وراء أطلال مدينة تدمر في البادية السورية تاريخ عريق في الادارة البيئية المتوزنة. فقد منعت ملكة تدمر زنوبيا، قبل 1750 سنة، الماعز من دخول حدود مملكتها، حفاظاً على الغطاء الأخضر في البيئة الصحراوية الهشة.
افتتح في كانون الأول (ديسمبر) الفائت مركز للتوعية البيئية في محمية التليلة قرب مدينة تدمر. وقد أنشأته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ضمن نشاطات مشروع احياء المراعي واقامة محمية طبيعية للحياة البرية في البادية السورية، بالتعاون مع وزارة الزراعة وبتمويل من الحكومة الايطالية.
حضرت حفل الافتتاح عقيلة الرئيس السوري، السيدة أسماء بشار الأسد ووزير الزراعة الدكتور عادل سفر وممثل الفاو وسفيرة ايطاليا في دمشق وممثلو نوادي أصدقاء محمية التليلة، وجمع من أبناء البادية المستفيدين من الانشطة المولدة للدخل في هذا المشروع. تخلل الحفل عرض فني حول خصوصيات البادية وأهمية السياحة البيئية وحماية الموارد. بعد ذلك زار الحضور منطقة المسيجات داخل المحمية والتي تمتد على مساحة 14 كيلومتراً وتحوي مجموعة من انواع الغزلان والمها العربي.
يهدف المشروع الى رفع مستوى النظم البيئية في البادية السورية عبر حماية الحياة النباتية والحيوانية فيها وادخال بعض الانواع المنقرضة والمهددة بالانقراض، اضافة الى تطبيق نظام عملي لادارة الموارد الرعوية باشراك المجتمعات الرعوية والمحلية في نشاطات التنمية ورفع مستواها المعيشي. كما يتضمن اعادة تأهيل وادارة المراعي في ثلاث تعاونيات تضم 426 أسرة، وانشاء محمية طبيعية وتعزيز القدرات الفنية للكادر الوطني اعتماداً على التقنيات الحديثة. وقد طور المشروع برنامجاً ارشادياً تعليمياً لمختلف شرائح المجتمع في منطقة البادية، وخاصة مربي الاغنام والابل، حفاظاً على التوازن البيئي والتنوع الحيوي والغطاء النباتي.
وسيعمل مركز التوعية البيئية فيهدف الى تثقيف المجتمعات المحلية بيئياً وشحذ روح المسؤولية تجاه مواردهم للعناية بها والتعامل معها بطريقة تضمن استدامتها، مع توليد دخل خاص بهذه المجتمعات وتسليط الضوء على نظام المحميات وحكمة الاجداد في التعامل مع الموارد الطبيعية. وسيعمل، على تشجيع السياحة البيئية، كما سيكون مركزاً للتدريب وتشجيع الدراسات والبحث العلمي.
|