تحتفل شركة فورد للسيارات بالعام الخامس على إطلاق برنامج منح المحافظة على البيئة في دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق.ومنذ انطلاقة البرنامج عام 2000 في منطقة الشرق الأوسط، بلغ مجموع المنح التي قدمتها الشركة للأفراد والمجموعات العاملين في الحفاظ على موروثهم الثقافي والبيئي 330 ألف دولار.
هيئة التحكيم المستقلة للبرنامج، المؤلفة من خبراء بيئيين من الدول المشاركة، سوف تقدم هذه السنة منحاً بقيمة إجمالية تبلغ 90 ألف دولار، لمشاريع بيئية قيد التنفيذ في دول مجلس التعاون ولبنان والأردن وسورية. وتقبل طلبات الإشتراك لغاية 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004.
وقال جيم بيننتيندي، المدير التنفيذي لشركة فورد الشرق الأوسط: "تأخذ شركة فورد مسؤولياتها الاجتماعية بكامل الجدية، وقليلة هي المبادرات الاجتماعية في المنطقة التي تضاهي برنامج منح المحافظة على البيئة حجما أو رؤية. ومنذ بداية هذه المبادرة الخضراء في المنطقة، منحت فورد مئات آلاف الدولارات للأعمال والمشاريع الرائدة التي قام بها أفراد وهيئات اجتماعية غير ربحية. وتُعتبر منح فورد البيئية دليلاً واضحاً على التزام الشركة الثابت والمتواصل بالمجتمعات المحلية في منطقة الشرق الأوسط".
ويقدم برنامج منح فورد البيئية الدعم المالي للهيئات الاجتماعية والأفراد الذين يظهرون اهتماماً مميزاً وهدفاً محدداً في مشروعهم البيئي، بالإضافة الى التزام كامل بتطوير الموارد المتاحة الى الحد الأقصى. ويُذكر بأنه على مدى السنوات الأربع الماضية تراوحت قيمة الجوائز في دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق بين ألف و15 ألف دولار، حيث قدمت منح فورد البيئية الدعم الحيوي لأكثر من 40 مشروعاً بيئياً في المنطقة على أنواع متعددة، مثل البحوث في حياة الحيتان في عُمان والغوص البيئي في الأردن والمحافظة على الحياة النباتية في المملكة العربية السعودية.
شروط الإشتراك في برنامج منح المحافظة على البيئة لم تتغير. وتُقبل الطلبات من الهيئات البيئية والإجتماعية غير الربحية الصغيرة والمتوسطة الحجم والأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق، والذين يقومون بتنفيذ مشاريع بيئية في أربعة مجالات: المحافظة على البيئة الطبيعة، التعليم البيئي، هندسة المحافظة على الموارد الطبيعية،والحفاظ على الإرث البيئي والثقافي.
يمكن زيارة صالات عرض وكلاء فورد ولينكون وميركوري في دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان وسورية والأردن للحصول على الكتيب الخاص بالبرنامج وطلب الاشتراك. كما يمكن الراغبين في الاشتراك زيارة موقع البرنامج المتوفر باللغتين العربية والانكليزية والحصول على طلب الإشتراك عبر الموقع:
www.ford-environmentalgrants.com، أو تعبئة القسيمة في الصفحتين الأخيرتين لهذا الملف.
أندي آشو المحرك الرئيسي وراء برنامج منح فورد البيئية:
ملتزمون بدعم المبادرات البيئية في الشرق الأوسط
المطلعون على بواطن الأمور في شركة فورد للسيارات يشيرون الى آندي آشو على أنه "بطل" برنامج المنح البيئية، الذي يشرف هو عليه بصفته المدير العالمي للاستراتيجية والامتداد البيئي في الشركة. وغذ يدخل البرنامج عامه الخامس في المنطقة، يُتوقع ان يوزع 90 ألف دولار على مشاريع رائدة هذه السنة، تضاف الى 330 ألف دولار وزعت على 40 مشروعاً عربياً حتى اليوم. في حوار مع نجيب صعب، عرض آشو الرؤية البيئية لدى فورد وركز على التزامها دعم العمل البيئي في البلدان العربية.
صعب: عشرون عاماً مضت على اطلاق برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة عالمياً، وهو يدخل ذكراه الخامسة في الشرق الأوسط. ففي أي مجال حدث الانجاز الأكبر في رأيكم؟
آشو: اعتقد ان الانجاز الأكبر ربما تحقق في الطريقة التي استُقبل بها البرنامج كمبادرة موثوقة للغاية، التزمت مساعدة المؤسسات والأفراد الذين يركزون انتباههم على حماية البيئة الطبيعية. وبرنامج المنح يدعم الاعمال البيئية بطريقة مثلى، لاعطاء الجدِّيين فرصة لا ليحصلوا على تمويل من فورد فحسب، وهذا أمر هام، وانما أيضاً لترويج أعمالهم وتقديرها، وهذا هو الأهم، ولاظهار ان الاعمال التي يؤدونها هي مشاريع جدية مفيدة اختارتها لجنة مرموقة من المحكّمين المحليين ذوي الخبرة، مما يمكنهم من معرفة الأمور الهامة في مناطقهم، ولذلك هم الأفضل لاختيار المشاريع المحلية التي تستأهل الحصول على دعم من فورد.
صعب: اجتماعات المحكمين لمنح فورد في الشرق الأوسط تعتبر نوعاً من قمة بيئية اقليمية، اذ تضم قادة المؤسسات البيئية الوطنية. هل قصدتم ذلك؟
آشو: هذا صحيح، فعندما اطلعت على لائحة المحكمين العرب، التي تضم أمين عام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها في السعودية، ومدير عام الهيئة العامة للبيئة في الكويت، ومدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، فضلاً عن شخصيات مرموقة أخرى، يدعمها الصندوق العالمي لصون الطبيعة (WWF) ومجلتكم البيئية الرائدة في العالم العربي، علمت أن لدينا فريقاً ممتازاً. وصدقية المحكم في المنطقة العربية عنصر حاسم يساهم في نجاح برنامج المنح. ويسعدنا أيضاً ان نسمع بأنه على هامش جلسات المحكمين، يستطيع هذا الفريق مناقشة قضايا اقليمية وتنسيق العمل البيئي أثناء بعض الاجتماعات الدورية.
صعب: هل يمكن ان تختار ثلاثة مشاريع حصلت على منح فورد على المستوى العالمي، هي الأقرب الى قلبك؟
آشو: هناك الكثير منها، لأنك تعلم أننا نتكلم عن ألوف المشاريع. لكنني أميل بنوع خاص الى مشروع في كوستاريكا حيث كانت النساء يقطعن أشجار الغابة المطيرة لاستعمالها وقوداً للطبخ. ونتيجة لمنحتنا، تمت حماية الغابة، اذ اخذت النساء يستعملن الطاقة الشمسية للطبخ، من خلال العمل مع جامعة محلية طورت تقنيات بسيطة لاستغلال الطاقة الشمسية في الطبخ. وهذا نجاح حقيقي لا يساعد البيئة المحلية فحسب، بل يمكن تكراره في أماكن أخرى، منها المناطق الريفية في الشرق الأوسط. وهناك مشروع آخر عالق في ذهني هو في التيبت، حيث شكلت مجموعة من الأشخاص منظمة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وقد راح بعض أفرادها ضحية تجاوزات الصيادين المخالفين لقوانين الحماية. وحصلت تلك المنظمة على تمويل من فورد مكن المشروع من الاستمرار. اما المشاريع التي افضّلها بنوع خاص في الشرق الأوسط فهي تلك التي لها علاقة بالتربية البيئية، لأنها تساعد حقاً في تمهيد الطريق لمستقبل أفضل ولكي نكون قادرين على حماية بيئتنا. فان كان لديك شبان مهتمون ومندفعون، أيقنت أنهم جديرون بأن يكونوا حماة للبيئة لا مجرد مستغلين لها.
صعب: بأي طريقة يعكس برنامج المنح فلسفة فورد والتزامها كشركة بمصالح المجتمع؟
آشو: أعتقد أن أفضل طريقة للاجابة عن هذا السؤال هي كلمات بيل فورد رئيس مجلس الادارة. فقد قال ان الفرق بين شركة جيدة وشركة كبرى هو ان الشركة الجيدة تقدم منتجات وخدمات ممتازة، بينما الشركة الكبرى لا تقدم منتجات وخدمات ممتازة فحسب، بل تناضل لتجعل العالم مكاناً أفضل. وهو يؤمن أيضاً بأن فورد تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف: منتجات ممتازة وشركة قوية وعالم أفضل. وبرنامج المنح هو فعلاً أحد مظاهر فلسفة فورد الهادفة الى تحقيق عالم أفضل، حيث نحاول ان نكون مواطنين صالحين في المجتمعات التي نمارس فيها العمل.
صعب: هل الممارسات الصديقة للبيئة متأصلة في ثقافة فورد؟
آشو: هذا صحيح تماماً، وسأعرض لك تجربتي الخاصة للمساعدة في ايضاح الموضوع. بالعودة الى عام 1990، حين كنت أعمل في قسم الدراسات الاستراتيجية في فورد، كانت مهمتي التنقل في العالم بحثاً عن أسواق ولمعرفة ما ينبغي ان نفعل لتطوير أعمالنا. وكان مديري وقتئذ شاب يدعى بيل فورد، وكان رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في الشركة. قال بيل فورد انه ينبغي علينا ان نفعل من اجل البيئة أكثر بكثير مما كنا نفعله في ذلك الوقت. وكان يخبرنا ان والد جده أسس هذه الشركة واهتم بالبيئة. وكان يطلب من أحد الموردين الذي يزوده بكراسي التحميل (bearings) أن يسلمه اياها في صناديق خشبية، صنعت من نوع معين من الخشب. وقد تبين في وقت لاحق أن فورد المؤسس كان يستعمل خشب الصناديق بعد اخراج كراسي التحميل منها لصنع القطع الداخلية لسيارة الستايشن واغن. ان فورد المؤسس كان شخصاً يهتم فعلاً بالبيئة. وهـو كان يعتقد ان علينا ان نفعل المزيد من الأعمال الجوهرية لأجل البيئة، ونتيجة لذلك نفذنا عدداً مـن المهام. لقد اردت أن أوضح بعض الأمور قبل الاجابة عن سؤلك. لدينا حالياً 100 مرفق تصنيع حول العالم، وهـي منتشرة فـي 25 بلداً فـي القارات الخمس، وتحمـل شهادة آيزو 14001 لجودة الادارة البيئية العالمية. ومرفق التصنيع الذي نحـن بصدد انجازه حالياً في مدينة ديربون بولاية ميشيغن تحت اسم "روغ" (The Rogue) مثال التصنيع المستدام في القرن الحادي والعشرين، حيث سيكون لدينا أكبر سطح "حي" في العالم. وهو سطح مساحته 40,000 متر مربع يعمل بمثابة حديقة تنمو فيها الأشجار والنباتات، ولا يحتاج الى صيانة تذكر، ونظام امتصاص الماء فيه يجمع الماء ويوفر المال من خلال مضاعفة عمر السقف وتخفيض الحمل الحراري في المصنع، مما يقلل استهلاك الطاقة. ولدينا موقف نفّاذ للسيارات يمتص الماء، حيث تجمع المياه وتُنقّى قبل ان تصرف في النهر كمياه نظيفة. ولدينا طريقة لجمع ابخرة الطلاء من مرفق الدهان وتحويلها الى هيدروجين نستعمله في ما بعد في خلايا الوقود للمساعدة في تزويد مصانعنا بالطاقة. ويعمل مصنع تابع لفورد في بريطانيا بالطاقة الشمسية بنسبة كبيرة. وقد بدأنا استخدام طاقة الرياح في بعض المصانع، وأحدها يستخدم الطاقة من غاز الميثان الذي يتم استخراجه من مطمر للنفايات. ان حماية البيئة في فورد هي اسلوب حياة وليست شعاراً فقط.
صعب: بعض الشركات المتعددة الجنسية تتحاشى اطلاق مبادرات بيئية في الشرق الأوسط، زاعمة ان الناس في المنطقة لا يهتمون بالبيئة. بناء على تجربة منح فورد، كيف تقارنون مشاريع الشرق الأوسط مع تلك التي من مناطق أخرى؟ هل هي تعكس اهتمامات مختلفة كثيراً؟
آشو: عندما اطلقنا البرنامج في الشرق الأوسط، كانت لدينا شكوك كثيرة. فقد كان هناك أشخاص قالوا انه لا يمكن الاعتقاد بوجود اهتمام كاف في الشرق الأوسط لاطلاق برنامج بيئي ضخم، نظراً لعدم وجود كثيرين ممن يعتنون بالبيئة. انني اعتقد ان ذلك كان خرافة كبرى، لأن ما رأيناه في الشرق الاوسط يشكل اهتماماً رائعاً بالبيئة الطبيعية وبالمشاكل والهموم الثقافية. وعندما ترى أموراً مثل مشروع حماية الدلافين في عمان، او مشروعي حماية السلاحف في الكويت والامارات، أو مشروع المحافظة على غابات القرم (المنغروف) في السعودية، اضافة الى كثير من المبادرات الهامة الأخرى، لا بد أن تتأثر. ونحن ندرك أيضاً انه ما كان بمقدورنا التعرف على هذه الأفكار الرائعة لولا وجود برنامج المنح. وفورد نفسها ليست على علم بجميع هذه الأمور التي تحصل. ومساهمة المحكمين كانت ضرورية لفتح الأبواب أمام كثير من هذه المشاريع وجعل الناس يدركون فوائد برنامج فورد. وفي ضوء الاهتمام الذي احدثه برنامج المنح في المنطقة العربية حتى الآن، يحدوني أمل بأن الاستجابة ستكون أكبر وأكثر انتشاراً الى الحد الذي يُحدث تقدماً كبيراً بدءاً من القاعدة.
صعب: كيف تتصورون مستقبل برنامج منح فورد في الشرق الأوسط؟
آشو: اعتقد ان ما يجب أن نفعله هو ان نواصل اهتمامنا وانكبابنا على تقديم الحلول البيئية المبدعة، وفي الوقت ذاته علينا ان نستمر في احداث تقدم داخل المجتمع الذي نخدمه. وبرنامج المنح هو وسيلتنا الرئيسية للقيام بذلك، بمساعدة من المحكمين الذين يعرفون حقاً الأمور التي تهم منطقة معينة. وما نفعله في بلدان الشرق الأوسط هو ما نفعله تماماً في 40 بلداً حول العالم، حيث لدينا محكمون من البلد يقررون من يحصل على المنحة. لذلك، عندما ذهبت الى جمهورية الدومينكان، انبرى رئيس البلاد ليساعدنا في المنح. وعندما كنت في هنغاريا كان الأرشيدوق هو من دعم البرنامج. وقد حصلنا على دعم رائع في الشرق الأوسط حتى الآن، مما ساعدنا على تقوية البرنامج. وآمل ان يجتذب مزيداً من الاهتمام ويشجع على مبادرات بيئية جدية في المنطقة، لنستمر جميعاً في توفير السبل للمحافظة على البيئة لصالح الأجيال المقبلة. وستبقى فورد على استعداد دائم لتكون شريكاً في هذا المسعى، إن شاء الله!
نماذج من المشاريع الفائزة
مجموعة أبحاث الحيتان والدلافين في عُمان
كانت لمنح فورد البيئية دور هام وفاعل على صعيد حماية الحيتان والدلافين في منطقة الشرق الأوسط، إذ تهاجر أغلب الحيتان التي تنتمي إلى فصيلة الحوت الأحدب إلى مناطق أخرى للتزاوج والبحث عن مصادر الغذاء. وطبقاً لدراسة حديثة أعدتها مجموعة بيئية محلية، فإن القسم الأكبر من هذه الحيتان يقيم في شمالي المحيط الهندي بشكل دائم وعلى مدار السنة، وذلك لما تتمتع بها تلك المنطقة من خصائص موسمية فريدة.
ومنذ مشاركتها الأولى في برنامج فورد للمنح البيئية عام 2000، نالت مجموعة أبحاث الحيتان والدلافين في سلطنة عُمان، والتي تتخذ من مدينة مسقط مقراً لها، أكثر من 20 ألف دولار أميركي. وقد بذل أعضاء هذه المجموعة جهوداً حثيثة لتعريفنا بهذه الفصيلة النادرة من الحيتان التي يصنفها الخبراء بكونها أكثر فصائل الحيتان نُدرة وروعة في العالم.
وقد كان للدعم المادي الذي قدمته شركة فورد، من خلال برنامج المنح البيئية، دور هام في تمكين هذه المجموعة من الاستمرار في عملها، إذ تمكّن أعضاؤها من الحصول على معدات علمية متطورة والاستعانة بخبرات علماء بيئيين مختصين لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم. وفي شهر مايو من العام الماضي، توجه كل من جيانا منتون وتيم كولنز وروب بالدوين، وهم من الأعضاء المؤسسين لهذه المجموعة، إلى اليابان لعرض قضيتهم على اللجنة العلمية التابعة لهيئة صيد الحيتان الدولية، مطالبين إياها بتصنيف المحيط الهندي كمحمية طبيعية للحيتان.
مجموعة حماية السلاحف البحرية في الكويت
على الرغم من حداثة عهدها تبذل مجموعة حماية السلاحف البحرية في الكويت جهوداً هائلة لنشر الوعي البيئي وأهمية الحفاظ على الحياة الفطرية الطبيعية فيها.
وتتألف هذه المجموعة المحلية من أفراد يؤمنون بضرورة حماية البيئة والحفاظ عليها، وتهدف جميع نشاطاتها إلى رفع مستوى الوعي بطبيعة فصيلتين من السلاحف البحرية هما السلاحف الخضراء و"هوكسبيل" (منقار الصقر)، وهي فصيلة مصنفة ضمن الفصائل المهددة بالانقراض. وتعمل المجموعة على مراقبة أعداد هذه السلاحف، وحماية المناطق التي تعيش وتتكاثر فيها وذلك من خلال تنسيق الجهود مع جهات مختلفة، حكومية وخاصة.
وتقديراً لها على هذا الدور البيئي الفاعل، فقد فازت هذه المجموعة لثلاثة أعوام متتالية بمنح فورد البيئية منذ انطلاقها عام 2000 في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
مركز أصدقاء البيئة في قطر/ جامعة فيرجينيا كومنولث
لعبت منح فورد البيئية لعام 2002 دوراً هاماً في تحويل فكرة مدير مركز أصدقاء البيئة في قطر، الدكتور سيف الهاجري، وكاثلين فيرجسن ـ هانتنغتن الأستاذة المساعدة في جامعة فيرجينيا كومنولث في الدوحة، إلى واقع ملموس. وبفضل الدعم الذي وفرته فورد لمركز أصدقاء البيئة في قطر، سيتمكن المركز من بث برنامج تلفزيوني موجه إلى الأطفال لتوعيتهم بأهمية إعادة تدوير المخلفات لحماية البيئة من أخطار التلوث.
ويحكي هذا البرنامج التلفزيوني الموجز، وعنوانه "الآنسة نوره والبيئيون" قصة سيدة ثرية تتكدس لديها أكوام من الخردوات والقمامة، لتجد نفسها ذات يوم غير قادرة على الحركة. ويتدخل البيئيون الصغار لإنقاذها من خلال تعريفها بعملية إعادة تدوير القمامة والفضلات.
وستساهم المنحة التي حاز عليه المركز من برنامج فورد للمنح البيئية، وهي بقيمة 8 آلاف دولار أميركي، في تمويل عملية إنتاج هذا البرنامج، وشراء أدوات تعليمية ستستخدم لتثقيف وتوعية تلاميذ المدارس المحلية.
جمعية البحرين النسائية
انطلاقاً من المكانة الهامة التي تحتلها الأسرة في منطقتنا العربية، وخاصة في ما يتعلق بتوعية النشء وتربيته تربية سليمة، يبرز دور المرأة في منطقة الخليج العربي بكونها أُماً ومربية في آن واحد. وبقدر ما يزداد وعي المرأة الخليجية بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها، بقدر ما يتطور مستوى وعي المجتمع ككل بأهمية الممارسات البيئية الصحيحة، وخاصة إعادة تدوير المخلفات وممارسة دور محوري في حماية البيئة من التأثيرات الضارة.
ومن هذا المنطلق، حصلت جمعية البحرين النسائية على منحة مالية قدرها 8 آلاف دولار أميركي من برنامج فورد للمنح البيئية، وذلك لدعم جهودها الرامية إلى رفع مستوى الوعي والتنشئة البيئية الصحيحة في المجتمع البحريني، فضلاً عن إبراز دور المرأة في الحفاظ على البيئة وحمايتها.
وتمثلت مشاركة جمعية البحرين النسائية في منح فورد البيئية لعام 2002 في وضع منهج تربوي ذي طابع بيئي لأعضاء الجمعية، فضلاً عن قيامها بتأسيس ناد بيئي لطلبة المدارس.
الدكتور طارق الزبط، دولة الإمارات العربية المتحدة
تكتسب قضية إدارة الموارد المائية في البلدان الجافة والحارة أهمية متزايدة لما لها من أبعاد وانعكاسات متنوعة. ومن بين المشاريع التي تقدم بها المشاركون من دولة الإمارات والتي حازت على المنح من برنامج فورد للمنح البيئية، يتطرق البحث العلمي الذي تقدم به الدكتور طارق الزبط، وهو أستاذ جامعي من مدينة العين، إلى مسألة الحفاظ على الموارد المائية بشكل منهجي مدروس.
وقد تسلم الدكتور الزبط منحة مالية قدرها 4 آلاف دولار أميركي، للمساعدة في تمويل أبحاثه العلمية التي تهدف إلى تطوير تقنية خاصة من شأنها زيادة فعالية أنظمة الريّ المستخدمة في الأراضي الزراعية والمدن.
ويرتكز هذاالمشروع على الاستعانة بمجسات إلكترونية تحدد درجة رطوبة التربة وتنظم كمية المياه المطلوبة للريّ. ويهدف هذا المشرع إلى الحد من تكاليف أنظمة الري من خلال توفير نسبة 45 في المئة من المياه المستخدمة، فضلاً عن الحد من التلوث البيئي في الأجواف المائية الباطنية.
الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، الأردن
في المملكة الأردنية الهاشمية، تسهم منح فورد البيئية في المساعدة على إنقاذ فصيلة نادرة من الأسماك النهرية من خطر الانقراض. وتعتبر أسماك أفانيوس السرحاني (Aphanius sirhani)، التي لا يزيد طول بعضها عن 3 سنتيمتر، من أكثر الفصائل التي تعيش في بحيرة الأزرق نُدرة، خاصة في ظل الاستنزاف الشديد الذي تعرضت له هذه الواحة خلال السنوات الماضية، فضلاً عن قلة مياه الأمطار.
وفي الواقع، فقد اعتبر هذا النوع من الأسماك منقرضاً بالفعل حتى نجح فريق علمي تابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة باكتشاف عدد قليل منها قبل بضعة سنوات. واليوم، يعكف ناشطون بيئيون محليّون على محاولة إنقاذ هذه الأسماك من خلال تنفيذ برنامج طموح لحمايتها وتوطينها.
وقد تمكنت الجمعية، من خلال منح فورد البيئية لعام 2001، من خلق ظروف مناسبة لاستمرار هذه الفصيلة النادرة واعادة إطلاقها لتتكاثر وتزداد مجدداً، في الوقت الذي تقوم فيه أيضاً بانقاص أعداد الأسماك التي تفترسها. كما ساهمت منح فورد البيئية في توفير الدعم المادي اللازم لتحضير المواد الدعائية لتعريف المجتمع المحلي بها وبالخطر الذي يتهددها.
زياد أبي شاكر، لبنـان
مع الزيادة المطردة في تعداد سكان منطقة الشرق الأوسط، تبرز مشكلة التخلص من النفايات. وتظهر هذه المسألة بشكل بارز في لبنان الذي يفتقرإلى وسيلة ناجحة لمعالجتها، مما أدى إلى تفاقم مشكلة مكبات النفاية والفضلات الخطرة التي تهدد البيئة الفطرية وصحة المواطن اللبناني على حد سواء.
وفي محاولة للتصدي لهذه المشكلة الشائكة، قام المهندس زياد أبي شاكر، وهو أيضاً ناشط في مجال حماية البيئة، بتصميم وحدة متنقلة لمعالجة النفايات،وهي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى فضلات غير ضارة يسهل إعادة تدويرها.
وقد قامت الجامعة الأميركية في بيروت باختبار المواد التي تعالجها هذه الوحدة بشكل مستقل والتأكد من فعاليتها في معالجة القمامة الصلبة والفضلات. ويأمل زياد ورفاقه أن تنتشر قريباً هذه الوحدات لتغطي كافة أرجاء الجمهورية اللبنانية. وقد قام برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة في عام 2001 بمنح المشروع مبلغاً مالياً للمساعدة في تجهيز الوحدات بمصادر للطاقة الكهربائية ومعدات أخرى لحمل ونقل الفضلات.
الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، السعودية
تبذل الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وتنميتها، والتي تتخذ من مدينة الرياض السعودية مقراً لها، جهوداً حثيثة ومتواصلة تستهدف حماية الأسماك والنباتات المائية بمساعدة منحة من شركة فورد استلمتها عام 2001.
فقد كاد مشروع لتعبيد طريق عام بالقرب من مدينة (فرسان) التي تقع قرب الحدود السعودية اليمنية، أن يتسبب في كارثة بيئية تقضي على مستنقع لشجيرات المنجروف يغص بالحياة. إلا أن الهيئة تدخلت في الوقت المناسب لحماية التوازن الطبيعي والفطري لتلك المنطقة، حيث قامت بتأسيس حاضنات لإعادة نباتات المانجروف التي اقتلعتها أعمال الحفر التي تعرض لها المستنقع، وتم الحفاظ على مستوى المياه فيه من خلال احداث ثقوب في سدود المياه لضمان تدفقها.
وقد كان لمنح فورد البيئية دور هام في تمكين الهيئة من متابعة جهودها وإكمال عملها بنجاح تام، الأمر الذي جعل من هذا المشروع نموذجاً يحتذى في العديد من الحالات المشابهة في منطقة الخليج والبحر الأحمر.
جمعية أرز الشوف، لبنان
تعمل جمعية أرز الشوف على تشجيع حماية أكثر من 400 نوع مختلف من النباتات والحيوانات الموجودة في محمية أرز الشوف اللبنانية. ونظراً الى أهمية تثقيف السكان المحليين في هذا المجال، تعمل الجمعية على انتاج كتاب وقرص مدمج (CD) يوثقان التنوع البيولوجي في المحمية. ويؤمل أن يحسن هذا المشروع الاعلامي تفهم الأهالي لأهمية حماية الغابات، وخصوصاً في هذه المنطقة من العالم التي تعاني كثيراً من نقص المياه.
MECTAT يدرب في سورية
لا يمكن تغيير السلوك البيئي للمجتمعات إلا عبر التوجه الى الأجيال الجديدة. فالتغيير الفعلي والمستديم في سلوكيات المجتمع يبدأ من التربية في مراحل العمر الأولى، أي عند تلامذة المدارس.
مشروع "مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة" الذي حاز على دعم من فورد ركز على إقامة دورات تثقيف وتدريب بيئي لمعلمي المدارس في سورية بالتعاون مع وزارة التربية، بحيث يتم تدريب أساتذة ومشرفين يفيدون مباشرة مدارسهم وتلاميذهم والأهالي والمجتمعات المحيطة. وهدفت الدورات الى تعريف الأساتذة بالمشاكل البيئية العالمية والحلول المطروحة لها، وتدريبهم على إنشاء نوادٍ بيئية مدرسية والإشراف على نشاطاتها، ودفع أعضاء هذه النوادي الى العمل البيئي الإيجابي، وإطلاق حملات توعية بيئية في المدارس.
تأسس مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة (MECTAT) عام 1982 في بيروت، كمركز اقليمي للأبحاث وترويج المعلومات والتقنيات البيئية في العالم العربي. وهو يهدف الى رفع الوعي البيئي للمواغطنين وتفعيل العمل الشخصي لمنع التدهور البيئي في المنطقة العربية.
وتم اختيار التكنولوجيات الصديقة للبيئة ونشر المعلومات البيئية كاستراتيحيتين رئيسيتين لتحقيق هذا الهدف.