Saturday 23 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
. ثروة طبيعية في أرياف المغرب والجزائر وتونس احموا غابات الفلّـين  
تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 / عدد 164
 

الممثلة الأميركية داريل هانا شغوفة وملتزمة بممارسة أسلوب معيشة قليل الأثر البيئي منذ أكثر من 16 عاماً. فمن بصمتها الكربونية الصغيرة ومنزلها الذي تشغله الطاقة الشمسية، الى تكيفها المبكر مع الوقود الحيوي (بيوفيول)، التزمت العيش بتناغم مع الأرض وجميع الكائنات الحية التي تعيش عليها.

في أيكة من أشجار االفلين في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، احتفلت هانا في حزيران (يونيو) الماضي بالحصاد السنوي للفلين الطبيعي، لافتة الانتباه إلى فوائده البيئية. فهو يتحلل بيولوجياً، ويعاد تدويره، ويتجدد، ويستهلك إنتاجه طاقة أقل كثيراً من سدادات القناني الاصطناعية. وحصاد لحاء الفلين من غابات شاسعة في غرب حوض البحر المتوسط لا يؤذي الأشجار ، بل كلما ازداد استعمال الفلين الطبيعي ازداد حافز الحفاظ على غاباته التي تكافح تغير المناخ وتدعم 25 ألف نوع حي مهدد بالخطر وتعيل أسراً زراعية.

لا يلحق انتاج الفلين الأذى بأشجار الفلين ولا يقتضي قطعها، وإنما يتم حصاده بشكل مستدام. والفلين الطبيعي الذي تصنع منه السدادات لا يحفظ جودة محتويات القناني فقط وإنما يحافظ أيضاً على غابات أشجار الفلين القديمة ونمط حياة استمر قروناً بفضل الحصاد المستدام للحاء. وهو يساعد في صون الكوكب من خلال الامتصاص الطبيعي للكربون الذي هو غاز دفيئة يساهم في تغير المناخ.

في المقابل، يستهلك صنع السدادات البلاستيكية أو اللولبية الاصطناعية وقوداً أحفورياً وطاقة أكثر خمس مرات على الأقل لكل طن، وتنتهي ملايين منها في المطامر والبحار.

 

فوائد الفلين

حصاد الفلين عملية صديقة للبيئة، إذ لا تقطع خلاله أي شجرة، ويجدد اللحاء ذاته للحصاد المقبل. وتتفرد شجرة الفلين (Quercus suber) في أن لحاءها السميك يمكن نزعه كل عشر سنين من دون الإضرار بالأشجار. وإدارة الغابة لا تتيح فقط استمرارية استخراج لحاء الفلين، بل تساعد أيضاً في خلق الظروف لحصاد مجموعة متنوعة من المنتجات الأخرى من غابة الفلين. ويتم الحفاظ على توازن متناغم، حيث يحصل السكان المحليون على حاجاتهم من دون الإضرار بالنظام الإيكولوجي أو تهديد استدامة أهم مواردهم الطبيعية على المدى البعيد.

شجرة الفلين بطيئة النمو، وقد تعيش 200 عام أو أكثر، ما يسمح بنزع لحائها بمعدل 16 مرة على مدى حياتها. أما النزع الأول فلا يحصل إلا بعد 25 عاماً، عندما يبلغ محيط الجذع 70 سنتيمتراً.

تساعد أشجار الفلين في حفظ التربة بحمايتها من التعرية بفعل الرياح، وتزيد نسبة ارتشاح مياه الأمطار وتجدد المياه الجوفية. وتغطي غابات الفلين نحو 2,7 مليون هكتار من مساحة البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والجزائر والمغرب وتونس. وإضافة الى توفير مصدر دخل حيوي لكثير من المزارعين، تدعم هذه الغابات واحداً من أعلى مستويات التنوع البيولوجي بين الموائل الغابية، بما في ذلك أنواع معرضة للخطر عالمياً مثل الوشق الأيبيري والنسر الأيبيري الامبراطوري والغزال البربري.

ومعلوم أن منطقة البحر المتوسط هي من «المواقع الساخنة» الـ 25 في العالم التي تتميز بمستوى عال من التنوع النباتي والحيواني. وفيها نحو 13 ألف نوع نباتي متوطن، وهو ثاني أكبر رقم في العالم بعد جبال الأنديز الاستوائية. وقد تؤوي غابات الفلين 135 نوعاً في كل متر مربع، ولكثير من هذه الأنواع استعمالات طبية أو عطرية أو غذائية.

 

قيمة اقتصادية

بالمقارنة مع سدادات القناني المصنوعة من الألومنيوم والبلاستيك، تعتبر السدادات الفلينية أفضل بديل من حيث استهلاك الطاقة وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والمساهمة في تحمض الغلاف الجوي، وفي تكوّن الأكاسيد الكيميائية الضوئية، وفي تشبع المياه السطحية بالأملاح المعدنية، وفي إنتاج النفايات الصلبة.

واحتجاز أشجار الفلين للكربون أثناء عملية التمثيل الضوئي يؤدي الى نموها وإنتاج الأوكسيجين والسلولوز. ولهذا السبب تعتبر الغابة «مخزناً» هاماً لاحتجاز الكربون.

مع تناقص الطلب على الفلين الطبيعي، قد تجبر الضغوط الاقتصادية المزارعين على التخلي عن الادارة الفعالة لغاباته، ما يؤدي الى هجرة كثيفة من الأرياف، واختلال النظم الايكولوجية التي تحمي التنوع البيولوجي في هذه المناطق، فضلاً عن خسارة واحد من أفضل الأمثلة على نظام متوازن يجمع بين الإنسان والطبيعة. فما دامت للغابات قيمة اقتصادية للمجتمعات المحلية، سيبقى الناس يعتنون بها.

توفر غابات الفلين فرص عمل للمجتمعات المحلية وتضمن لها البقاء. وهناك أكثر من 100 ألف نسمة في البلدان المتوسطية السبعة المنتجة للفلين يعتمدون على هذه السلعة بشكل مباشر أو غير مباشر لكسب رزقهم. والفلين مصدر حيوي للعمالة الريفية الاقليمية.

يتم إنتاج أكثر من 15 بليون سدادة فلين كل سنة تباع في أنحاء العالم. وتستأثر سدادات القناني بنحو 70 في المئة من إجمالي قيمة سوق الفلين، وهكذا فإن هذه السوق تؤدي دوراً حيوياً في الحفاظ على القيمة الاقتصادية للفلين وغاباته.

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.