تتكرر التسربات النفطية من الناقلات والآبار والأنابيب، متسببة في كوارث برية وبحرية. وقد شهدت السنة الماضية عشرات الحوادث الصغيرة والكبيرة، وانتشار بقع النفط العائمة على مياه البحار، فضلاً عن البحيرات النفطية على اليابسة. والأبحاث جارية في المراكز العلمية حول العالم لابتكار طرق عملية لاستيعاب البقع النفطية ومعالجتها.
وقد أجريت في مختبرات وكالة الوزارة للثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية تجربة لامتصاص بقع الزيت من سطوح مياه الآبار والبحار بواسطة قصاصات ورق معالج بمواد طبيعية. وتتمثل معالجة ورق "الدشت" هذا في خلطه بالماء الى درجة الغليان بعد قصه الى فتات واضافة مواد طبيعية غير سامة يدخل فيها الشمع ولا تضر بالبيئة.
الطريقة الجديدة ابتكرها الباحث السعودي محمد أحمد الديني، الذي سجلها في مركز براءات الاختراع في مصر، كما تقدم لتسجيلها لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض.
وتتلخص التجربة، التي أشرف على إجرائها في مختبر وكالة الوزارة الاختصاصي عادل بن عثمان حكيم مدير ادارة الخدمات المساندة، بما يأتي:
الأدوات والمواد المطلوبة: حوضا بلاستيك سعة 4 ليترات، 200 مليليتر من الزيت الخام أو المستعمل، ميزان حساس 500 غرام، قارورة زجاجية (بيكر) سعة 250 مليليتراً، ملعقة بلاستيك مخرمة، 300 غرام من قصاصات الورق المعالج بمواد طبيعية، ماء عذب من العين وماء من البحر.
خطوات العمل: يعبأ حوضا البلاستيك بـ4 ليترات من ماء العين وماء البحر. يسكب 100 مليليتر من الزيت على سطح الماء في كل حوض. يوزن 50 غراماً من الورق المعالج بالمواد الطبيعية، وينثر على سطح الماء العذب وماء البحر بكميات متساوية. وبعد انتظار 4 دقائق مع التحريك بالملعقة البلاستيكية المخرمة، التي تمثل أمواج البحر الطبيعية، يلاحظ صفاء الماء العادي وماء البحر، كما يلاحظ أن الامتصاص في حوض ماء البحر أسرع منه في حوض الماء العادي. بعد ذلك يرفع الورق المعالج الذي امتص بقع الزيت من كل حوض، ويوزن بالميزان الحساس. ومن فرق الوزنين، النهائي والأولي، يحسب مقدار الزيت الذي تم امتصاصه عن المسطح المائي في كل من الحوضين.
النتائج:
التجربة التي أجريت في مختبرات وكالة الوزارة للثروة المعدنية أظهرت الآتي:
- وزن 100 مليليتر زيت مع القارورة: 212.1 غراماً.
- وزن 100 مليليتر زيت: 93.1 غراماً.
- وزن الورق المعالج بالمواد الطبيعية المنثور في حوض ماء البحر: 49.96 غراماً.
- وزن الورق المعالج بالمواد الطبيعية بعد امتصاص بقعة الزيت في حوض ماء البحر: 262.2 غراماً.
- وزن الزيت الذي امتص من سطح ماء البحر في الحوض الأول، اضافة الى الماء العالق على الورق (وزن الورق المعالج بعد الامتصاص ناقص وزن الورق المعالج قبل الامتصاص):
262.2 – 49.96 = 212.24 غراماً.
- وزن الورق المعالج بالمواد الطبيعية في حوض ماء العين قبل الامتصاص: 51.41 غراماً.
- وزن الورق المعالج بالمواد الطبيعية في حوض ماء العين بعد الامتصاص: 269 غراماً.
- وزن الزيت الذي امتص من سطح ماء العين في الحوض الثاني، اضافة الى الماء العالق على الورق: 269 51.41 = 217.59 غراماً.
أكثر من 90 في المئة من الزيت المسكوب على سطح الماء تم امتصاصه. أما فرق الوزن فيعود الى ماء عالق على الورق المعالج الذي يمتص الزيت ولا يمتص الماء. وبمجرد وضع الأوراق في وعاء مثقب من الأسفل، يتقاطر منها الماء. واللافت أن هذه الاوراق استطاعت امتصاص ضعفي وزنها من الزيت، حيث أن وزن الزيت هو حوالى 100 غرام، في حين أن وزن المواد الماصة للزيت حوالى 50 غراماً. وتتضاعف نسبة الامتصاص في حال استعمال زيت خفيف.
وورق الدشت المعالج بمواد طبيعية مناسب لامتصاص جميع أنواع الزيوت، بما فيها الزيوت النباتية، ومن كافة السطوح المائية المالحة والعذبة. ويمكن إعادة استخدامه بعد عصره من الزيوت ثلاث مرات كحد أقصى، ثم يتم التخلص منه بالحرق أو الطمر.