Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
كريستينا شيروود استثمروا في النفايات!  
أذار (مارس) 2013 / عدد 180
يؤسس شباب أميركيون شركات ناجحة انطلاقاً من فكرة أن النفايات هي خامات يمكن تحويلها الى منتجات مربحة
 
كريستينا شيروود
 
ينتج الأميركيون نحو 250 مليون طن من النفايات كل سنة، يعاد تدوير وتسميد نحو 34 في المئة منها، بحسب وكالة حماية البيئة الأميركية. وفي خضمّ الوضع الاقتصادي المتعثر وتنامي الوعي البيئي، يسعى عدد من المستثمرين الصغار إلى ابتكار وسائل لتصنيع مزيد من النفايات الموجهة إلى المطامر.
 
راودت هذه الفكرة دان بليك عندما كان طالباً في جامعة بريغام يونغ في ولاية يوتاه. فهو لم يكن يتمكن من إكمال وجبته في مطعم «بوفيه» مفتوح كان يقصده من وقت إلى آخر. ففكر في كمية المأكولات التي تهدر في مطعم واحد، وتكاليف نقل فضلات الطعام بشاحنات النفايات. وتقدر وكالة حماية البيئة أن نحو 33 مليون طن من الأطعمة تتحول الى نفايات سنوياً. وبما أن الطعام هو من أثقل النفايات، ورسوم جمع النفايات قائمة على الوزن، فان التخلص من المأكولات المتخلفة عملية مكلفة.
 
رصد بليك في هذا الأمر فرصة سانحة، هو المتحدر من عائلة تمتهن الاستثمارات الصغيرة. فنظرياً، كما يقول، هوامش الربح جيدة في عمل لا يتطلب شراء مواد أولية. وانخرط الشاب في العمل، نابشاً فضلات الطعام من مستوعبات النفايات لتسبيخها وتحويلها إلى سماد في موقف السيارات التابع لشقته. وأجرى تحاليل ترابية في مختبر جامعي وصولاً إلى أفضل تركيبة مغذيات لإنتاج سماد عضوي ممتاز. ولم يلبث أن ترك الجامعة هو وشركاؤه ليؤسسوا شركة EcoScraps (فضلات بيئية) عام 2010 ويعملوا فيها بدوام كامل.
 
بدأت الشركة تحرز أرباحاً صافية بعد أشهر، وهي اليوم تبيع السماد العضوي والتراب الزراعي في ولايات يوتاه وكولورادو وأريزونا ونيومكسيكو، ولديها 25 موظفاً.
 
يعزو بليك بعض النجاح الى نموذج توفير المال في الشركة، إذ يتم نقل فضلات الطعام، غالباً من محلات البقالة والمزارع، الى مرافق التسبيخ التابعة للشركة لقاء رسم نقل مخفض. ويمتد هذا التوفير الى جيوب المستهلكين الذين يشترون منتجات الشركة بأقل من ثمن ماركات أخرى من السماد والتراب العضويين. لكن تكاليف النقل ما زالت مرتفعة، ويقول بليك: «النقل قاتل، ونحن نصرف كثيراً من وقتنا بالتفكير في سبل لتخفيض هذه التكاليف».
 
صابون للفقراء
في القطاع اللاربحي، تأسست في الولايات المتحدة منظمة Clean the World (نظفوا العالم) التي تجمع قطع الصابون من الفنادق وتعيد تصنيعها وترسلها إلى مجتمعات الدول الفقيرة كمساهمة في تعزيز النظافة والصحة العامة. وهي أبرمت شراكات مع نحو 1200 فندق، بينها مجموعات كبرى مثل إنتركونتيننتال وستاروود ووالت ديزني، في 50 ولاية أميركية و10 مقاطعات كندية. يتولى عمال التنظيف جمع آلاف ألواح الصابون المستعملة يومياً، فتنقل الى مراكز تجميع في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا حيث يتم تعقيمها وتذويبها وتحويلها إلى ألواح بأشكال جديدة.
 
يقول المؤسسان شون سيبلر وبول تيل إن الفكرة طرأت في غرفة فندق في مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا. أراد سيبلر أن يعرف مصير الصابونة التي استعمل أقل من نصفها، فسأل موظف الاستقبال الذي أخبره أنها سترمى. فراح يفكر: هناك كمية هائلة من هذه النفايات، فماذا يمكن أن نفعل بها؟ وبعد استبعاد فكرة بيع الصابون المعاد تدويره، استقر رأي الصديقين على نموذج لاربحي له هدفان: تحويل النفايات عن المطامر، وتحسين الأوضاع الصحية عالمياً من خلال توزيع الصابون على الذين يحتاجون اليه.
 
تتقاضى المنظمة من الفنادق رسماً شهرياً مقداره 65 سنتاً عن كل غرفة، وتمدها دورياً بمعلومات عن نتائج مساهمتها في البرنامج. ومنذ انطلاق عملها عام 2009، وزعت منظمة «كلين ذي وورلد» أكثر من 11 مليون لوح صابون في 55 بلداً، وحولت أكثر من 500 ألف كيلوغرام من النفايات عن المطامر.
 
مزاد على النفايات
شركة RecycleMatch تعمل أيضاً في قطاع النفايات. وهي طورت برنامجاً إلكترونياً يمكن أصحاب الصناعات من إجراء مزادات علنية أو خاصة على الإنترنت لتحصيل أكبر ربح ممكن لقاء منتجاتهم الثانوية. تقول مؤسسة الشركة بروك فاريل: «يمكنهم بواسطة هذا البرنامج إدارة جميع المنتجات الثانوية في خطة واحدة وبمرونة فائقة».
 
كانت فاريل مستشارة لدى شركة عملاقة لجمع النفايات. فلاحظت أن شركات صغيرة تعيد استعمال وتصنيع مخلفات عملياتها. أعجبتها الفكرة، لكنها أرادت عملاً ينجز بسرعة أكبر ويؤمن ربحاً أوفر. ويتيح البرنامج الإلكتروني المبتكر للشركات المصنِّعة الاتصال بنحو 8000 مصنع قد تكون مهتمة بالحصول على مخلفات عملياتها، وإجراء مزاد لبيعها في وقت محدد وبأعلى سعر ممكن. وهو يبوِّب الشركات والمصانع بحسب منتجاتها والمواد التي تستعملها، لتضييق هامش البحث وتوفير الوقت والكلفة.
 
وترى فاريل أن شركات كثيرة توصلت خلال السنوات القليلة الماضية الى فهم أفضل لإمكانات كسب أرباح مستمرة من نفايات عمليات تصنيع منتجاتها. فباتت تعتبر النفايات فرصة لا كلفة، وهذه خطوة أساسية لتحقيق هدف «صفر نفايات». ■
 
www.recyclematch.com
موقع يمكن من خلاله شراء برنامج إلكتروني يتيح للشركات بيع مخلفات صناعاتها في مزاد علني
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.