمكن أن يقدم التلفزيون للبيئة؟
الاختصار هو عنوان النجاح. فكما نحن في عصر السرعة المفرطة، كذلك فإن التلفزيون لا يحتمل المطولات. انطلاقاً من ذلك، فإن نشرات الأخبار هي الإطار الأفضل للتوعية البيئية، إذ يمكنك عبر تقرير إخباري من ثلاث دقائق أن تتناول موضوعاً بيئياً مهماً أو قضية بيئية خطيرة. ولمن يريد الإفاضة في الموضوع، يمكن العودة الى الموقع الالكتروني للتلفزيون بحيث تكون القصة موسعة، ومترافقة مع فيديو يشرح القضية. وهكذا يتم "التعاون" بين التلفزيون والانترنت.
الشريط الإخباري في أسفل الشاشة هو مصدر مهم للمعلومات. كذلك تمرّ الإعلانات القصيرة و"الكليبات" الترويجية بسرعة ويكون هدفها مباشراً. ويمكن تقديم برامج متخصصة عن البيئة والتراث، على أن تكون في قالب يراعي ثلاثة عناصر أساسية: السرعة والجذب والتخصص.
تلفزيون الواقع هو من أنجح الأمثلة. يمكن، مثلاً، أن يعيش المراسل أو المقدم مع مجموعة من المزارعين الذين يعانون العاصفة، أو الصيادين المتضررين من التلوث، أو مع سكان "حي التنك".
الإعلام هو في طبيعته الناطق والناشر، ولذلك فالدور المطلوب منه كبير في نشر الوعي البيئي. وعالمنا العربي الذي يعيش اليوم "ربيعاً" أو "ثورة" أو "حراكاً" على الصعيد السياسي الاجتماعي ينتظر حراكاً ملازماً على صعيد الوعي البيئي.
منير الحافي إعلامي في تلفزيون "المستقبل"، وهذا الرأي مبني على محاضرة ألقاها في جامعة الجنان في طرابلس.
|