"طاقة الغد ماء ينحلّ إلى هيدروجين وأوكسيجين باستعمال الكهرباء. وهذان العنصران سيؤمنان ما يحتاجه العالم من طاقة لمدة غير محدودة". هذا ليس كلام باحث من القرن الحادي والعشرين، بل دوَّنه كاتب روايات الخيال العلمي جول فيرن في روايته "الجزيرة الغامضة" التي ألفها عام 1874.
بعد مضي أكثر من قرن على استعمال محرك الاحتراق الداخلي، ينفق صانعو السيارات حالياً بلايين الدولارات لتطوير تكنولوجيات بديلة تخفض الانبعاثات وتقلل من الاعتماد على الإمدادات النفطية المتناقصة. واستفاد بعضهم من بعد نظر فيرن، فاتجهوا إلى تكنولوجيا خلايا الوقود الهيدروجيني التي اكتشفت عام 1839، لتشغيل سيارات لا تخلف وراءها الا بخار ماء.
ليست مصادفة أن تكون السيارات الأكثر اقتصاداً بالوقود في بعض موديلات سنة 2004 هجينة ـ كهربائية (Hybrid-Electric Vehicle-HEV). فهذه السيارات تجمع بين أفضل مواصفات محرك الاحتراق الداخلي والموتور الكهربائي، ويمكن أن تزيد وفر الوقود كثيراً من دون التضحية بالأداء أو المسافة التي تجتازها قبل التعبئة، وأن تتيح تزويد الطاقة لبعض الملحقات مثل الأدوات الكهربائية.
تندفع السيارات الهجينة ـ الكهربائية أساساً بواسطة محرك احتراق داخلي، تماماً كالسيارات التقليدية. لكنها أيضاً تحوّل الطاقة التي تهدر عادة أثناء الانحدار والفرملة إلى كهرباء، تخزن في بطارية ريثما يحتاجها الموتور الكهربائي. ويستعمل هذا الموتور لمساعدة المحرك عند التسريع أو ارتقاء المرتفعات، وفي حالات القيادة بالسرعة الأولى أو الثانية حيث تكون كفاءة محرك الاحتراق الداخلي في أدنى مستوى. وبعض السيارات الهجينة ـ الكهربائية توقف المحرك تلقائياً عندما تتوقف وتشغله من جديد عند ضغط دواسة الإسراع، وهذا يمنع ضياع الطاقة المهدرة.
وخلافاً للسيارات الكهربائية كلياً، فان السيارات الهجينة ـ الكهربائية التي تعرض حالياً لا تحتاج إلى وصل بمصدر خارجي للكهرباء من أجل إعادة شحنها، فالبنزين العادي والفرملة الاسترجاعية يوفران كل الطاقة التي تحتاجها. ولتشجيع الإقبال على الشراء في الولايات المتحدة، تعرض الحكومة الأميركية حوافز ضريبية للسيارات الهجينة ـ الكهربائية وسيارات أخرى تستخدم وقوداً بديلاً. ومن أنجح السيارات الهجينة ـ الكهربائية هوندا إنسايت (Honda Insight) وتويوتا بريوس (Toyota Prius) اللتان احتلتا مركز الصدارة في الاقتصاد بالوقود للسنة الرابعة على التوالي. وتويوتا وهوندا، أكبر شركات صنع السيارات في اليابان، هما الوحيدتان اللتان تبيعان آلاف السيارات الهجينة في الولايات المتحدة.
كهرباء وهيدروجين
في معرض طوكيو للسيارات الذي نظم في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، اجتذبت شركة تويوتا السائقين إلى سياراتها الصديقة للبيئة التي تطمح من خلالها أن ترسي مقياساً عالمياً لقطاع ينمو سريعاً. فمع سيارتها الرياضية ذات المقعدين، التي تنطلق بسرعة تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 8,6 ثوان، وتسير بسرعة قصوى هي 205 كيلومترات في الساعة، وتقطع 33 كيلومتراً بكل ليتر من البنزين، حاولت تويوتا إقناع زوار المعرض الذين قدر عددهم بنحو 1,5 مليون بأن الاعتبارات البيئية وحسن الأداء يمكن أن يجتمعا معاً. وهي تطمح إلى جعل سياراتها الهجينة في متناول الجمهور بهدف بيع 300 ألف سيارة سنوياً بحلول سنة 2005، منها السيارة الرياضية المكشوفة CS & S والسيارة الرياضية المتعددة الأغراض SU-HV1.
تكنولوجيا خلايا الوقود معروفة منذ القرن التاسع عشر، لكن شركات صنع السيارات ما زالت تكافح لجعلها كفوءة في الأداء وغير مكلفة. ورغم أن بعض السيارات التي تعمل بخلايا الوقود هي قيد الخدمة حالياً، فما زالت هذه التكنولوجيا غير قادرة على المنافسة تجارياً. العقبة الأولى هي أن الحصول على الهيدروجين يتم باستعمال الكهرباء لفصل الماء إلى هيدروجين وأوكسيجين، أو من خلال "تعرية" الكربون من مركبات هيدروكربونية مثل الغاز الطبيعي، وهذا أيضاً يحتاج إلى طاقة. ولكي تكون الصناعة مثالية، ينبغي أن تأتي الطاقة من مصادر متجددة، لكن هذا الخيار ليس متاحاً حالياً في معظم المناطق، لذلك هو خيار أقل اخضراراً وأكثر كلفة. ويعتبر علماء أن كلفة الاقتصاد القائم على الهيدروجين تصل إلى ضعفي كلفة إنتاج أي مصدر آخر للطاقة. فالهيدروجين المضغوط يكلف ما يعادل نحو 0,80 دولار لكل ليتر. والعقبة الرئيسية الثانية هي عدم توافر محطات لتعبئة الهيدروجين في السيارات إلا في أماكن محدودة جداً. كما تتزايد التحذيرات من المخاطر على البيئة في التحول إلى الهيدروجين كمصدر للطاقة واحتمال أن يؤدي، في حال اعتماد إنتاجه على الفحم الحجري، إلى مزيد من الاحتباس الحراري في جو الأرض وما يتبع ذلك من نتائج كارثية تهدد البشر والطبيعة.
لتذليل هذه العقبات، تعمل شركات كثيرة على تطوير تكنولوجيا خلايا الوقود. وتُرصد لذلك أموال طائلة، فقد خصص الرئيس الأميركي جورج بوش منذ 2002 مبلغ 1,7 بليون دولار على مدى خمس سنوات للبحث عن مصادر طاقة بديلة من النفط، على أن يصرف منها 1,2 بليون دولار على درس إمكان إنتاج رخيص للهيدروجين ووسائل خزنه وتسويقه.
طرازات بخلايا الوقود
إف سي إكس (FCX) من صنع هوندا هي أول سيارة تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني "مرخصة حكومياً" للاستعمال اليومي في الولايات المتحدة، ولعلها أول سيارة خضراء على أرض الواقع. لها بابان وأربعة مقاعد، وتحوي خزانات للهيدروجين المضغوط كوقود. وعندما يضخ الهيدروجين إلى خلية الوقود، يسخن وينقسم كل جزيء منه إلى أيونتين موجبتين والكترونين. فتتوجه الالكترونات إلى دائرة كهربائية لإدارة المحرك، فيما تمر الأيونات من خلال غشاء لتتحد مع أيونات الأوكسيجين المستمدة من الهواء الخارجي، فينتج بخار الماء الذي هو كل ما تنفثه السيارة. وتبلغ سرعتها القصوى 150 كيلومتراً في الساعة، وهي تقطع نحو 350 كيلومتراً قبل أن تحتاج إلى إعادة تعبئة.
تويوتا وهوندا هما الشركتان الوحيدتان اللتان تسوقان سيارات هجينة في الولايات المتحدة. وتنتج تويوتا طرازاً معدلاً من سيارتها بريوس (prius) التي تقطع 27 كيلومتراً بليتر البنزين داخل المدينة، وتعد بانتاج نوع هجين من سيارتها اللكزس (Lexus RX 330 SUV) هذه السنة.
أما جنرال موتورز، التي استثمرت نحو بليون دولار في تطوير خلايا الوقود، فتريد أن تكون أول من يبيع مليون سيارة تعمل بهذه التقنية. وسيارتها هاي ـ واير (Hy-Wire) لا تحوي عجلة قيادة أو دواسات، وإنما هي بمثابة "مزلجة" ضخمة. مظهرها عادي من الخارج، لونها فضي، لها أربع عجلات ونوافذ ومرايا، وزجاجها الأمامي الكبير يوفر رؤية ممتازة. لكن هذه الصفات هي كل ما يجمعها بسيارة عادية، إذ أنها تخلصت من شيئين أساسيين في تكنولوجيا السيارات التقليدية: فلا وجود لمحرك تحت غطاء المقدمة، ولا تمديدات هيدروليكية أو ميكانيكية تحت الشاسي. كل الأجهزة التي تدفع السيارة وتوجهها مبيتة داخل شاسي ألومنيوم بسماكة 28 سنتيمتراً في قاعدة السيارة، بات معروفاً بـ"المزلجة" (skateboard). وتأتي قوة الدفع من كتلة تضم 200 خلية وقود هيدروجيني منفصلة، قادرة على توليد سرعة قصوى تبلغ 160 كيلومتراً في الساعة. ويخزن غاز الهيدروجين في ثلاثة خزانات اسطوانية مصنوعة من مركّب كربوني. وقد استبدلت عجلة القيادة والدواسات بمقبض "hy-wire" متصل بجهاز كومبيوتر مركزي مبيت في المزلجة. ولزيادة السرعة يحرك المقبض دائرياً، ولكبحها يضغط عليه، ولتوجيه السيارة يدفع نحو الأعلى أو الأسفل.
أنفقت جنرال موتورز حتى الآن حوالى 17 مليون دولار على تطوير هاي ـ واير، مستخدمة أكثر من 500 اختصاصي. وأكبر مشكلة تواجهها اقتصار المسافة التي تقطعها السيارة على 120 كيلومتراً قبل اعادة تعبئتها بالغاز. وتقول الشركة أنها ستنتج نحو 100 ألف سيارة من هذا النوع بحلول سنة 2010. وبوضع كل التكنولوجيا داخل المزلجة، يمكن تغيير شكل السيارة ليناسب حاجات الزبائن، كما يمكن ابدال مقصورة الركاب بهيكل فان أو سيارة رياضية على سبيل المثال.
شركة سوزوكي، التي تتصدر صناعة السيارات الصغيرة في اليابان، تهدف إلى مجاراة جنرال موتورز في تسويق سيارات تعمل بخلايا الوقود بحلول سنة 2010. لكن سوزوكي، التي تملك خُمس أسهمها شركة جنرال موتورز أكبر مصنّع للسيارات في العالم، قالت ان هذا الموعد قد يصعب الوفاء به بسبب تحديات فنية تتعلق بتكييف خلايا الوقود لتلائم السيارات الصغيرة.
سيارة ريفوليوشن (Revolution) من صنع شركة هايبركار (Hypercar) التي تتخذ من ولاية كولورادو الأميركية مقراً لها، تجمع بين السيارة الرياضية المترفة والسيارة العائلية الأنيقة. وفيما يركز معظم صانعي طرازات المستقبل على تطوير خلايا وقود ذات قوة كافية لدفع السيارات الحالية، اعتمدت هايبركار اسلوباً مختلفاً، فأعادت تصميم السيارة ابتداء من العجلات، لإنتاج مركبة خفيفة الوزن ومؤهلة للسير بواسطة خلايا الوقود. وتؤكد الشركة أن ريفوليوشن أكفأ ثماني مرات من السيارات العادية. وهي تمتاز بهيكل من ألياف الكربون المسبوكة في قالب بلاستيك، يتكون من 14 قطعة رئيسية، وتركيبه أسهل كثيراً من تركيب الهياكل المعدنية التقليدية التي يتم تشكيلها بالكبس واللحام وتضم نحو 250 قطعة مما يزيد كلفة التصنيع وتعقيداته.
ورغم أن ريفوليوشن تزن 907 كيلوغرامات فقط، فان مواد هيكلها أقوى خمس مرات من الصلب، مما يحسن احتياطات السلامة. ويزيد من خفتها تزويدها بعجلات خاصة ذات مقاومة منخفضة أثناء الدوران، طُورت بالتعاون مع شركة ميشلان. هذه العجلات تخفض الاحتكاك الذي يهدر ثلث طاقة الوقود في السيارة العادية، وهي مصممة لتقطع مسافة 160 كيلومتراً اضافية في حال ثقبها. وعدم احتواء السيارة على محرك احتراق داخلي ومبدئ حركة وجهاز مناوبة ونظام تعليق وناقل سرعات يقلل أيضاً من ضخامتها، لذلك تحتاج إلى كتلة خلايا وقود يقل وزنها عن ثلث وزن خلايا الوقود التي يطورها صانعو السيارات العادية. وهي تقطع ما يعادل 42 كيلومتراً بليتر البنزين، ويبلغ مداها 530 كيلومتراً باستهلاك 3,4 كيلوغرامات من الهيدروجين، وتستطيع بلوغ 100 كيلومتر في الساعة خلال 8,3 ثوان من الانطلاق. ومن المقرر أن يبدأ انتاجها سنة 2005.
شركة دايملر ـ كرايزلر تتولى صنع سيارة مرسيدس تسير بخلايا الوقود. وقد كشفت في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي عن 60 سيارة من هذا الطراز هي أول اسطول يعمل بالهيدروجين الصرف يتم انتاجه في ظروف شبه عادية. ويُضخ الهيدروجين المضغوط الى كتلة تضم 440 خلية وقود مبيتة تحت أرضية السيارة. وتؤكد دايملر ـ كرايزلر أن سيارتها خالية تماماً من الانبعاثات وصامتة الى أبعد الحدود. وهي تنفق بلايين الدولارات لتطوير تكنولوجيات وقود بديلة، وهذه المرسيدس هي المرشحة الرئيسية، اذ يبلغ مداها 150 كيلومتراً (قبل أن تحتاج الى خزان هيدروجين جديد) وسرعتها القصوى حوالى 160 كيلومتراً في الساعة، وتنطلق لتبلغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 16 ثانية. وكمعظم سيارات الهيدروجين، تتفوق كثيراً على السيارات العاملة على البنزين والديزل من حيث استهلاك الوقود، اذ تقطع ما يعادل أكثر من 42 كيلومتراً بليتر البنزين.
سيارة ناتريوم (Natrium) التي تصنعها شركة كرايزلر تعمل على معدن البورق (البوراكس) الموجود في الطبيعة. والطاقة تولدها خلية وقود هيدروجيني، لكن مصدر الهيدروجين هو الذي يجعل السيارة مميزة. انه بوروهيدريد الصوديوم، الذي هو أساساً البورق المستعمل في تنظيف الملابس متحداً مع الهيدروجين. تقول كرايزلر ان بوروهيدريد الصوديوم متوافر على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وهو غير ضار وغير قابل للاشتعال، ويمكن اعادة تدويره مما يجعله مصدراً لوقود متجدد. يستخرج غاز الهيدروجين من كريات بوروهيدريد الصوديوم المنقوعة في الماء، والمادة الوحيدة المتخلفة هي البورق الذي يعاد تدويره. واعادة التزود بالوقود لا تتطلب الا الاحتفاظ بنحو كيلوغرام من الكريات وثمانية ليترات من الماء في السيارة. أداء ناتريوم ممتاز على الطريق، اذ يبلغ مداها حوالى 480 كيلومتراً، ما يعادل تقريباً أداء محرك بنزين. وتبلغ سرعتها 130 كيلومتراً في الساعة، وتصرف ما يعادل 12,5 كيلومتراً بليتر البنزين. وهي أثقل من نسيبتها التقليدية، لكن كرايزلر تقول ان باستطاعتها تخفيض الوزن عند بدء الانتاج.
سيارات شمسية
نونا (Nuna) سيارة شمسية تعمل بقطع من التلسكوب الفضائي "هابل". وهي شبيهة بقارب آلي يرتفع حتى مستوى الخصر ويجثم على ثلاث عجلات. بناها ثمانية طلاب من جامعتي دلفت وأمستردام في هولندا، وفازت ببطولة "التحدي الشمسي العالمي" وهو سباق لمسافة 3010 كيلومترات من داروين الى أديلايد عبر الصحراء الأوسترالية. هذه من أكثر السيارات تقدماً على وجه الأرض. هيكلها الخارجي مصنوع من بلاستيك عصر الفضاء، والبدن الرئيسي من ألياف كربونية مقواة بمادة الكفلار (Kevlar). وتأتي قدرتها من 36 خلية شمسية تغطي الهيكل، بعضها كان في الفضاء كجزء من التلسكوب "هابل" الذي قدمته وكالة الفضاء الأوروبية. وتحمل السيارة أجهزة خاصة تؤمن توازناً أمثل بين الطاقة المتولدة من البطارية والطاقة المستمدة من الخلايا. سرعة "نونا" القصوى النظرية تزيد على 160 كيلومتراً في الساعة، لكن في السباق الذي أنجزته في زمن قياسي بلغ أربعة أيام، كانت سرعتها القصوى تتعدى قليلاً 100 كيلومتر في الساعة. ولن يتم انتاجها تجارياً، لكن مبادئها التصميمية وتكنولوجياتها ستترك بصماتها على سيارات المستقبل.
إي ـ فوليوشن (e.Volution) تسير على الهواء فقط! وتوفر حلاً لأزمة النقل في المدن. وهي أكثر اغراء من سيارات الهيدروجين، اذ يمكنها أن تعمل على وقود مطلق التجدد هو الهواء. وهي من انتاج شركة "زيرو بوليوشن موتورز (ZPM) في فرنسا، ويحتمل أن تكون أول سيارة هوائية تدخل مرحلة الانتاج المكثف. تحتوي على محرك فريد باسطوانتين، يعمل بالهواء المضغوط، وقد صممه مهندس سيارات سباق "الفورمولا واحد" السابق غاي نيغر. الهواء، الذي يضغط ثم يعبأ في خزانات تحت الشاسي، يضخ من خلال محقن الى حجرة صغيرة في المحرك حيث يتمدد، فيدفع المكابس التي تحرك العمود المرفقي (crankshaft). تزن السيارة 700 كيلوغرام، وتقول الشركة انها ستكون قادرة على السير مدة تصل الى 10 ساعات بسرعة معدلها 90 كيلومتراً في الساعة قبل أن تحتاج الى تعبئة. لكن هناك علامة استفهام حول ميزاتها "الخضراء"، اذ انها تحتاج الى كهرباء لضغط الهواء، وهذه تتولد حالياً بحرق الوقود الاحفوري. وستكون إي. فوليوشن قادرة على قطع 193 كيلومتراً باستهلاك نحو 9 كيلوغرامات من الهواء المضغوط. وهناك مسائل فنية أخرت موعد الانتاج، لكن يتوقع أن يكون ثمنها بالمفرق (القطاعي) نحو عشرة آلاف دولار. وقد وقعت الحكومة المكسيكية عقداً لشراء أسطول منها يحلّ مكان سيارات أجرة عاملة على البنزين والديزل.
كل الدلائل تشير الى أن تطوير سيارات تعمل بأنواع الوقود البديل قطع شوطاً لا بأس به، وان بقيت صعوبات تعمل الشركات على تذليلها. فهل تشهد أواخر هذا العقد التسويق التجاري لهذا الجيل من السيارات؟
كادر
السيارات الأكثر اخضراراً سنة 2004
في الولايات المتحدة حالياً 210 ملايين سيارة تطلق سنوياً نحو 1,5 بليون طن من "غازات الدفيئة" الى الغلاف الجوي، علماً أن كل ليتر بنزين تحرقه السيارة يطلق 2,4 كيلوغرام من ثاني أوكسيد الكربون. الطرازات الحديثة تقطع ما معدله 8,5 كيلومترات بكل ليتر بنزين (نحو 20 ميلاً بالغالون). والذين يرغبون في شراء سيارة سنة 2004 يمكنهم الاختيار بين واحدة تقطع 25 كيلومتراً بالليتر وأخرى تقطع أربعة كيلومترات فقط. ولمساعدة المستهلكين على اتخاذ قرارات صائبة تراعي الاعتبارات البيئية لدى شراء سيارة، أصدرت وكالة حماية البيئة ووزارة الطاقة في الولايات المتحدة "دليل السيارات الخضراء لسنة 2004" الذي يصنف الطرازات الجديدة على أساس مدى اقتصادها بالوقود والانبعاثات التي تطلقها. وقد حلت "هوندا إنسايت" الهجينة ـ الكهربائية في المرتبة الاولى، وقبعت "لامبورغيني مورسيالاغو" في المرتبة الأخيرة.
كادر
اتفاق أميركي اوروبي لتطوير اقتصاد الهيدروجين
في حزيران (يونيو) 2003 وقعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "اتفاق التعاون في تطوير خلايا الوقود" كملحق لاتفاقية العلوم والتكنولوجيا غير النووية المبرمة عام 2001. وكانت مبادرة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش التي أطلقها في 28 كانون الثاني (يناير) 2003 لحظت تحويل أسطول النقل في الولايات المتحدة من اعتماد شبه كلي على المشتقات النفطية الى زيادة مطردة في استخدام الهيدروجين ذي الاحتراق النظيف. والهدف من هذه المبادرة، التي بلغت قيمتها 1,2 بليون دولار، التخلي عن اعتماد أميركا المتنامي على النفط الأجنبي من خلال تسريع تسويق خلايا الوقود الهيدروجيني التي تزود الطاقة للسيارات والشاحنات والمنازل وأماكن العمل من دون أن تطلق أي ملوثات أو غازات مسببة للاحتباس الحراري. وبالترافق مع "مبادرة الحرية" للأبحاث التعاونية حول السيارات (FreedomCAR initiative)، يصبح المبلغ الاجمالي الذي يقترحه بوش 1,7 بليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، لتطوير خلايا الوقود الهيدروجيني والبنية الأساسية الضرورية لها وتكنولوجيات متقدمة للسيارات. وبموجب مبادرته، فان أول سيارة يقودها طفل ولد اليوم يمكن أن تسير بطاقة خلايا الوقود الهيدروجيني.
الهيدروجين هو أبسط عنصر على الأرض وأكثر الغازات توافراً. لكنه لا يوجد منفصلاً في الطبيعة، اذ يكون ممتزجاً دائماً مع عناصر أخرى مثل الأوكسيجين والكربون. وعندما يُفصل الهيدروجين يصبح أنظف ناقل للطاقة على الاطلاق. ويعتمد برنامج المكوك الفضائي الأميركي على خلايا الوقود العاملة بالهيدروجين لتشغيل نظمه الكهربائية. وأفراد طواقم المكوك يشربون أحد منتجات الهيدروجين: الماء النقي. والهيدروجين من أهم البدائل التي يمكن أن تحل مستقبلاً مكان أنواع الوقود الهيدروكربوني مثل البنزين. ويمكن إنتاجه من موارد محلية متنوعة بواسطة تكنولوجيات مختلفة، واستخدامه لتأمين خدمات أساسية كالاضاءة والتدفئة والتبريد والطبخ والنقل.
كادر
فورد تنتج إسكيب الهجينة في منتصف 2004
أعلنت شركة فورد أنها ستبدأ في تموز (يوليو) 2004 انتاج طرازات هجينة من سيارات "اسكيب" الرياضية المتعددة الأغراض، تعمل على البنزين والكهرباء. وهدفها أن تبيع من السيارة الجديدة (Escape Hybrid SUV) ما بين 10 آلاف و20 ألف سيارة في السنة.
تستخدم اسكيب الهجينة موتوراً كهربائياً ومجموعة بطاريات كمصدر طاقة اضافية لمحركها الذي يضم أربع اسطوانات. ويتم شحن البطاريات أثناء سير السيارة وعند استعمال المكابح، ويخفف الموتور الكهربائي الحمل عن المحرك أثناء تزايد السرعة.
سيارة اسكيب الهجينة ذات الاندفاع الأمامي تقطع ما بين 16 و19 كيلومتراً بليتر البنزين أثناء القيادة داخل المدينة، وما بين 13 و14 كيلومتراً على الطرق السريعة، في مقابل 8 الى 11 كيلومتراً لسيارة اسكيب العادية ذات الست اسطوانات. وتستطيع سيارة اسكيب الهجينة ان تقطع ما بين 645 كيلومتراً و805 كيلومترات بكل خزان وقود أثناء القيادة داخل المدينة. والطريف في أدائها أنها كلما تكرر الوقوف والانطلاق في زحمة السير كان الوفر في الوقود أفضل. وهي تستوفي المقاييس الصارمة للسيارات ذات الانبعاثات المنخفضة جداً (SULEV)، فضلاً عن المقاييس الصارمة للسيارات ذات الانبعاثات الجزئية القريبة من الصفر (PZEV). والبطارية التي لا تحتاج الى صيانة تذكر موجودة تحت أرضية قسم الحمولة، مما يوفر حيزاً كبيراً للوازم السائق والركاب.
أطلقت سيارة إسكيب الجديدة في معرض نيويورك الدولي للسيارات في نيسان (ابريل) الماضي كنظام هجين "كامل" يجمع بين قدرة التحميل وقدرة الذهاب الى أي مكان، مع فوائد الوفر في الوقود وضآلة الانبعاثات. هذا النظام الهجين يسمح للسيارة بأن تسير إما بواسطة محرك بنزين وإما بطاقة البطارية فقط من دون الحاجة الى اعادة شحنها.
كادر
خفض الملوثات الهوائية في سيارات فولفو
نظام تنقية الهواء المحيط (VVAC) في سيارة فيرساتيليتي كونسبتCar) (Versatility Conceptمن فولفو يعتبر أول نظام عالمي من نوعه لتنقية الهواء داخل السيارة، وخصوصاً في المراكز المدينية الملوثة. وهو يقوم بترشيح مركبات الهيدروكربون واوكسيد النيتروجين التي تتجه الى المحرك والهيدروكربون المحترق في حين تنخفض كمية أوكسيد النيتروجين في محول تحفيز السيارة. والخلايا الشمسية المثبتة على السقف تزود مروحة نظام التهوئة بالطاقة حتى عندما تكون السيارة متوقفة، وبذلك يمكن للنظام أن يمتص الهيدروكربون وأوكسيد النيتروجين حتى في حال عدم تشغيل محرك السيارة.
فولفو اكس سي 90 أول طراز رياضي يمتاز بنظام "بريم اير" (PremAir) الذي يعمل على تخفيض مستوى الاوزون الارضي. ذلك أن رادياتور السيارة مطلي بطبقة رقيقة محفزة تحول ما مقداره 75 في المئة كحد أقصى من الاوزون الارضي أثناء مروره عبر الرادياتور الى اوكسيجين. ويتشكل الأوزون الأرضي عادة باختلاط الملوثات الهوائية تحت أشعة الشمس القوية، ويمكن ان يتسبب بأمراض الجهاز التنفسي لدى الإنسان ويعيق نمو النباتات أيضاً.