شبكة إعلامية وخمس شخصيات عربية وعالمية اختارتها اللجنة التحكيمية لجائزة زايد الدولية للبيئة في دورتها الثانية. وكانت اللجنة عقدت اجتماعها النهائي في دبي في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2003، برئاسة كلاوس توبفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وصرح مصدر في اللجنة عقب اجتماع دبي أنه "بعد استعراض القائمة القصيرة للترشيحات التي وردت من اللجنة الاستشارية الفنية وقائمة الشخصيات والجهات العالمية المعروفة، والتي تضمنت 7 شخصيات ومنظمة واحدة من ترشيحات هذه الدورة و6 شخصيات ومنظمة واحدة من القائمة القصيرة للدورة السابقة، رأت هيئة المحكمين الدولية ان تكون الأفضلية للانجازات والقدرات العلمية المتميزة التي انعكست ايجاباً على السياسات الدولية والمؤسسات البيئية والادارة المتميزة للمنظمات الدولية".
ومن هذا المنطلق اتفقت هيئة المحكمين على ان تمنح الجائزة الأولى قيمتها نصف مليون دولار، لهيئة الاذاعة البريطانية (BBC) تقديراً لإنتاجها وإذاعتها آلاف التقارير والبرامج الرفيعة المستوى في مجالات البيئة المختلفة وإيصالها الى منازل مئات الملايين من البشر، عبر إذاعتها التي تتحدث بأربعين لغة وقنواتها التلفزيونية وموقعها على شبكة الانترنت. وأثنت اللجنة بشكل خاص على تقرير "كوكب الأرض" الذي تبثه الشبكة خمس مرات كل أسبوع منذ العام 1997، وكذلك على اتباعها سياسة بيئية في مؤسساتها ومبانيها تشمل ترشيد استهلاك المياه والطاقة والموارد الطبيعية وتقليل وتدوير النفايات.
الجائزة الثانية، وقيمتها ثلاثمئة ألف دولار، منحت لصانعي الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ، وهم البروفسور مصطفى كمال طلبه من مصر والبروفسور قودوين اوباسي من نيجيريا والبروفسور برت بولين من السويد، وثلاثتهم اشتركوا في بلورة الاتفاقية الاطارية حول التغيير المناخي وانشاء لجانها العلمية.
ويعتبر البروفسور مصطفى كمال طلبه المهندس الأول لهذه الاتفاقية. وأوضح بيان للجنة أن ترشيحه لهذه الجائزة جاء تقديراً لجهوده المتواصلة لأكثر من أربعة عقود في تطوير المؤسسات البيئية وتغيير السياسات الدولية لصالح البيئة والتنمية المستدامة، منذ كان استاذاً في جامعة القاهرة ثم وزيراً للشباب في جمهورية مصر العربية، بالاضافة الى قيادته المتميزة ورؤيته الثاقبة كأمين عام لمنظمة الارصاد العالمية لمدة 20 عاماً.
وجاء ترشيح البروفسور برت بولين تقديراً لدوره في تعزيز الجوانب العلمية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالغلاف الجوي، والتي على ضوئها وضعت اللجنة الحكومية لتغيير المناخ برئاسته الاتفاقية الاطارية حول تغيير المناخ، وبروتوكول كيوتو، بالاضافة الى جهوده ومكانته العلمية المرموقة في مجالات البيئة في جامعة استوكهولم.
اما الجائزة الثالثة وقيمتها مئتا الف دولار فتمنح تقديراً لانجازات بيئية متميزة انعكست ايجاباً على المجتمع المدني، خاصة العمل التطوعي الذي يساهم في تغيير مسار ونتائج جهود حماية البيئة على المساحة الدولية. وعليه جاء اتفاق هيئة التحكيم على أن تمنح الجائزة الثالثة مشاركة بين كل من الدكتورة بدرية العوضي من الكويت والبروفسور جمال صافي من فلسطين.
وقد جاء ترشيح الدكتورة بدرية العوضي التي تحمل درجة دكتوراه في القانون من جامعة لندن لجهودها المتواصلة عبر المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في حماية البيئة، وكانت رسالتها حول الجوانب القانونية لتلوث الخليج العربي.
اما البروفسور جمال صافي من فلسطين، فهو مؤسس معهد ابحاث وحماية البيئة في غزة كرد فعل لما رآه من تردي للبيئة والصحة العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستقطب له الدعم من مختلف المنظمات الدولية لاجراء البحوث والدراسات العلمية بغرض تحسين الوضع البيئي والصحي بفلسطين. لقد قام البروفسور صافي بتطوير نماذج علمية فعالة لرصد الحشرات الناقلة للآفات والتلوث بالمعادن الثقيلة في التربة والمحاصيل الغذائية والمياه. كما قام بتطوير طرق بسيطة وعلمية للزراعة الصديقة للبيئة والانتاج المستدام، ونشط في تدريب المزارعين والمهندسين الزراعيين في المعهد. وكان لجهوده الفضل الاكبر في تخفيض نسبة التلوث ومعدل الاصابة بالملاريا والتهاب الكبد الوبائي ونسبة الرصاص في دم الاطفال من مختلف الاعمار. كذلك اصبحت نسب المبيدات الكيميائية في الفواكه والخضر ونسبة الرصاص في حمأة الصرف الصحي في غزة تحت مستوى المعيار العالمي. وبهذا تكون جهوده وانجازاته العلمية والاجتماعية قد انعكست ايجاباً على حياة الشعب الفلسطيني.
ومن اللافت منح الجائزة الثانية لأركان الاتفاقية الاطارية حول التغير المناخي، بما يعبّر عن اهتمام المنطقة العربية بهذا الموضوع. كما لفت المراقبين منح جائزة الى سيدة عربية رائدة وعالم فلسطيني مناضل.
|