Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
موضوع الغلاف
 
راغدة حداد وعماد فرحات المناخ حتماً يتغير  
شباط (فبراير) 2004 / عدد 71
 حرارة العالم ارتفعت بمعدل 0,6 درجة مئوية خلال القرن الماضي، وعلا مستوى البحار بمعدل 10 ـ 20 سنتيمتراً. واذا ارتفعت الحرارة 4 درجات مئوية كما هو متوقع خلال القرن الحالي، فسوف تذوب مجالد الأرض كلها. ولن يكون عجيباً أن نرى جمالاً مرتحلة من صحراء الخليج العربي فوق قمم جبال لبنان التي كان يغطيها الثلج منذ الأزل.
في عدد تشرين الثاني (نوفمبر) 1996 من "البيئة والتنمية" كان موضوع الغلاف بعنوان "المناخ يتغير". وقد طرح آنذاك تساؤلات حول ما يمكن أن يحصل من نتائج كارثية. والآن، وقد ثبت أن المناخ قد تغير فعلاً، نعرض أبرز مستجدات هذه القضية الخطيرة التي تضع العالم أمام مصير مجهول.
 "ما من شك في أن الاحترار العالمي حقيقة، ويخضع لتأثير النشاط البشري"، هذا ما أكده مؤخراً عالمان أميركيان بارزان هماتوماس كارل، مدير المركز الوطني للمعطيات المناخية في مديرية أبحاث المحيطات والغلاف الجوي، وهي أعلى مرجع علمي أميركي في المناخ، وكيفن ترنبرث رئيس قسم التحاليل المناخية في المركز الوطني للأبحاث الجوية. وقدرا أنه، بين 1990 و2100، هناك احتمال بنسبة 90 في المئة أن يرتفع متوسط حرارة العالم بين 1,7 و4,9 درجات مئوية نتيجة تأثيرات بشرية على المناخ، خالصين الى القول: "اننا نسير الى المجهول".
وهذا يناقض تفرد الولايات المتحدة وعلمائها لسنوات بالقول ان التغير في مناخ الأرض لا يرتبط بأي نشاط بشري. وكانت تلك من الذرائع التي استخدمها الرئيس جورج بوش لسحب توقيع بلاده على بروتوكول كيوتو عام 2001.
فماذا يحصل اذا تغير المناخ؟ وفي أواخر 2003، توقعت دراسة للصندوق العالمي لحماية الطبيعة أن ارتفاعاً في معدل الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية سيزيل جميع مجالد العالم تقريباً مع نهاية القرن الحالي. وتغذي مجالد جبال الهملايا، على سبيل المثال، سبعة أنهار كبرى في آسيا تجري عبر الصين والهند وتؤمن امدادات مائية لبليوني نسمة يشكلون ثلث سكان العالم.
وقد بدأ الاحترار العالمي يهدد منتجعات التزلج، وذوبان الثلوج على ارتفاعات منخفضة يدفع هذه الرياضة للتحرك الى أعالي الجبال. وقد أغلقت الطرقات الى جبلي ماترهورن ومون بلان في الألب للمرة الاولى الصيف الماضي، خشية حدوث انهيارات صخرية بفعل ذوبان الجليد والثلوج. وقال داميانو دي سيمين، رئيس الفرع الايطالي للجنة الدولية لحماية جبال الألب، ان موجة الحرارة القياسية التي اجتاحت أوروبا في صيف 2003 أذابت 10 في المئة من الجليد الدائم في جبال الألب الايطالية، وان بلاده خسرت 1,5 بليون متر مكعب من المياه العذبة التي تشكل مورداً هاماً للمحاصيل، مضيفاً: "كل سنة نخسر موارد كبيرة من المياه العذبة تراوح بين 5 و10 في المئة من جليد جبال الألب، وهكذا سنخسرها كلها خلال حوالى 20 أو 30 سنة".
بلدان الجُزُر قد تغمرها المياه مع ارتفاع مستويات البحار نتيجة ذوبان المجالد، كما ستتعرض سواحل بلدان كثيرة للغرق. اينيل سوبونغا، رئيس تحالف 40 دولة من الجزر الصغيرة، بعضها مهدد بزوال وشيك تحت الأمواج، قال ان بلاده توفالو وسكانها البالغين 12 ألفاً سيكونون أول من يغرقون. وقد غمرت مياه البحر هذه الجزيرة ثلاث مرات السنة الماضية، فأغرقت القرى والمزارع ومصادر المياه العذبة، وهرب السكان الى التلال، ولجأت العائلات الى نيوزيلندا المجاورة.
تأثيرات الاحترار العالمي تغير أنماط الأمطار والثلوج وتيارات المحيطات التي تسيِّر النظام المناخي. وتقول روث كوري، الباحثة في مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات في ولاية مساتشوستس الأميركية، ان المياه السطحية في بحار المناطق الاستوائية أصبحت أكثر ملوحة الى حد كبير في السنوات الخمسين الماضية، في حين أصبحت المياه السطحية الشمالية أكثر عذوبة وخصوصاً المناطق القطبية. وتضيف أن "ذلك دليل على ازدياد معدلات التبخر وذوبان الجليد في القطبين، وهذه نتائج الاحترار العالمي، سواء كان طبيعياً أو ناتجاً عن نشاط الانسان، أو الاثنين معاً، وهذا هو الأرجح".
تغيرات مدمرة ولا رجوعية
اجراءات مكافحة الاحترار العالمي يجب ألا تقل قوتها عن أربعة أضعاف ما نص عليه بروتوكول كيوتو، ان كانت ستمنع ذوبان الجليد القطبي. هذا ما خلصت اليه دراسة رسمية صدرت في كانون الأول (ديسمبر) 2003 عن المجلس الاستشاري الألماني حول تغير المناخ. وحذرت الدراسة، التي أعدها تسعة من كبار العلماء الألمان، من أن "التغيرات المناخية الخطيرة ستصبح أكثر حدوثاً اذا سمح لمتوسط درجة الحرارة في العالم أن يزيد أكثر من درجتين مئويتين عما كان قبل بداية الثورة الصناعية". وفوق هذا المستوى ستذوب أجزاء كبيرة من أعظم غطاءين جليديين في العالم، هما أنتارتيكا (القارة القطبية الجنوبية) وغرينلاند، وهذا في النهاية سيرفع مستويات البحار نحو تسعة أمتار، فتغرق مساحات واسعة ومدن كبرى في أنحاء العالم، منها لندن ونيويورك ولوس انجلس وميامي وبومباي وكالكوتا وسيدني وشانغهاي وطوكيو.
وتوقعت الدراسة حدوث تغيرات "مدمرة" و"لا رجوعية"، مثل توقف الرياح الموسمية الهندية وانتهاء تيار الخليج، مما يفاقم كثيراً المناخ في اوروبا الغربية. ومن الأخطار الأخرى ما يسمى "الدفيئة الهاربة"، حيث ارتفاع درجات الحرارة يؤدي الى انطلاق كميات هائلة من الميثان المختزن في الطبقة الجليدية الدائمة والمحيطات، مما يزيد الاحترار العالمي ويبدأ دورة متعاظمة تجعل الأرض في النهاية غير صالحة للسكن.
لما كان من المتعذر إجراء دراسة مباشرة للتأثير الناجم عن تراكم غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وضعت خلال العقدين الماضيين طائفة من النماذج الرياضية للتنبؤ بما قد يحدث. وهناك تباين واضح فى نتائج هذه النماذج. فعلى سبيل المثال، في التقييم الأول الذي أعده الفريق الحكومي المشترك المعني بتغير المناخ (IPCC) عام 1990، ذكر أنه اذا تضاعفت كمية غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن مستواها في عصر ما قبل الصناعة، فسوف ترتفع درجة الحرارة في العالم بنحو 1,5 الى 4,5 درجة مئوية. وفي التقييم الثاني عام 1995، ذكر أن معدل ارتفاع درجة الحرارة سيكون 1 ـ 3,5 درجة مئوية. لكنه في التقييم الأخير أفاد أن هناك احتمال 90 في المئة أن ترتفع في حدود 1,4 ـ 5,8 درجة مئوية خلال الفترة 1990 ـ 2100.
وتوضح التحليلات التفصيلية لدرجات الحرارة المسجلة في العالم خلال القرن الماضي أن متوسطها ارتفع بمعدل 0,4 ـ 0,8 درجة مئوية (متوسط 0,6 درجة). وأعلن الفريق الحكومي المشترك ان هذه الزيادة تتفق ونتائج النماذج الرياضية التي استخدمت لاستشراف ارتفاع الحرارة في المستقبل، وان هذا دليل على أن التدفئة العالمية قد بدأت. لكن عدداً كبيراً من العلماء يرون أن هذه الزيادة هي في حدود التغيرات الطبيعية للمناخ، خاصة وأن التحليل المفصل لدرجات الحرارة أوضح أنه خلال الفترة 1940 ـ 1970 حصل انخفاض عالمي في الحرارة بمقدار 0,2 درجة مئوية.
وطبقاً للتقرير الأخير للفريق الحكومي، كان معدل الدفء ومدته خلال القرن العشرين في نصف الكرة الأرضية الشمالي أكبر من أي وقت مضى خلال الألف عام الأخيرة. وكان عقد التسعينات أدفأ عقود القرن. وقد ارتفع سطح البحر خلال القرن العشرين بمعدل 10 ـ 20 سنتيمتراً، كما نقص الغطاء الثلجي في نصف الكرة الأرضية الشمالي بنحو 10 في المئة خلال النصف الأخير من القرن، وازدادت كمية الأمطار 0,5 ـ 1 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة. ويوضح التقرير أن ارتفاع درجة حرارة الجو ستصحبه تغيرات مناخية يكون لها أثر كبير على النظم البيئية على سطح الأرض، يرى البعض أنها قد تكون مفيدة ويرى البعض الآخر أنها ستكون ضارة. فمثلاً، بينما قد تزداد إنتاجية بعض الغابات والمحاصيل، فإن البعض الآخر قد تتدهور إنتاجيته. وبينما قد تزيد الأمطار ـ وبالتالي مصادر المياه ـ في بعض المناطق، فإنها قد تشح في مناطق أخرى خاصة القاحلة وشبه القاحلة.
آبار الكربون والحق في التلويث
بروتوكول كيوتو، الذي يهدف الى تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بحلول سنة 2012 بنسبة 5,2 في المئة عن مستوياتها عام 1990، يجب أن تصادق عليه 55 دولة تساهم في 55 في المئة من الانبعاثات العالمية. وقد حصل حتى الآن على تغطية 44 في المئة من هذه الانبعاثات، ويحتاج الى حصة روسيا البالغة 17 في المئة ليصل الى الهدف، بعد ان سحبت الولايات المتحدة حصتها البالغة 36 في المئة.
وقد أيدت بلدان الاتحاد الأوروبي هذا البروتوكول بقوة، اضافة الى اليابان، محملة الاحتباس الحراري الذي تسببه نشاطات بشرية مسؤولية تفاقم كوارث مثل موجات الحر والفيضانات والأعاصير وذوبان الجليد القطبي.
أما أوستراليا، التي رفضت البروتوكول في حزيران (يونيو) 2002، فقد أنشأت مع ذلك "مكتب الدفيئة الأوسترالي" (AGO)، وهو أول وكالة مكرسة لغازات الدفيئة في العالم، للاشراف على تخفيض مستوى الانبعاثات الأوسترالية. ولكن في بداية 2004 أوقفت الحكومة الأوسترالية العمل بموجب الخطة الدولية لمقايضة الانبعاثات، معتبرة أن البروتوكول لن يتحول الى قانون دولي بسبب فوات فرص تصديق روسيا عليه، لذلك لا ترى جدوى من التحضير لتنفيذ مضامينه.
في كانون الأول (ديسمبر) 2003، توصلت الدول الـ180 التي اجتمعت في ميلانو في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، الى الاتفاق على بعض تفاصيل بروتوكول كيوتو، بما في ذلك تأسيس صندوق لمساعدة الدول الأقل تطوراً على نقل التكنولوجيا وتنفيذ مشاريع للتكيف مع تغير المناخ. لكنها، في هذا السياق، أجَّلت الموضوع الشائك في ما اذا كانت الأموال ستذهب أيضاً الى بلدان "أوبك" في حال تحول المستهلكين عن النفط الى مصادر متجددة كطاقة الشمس أو الرياح.
البروتوكول جاهز لمباشرة العمل، لكن مصير المشروع برمته متوقف على موسكو، التي تراجعت في ميلانو عن وعود كانت قطعتها للمصادقة عليه "في وقت قريب". وعليها أن تقرر إما الانحياز الى شركائها التجاريين الرئيسيين في اوروبا، الداعمين بقوة للبروتوكول، وإما الوقوف مع الولايات المتحدة التي انسحبت منه عام 2001 بحجة أنه مكلف للغاية ويضر باقتصادها ويستثني البلدان النامية بشكل غير مبرر. وبموجب البروتوكول، ستكون الدول قادرة على شراء أو بيع "الحق في التلويث"، اعتماداً على ما اذا كانت انبعاثاتها أعلى أو أدنى مما هو ملحوظ لها. ويرى كثير من الاقتصاديين أن موسكو في وضع يؤهلها لأن تكسب من توقيعه، لأن صناعات الحقبة السوفياتية انهارت، مخلفة لروسيا حصصاً احتياطية "تجارية" من الانبعاثات يمكن أن تبلغ قيمتها بلايين الدولارات.
وتوصل المؤتمر الى اتفاق حول كيفية استعمال "آبار الكربون"، وهي كانت من أواخر القضايا العالقة. ويقضي البرتوكول بأن يسمح للبلدان الغنية بـ"تخزين" نسبة تصل الى واحد في المئة من انبعاثاتها السنوية من خلال قيامها بزرع الغابات (أي ما بات يعرف بـ"آبار الكربون") في البلدان النامية، لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة للاحترار العالمي. وقد انتقدت منظمات بيئية قرار المؤتمر السماح بزراعات أحادية في البلدان النامية كوسيلة لموازنة الانبعاثات، بموجب "آليات التنمية النظيفة" التي نص عليها البروتوكول. وقال روجر هيغمان المسؤول في منظمة "أصدقاء الأرض": "بلدان الشمال، التي ساهمت كثيراً جداً في تغير المناخ، يجب ألا تضاعف الضرر الذي أحدثته بفرض برامج زراعية مدمرة بيئياً واجتماعياً على المجتمعات في الجنوب، كوسيلة بديلة من خفض انبعاثات الشمال".
وقد وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقية أبحاث مشتركة مع الولايات المتحدة واليابان والصين، لخفض تلوث الهواء الناتج عن حركة النقل ووضع مقاييس دولية وأوروبية لانبعاثات السيارات.
وسوف يعقد مؤتمر المناخ التالي أواخر 2004 في الأرجنتين.
"أخطر من الارهاب"
في بريطانيا، اعتبر كبير المستشارين العلميين في الحكومة السير ديفيد كينغ أن تغير المناخ يمثل تهديداً للعالم أكبر مما يمثله الارهاب الدولي. وانتقد الادارة الاميركية لاعتمادها على المحفزات القائمة على السوق وعلى الاعمال التطوعية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، مضيفاً: "على الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم ان تنسق الاجراءات الدولية، غير أنها لم تواجه حتى الآن التحدي الذي يمثله الاحتباس الحراري". وتوقع ازدياد عدد البريطانيين الذين قد يتعرضون لخطر الفيضانات الى 3,5 مليون شخص بحلول سنة 2080، ووصول الاضرار التي ستلحق بالممتلكات الى بلايين الجنيهات الاسترلينية كل عام. ووفقاً لحسابات مايكل ميتشر، وزير البيئة البريطاني السابق، قد تزداد انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 75 في المئة بحلول سنة 2020 "مما يضع العالم على طريق يوم الدينونة".
وقدرت شركة "ميونيخ ري" العالمية للتأمين أن الاحترار العالمي كلف أكثر من 60 بليون دولار عام 2003 لتسببه بكوارث طبيعية في أنحاء العالم. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن التغيرات المناخية تسببت في 150 ألف حالة وفاة عام 2000، وأن موجة حر واحدة في اوروبا أدت الى مقتل 20 ألف شخص عام 2003. وقال مسؤولون في المنظمة ان التغيرات المناخية مسؤولة عن 2,4 في المئة من حالات الاصابة بالاسهال في العالم و3 في المئة من حالات الاصابة بالملاريا، كما تسببت بأمراض تؤدي الى الوهن.
وحذر تقرير طبي دنماركي في كانون الثاني (يناير) 2004 من أن ارتفاع حرارة الكرة الارضية يهدد بارتفاع حرارة الانابيب التي تنقل مياه الشرب الى المنازل، مما يساعد على تكاثر البكتيريا الناقلة للأمراض. ونصح بدفن أنابيب مياه الشرب على عمق أكبر تحت سطح الأرض لتفادي ارتفاع حرارتها في أشهر الصيف الحارة.
الاحترار العالمي قد يقضي على ربع الأنواع النباتية والحيوانية على الأرض بحلول سنة 2050، في أكبر عملية انقراض جماعي منذ عصر الدينوصورات قبل 65 مليون سنة. هذا التحذير أطلقته دراسة للأمم المتحدة في مطلع 2004، هي الأشمل من نوعها حتى الآن، تناولت علاقة الاحترار العالمي بالنباتات والثدييات والطيور والزواحف والضفادع والحشرات في القارات الخمس.
أكثر من 60 في المئة من انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الصناعية العالمية تنطلق من البلدان الصناعية حيث يقيم نحو 20 في المئة فقط من سكان العالم. وحصة الفرد الأميركي من الانبعاثات الكربونية أعلى 20 مرة عما هي في الهند و12 مرة عما هي في البرازيل وسبع مرات عما هي في الصين.
في سابقة قد لا تكون الأخيرة، يعتزم "مؤتمر شعب الانويت"، الذي يمثل سكان الدائرة القطبية المعروفين بـ"الاسكيمو" في ألاسكا وكندا وغرينلاند وروسيا وعددهم 155 ألف نسمة، رفع دعوى قضائية ضد ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش باعتبار أنهم معرضون للانقراض بسبب الاحترار العالمي. وقالت رئيسة "المؤتمر" شيلا واط كلوتيه ان الولايات المتحدة، بتنكرها لبروتوكول كيوتو ورفضها خفض انبعاثاتها من ثاني اوكسيد الكربون التي تمثل 25 في المئة من المجموع العالمي، تنتهك حقوقهم الانسانية اذ تقوض نمط حياتهم القائمة على صيد الحيوانات القطبية. وأضافت: "لقد عشنا في انسجام مع محيطنا منذ ألوف السنين، وهذا الآن ينتزع منا. الناس يخشون أن ينقرض الدب القطبي بحلول سنة 2070 لأنه لن يكون هناك جليد يستطيع أن يصطاد منه الفقمات، وشعبنا يواجه الانقراض للسبب ذاته وفي الوقت ذاته".
أما بعد انقراض شعب الاسكيمو، فهل تكرّ السبحة؟ ما المانع؟
كادر
تأثيرات لتغير المناخ في العالم العربي
- أوضحت سجلات درجات الحرارة أنه لم يحدث تغير يذكر فى متوسط درجات الحرارة في المنطقة العربية خلال الفترة 1900 ـ 2000، ولا تغير يذكر في معدل سقوط الأمطار باستثناء منطقة جنوب غرب الجزيرة العربية حيث حدثت زيادة طفيفة.
- توضح نماذج تغير المناخ أن درجات الحرارة سوف تزداد 1 ـ 2 درجة مئوية بحلول سنة 2050، وستكون الزيادة ملموسة شتاءً في الشمال الشرقي وصيفاً في الجنوب الغربي.
- سوف يزداد معدل سقوط الأمطار على بعض المناطق في الشتاء وعلى مناطق أخرى في الصيف (جنوب الجزيرة العربية).
- سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة الى زيادة معدلات البخر وخفض نسبة الرطوبة في التربة، مما سيترتب عليه مزيد من تدهور التربة والتصحر، خاصة في المناطق الجافة. أما في المناطق شبه الجافة فستكون التغيرات ملموسة.
- قد يؤدي ازدياد معدلات الأمطار الى تحسن التربة فى بعض المناطق مع نهاية القرن 21.
- سيزداد ذوبان الثلوج من قمم الجبال المرتفعة، وتترتب على ذلك زيادة طفيفة في كميات المياه في الأنهار.
- سيؤدي ارتفاع الحرارة الى ازدياد الاصابة بضربات الشمس والحرارة، وبعض الأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك نتيجة ازدياد توالد الحشرات الناقلة لها في بعض المناطق.
- ارتفاع مستوى سطح البحر سيغرق المناطق الساحلية المنخفضة فى الخليج العربي وبعض المناطق الأخرى. وسيتأثر شمال الدلتا في مصر بشكل خاص، ولا سيما المنطقة بين الاسكندرية ودمياط بطول 180 كيلومتراً وامتداد 50 كيلومتراً الى الداخل (أي مساحة تقدر بنحو 158 ألف هكتار)، وسوف يترتب على ذلك فقدان مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وخسارة في الثروة السمكية فى بحيرات شمال الدلتا، والاضرار بالمنشآت المدنية والصناعية المختلفة، وتهجير 8 ـ 10 ملايين شخص بصورة دائمة.
كادر
جبال العالم تتعرى من لباسها الأبيض
الاحتباس الحراري يذيب الكتل الجليدية في جميع أنحاء العالم، ليواجه ملايين البشر أهوال الفيضانات والجفاف والعطش. وتشير النمذجة الكومبيوترية الى أن ارتفاع حرارة الجو 4 درجات مئوية سيؤدي الى اختفاء جميع مجالد العالم تقريباً. هنا لمحة عن الانحسار الذي حصل حتى الآن في مختلف القارات، من تقرير حديث للصندوق العالمي لحماية الطبيعة.
- مجالد ألاسكا تذوب كلها تقريباً، ومعدلات الترقق في السنوات السبع الأخيرة أكبر من ضعفي المعدلات التي سجلت في السنوات السابقة.
- في جبال الانديز الشمالية في أميركا أكبر تركيز للمجالد في المناطق الاستوائية، لكنها تنحسر بسرعة منذ 1990.
- تسارع ذوبان المجالد في جبال الألب الأوروبية منذ العام 1980، وقد خسرت 10 الى 20 في المئة من جليدها في أقل من عقدين.
- تناقصت مساحة المجالد الاستوائية في افريقيا بمعدل 60 الى 70 في المئة منذ أوائل القرن العشرين.
- الغالبية العظمى لمجالد جبال الهملايا تراجعت وترققت خلال السنوات الثلاثين الماضية، وتسارعت مفقوداتها خلال العقد الأخير.
- انحسرت المجالد الاستوائية في المحيط الهادئ، مع أن بعض مجالد نيوزيلندا نما بسبب تزايد سقوط الأمطار والثلوج.
- تتراجع المجالد في منطقة القطب الشمالي، باستثناء اسكندينافيا وأيسلندا حيث أدى ازدياد الأمطار والثلوج الى نموها. وتحتوي غرينلاند وحدها على 12 في المئة من جليد العالم، ويبدو أن أجزاء كاملة من صفيحتها الجليدية تنزلق نحو البحر.
- يشهد وسط القارة القطبية الجنوبية (أنتارتيكا) حالياً عملية تبريد ستحول دون ذوبانه قريباً، فيما تذوب المجالد الساحلية والصفائح الجليدية في القارة.
كادر
الاحترار يكلف العالم 18,000,000,000,000,000 دولار
قدرت الهيئة الحكومية المشتركة لتغير المناخ (IPPC) التابعة للأمم المتحدة تكاليف الاحترار العالمي بـ18,000 تريليون دولار حتى سنة 2100 (التريليون ألف بليون)، ما يزيد نحو 600 مرة على الناتج الاجمالي العالمي عام 2002 الذي قدره البنك الدولي بـ32 تريليون دولار. لكنها طمأنت، في تقرير أصدرته في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، الى أن هذه التكاليف لن تقتطع الا واحداً في المئة، أو أقل، من الناتج الاجمالي العالمي بحلول سنة 2050.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
راغدة حداد وعماد فرحات المناخ حتماً يتغير
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.