منذ أزمة النفط في السبعينات، عملت حكومات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OEDC) على المزج بين أنواع الطاقة كوسيلة تقلل من التبعية للوقود الاحفوري. فتوجهت نحو الاستفادة من تقنيات الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح وحرارة جوف الأرض ومساقط المياه. وعلى مر السنين ارتفعت الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وأصبحت كلفة الكهرباء ''النظيفة'' تنافس الكهرباء ذات المصدر النفطي، فضلاً عن أن صافي انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري يكون صفراً، مع إبعاد شبح الامراض الرئوية عن سكان المناطق المجاورة.
وتظهر دراسة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة مطلع هذه السنة أن الموارد المتجددة هي ثانيمصدر للطاقة في العالم. فهي تشكل 19 في المئة من الانتاج الاجمالي، وتأتي بعد الفحم الحجري الذي يتصدر اللائحة بنسبة 39 في المئة، يليهما الغاز الطبيعي والطاقة النووية بنسبة 17 في المئة لكل منهما، بينما لا يشكل استعمال النفط سوى 8 في المئة من مجمل الانتاج.
ومع مزيد من الأبحاث والتطوير، سوف تتحسن القدرة التنافسية لتكنولوجيات الطاقة المتجددة. ويتوقع، بحلول سنة ،2010 أن تصبح كلفة الكيلوواط/ساعة من طاقة الرياح بين 2 و4 سنت، ومن الطاقة الشمسية بين 10 و25 سنتاً، ومن حرارة جوف الأرض والكتلة الحيوية (biomass) بين 2 و3 سنت.
وتبني ألمانيا حالياً اكبر محطة في العالم للطاقة الشمسية في جنوب لايبزيغ، تضم 33500 خلية شمسية بقدرة انتاجية إجمالية تبلغ 5 ميغاواط كافية لتلبية حاجة 1800 منزل. وسيبدأ تشغيلها في تموز (يوليو) ،2004 فتجنب انبعاث 3700 طن من ثاني اوكسيد الكربون سنوياً. كماتخطط السلطات الالمانية لبناء 5000 توربين هوائي في عرض البحر حيث قوة الرياح تزيد القدرة الانتاجية للتوربينات. ويشكل هذا المشروع تحدياً تقنياً، اذ للمرة الاولى توضع التوربينات على بعد 45 كيلومتراً من الشاطئ، ولذلك طورت توربينات عملاقة يصل حجمها الى ضعفي التوربين التقليدي. وتجدر الاشارة الى أن ألمانيا، متصدرة قائمة الدول المنتجة لطاقة الرياح بـ12 ألف ميغاواط سنوياً، تملك أكثر من 11 ألف توربين هوائي، وقد ازدادت قدرتها الانتاجية بنسبة 44 في المئة خلال العام ،2003 وعلى رغم ذلك فإن طاقة الرياح المنتجة تشكل 3,5 في المئة فقط من الطاقة المستهلكة.
فعـالية طاقـة الريـاح دفعـت شـركـات عـالمية للاستثمـار فـي هـذا القطـاع. وتسعـى شركـة Mid American Energyالى بناء أكبر ''مزرعة رياح'' برية في ولاية ايوا الاميركية بكلفة 323 مليون دولار، ستؤمن الكهرباء النظيفة لـ300 ألف عائلة بواسطة 200 توربين هوائي قدرتها الانتاجية 310 ميغاواط.
وعلى غرار هذا المشروع، بدأت شركة Pacific Hydro بتنفيذ أكبر محطة لطاقة الرياح في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بعد ان نالت الضوء الاخضر من حكومة ولاية فيكتوريا الاوسترالية. وستؤمن المحطة الكهرباء لنحو 200 ألف شخص، كما ستجنب انبعاث 800 ألف طن سنوياً من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتقدر صناعة الطاقة الرياحية في أوروبا أن مشاريع التوربينات تستطيع تأمينحاجات 50 مليون أوروبي خلال أقل من 10 سنوات اذا توافر لها الدعم القانوني والمالي.
|