Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
موضوع الغلاف
 
سوسن أبوظهر (بيروت) بيروت تستضيف يوم البيئة العالمي  
حزيران (يونيو) 2003 / عدد 63
 "الماء ـ بليونان من البشر يتحرقون عطشاً إليه" هو شعار يوم البيئة العالمي الحادي والثلاثين. في 5 حزيران (يونيو) 2003 تذكير للعالم بأن بليونين من سكانه الذين تجاوزوا الستة بلايين يفتقدون نعمة المياه. وبعضهم يواجه أيضاً الفقر والأمية والجوع والمرض والديكتاتورية، ويتحرق عطشاً إلى التنمية والتعليم والصحة والحرية.
بليونان من البشر، كم منهم في الـ270 مليون نسمة سكان الدول العربية؟ من ضمن ما يعنينا كعرب في هذه المناسبة وهذا الرقم أمران: الموضوع والمكان.
في موضوع المياه، صنّف البنك الدولي 15 من البلدان العربية الـ22 تحت خط الفقر المائي، وسط تقديرات بأن متوسط موارد المياه المتجددة في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الواقعة ضمن هذه الفئة سينخفض من 1000 متر مكعب للفرد سنوياً عام 1997 إلى 740 متراً مكعباً عام 2015. إذاً، المياه همّ عربي مشترك، وإحدى القضايا التي يزداد الاهتمام الرسمي بها. ومن الأدلة البارزة على ذلك إنشاء وزارة للمياه في المملكة العربية السعودية في حزيران (يونيو) 2001، فأصبحت السعودية، التي يُنظر إليها تقليدياً على أنها أرض النفط والصحراء، الدولة العربية الأولى التي تنشئ وزارة مستقلة لهذا المورد الحيوي.
كذلك يعنينا من يوم البيئة العالمي مكانه. الحدث يحتفل به دولياً هذه السنة في بيروت، دون سائر مدن العالم وعواصمه. فللمرة الأولى منذ قرار برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 1987 التنقل بالاحتفالات المركزية على مدن مختلفة، تختار هذه المناسبة العالمية أرضاً عربية منطلقاً لها. واستضافة لبنان لهذا الحدث، الذي يأتي خلال "السنة الدولية للمياه العذبة"، تتوافق مع كونه دولة عربية تتمتع بثروات مائية وتواجه أطماعاً إسرائيلية فيها. ويقول المدير التنفيذي للبرنامج كلاوس توبفر: "إن غرب آسيا، المنطقة التي يقع فيها هذا البلد، تعكس بوضوح التهديدات والأخطار التي يواجهها الناس حول العالم في بحثهم عن أهم مقوّمات الحياة"، من غير أن تفوته الإشارة إلى "العلاقة العضوية بين الأشجار والغابات والمياه، بحيث كان من المناسب جداً أن يستضيف بلد يحمل شجرة الأرز العظيمة في علمه الوطني احتفالات يوم البيئة العالمي هذه السنة".
وكانت الحكومة اللبنانية خصصت مئتي ألف دولار لاستضافة الحدث. وأشار رئيس الوزراء رفيق الحريري إلى أن لبنان محظوظ بادراك جيله الشاب لأهمية القضايا البيئية، معرباً عن أمله في أن يؤدي انعقاد الاحتفالات المركزية في بيروت إلى "توظيف هذه الحماسة في سعينا إلى أمة أكثر صحة ونظافة وعدلاً تكون منارة للمنطقة وللعالم".
ولعل يوم البيئة العالمي هو أول حدث دولي تشهده المنطقة منذ الحرب على العراق بأبعادها السياسية والاقتصادية والنفطية والحضارية والبيئية. وسكان العراق هم أيضاً يتحرقون إلى الأمن البيئي. وقد قرع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ناقوس الخطر بتقرير أصدره في 24 نيسان (أبريل) الماضي محذراً من الآثار البيئية والصحية الخطيرة للحرب، بما في ذلك مخلفات قذائف اليورانيوم المستنفد وانهيار نظام الصرف الصحي وعدم توافر مصادر نظيفة لمياه الشفة. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن خشيتها من انتشار وباء الكوليرا، خصوصاً في منطقة البصرة في جنوب العراق، حيث اضطر السكان إلى استخراج المياه من شط العرب الذي يصب فيه نهرا دجلة والفرات واستخدامها من دون أي معالجة.
يوم في السنة على الأقل
بات للبيئة يوم عالمي منذ 5 حزيران (يونيو) 1972، استحدثته الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليواكب افتتاح مؤتمر استوكهولم حول البيئة البشرية. وأصدرت في اليوم نفسه قراراً بإنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
سنة بعد سنة، فرض يوم البيئة العالمي نفسه على جدول مواعيد الناشطين البيئيين والهيئات البيئية الرسمية والأهلية. ولعل إنجازه الأكبر على مدى 31 سنة هو "أنسنة" القضايا البيئية وتقريبها إلى ملايين البشر لتأخذ حيزاً في حياتهم واهتماماتهم. واتخذت المناسبة طابعاً أكثر حيوية منذ العام 1987، حين بدأت الاحتفالات المركزية تتنقل بين مدن العالم وقاراته. فكانت في آن فرصة للإضاءة على مشاكل وتحديات تنموية وبيئية، ولإقامة نشاطات مثل المهرجانات والمسيرات والحفلات الموسيقية والمسابقات المدرسية وحملات غرس الأشجار وتنظيف الشواطئ وغير ذلك. ويشارك بعض رؤساء الدول والحكومات والوزراء في هذه النشاطات، فيتعهدون اعتماد سياسات حكومية لا تتجاهل المخاوف البيئية. ويحتفل بهذا اليوم في نحو مئة دولة، وقد تقام النشاطات على مدى أسبوع، وأحياناً طوال شهر حزيران (يونيو).
وهذه ليست أول مرة تكون فيها المياه عنواناً ليوم البيئة العالمي. فقد كان شعار 1998 "أنقذوا بحارنا"، وشعار 1981 "المياه الجوفية"، وشعار 1976 "الماء مورد حيوي للحياة". وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن "شخصاً من كل ستة يعيش من دون مياه شفة آمنة، ويفتقر 2,4 بليون شخص إلى شروط النظافة الصحية الملائمة، وتقتل الأمراض المتعلقة بالماء طفلاً كل ثماني ثوان"، مذكراً بأن المجتمع الدولي أعلن في "قمة الألفية" عام 2000 وفي قمة جوهانسبورغ عام 2002 "التزامات محددة قياسياً وزمنياً" لتوفير مياه شفة نظيفة بحلول سنة 2015.
وإذا بقيت المشاكل الراهنة على حالها من دون معالجة، فان أحدث التقديرات البيئية تشير إلى أن عدد المتحرقين عطشاً لن يقتصر على بليونين من البشر، بل إن أكثر من نصف سكان الأرض سيعيشون في مناطق تفتقر بشدة إلى الماء بحلول سنة 2032. والخطر ليس بعيداً عنا، ذلك ان منطقة غرب آسيا، التي تضم شبه الجزيرة العربية وبلدان المشرق العربي، ستكون من المناطق الأشد تأثراً. فأكثر من 90 في المئة من سكانها سيقعون تحت قبضة فقر مائي شديد، يرافقه في بعض المناطق نمو سكاني عالٍ بنسبة 3 في المئة سنوياً. 80 في المئة من الموارد المائية تذهب للزراعة، والطلب على الماء يفوق دائماً ما هو متوافر، ويتم استنزاف المياه الجوفية العتيقة التي لا تعوّض لتلبية الطلب المتنامي. وباتت مياه البحر المالحة تجد طريقها إلى باطن الأرض. في بعض الآبار الساحلية في لبنان، على سبيل المثال، ارتفعت ملوحة المياه من 340 مليغراماً في الليتر إلى 22 ألف مليغرام في الليتر خلال سنوات قليلة.
احتفالات حول العالم
لا تحول إقامة الاحتفالات المركزية بيوم البيئة العالمي في مدينة أو منطقة معينة دون مشاركة كل المعمورة بهذا الحدث الذي يعني الجميع. في نيروبي (كينيا)، أولى مدن العالم التي استضافت الاحتفالات المركزية ليوم البيئة العالمي عام 1987، ورشة عمل ومسابقات مدرسية وندوة تلفزيونية بيئية ومسيرة خضراء وحملة لغرس الأشجار و"يوم بيئي للعائلة". وفي بنغلادش حملات توعية للقرى الفقيرة. وفي مدينة لاهور الباكستانية حملة لتنظيف الشوارع والمكبات العشوائية للنفايات الصناعية. وفي بينانغ الماليزية حملة للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية.
وتشهد لوس انجلس في ولاية كاليفورنيا الأميركية حملة جمع تبرعات لمنظمات بيئية في أوغندا واثيوبيا. ونظمت المفوضية الأوروبية "الأسبوع الأخضر" في خطوة غير مسبوقة لمواكبة يوم البيئة العالمي، وفيه نشاطات شعبية ولقاءات سياسية محلية وإقليمية لبحث قضايا بيئية ملحَّة مثل الطاقة المتجددة وتغير المناخ.
يوم البيئة العالمي هذه السنة في بيروت. فهل تمر هذه المناسبة مرور الكرام في ذاكرتنا المثقلة بالهموم وفي واقعنا المضطرب بفعل الحروب والتهديدات، أم تحمل أملاً بحدوث تغيير نحو الأفضل؟
كادر
مدن استضافت يوم البيئة العالمي
2003 ـ بيروت (لبنان)
2002 ـ شنجن (الصين)
2001 ـ تورينو (ايطاليا) وهافانا (كوبا)
2000 ـ أديلايد (أوستراليا)
1999 ـ طوكيو (اليابان)
1998 ـ موسكو (الاتحاد الروسي)
1997 ـ سيول (كوريا الجنوبية)
1996 ـ اسطنبول (تركيا)
1995 ـ بريتوريا (جنوب أفريقيا)
1994 ـ لندن (بريطانيا)
1993 ـ بيجينغ (الصين)
1992 ـ ريو دي جانيرو (البرازيل)
1991 ـ استوكهولم (السويد)
1990 ـ مكسيكو (المكسيك)
1989 ـ بروكسل (بلجيكا)
1988 ـ بانكوك (تايلاند)
1987 ـ نيروبي (كينيا)
كادر
أرقام حول البيئة في لبنان
- ارتفعت نسبة المتعلمين بين البالغين إلى 92 في المئة خلال العقدين الماضيين.
- 30 في المئة من السكان هم دون الخامسة عشرة من العمر.
- فقد حوالى 550 هكتاراً من الغابات سنوياً بين عامي 1961 و1997 نتيجة الحرائق وقطع الأشجار والتمدد العمراني وأمور أخرى.
- لبنان من بين عدة بلدان في المنطقة أدركت الآن أهمية الغابات، حيث اتخذت خطوات مهمة للحفاظ عليها من أجل الحياة البرية وتنشيط السياحة البيئية.
- 60 في المئة من سكان لبنان البالغ عددهم 3.5 ملايين يعيشون في شريط ساحلي ضيق جداً.
- انجراف التربة الذي يقدر بنحو 33 طناً في الهكتار، والترسب، يشكلان تهديداً للمناطق الساحلية. ولبنان عضو في خطة عمل البحر المتوسط التي يضطلع بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وفي العام 2001 أطلق مشروعاً لإدارة المناطق الساحلية في جنوب البلاد.
- الاستغلال المفرط للطبقات المائية الجوفية في المناطق الساحلية تسبب في تسرب المياه المالحة إليها، فارتفعت نسبة الملوحة في بعض الآبار قرب بيروت من 340 إلى 22.000 مليغرام في الليتر.
- صناعة الإسمنت مسؤولة عن أكثر من 77 في المئة من الانبعاثات الصناعية.
المصدر: توقعات البيئة العالمية (GEO - 3)
جوائز "الخمسمئة العالميون" من الأمم المتحدة لثمانية بينهم نجيب صعب
"البيئة والتنمية" وضعت البيئة على جدول الأعمال العربي
 
نك ناتل (نيروبي)
"بريطانية دافعت عن قضية القردة الضخمة ووحيد القرن قبل أن يعاجلها الموت في حادث تحطم طائرة، وهندي ابتكر مرحاضاً صديقاً للبيئة أحدث تحولاً جوهرياً في الظروف الصحية والمعيشية لفقراء المدن، وصحافي لبناني استطاع، منفرداً تقريباً، أن يضع القضايا البيئية الحساسة في دائرة اهتمام العالم العربي. هؤلاء كانوا بين الفائزين الثمانية هذه السنة بجائزة الخمسمئة العالميين المرموقة التي يمنحها برنامج الأمم المتحدة للبيئة".
هكذا وصف البيان الصـادر عـن برنامـج الأمم المتحدة للبيئة الفائزين بجائزة "الخمسمئة العالميون" (Global 500) لسنة 2003. وهم ثمانية، بينهم رجل أعمال من النيجر "وضعت شركته التنمية المستدامة قيد التنفيذ الفعلي"، مستخدمة الصمغ العربي لتعزيز مداخيل المزارعين فيما تتولى استصلاح الاراضي الجافة في غرب أفريقيا. وهناك أيضاً مجموعة من ربات البيوت النيباليات اللواتي غيَّرن مجرى ادارة النفايات في المملكة القابعة على جبال حملايا. وتكتمل مجموعة الفائزين بفريق من المحامين يعمل على إدخال العدالة البيئية والاجتماعية الى بنغلادش، وفرنسي واسع الخيال أدرك منذ نصف قرن الحاجة الى المنتزهات الوطنية وضغط من أجل إقامتها، ومجموعة من الأطفال ساعدت على خفض هدر المياه لدى سكان الصحراء الجزائرية.
وبين الذين حصلوا على الجائزة العالمية في السنوات السابقة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، والأمير فيليب دوق ادنبره، ومنظمة غرينبيس، وهيئة الاذاعة البريطانية، وموريس سترونغ، والملكة نور الحسين.
كلاوس توبفر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، سيقدم الجوائز للفائزين خلال احتفالات يوم البيئة العالمي في بيروت، الذي يستضيفه لبنان في 5 حزيران (يونيو). وهذه أول مرة يقام الاحتفال الدولي بهذا اليوم في العالم العربي، وشعاره "الماء ـ بليونا شخص يتحرقون عطشاً اليه". وجدير بالذكر أن 2003 هي أيضاً السنة العالمية للمياه كما أعلنتها الأمم المتحدة.
قال توبفر: "نعتز كل عام بتكريم أفراد ومجموعات تجاوزوا الكلام المنمق والغرور والوجاهة، وحملوا قضية وجعلوا الحلم حقيقة، وحولوا الأفكار الى أفعال على الأرض". وأشار الى أن "الحكومات في القمة العالمية حول التنمية المستدامة التي عقدت العام الماضي في جوهانسبورغ التزمت بخطة للتنفيذ. والفائزون بجائزتنا ينفذون منذ سنوات عديدة خططهم التي تغطي نطاقاً واسعاً من المجالات، من الحفاظ على الحياة البرية والاستخدام الحكيم للمياه الى الصحافة والقانون البيئي والصرف الصحي والزراعة المستدامة. وبذلك لم يرفعوا الوعي فحسب، بل أحدثوا تغييرات عميقة وطويلة الأجل في طريقة عيش الناس".
وأضاف توبفر: "من الصعب أن تحقق الحكومات الكثير بلا دعم من جميع قطاعات المجتمع المدني، وبلا ايحاء من الأفراد والجماعات الأهلية الصغيرة المكبّة على العمل، كهؤلاء الذين نكرمهم في يوم البيئة العالمي. نأمل أن مخيَّلتهم وعملهم الشاق المجرد سوف يظهران أن المستحيل هو نسج خيالنا، واننا معاً نستطيع أن نوفر تنمية تدوم وازدهاراً يحترم الناص والكوكب".
نجيب صعب، لبنان
من خلال مجلة "البيئة والتنمية" التي أصدرها بمبادرة خاصة، أطلق نجيب صعب حملة توعية شعبية بيئية لم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط، بايصال القضايا والهموم البيئية الى الجمهور العربي الواسع وقد تحول جمهور المجلة الى منتدى اقليمي للدفاع عن البيئة. هذه المجلة الشهرية ذات النفوذ القوي توزع 38,500 نسخة شهرياً في 22 بلداً. وهي معتمدة في المدارس، وتشكل موضوعاتها مرجعاً رئيسياً للمناهج البيئية. وتنشر افتتاحيات نجيب صعب حول قضايا التنمية المستدامة في عشر صحف يومية حول العالم العربي.
ترعى "البيئة والتنمية" أكثر من 360 نادياً بيئياً في المدارس، وتدعمها بالمواد التعليمية والتدريب. وهي أنتجت برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً تعليمياً للتثقيف البيئي بعنوان "نادي البيئة"، وهذا جهد رائد في المنطقة.
وقد نجح صعب، بمبادرته الشخصية أيضاً، في أن يقيم حول المجلة حركة بيئية في العالم العربي، ساعدت بقوة في وضع البيئة على جدول أعمال القطاعين العام والخاص. وبانشاء منبر بيئي نابض بالنشاط، حقق ما لم تستطع مؤسسات رسمية تحقيقه بشكل مرض طوال السنوات الماضية.
سيرج م. انطوان، فرنسا
قليلون جداً الأشخاص الذين استطاعوا في فرنسا أو حوض البحر المتوسط تكريس قدر كبير من الخيال والطاقة والذكاء لقضية البيئة كما فعل سيرج أنطوان. ففي وقت مبكر، في خمسينات القرن الماضي، لمس الحاجة الى حماية أفضل للمناطق الطبيعية في فرنسا. وقد أفضت أفعاله الى قرارين رئيسيين: اعتماد شكل جديد من التخطيط الاقليمي، وانشاء "منتزهات طبيعية اقليمية" مماثلة لمحميات المحيط الحيوي.
لعب أنطوان دوراً رئيسياً في انشاء وزارة البيئة الفرنسية، وشغل منصب أمين عام اللجنة العليا للبيئة. وشارك بفعالية في التحضيرات لمؤتمر استوكهولم وفي تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وساعد في التفاوض على معاهدة برشلونة لعام 1976 الخاصة بالبحر المتوسط، وأطلق فكرة إعداد دراسة للمنطقة، أصبحت تعرف بـ"الخطة الزرقاء". وفي العام 1996، نادى بانشاء اللجنة المتوسطية للبيئة والتنمية.
جمعية المحامين البيئيين، بنغلادش
عام 1991، قامت مجموعة من المحامين الشبان بتأسيس جمعية المحامين البيئيين في بنغلادش. ومع السنين، أصبحت مجموعة ضغط حقيقي ضد المخالفات البيئية. وتشير التقديرات الى ان 60 في المئة من مجموع سكان بنغلادش لا وصول لهم الى العدالة، لذلك تعتبر الجمعية رائدة في رفع الدعاوى البيئية ذات المنفعة العامة. وكمنظمة بيئية، قدمت 38 دعوى تم البت في 12 منها لمصلحتها، وتنتظر القضايا الباقية صدور الاحكام.
ومن المنجزات الأخرى للجمعية فتح هيئة لرفع الدعاوى البيئية ذات المنفعة العامة في بنغلادش، وإقرار "الحق في الحياة" كحق دستوري، وإصدار أحكام توجيهية لتخفيف التلوث الصناعي والتلوث الناتج عن السيارات، والسعي من أجل دفع تعويضات بيئية تتعلق بمشاريع التنمية.
آن ليزا كيلبورن، بريطانيا
عملت الدكتورة كيلبورن 16 ساعة يومياً، بواقع سبعة أيام في الاسبوع، لانقاذ القردة الضخمة والفيلة ووحيد القرن. أجرت أول بحث حول صحة قردة الاورانغ ـ اوتان في اقليم صباح الماليزي، حيث ساعدت أيضاً في تدريب خبراء محليين ومدت للحكومة يد العون في نقل القردة والفيلة الى أماكن آمنة. ومن خلال منظمة "إس أو إس رينو"، ساعدت في حماية آخر ما تبقى من وحيد القرن في بورنيو. واذا كان ثمة أمل لبقاء هذه الحيوانات هناك، فان معظم الفضل يعود الى جهودها الدؤوبة لجمع كل المعنيين معاً والمساعدة في تنفيذ خطة على الأرض. ومن خلال البرنامج البيطري الميداني لمنظمة "دبليو سي إس"، كانت رائدة في برنامج صحة غوريلا الاراضي المنخفضة في أفريقيا الوسطى. وسرعان ما بنت ثقة وعلاقات عمل مع السكان المحليين والباحثين ومديري المنتزهات الوطنية والمسؤولين الحكوميين في ستة مواقع في ثلاثة بلدان. ومن خلال تدريب فرق ميدانية، سبقت سواها في التحقيقات حول تفشي فيروس ايبولا القاتل العام الماضي. وأثمر عملها في هذا الميدان الدليل الأول على أن قردة الغوريلا تصاب بالفيروس وتموت منه سريعاً. ومن شأن هذه المعلومات أن تساعد في وقاية الغوريلا والانسان من هذا المرض.
قضت الدكتورة كيلبورن بحادث تحطم طائرة في الغابون في تشرين الثاني (نوفمبر) 2002، فيما كانت تواصل أبحاثها حول فيروس ايبولا وغوريلا الاراضي المنخفضة الغربية.
بندشوار باثاك، الهند
700 مليون شخص و120 مليون عائلة في الهند يعيشون من دون مراحيض. ولمعالجة هذا الوضع، طور الدكتور بندشوار باثاك، مؤسس منظمة "سولابه الدولية للخدمات الاجتماعية"، تكنولوجيا الحفرة المزدوجة، أي مرحاض السكب والدفق المعروف باسم "سولابه شوتشالايا" الذي بني منه مليون وحدة. هذه التكنولوجيا الصديقة للبيئة تتيح التخلص من الفضلات في الموقع من دون رائحة أو تلويث للتربة، وهي مقتصدة بالماء. ومن خلال هذا التطور، حدث تغيير كبير في سلوك الناس تجاه الخدمات الصحية. الهنود الآن يدفعون بطيبة خاطر رسوماً لقاء استخدام نحو 5500 مرحاض عمومي من نوع "سولابة".
ومن أبرز مساهمات الدكتور باثاك انتاج الغاز الحيوي (البيوغاز) من الفضلات الآدمية في 100 مرحاض عمومي، واستخداماته المتنوعة مثل الانارة والطبخ، واستعمال الفضلات السائلة كسماد غني بالمغذيات. محطة انتاج الغاز الحيوي متصلة بمحطة سولابه لمعالجة الفضلات السائلة الناتجة عن المراحيض، حيث تتحول الى ماء لا لون له ولا رائحة وخال من الكائنات الممرضة وصالح للتصريف في أي جسم مائي، مما يساعد في توفير بيئة أفضل وأسلم. وفي كلا التقنيتين انتاج للسماد العضوي الغني بالمغذيات واعادة استعمال الفضلات واعادة تدويرها.
الغرفة التربوية للمناطق القاحلة، الجزائر
عام 1998، قرر أطفال "الغرفة التربوية للمناطق القاحلة" في منطقة بني عباس جنوب غرب الصحراء الجزائرية إجراء مسح لمشاكل المياه وادارتها داخل المنازل. ضمت المجموعة المستهدفة 500 عائلة في منطقة الوطى و500 عائلة في منطقة بني عباس. وأظهرت نتائج المسح وجود هدر كبير، يترافق مع تصريف المياه المبتذلة من دون معالجة مما يزيد احتمال تلويث المياه الجوفية.
قرر الاطفال، بمساعدة مدرسيهم، انشاء نظام أهوار تجريبي صغير. وفي كانون الأول (ديسمبر) 1999، تم تنفيذه بمساعدة الجمعية العمومية الشعبية، مما أتاح مشاركة أحد مهندسي المياه. الفلاحون المجاورون، الذين رأوا تزايد الانتاج في أراضيهم، أصبحوا شركاء في المشروع. وتم انتاج فيلم بعنوان "عش المشاتل" يحكي كيف ولد نظام الأهوار، في سياق التحضيرات للمعرض الدولي في مدينة هانوفر الالمانية بمساعدة التلفزيون الجزائري.
بوريما وانكوي، النيجر
يرأس بوريما وانكوي شركة "خدمات المشتريات الدولية" (ASI) التي أدخلت الزراعة المكثفة لأشجار الصمغ العربي الى الاراضي الجافة في النيجر من أجل تصديره الى اوروبا. وهذا لم يساعد على استصلاح الاراضي المتدهورة في هذه المناطق فحسب، بل وفر لسكانها عملاً مدراً للدخل. فأشجار الصمغ العربي التي تمتد على مساحة 1200 هكتار تشكل حالياً مصدر دخل لأكثر من 6000 عائلة ريفية. أعمال التحريج ساعدت أيضاً في الحفاظ على معظم الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض، وأوجدت قيمة جديدة للمنتجات الزراعية الأفريقية في السوق العالمية. كما لفتت الانتباه الى قيمة الصمغ العربي الذي لا يحتاج إلا الى قليل من الماء ويستغني عن السماد ويمكن استعماله لأغراض تجارية مثل صنع المرطبات ومواد التجميل. انها مثل حي على الانتاج الزراعي المدر للربح في المناطق الريفية ذات الاراضي الجافة. وقد مهد المشروع الطريق لانشاء مؤسسات أخرى من هذا القبيل في أرجاء البلاد وجوارها.
اللجنة النسائية للحفاظ على البيئة، النيبال
قـامت مجموعة مـن النساء فـي لاليتبور (النيبال) بتأسيس اللجنـة النسائية للحفاظ علـى البيئـة (WEPCO) عام 1992. وهي منظمة غير ربحية ولدت استجابة لادراك متنام بأن البيئة في وادي كاتماندو كانت في خطر نتيجة ارتفاع جبل من النفايات.
هذه اللجنة، التي تجمع نفايات أكثر من 3000 منزل في لاليتبور، وتديرها، برهنت على أن اعتماد مبدأ "التخفيف واعادة الاستعمال واعادة التدوير" على مستوى المجتمع يمكن أن يضبط مشاكل التلوث الناتج عن النفايات في المدن. وقد أقامت اللجنة مواقع نموذجية لاعادة تدوير الورق وتسبيخ النفايات العضوية، وقدمت الدعم لكثير من المنازل كي تبدأ عمليات تسبيخ خاصة بها. ويعمل لدى اللجنة 15 امرأة و10 رجال يتلقون أجورهم من عوائد بيع الورق المعاد تدويره وخدمات جمع النفايات.
نك ناتل رئيس الخدمات الاعلامية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.