Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
حيتان ودلافين في مياه عُمان  
شباط (فبراير) 2004 / عدد 71
 مسقط ـ "البيئة والتنمية"
للبيئة البحرية في سلطنة عُمان أهمية خاصة، اذ تمتد سواحلها مسافة تزيد على 1700 كيلومتر، وتطل على ثلاثة بحار هي الخليج العربي وخليج عمان والمحيط الهندي. هذا الموقع الفريد منحها تنوعاً في سلاسل الغذاء اللازمة لكثير من الكائنات البحرية بما فيها الثدييات الضخمة.
حيتان ودلافين من نحو 20 نوعاً تفد الى البحار العمانية. وأضخم ما تروى مشاهدته الحوت الأزرق الذي يعتبر أكبر حيوانات الأرض حجماً، اذ يفوق بضخامته الدينوصورات المنقرضة، وقد يبلغ طوله 30 متراً. وهو يستطيع ابتلاع 60 طناً من المياه والغذاء دفعة واحدة. ويزن الحوت الحديث الولادة نحو 2,5 طن، ويزداد بمعدل 500 كيلوغرام في الاسبوع نظراً لشهيته المفتوحة لحليب الام، اذ يستهلك ما مقداره 3000 كوب من الحليب يومياً.
هناك أنواع عديدة من الحيتان الكبيرة في مياه عُمان، مثل حوت الساي السريع الذي يزن نحو 30 طناً ويمكنه الاندفاع في المياه بسرعة 30 كيلومتراً في الساعة. وهناك أيضاً حوت المنك الاملس، وحوت برايد الاستوائي الذي يعيش بصفة مستديمة في المياه العمانية، وكذلك الحوت الأحدب ذو الزعانف البيضاء الرفيعة الطويلة الشبيهة بالاجنحة. وتسبح بعض الحيتان بالقرب من الشاطئ، وأحياناً في مياه لا يزيد عمقها على مترين أو ثلاثة أمتار. اما الاخرى فتظل في المياه العميقة، مثل حوت العنبر الذي يتميز بأكبر دماغ في مملكة الحيوان، والحوت ذو الانف (كوفيير) الذي قليلاً ما يشاهد ولا يعرف عنه الكثير.
الدلافين في عُمان أكثر عدداً من الحيتان، ويعد دلفين سبنر (الدوار) الاكثر شيوعاً، وثمة مجموعات كبيرة منه قد تصل الى عدة مئات تعيش في المياه المحيطة بمحافظة مسقط. ولأجل ذلك يقوم كثيرون برحلات على القوارب الصغيرة لمشاهدة هذه الدلافين أثناء تأديتها استعراضات بهلوانية رائعة تتمثل في الدوران والانقلاب رأساً على عقب، مما أكسبها هذه التسمية.
هناك أيضاً الدلفين المنقط والدلفين المخطط والدلفين العادي ذو الخطوط المتصالبة والبقع الصفراء على جوانبه. وتشاهد بعض الدلافين في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ، مثل دلفين المحيطين الهندي والهادئ الاحدب الفريد من نوعه، الذي يعيش على سواحل محافظة ظفار وحول جزيرة مصيرة وفي مسندم وصلالة. والبعض منها قليلاً ما يشاهد، مثل الدلفين المسنن. وهناك أنواع من الحيتان في البحار العمانية متوسطة الحجم وشبيهة بدلافين أفرطت في النمو، ومنها الحوت القاتل (أوركا) الذي يتميز بلونه الابيض والاسود. وهناك أيضاً الحوت القاتل المزيف وهو أسود اللون وأكثر مرحاً. وثمة حيتان أصغر حجماً من الدلافين، مثل حوت العنبر القزم الذي تأكد وجوده في السواحل العمانية من صغاره الميتة التي جرفتها المياه الى الشوطئ العمانية. وقد اتضح أن طولها أقل من ثلاثة أمتار، وهي بالتالي أقصر من بعض الدلافين مثل الدلفين ذي الانف القنيني الذي يشاهد بكثرة ودلفين ريسو الذي يعيش في المياه العميقة البعيدة عن الشاطئ.
معظم الحيتان المسننة في البحار العمانية تتغذى على الأسماك، مع أن بعضها يفضل التغذية بالرخويات. أما الدلافين فتصطاد في شكل مجموعات منظمة، وقد شوهدت على شواطئ مسقط وهي تحاصر الأسماك بطريقة تمنعها من السباحة بعيداً بينما تقوم مجموعة أخرى مكونة من ثلاثة أو أربعة دلافين بالتحرك بسرعة بين هذه الاسماك المرتعبة لتتغذى بها. ويتميز الحوت القاتل بأسنان تساعده على تمزيق الفرائس، وهي لا تشمل فقط الاسماك والرخويات، بل أيضاً الطيور والسلاحف والحيتان والدلافين.
اعتادت بعض الدلافين التي تعيش في المياه العمانية البحث عن غذائها بجانب أسماك التونة، حيث شوهدت مجموعات من دلافين سبنر (الدوارة) على وجه الخصوص تسبح أعلى أسماك التونة وتتغذى معها على أسماك صغيرة مثل السردين. وينتهز صيادو الأسماك هذه الفرصة لتتبع الدلافين أثناء رحلتها بعيداً في البحر بهدف اصطياد أصدقائها من أسماك التونة المجزية في الأسواق، ولهذا السبب يقدر الصيادون للدلافين مساعدتها.
حركة الحيتان والدلافين موسمية بصفة عامة وتعتمد على حدوث تغيرات في امدادات الغذاء وكذلك على احتياجات العجول الصغيرة. ويهاجر بعضها لمسافات طويلة، مثل الحوت الاحدب الذي يرتحل سنوياً الى المناطق القطبية ثم يعود الى دفء المناطق الاستوائية الملائم للامهات التي تلد صغارها. فكمية الدهون في جسمها لا تكفي لتدفئتها في المياه الباردة، لذلك تقضي شهور فصل الشتاء في المناطق الاستوائية مما يساعد العجول على النمو طوال هذه المدة، لتتحرك في فصل الصيف الى المناطق القطبية حيث يوجد الغذاء بكميات وفيرة.
كانت الحيتان والدلافين في الماضي تواجه تهديدات كثيرة من قبل صيادي الحيتان، الذين كانوا يدخلون المياه العمانية بطريقة غير مشروعة من أجل صيد الحيتان بالرماح. واليوم تعلق الحيتان والدلافين في شباك الصيادين أو في الشباك الكبيرة لسفن الصيد التجارية التي تقوم بعملياتها بعيداً عن الشاطئ. والدلافين أكثر عرضة للمخاطر، لأنها في أحيان كثيرة تتغذى بالقرب من الشاطئ وتسبح داخل شباك الصيادين. وفي سلطنة عُمان فريق من الغواصين المتطوعين لانقاذ الحيتان والدلافين العالقة في الشباك.
ويعتبر تلوث البحار من المشاكل الاخرى التي تواجهها الحيتان والدلافين، لأنها تتغذى على الأسماك والرخويات المشبعة بالملوثات وبالتالي تكون عرضة لاستقبال جرعات كبيرة، مما يؤثر سلباً على صحتها وفرص توالدها. كما أن تدمير البيئات الطبيعية الساحلية يهدد موائل الحيتان المسننة والدلافين التي تعيش بالقرب من الشاطئ.
كادر
الحوت الأحدب العُماني
أثبت عالم الأحياء البحرية الروسي يوري ميخاليف أن الحوت الأحدب العماني يبقى في موائله قرب السواحل العمانية عوضاً عن الهجرة الى بحار القطب الجنوبي بحثاً عن الغذاء، خلافاً لفصائل الحيتان الأخرى التي تعيش في جنوب الكرة الأرضية. وجاء هذا الاكتشاف بعد تورط سفينة صيد في عملية غير شرعية قبل نحو 40 سنة.
تقول جيانا مينتون، العضو المؤسس في مجموعة أبحاث الحيتان والدلافين في عُمان (OWDRG) التي تتخذ من مسقط مقراً لها: "كانت هذه السفن تعبر قناة السويس، ومن ثم تبحر بعيداً عن خليج عدن متوجهة الى القطب الجنوبي بحثاً عن الحيتان. وفي مرحلة ما، أدرك هؤلاء الصيادون أن بامكانهم أن يجدوا غايتهم من دون حاجة الى الابحار كل هذه المسافة. وهكذا، تمكنوا من اصطياد 60 حوتاً من فصيلة الحوت الأحدب عند السواحل العمانية في منتصف ستينات القرن الماضي". هذه العمليات أماطت اللثام عن حقيقة أن الحوت الأحدب في بحر العرب، الذي يعتبر جزءاً من المحيط الهندي، يتبع دورة تزاوج خاصة.
ويوضح تيم كولينز، وهو أيضاً من مؤسسي مجموعة الأبحاث: "هذا يثبت النظرية القائلة بأن الحوت الأحدب العماني هو في الواقع حوت مقيم، مما يجعله كائناً نادراً للغاية. إن الظروف المناخية الموسمية التي تطرأ على المنطقة الواقعة جنوب عمان توفر مصادر غذاء متنوعة لهذه الحيتان على مدار السنة".
وعلى رغم الازدياد المشجع لأعداد بعض أنواع الحيتان، فان وضع الحوت الأحدب العماني لا يدعو للارتياح. وقد شوهد حوت من هذا النوع أربع مرات خلال عامين في مواقع مختلفة ومتباعدة أكثر من ألف كيلومتر، مما يعد دليلاً مادياً على أن أعداده في المنطقة تقل عن 200 حوت. وتساهم عوامل أخرى مختلفة، كغرق السفن والصيد والضجيج والعمليات العسكرية وبقع الزيت والتلوث بشكل عام، في هذا الانخفاض المقلق لأعداد هذا النوع من الحيتان التي يحلو للصيادين المحليين أن يطلقوا عليها لقب "سلاطنة البحار".
رأس الحوث الأحدق العُماني لقد تبين أن الحيتان الحدباء مقيمة في المياه العُمانية على مدارالسنة خلافاً لبنات جنسها التي تهاجر في محيطات العالم
دلفين يلامس الماء في بحر العرب
عرض أخاذ لدلافي قرب ساحل مسقط
غوصة الحوت الأحدب
مندوب وزارة البيئة والبلدبات الى اليسار وروب بالدوين عضو مجموعة أبحاث الحيتان والدلافين في عُمان يتفحصان دلفيناً نافقاً على الشاطئ
ذيل حوت أحدب قبلة الشاطئ العُُمانية
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.