Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
كارل أبلبي (لندن) الوقود الحيوي فورة في بريطانيا  
كانون الأول (ديسمبر) 2003 / عدد 69
 "بدأنا نستفيد بشكل مختلف من أعظم مصدر للطاقة يتوافر لأهل الأرض، ذلك القرص الأصفر الضخم في السماء". هذا ما أعلنه هيو لوكستون المدير التقني في شركة "بيكال" البرطانية التي تطور استعمالات لنبات الميسكانفوس (miscanphus)، وهو عشب آسيوي الأصل بات يزرع في حقول بريطانيا لاستخدامه وقوداً حيوياً.
بموجب اتفاقية كيوتو، التزمت بريطانيا خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحلول سنة 2010، بنسبة 12,5 في المئة عن مستوياتها عام 1990. واضافة الى ذلك، بموجب قانون صادر عن الاتحاد الأوروبي حول ترويج الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة في السوق الداخلية، حددت بريطانيا هدفاً يقضي بانتاج 10 في المئة من إمداداتها الطاقوية المحلية من مصادر متجددة بحلول سنة 2010. ومن الوسائل الرئيسية لتحقيق هذا الهدف طاقة الرياح. لكن هناك وسيلة اضافية هي استعمال أنواع من الوقود الحيوي مثل الميسكانفوس، الذي لا يحتاج إنتاجه الا للماء والهواء وأشعة الشمس.
الوقود الحيوي مادة عضوية تحرق في محطات الطاقة لانتاج حرارة، أو لتشغيل الماكينات. والحرارة المنتجة تستعمل للتدفئة أو تحول الى كهرباء. ولأن الوقود الحيوي لا يطلق الا ثاني أوكسيد الكربون الذي امتصه أثناء نموه كنبات، فلا تنبعث كميات اضافية من هذا الغاز في الغلاف الجوي لدى حرق الوقود، بخلاف حرق الوقود الحفري، أي الفحم والمشتقات النفطية والغاز.
قد تكون أسهل طريقة لاستعمال الوقود الحيوي حرق الحطب، أو أي مادة عضوية أخرى، في الهواء الطلق. لكن محطات الطاقة العصرية العاملة بالوقود الحيوي هي أكثر تعقيداً، وقادرة على توليد ملايين الواطات من الكهرباء. ومصادر الوقود يمكن ان تكون غير معتادة الى أبعد الحدود.
يقول مالكولم شيلتون، المدير التجاري في شركة "إنرجي باور ريسورسيز"، متحدثاً عن أنواع الوقود الحيوي التي تحرق في محطات الطاقة التي تملكها شركته أو تشرف عليها: "مصادرنا الرئيسية هي مخلفات الدجاج والقش ودقيق اللحوم والعظام". وتمتلك الشركة خمس محطات طاقة تعمل بالوقود الحيوي، مجمل انتاجها 108 ميغاواط، وتعتبر أكبر منتج للطاقة بواسطة الوقود الحيوي في بريطانيا. ويضيف شيلتون: "هدفنا تحقيق زيادة كبيرة في انتاج الطاقة بواسطة الوقود الحيوي في بريطانيا. وقد استهدفنا النفايات، وحتى الآن لا تحظى زراعة محاصيل الوقود الحيوي الا بقليل من الجهد، فالارباح المتوخاة ما زالت موضع شك لدى الكثيرين".
في البرازيل، يزرع قصب السكر كأساس لصنع الايثانول الذي يستعمل وقوداً للسيارات. وفي بريطانيا، يتزايد استعمال الزيوت النباتية والحيوانية لتشغيل السيارات العاملة على الديزل مع تخفيض الحكومة للضريبة على الوقود الحيوي الخاص بالسيارات (استعمل الزيت النباتي للمرة الاولى في محرك ديزل أواخر القرن التاسع عشر). يقول هيو لوكستون ان أحد الجرارات في مزرعته يستهلك الزيت النباتي وقوداً. ويشير أيضاً الى أن مزيجاً من الزيت النباتي والديزل المعدني يعطي "حريقاً نظيفاً" جداً، ينتج انبعاثات أقل من الديزل المعدني أو حتى الديزل الحيوي وحده.
يتكون معظم الديزل الحيوي من زيت طهو مستعمل، وفق مبدأ استخدام المخلفات كوقود حيوي. يقول شيلتون: "هناك الكثير من المخلفات الزراعية. باستعمال القش ما زلنا نلمس فقط رأس الجبل الجليدي، واستعمال الحطب المأخوذ من غابات مزروعة لهذه الغاية هو الهدف الكبير المقبل". ويشير الى أن هذا هو النمط الصناعي، الذي يستعمل أولاً أرخص أنواع الوقود المتوافرة.
الوقود الحيوي، مثل الحطب، يُحوَّل أحياناً الى حبيبات تستعمل بالطريقة ذاتها التي يُستعمل بها الوقود الحفري. وشركات مثل "وود إنرجي" تستطيع بناء أنظمة تدفئة تراوح قدرتها الانتاجية من 15 كيلوواط حراري (ما يكفي لتدفئة منزل من ثلاث أو أربع غرف نوم) الى خمسة ميغاواط (ما يكفي لتدفئة مدينة صغيرة). ويقول مدير الشركة الدكتور روبن كوتون: "ما نتكلم عنه هو تكنولوجيا حديثة عالية الكفاءة، تشتمل على ثلاثة أمور مهمة هي تحييد ثاني اوكسيد الكربون، واستبدال الوقود الحفري، وإقامة غابة". واقامة الغابات تحدث نتيجة تزايد الطلب على الوقود، ويكون موقعها المثالي بالقرب من محطة التدفئة.
يضيف كوتون أن "الحسنات هي خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري أولاً، والاعتماد على الذات ثانياً. أما فرص العمل فهي محلية بطبيعتها، لذلك فالأمر مفيد لأي اقتصاد، وخاصة لاقتصاد محلي: "اذا كنت تنتج رقائق الحطب على بعد ثلاثة كيلومترات من الطريق، فهذا يعني استعمال كميات أقل من الوقود الحفري الآتي من الشرق الأوسط مثلاً"، ملاحظاً أن تقصير المسافات التي يسلكها الوقود هو من الحسنات البيئية لاستعمال حطب ينمو ويعالج محلياً.
الوقود الحيوي صناعة رئيسية في كل بلد أوروبي تقريباً. وهناك نحو نصف مليون نظام اوتوماتيكي يعمل بهذا الوقود في أوروبا. ويعتقد هيو لوكستون أن استعماله مستقبلاً سيكون مبنياً على توليد الكهرباء والحرارة على نطاق صغير وليس على نطاق كبير، ما لم تحصل محطات الطاقة التي تستعمل الوقود الحيوي على مزيد من الدعم الحكومي. ويضيف: "في الحقيقة، نحن نتخذ خطوة تعود الى نحو 80 عاماً خلت، عندما كان الجميع يدفئون منازلهم بالحطب، لكننا نفعل ذلك بطريقة عصرية وكفوءة".
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.