تريد إرضاء الحبيبة؟ قدم لها أوركيديا.
أزهار رائعة الجمال منثورة في أنحاء العالم. لا تخلو منها الا المنطقة القطبية الجنوبية وبعض صحارى أوروبا وآسيا. ويوجد أكبر تنوع لها في المناطق الاستوائية، ولا سيما غابات المطر التي نجت من أيدي العابثين. ونظراً لتشعب هذه الفصيلة وتعقيداتها، يقدر العلماء عدد أنواعها بما بين 15 و25 ألفاً.
الاوركيديا، أو السحلبية، متميزة عن ضروب النباتات المزهرة الأخرى. أزهارها محمولة على سويقات، كما هي حال سائر الأزهار. ولكن أثناء نمو الزهرة تدور الساق نصف دائرة (180 درجة) فتغدو الزهرة البالغة مقلوبة رأساً على عقب. وريقات الزهرة الخارجية الثلاث (الكأسيات) واثنان من تويجاتها الداخلية متشابهة لوناً وشكلاً. أما التويجة الثالثة فتتميز عنها وتسمى الشفة. وهي عادة أكبر حجماً ومختلفة في اللون والشكل، وكثيراً ما تكون مفصَّصة أو كوبية. وتشكل الشفة مهبطاً لحشرات التلقيح، إذ تجتذبها الى الزهرة بواسطة أنماط وأشكال لونية خاصة، فتستجيب الحشرة بسلوكيات متميزة.
تلقح الاوركيديا تشكيلة كبيرة من الحيوانات الطائرة. والتنوع الكبير لأشكال أزهارها عائد الى تكيفها مع هذه الكائنات الملقحة. ويتم تلقيح نحو نصف أنواع الاوركيديا بواسطة النحل، فيما يتولى الفراش والذباب والطيور ووسائط أخرى تلقيح البقية. وقد تكيَّف كثير من هذه الأزهار ليلقحه نوع محدد من الحشرات. وينتج قرن الاوركيديا الواحد نحو مليوني بذرة.
وبخلاف معظم النباتات المزهرة الأخرى، ليس للاوركيديا نسيج لتخزين الغذاء. وحوالى نصفها هوائي لا يحتاج الى تربة، ينمو على نباتات أخرى لكي يستند عليها، وبعضها طفيلي، وبعض آخر ينمو على نباتات متحللة. وثمة أنواع تكمل دورات حياتها تحت سطح الأرض تماماً.
وبمعزل عن شعبيتها الاستثنائية لدى زارعي نباتات الزينة، تعتبر الاوركيديا قليلة الأهمية من الناحية الاقتصادية، وإن تكن مادة الفانيلا المنكهة تستخرج من ثمار أحد أنواعها. وقد أنتج المزارعون آلاف الاشكال الجديدة من الاوركيديا عن طريق التهجين.
أوركيديا من أنحاء العالم. كثير من هذه الأزهار يشبه حشرات معينة لوناً وشكلاً. يحط ذكر على زهرة متوهماً أنها أنثى، ويحاول أن يزاوجها. وبعد أن ييأس من المحاولة يطير آخذاً معه لقاحها الى أهار مماثلة فيلقحها في محاولات اخرى. وقد تكيفت أوركيديات كثيرة مع الحشرات التي تلقحها بحيث أصبحت تشبهها الى حد كبير
|