نظرة خاطفة
أجمل صور الحياة الفطرية
لندن - «البيئة والتنمية»
مجموعة من طيور البجع بلّل النفط ريشها تخضع لمرحلة تنظيف أولية في ملاذ موقت لإنقاذ الطيور في فورت جاكسون بولاية لويزيانا الأميركية، بعد كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك العام الماضي. التقطت لها صورة مؤثرة فازت بمسابقة أفضل مصوري الحياة الفطرية لسنة 2011.
هذه المسابقة السنوية التي ينظمها متحف التاريخ الطبيعي في لندن ومجلة BBC للحياة الفطرية، برعاية شركةVeolia للحلول المائية، استقطبت أكثر من 40 ألف صورة من أنحاء العالم. وقد نظرت فيها لجنة محكمين محترفين، وأعلن عن الفائزين في احتفال أقيم في متحف التاريخ الطبيعي في لندن في 21 تشرين الأول (أكتوبر). وسوف يقام في المتحف معرض لأجمل 100 صورة تمثل غنى التنوع في الطبيعة، ويجول هذا المعرض المتنقل لاحقاً في عدد من بلدان العالم.
تقبل المشاركات في مسابقة 2012 ابتداء من 5 كانون الأول (ديسمبر) 2011 وحتى 23 شباط (فبراير) 2012. وسواء كنت مصوراً هاوياً أو محترفاً، فالمسابقة مفتوحة للجميع من بلدان العالم قاطبة. ويمكن الاطلاع على التفاصيل من خلال الموقع الالكتروني: otohpdliw/ku.ca.mhn.www
لوحة زيتية
دانيال بلترا، إسبانيا (أفضل مصور للحياة الفطرية لسنة 2011)
«النفط الخام يقطر من ريش هذه البجعات البنية التي تم إنقاذها، ويلطخ ملاءة بيضاء أصبحت دبقة تفوح منها رائحة كريهة. خضعت الطيور لمرحلة تنظيف أولية في مرفق موقت لإنقاذ الطيور في فورت جاكسون بولاية لويزيانا الأميركية. وقد تم رشها بنفط خفيف لتفكيك النفط الخام الثقيل المحتجز في ريشها، والذي حول رؤوسها الباهتة إلى لون برتقالي وريشها البني والرمادي إلى لون بني محمرّ.
راصد الليل
ايمانويل بيغي، ايطاليا (المرتبة الثانية في فئة الحياة الفطرية الحضرية)
ريوماجيوري قرية ساحلية في الريفييرا الايطالية ضمن المتنزه الوطني سانك تير، وهي مقصد سياحي. أراد ايمانويل التقاط صورة فيها تظهر كيف يمكن أن تتعايش الطبيعة مع البشر. يقول: «ظللت أبحث طوال النهار وردحاً من المساء لالتقاط الصورة المثالية. وفيما أنا عائد من الشاطئ إلى الفندق، وجدتها». ثبت ايمانويل محمل الكاميرا وأجهزة الإضاءة وحدد زاوية اللقطة، لإظهار الصياد الصغير اليقظ على خلفية القرية النائمة. وهو يقول: «يعتقد بعض الناس أن السام الأبرص المغربي بشع وخطر، لكن هذه الزواحف الصغيرة صديقة لنا وتأكل أطناناً من الحشرات كل ليلة، بما في ذلك البعوض».
شجرة العائلة
بول غولدستين، بريطانيا (المرتبة الثانية في فئة سلوك الثدييات)
عثر بول على أنثى الفهد وجرائها الستة التي لا تتجاوز أعمارها التسعة أسابيع قبيل شروق الشمس. لقد ظل أسبوعين يتتبع العائلة في متنزه ماساي مارا الوطني في كينيا. وفيما كانت الجراء تلهو عند شجرة، تارة تدور حولها وتارة تقفز إليها، التقط مجموعة من الصور. وبين الحين والآخر، كان أحد الجراء يتسلق الشجرة ثم ينزل منها. وما إن حجبت السحب الشمس حتى حدث شيء غير متوقع. يقول بول: «صعد خمسة من الجراء الستة إلى الشجرة دفعة واحدة، وفجأة قفزت الأم أيضاً إلى الأعلى، وبدا بطنها خاوياً من الجوع. ووقفت على قمة الشجرة تنظر هنا وهناك شاخصة في ثنايا الحقل علَّها تظفر بوجبة غداء. إني أراقب الفهود منذ عشرين سنة، لكني لم أشاهد منظراً كهذا من قبل».
إغراء النحلة
جاك سالزكي، أوستراليا (أفضل مصور في فئة الشبيبة من 15 إلى 17 سنة)
كان جاك يجري تجارب للتصوير في حديقة منزله في نيو ساوث ويلز بأوستراليا، مستعملاً أنابيب امتدادية أهديت إليه في عيد ميلاده. فشاهد نحلة تدخل زهرة مغنوليا كبيرة بيضاء. لكن كانت هناك تحديات، «فالأنابيب الامتدادية جعلت مجال التصوير ضيقاً جداً. لذلك كان علي أن أستعمل حساسية آيزو عالية، أظهرت حبوب اللقاح في اللقطة. وكانت النحلة تتحرك بسرعة جعلت بؤرة التركيز الذاتي (autofocus) بطيئة جداً». وباستعمال معايَرات يدوية، التقط جاك عدة صور قبل أن تخرج النحلة من الزهرة. وكانت النتيجة اختباراً رائعاً.
أفواه جائعة
بنس ماتي، هنغاريا (المرتبة الثانية في فئة اللوحات الحيوانية)
الأسماك وحدها تستطيع أن ترى داخل منقار بجعة دلماسية ... وهي تلتهمها. لكن في بحيرة كركيني في اليونان، يطعم الصيادون المحليون طيور البجع، ما يعني أن بعضها جريء ويترقب وجبات من فضلات الأسماك التي ترمى إليه.
قوة قطبية
(المرتبة الأولى في فئة سلوك الثدييات)
أمضى جو ثلاثة أيام في زورق صغير باحثاً عن دببة قطبية في خليج ريبالس في إقليم نونافوت بكندا. وأخيراً حالفه الحظ. يقول: "أبحرنا على مسافة لا تزعج الدب. وحين تأكدنا أنه مطمئن لوجودنا، انسللت سريعاً إلى الماء مزوداً بقناع وزعنفتين داخل القبة الزجاجية على جانب الزورق". بدأ الدب القطبي يسبح في اتجاه الزورق، وكأنه لم يلاحظ وجود جو، الذي استطاع التقاط صور من الماء لمدة 20 دقيقة. لكن الدب لم يلبث أن شاهد انعكاس صورته في القبة الزجاجية، وسبح في اتجاه جو. "من المدهش أن يصبح حيوان ضخم قوي بجانبك"، قال جو. لقد اقترب كثيراً بحيث لامس القبة وأخذ يعبث بها، ثم استدار وسبح مبتعداً، تاركاً لجو صورة لا تُنسى، "ترمز إلى قوة ورشاقة مخلوق رائع يكافح من أجل البقاء في مناخ يتغير بسرعة".
حدد بنس موعد رحلته إلى البحيرة في شباط (فبراير)، لالتقاط صورة للبجع تظهر جيوب حناجرها البرتقالية. وصنع نظام تعويم يمكنه من التقاط صورة غير عادية، باستعمال كاميرا تصور تحت الماء مزودة بعدسة شبيهة بعين السمكة، تُشغَّل من زورق يبعد نحو 10 أمتار. يقول بنس: «عندما اصطفّت البجعات بانتظار فتات السمك، لم أصدق كم أنا محظوظ إذ اندفعت إلى الأمام معاً فاتحة أفواهها على مداها».