البرازيل احدى أكبر البلدان المنتجة لخام الحديد، الذي يعتبر أهم منتج للتصدير في البلاد. وقد بلغ انتاجها منه عام 2000 نحو 200 مليون طن، صدر منها 158 مليوناً. والدول الرئيسية المستوردة لخام الحديد البرازيلي هي اليابان وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية.

تأسست شركة "ساماركو" نتيجة استثمار مشترك بين مجموعتي تعدين كبيرتين هما بيلغو ـ مينيرا البرازيلية (51%) وبروكن هيل الاوسترالية (49%). وبدأت عام 1977 التنقيب عن خامة الايتابيريت التي تستخدمها كمادة أولية. وحتى ذلك الحين، كان هذا المعدن منبوذاً لانخفاض محتواه من الحديد. وأقامت الشركة وحدتين للانتاج، الاولى في جيرمانو بولاية ميناس جريس وهي تشمل محطة المعالجة ومنجم أليغريا، والثانية في بونتا أوبو بولاية إسبيريتو سانتو وفيها وحدتا حبحبة ومحطة شحن بحرية.

تنتج ساماركو حبيبات خامات الحديد التي تستخدم في أفران الصهر وعمليات صنع الفولاذ، كما تنتج دقيق الخام المركز. وتبلغ قدرتها الانتاجية السنوية 12 مليون طن من الحبيبات، ومليون طن من دقيق الخام. وتبلغ احتياطات الايتابيريت في منجم أليغريا حوالى 5,6 بلايين طن.

تبدأ عملية الانتاج في وحدة جيرمانو. فبعد استخراج المعدن الخام يؤخذ الى محطة المعالجة حيث يتم تركيزه ورفع محتوى الحديد. ثم يمزج الخام المركز، أي دقيق الخام، مع الماء وينقل الى وحدة بونتا أوبو بواسطة خط أنابيب طوله 396 كيلومتراً، هو الأكبر من نوعه في العالم اذ تبلغ قدرته 14 مليون طن في السنة. وتبلغ سرعة نقل الخام ستة كيلومترات في الساعة، بمعدل 1200 متر مكعب في الساعة. ميزة هذه العملية أن الماء يستعمل كوسيلة لنقل المعدن الخام من وحدة الى أخرى. وحسنتها الرئيسية هي الحفاظ على سلامة البيئة. لكن هذا يثير مسألة إدارة المورد المائي، اذ ان الماء ينتقل هكذا من ولاية الى أخرى، مما ينطوي على تحويلات جوهرية لمورد طبيعي قيم.

عند وصول الماء الى وحدة بونتا أوبو، يتم فصله عن دقيق الخام، الذي يباع عندئذ كما هو أو يحوَّل الى حبيبات. ومن المنجم الى انتاج الحبيبات الجاهزة، تخضع جميع مراحل الانتاج لمعاينة دقيقة، وفاء بمتطلبات الزبون التي تراوح من المواصفات التعدينية والفيزيائية والكيميائية الى حجم الحبيبة.

عملية استخراج وتركيز الايتابيريت تحتاج برمتها الى كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية. ومن أجل تخفيض التكاليف وضمان القدرة على المنافسة، بنت ساماركو محطتين كهرمائيتين بدأ تشغيلهما عام 1997. وتم استثمار 25 مليون دولار في محطة مونيز فرير بولاية إسبيريتو سانتو، التي تنتج 25 ميغاواط، أي 20 في المئة من الاستهلاك الطاقوي لوحدة بونتا أوبو، مما يخفض الكلفة بمقدار مليوني دولار في السنة. وتولد محطة غيلمان أمورين في ولاية ميناس جريس 140 ميغاواط، أي 50 في المئة من الطاقة التي تستهلكها وحدة جيرمانو. وقد بلغت الاستثمارات نحو 140 مليون دولار، وأدت الى وفر مقداره 9 ملايين دولار في السنة.

الأنشطة التي تقوم بها ساماركو لها تأثير كبير على البيئة. فاستخراج الخامات المعدنية يخلف حفريات يجب اعادة تأهيلها. وعملية تركيز الخام، اضافة الى الملوثات التي تنفث في الهواء، تنتج كميات كبيرة من النفايات السائلة المحتوية على معادن ثقيلة. واستعمال الطاقة الكهرمائية، التي هي مصدر طاقوي متجدد، عامل ايجابي جداً، لكن انشاء محطتي طاقة من هذا النوع يحدث عدداً من التأثيرات البيئية المتنوعة. لذلك التزمت ساماركو التوفيق بين تطوير نشاطاتها وحماية البيئة، والتكامل مع المجتمعات المحلية. وكان تحمل الشركة للمسؤولية البيئية جاء أصلاً من وحي المقاييس البيئية التي طلبها المساهمون الأجانب. وتشمل الادارة البيئية ضبط المخلفات والنفايات السائلة والانبعاثات الهوائية، واعادة تأهيل أراضي التنقيب القاحلة، واستعادة الغابات المحيطة بالمواقع.

التزمت ساماركو، بموجب سياستها البيئية، تحديد الجوانب والتأثيرات والأخطار المتعلقة بنشاطاتها، واتخاذ اجراءات منهجية لضبط التلوث ومراقبته ومنعه، مع تحسين أدائها البيئي باستمرار في ضوء القوانين النافذة والمقاييس العالمية. وهي تعمل على تثقيف موظفيها وتدريبهم وتأهيلهم لممارسة مسؤولياتهم البيئية، وإطلاع موردي البضائع والخدمات على مسؤولياتهم البيئية تجاهها، والحفاظ على حوار مفتوح مع الجهات المعنية.

جميع مراحل الانتاج في ساماركو، أي استخراج الخام وتركيزه ونقله وتحويله الى حبيبات وشحنه، حصلت على شهادة الايزو 9002 للجودة الادارية منذ العام 1994. وقد تثبتت مؤسسة ديت نورسكي فريتاس (DNV) التي أصدرت الشهادة من تطبيق "نظام الجودة" لضمان نوعية الانتاج وتعزيز ثبات عمليات الشركة وتحسنها المستمر.

ومُنح "نظام الادارة البيئية" في الشركة شهادة الايزو 14001 عام 1998 التي أصدرتها ديت نورسكي فريتاس أيضاً. وقد جلبت هذه الشهادة البيئية مكاسب للشركة، وحسنت صورتها في السوق وفي أوساط السكان في نطاق عملياتها، وخفضت النفقات، وحسنت الهيكل التنظيمي الداخلي. وكل ذلك بفضل الاجراءات المنهجية التي استتبعتها.

حددت ساماركو أهدافها وفق التزامات الخطوط التوجيهية لنظام الادارة البيئية. فصممت وبدأت تنفيذ طريقة للتخلص من بقايا التنقيب في الحفريات المستنزفة في جيرمانو، وباشرت استصلاحها واعادتها الى وضعها الطبيعي السابق. وقامت بتركيب معدات لضبط انبعاثات الجزئيات في الهواء في وحدة بونتا أوبو، ورفع أداء هذه المعدات الى درجة تقارب المثلى. وباتت تستخدم معدات خالية من الكلوروفلوروكربون في وحدتي جيرمانو وبونتا أوبو وداخل مقر الشركة في بيلو هوريزونتي بولاية ميناس جريس. وهي تعمل على ادارة النفايات السائلة لضمان المقاييس الخاصة باللون والعكر في الانهار والبحيرات المجاورة. كما تستهدف الاقتصاد بالموارد المائية والطاقوية، مع تشخيص وتقييم الأثر البيئي لاستهلاك هذه الموارد.

ومن الأهداف الأخرى التي تعمل الشركة على تحقيقها من خلال برنامجها البيئي، الادارة الملائمة للنفايات الصناعية والمنزلية، وحرق جميع مخلفات زيت الأسكاريل في محارق خاصة، وتخفيض انتاج المخلفات الصناعية النهائية بنسبة 10 في المئة سنوياً. وقد توصلت الشركة بحلول سنة 2000 الى التخلص من جميع مخلفاتها الصناعية في وحدة بونتا أوبو بطرق ملائمة بيئياً. وتنفذ حالياً برنامجاً انتقائياً لجمع واعادة تدوير النفايات المنزلية (ورق، زجاج، بلاستيك) في مقر الشركة في بيلو هوريزونتي.

من خلال تطوير إجراءات للتوفيق بين نشاطاتها الانتاجية والحماية المسؤولة للبيئة، استطاعت ساماركو تعزيز صورتها كشركة ذات أداء ايكولوجي سليم، وتخفيض نفقاتها في آن. وفي ذلك برهان على أن الأموال التي تصرف لأهداف بيئية لا تشكل نفقات وانما استثمارات تأتي بمردود مادي أيضاً.

تنظم ساماركو برامج توعوية وتثقيفية وصحية وبيئية للمجتمعات الموجودة في منطقة عملياتها، وهي 26 بلدية في ولايتي ميناس جريس وإسبيريتو سانتو. وهنا بعض أهمها:

- برنامج التوعية البيئية الشعبية: طورته ساماركو بالشراكة مع المجلس البلدي في مدينة ماريانا وبالتعاون مع جامعة اورو بريتو. هدفه تحسين نوعية المعيشة في القرى المجاورة. ومن خلال إحياء التاريخ المحلي، وتدريس المعارف الأساسية في ما يتعلق بالصحة والنظافة والبيئة، تساهم الشركة في رفع المستوى التعليمي للسكان المحليين.

- برنامج التكامل الثقافي: تتابعه ساماركو في مدينة ماريانا بالتعاون مع شركات اخرى منذ العام 1994. وهو يدعم عروضاً فنية رفيعة المستوى تقام في الشركات والمسارح والشوارع والمدارس. وهذا يتيح للسكان حضور هذه المناسبات الثقافية.

- برنامج ساماركو التعليمي: طورته الشركة بالتعاون مع جامعة إسبيريتو سانتو، من أجل تحسين التعليم الابتدائي في المدارس الحكومية في خمس بلديات جنوب الولاية.

- مستشفى سان لوكاس: تجديد وتوسيع هذا المستشفى القائم في مدينة فيكتوريا عاصمة ولاية إسبيريتو سانتو مكنه من تقديم خدمات طبية عالية الجودة بعدما كان متوقفاً عن العمل.

- مشروع تامار لحماية السلاحف البحرية: هذا المشروع، خصوصاً القاعدة التي أقيمت في جنوب إسبيريتو سانتو، يلقى الدعم من وحدة بونتا أوبو. وترعى ساماركو أيضاً برنامجاً لتدريب موظفي البلديات على حماية بيض السلاحف.