Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
احمد محمود الشريدة (عمّان) شبكات الاعلام البيئي العربي ... مكانك راوح!  
أذار (مارس) 2004 / عدد 72
 يعتبر الإعلام البيئي ظاهرة حديثة نسبياً ضمن أنواع الإعلام العربي. فخلال العقود الثلاثة الماضية تم التعامل مع قضايا البيئة بشكل سطحي من قبل معظم الإعلاميين ووسائل الإعلام العربية، باستثناء تجارب محدودة منها مجلة "البيئة والتنمية". وربما يكون السبب الرئيسي في ذلك أنه لم يكن هناك اهتمام إعلامي بقضايا إدارة الموارد الطبيعية، وحماية البيئة من كافة أشكال التلوث، وحقوق الإنسان في البيئة الصحية السليمة.
لكن المؤشرات تتجه نحو الايجابية. فقد ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة بمواضيع حماية البيئة والتنمية المستدامة في الدول النامية التي تشهد نمواً اقتصادياً واجتماعياً، مما أوجد الحاجة الى المساهمة في التوعية والإعلام للحد من تدهور التوازن الطبيعي وانتهاكات حقوق الإنسان البيئية. وأصبحت متابعة تلك القضايا، والدقة والموضوعية في معالجتها اعلامياً، مهمة أكثر من أي وقت مضى.
تكمن أهمية الإعلام البيئي العربي في كونه عنصراً أساسياً في إيجاد الوعي البيئي ونشر الإدراك لحقيقة حماية البيئة والتنمية المستدامة. وهو جهاز إنذار لأي خلل في البيئة الطبيعية، والمحرك للرأي العام، وناقل المعلومات من صانع القرار الى الجمهور وبالعكس. وهدفه الأساسي ترسيخ حقيقة رئيسية للرأي العام هي أن البيئة السليمة الخالية من التلوث تعتبر حقاً من حقوق الإنسان الأساسية، كالحق في الصحة والتعليم والرفاه الاجتماعي والتقدم الاقتصادي.
ان مهمة الإعلام البيئي العربي هي استخدام جميع الوسائل الإعلامية المتاحة لتوعية الرأي العام، ومده بالمعلومات التي ترشّد سلوكه وتبصّره بحقوقه وترتقي به الى مستوى المسؤولية، للمحافظة التلقائية على مقدرات البيئة ومواردها والعمل على تنميتها بشكل مستدام.
وفي ما يلي أهم المبادرات والشبكات الإعلامية العربية:
شبكة الإعلاميين البيئيين لدول حوض البحر المتوسط Med. Eco. Media Network
تأسست في الأردن في تموز (يوليو) 1995 بمبادرة من البرنامج الوطني للتوعية والإعلام البيئي في جمعية البيئة الأردنية. وهي شبكة عالمية مستقلة غير رسمية وغير حكومية، بلغ عدد أعضائها المؤسسين 22 عضواً يمثلون الأردن ولبنان وفلسطين ومصر وتونس والمغرب، وتهدف إلى تجسير الاتصالات بين الإعلاميين والاتصاليين البيئيين في حوض البحر المتوسط. وقد عقدت عدة لقاءات واقامت عدة فعاليات وأصدرت بالتعاون مع جهات دولية كتيب "الصحفية البيئية" وهو عبارة عن عشر نصائح عملية حول كيفية إعداد التقارير البيئية. والشبكة متوقفة حالياً عن العمل بحجة عدم توفر الدعم والتمويل المالي لنشاطاتها.
شبكة الإعلام البيئي الإسلامية
نشأت هذه الشبكة عن "المنتدى العالمي الأول للبيئة من منظور إسلامي" الذي عقد في مدينة جدة السعودية في تشرين الأول (اكتوبر) 2000. وتهدف الى تأصيل منهج إسلامي في الإعلام البيئي قائم على أسس الشريعة الإسلامية.
شبكة الإعلاميين العرب في التنمية المستدامة
نشأت هذه الشبكة عن المؤتمر الإقليمي للإعلاميين العرب تحضيراً لقمة الأرض، الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان في أيار (مايو) 2002 بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد تم تشكيل لجنة للمتابعة، لكن الشبكة لم تخرج الى حيز الوجود ولم تبصر النور بعد.
المنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية
نشأت هذه الشبكة أيضاً نتيجة لمؤتمر عربي هو "ندوة الإعلام البيئي العربي" التي عقدت في القاهرة في تموز (يوليو) 2002 برعاية جامعة الدول العربية. وخرج المنتدى بعدة توصيات وخطة للعمل المستقبلي أصبح معظمها حبراً على ورق.
اللجنة الاستشارية للإعلام البيئي العربي
شبكة أخرى ولدت بقصور ذاتي عن "المنتدى الإقليمي الأول للإعلاميين العرب حول البيئة والتنمية المستدامة" الذي عقد في أبوظبي في تموز (يوليو) 2002. واتفق على تشكيل لجنة لادارة أمانة اللجنة مكونة من مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة لغرب آسيا ومكتب مجلس وزراء البيئة واتحاد الصحافيين العرب وهيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية في أبوظبي. وتنتظر بفارغ الصبر أن تباشر اللجنة تنفيذ التوصيات التي خرج بها المنتدى.
شبكة الإعلاميين العرب النشيطين في مجال التنوع الحيوي النباتي
شبكة ذات تخصص نشأت عن "مؤتمر الإعلاميين العرب في مجال التنوع الحيوي النباتي" الذي عقد في مدينة غرداية الجزائرية في تشرين الأول (اكتوبر) 2003 بمشاركة إعلامية عربية من سورية ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ونظمه المعهد الدولي للمصادر الوراثية النباتية (IPGRI) بهدف إيجاد استراتيجية إعلامية متكاملة للحفاظ على التنوع الحيوي. أما الشبكة فتهدف الى تعزيز مشاركة الإعلام في الحد من انجراف الأصول الوراثية. وبما أن المشاركين في الشبكــة أطلقــوا على أنفسهم لقب "النشيطين"، فإننا نتحرق شوقاً لنرى النشاط.
لا شك في أن ثمة ظاهرة تستحق البحث والدراسة، هي أن معظم الشبكات الإعلامية العربية تنشأ خلال مؤتمر عربي بيئي، وتولد ميتة اذ تنتهي أعمالها فور انتهاء الحدث. وحتى الشبكات التي تحصل على زخم معين في البداية نتيجة الدعم المادي سرعان ما تتآكل وتنتهي بعد استنفاد الدعم والعجز عن الاستدامة.
رؤية مستقبلية لدور الإعلام البيئي العربي
تقوم هذه الرؤية على ضرورة زيادة المساحة التي يجب أن يخصصها الاعلام الجماهيري العربي للمواد المتعلقة بحماية البيئة والتوعية البيئية، إضافة الى وضع استراتيجية عربية موحدة للإعلام البيئي تستند إلى:
- اختلاف أولويات وقضايا البيئة من دولة عربية إلى أخرى.
- وضع برامج عملية للإعلاميين العرب ترتكز على خصوصية البيئة العربية.
- العمل على توفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ ونشر الرسائل الإعلامية البيئية العربية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
- تعميم التجارب الإعلامية العربية الناجحة على مختلف الأقطار العربية.
- الاستناد في تنفيذ البرامج الإعلامية العربية على أن تسعى هذه البرامج الى خلق اتجاه جديد على المستويين الوطني والعربي، مما يستدعي استخدام أسلوب اعلامي جديد معني بتوجيه الرسائل المتميزة والمبتكرة.
فهل تتولى هيئة عربية إقليمية تأسيس إطار عربي مؤسسي محترف للإعلاميين البيئيين العرب، وفق أسس إعلامية وعلمية واضحة، للارتقاء بالخطاب الإعلامي البيئي العربي؟ لقد فشلت كل محاولات الربط والتشبيك والاتصال المؤسسي بين الإعلاميين البيئيين العرب، في حين نجحت "البيئة والتنمية" في التشبيك بين قرائها وكتابها والإعلاميين العرب الذين يتواصلون في ما بينهم عبر صفحاتها.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.