أنواع جديدة من الطيور والنباتات لم تسبق مشاهدتها في جزيرتي زركوه وأرزنة في الامارات، منها طائر الحبارى، كشفتها نتائج المسح البيئي الذي أجرته هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها. ويأتي المسح ضمن مشروع تقييم التنوع البيولوجي في المواقع الرئيسية لعمل شركة تطوير حقل زاكوم (زادكو).
وتشير نتائج المسح الذي استمر لمدة سنة خلال 2003 / 2004 الى تسجيل 27 نوعاً جديداً من الطيور في جزيرة أرزنة. وقد رصد تعشيش طائر الاستواء الأحمر المنقار بعد انقطاع دام سنوات، ولوحظ لأول مرة وجود زوجين من الحبارى الآسيوية.
وفي جزيرة زركوه، تم تسجيل 15 نوعاً جديداً من الطيور بالمقارنة مع مسح أجري عام 2001، وبذلك وصلت قائمة طيور الجزيرة الى 52 نوعاً تمثل 22 عائلة. ولوحظ في المسح الحالي زيادة أعداد طيور الخرشنة البيضاء الوجه المفرخة بمعدل عشرة أضعاف عن العام الماضي نتيجة تحسن ظروف الحماية. كما عثر على مستعمرة جديدة للخرشنة السمراء الجناح من نحو 50 زوجاً، ولوحظت زيادة في أعداد طيور الاستواء الحمراء المنقار المعششة. وتبين أن المنطقة الساحلية ذات أهمية كبيرة لتكاثر طيور الخرشنة واللفاق السقطري الزائر في الشتاء. وبالتالي، فإن اقامة منشآت لتربية الطيور في الجزيرة ستكون لها آثار سلبية على الأنواع الرئيسية من الطيور المفرخة فيها.
وتشير النتائج الى أن البيئات الساحلية في الجزيرتين تؤوي نحو 50 في المئة من الطيور الواجب حمايتها. وتم تسجيل أربعة أنواع من الوزغات الزاحفة ونوع واحد من السحالي في زركوه، ونوعين من الوزغات ونوع من السحالي في أرزنة.
وخلال المسح، حددت أنواع البيئات والغطاء النباتي، واكتشف نبات نادر ومهدد بالانقراض تتغذى عليه سلاحف منقار الصقر في زركوه. ومن المعالم المهمة التي لوحظت في الجزيرة الشاطئ الرملي الذي تنمو فيه نباتات العجلة، والسهل الساحلي المجاور له الذي تنمو فيه نباتات الطرطير. ويعتبر هذان النوعان مهددين بالمخاطر الناجمة عن ضيق نطاق انتشارهما في الامارات. كما عثر خلال المسح على عدد من النباتات التي لم تشاهد من قبل في الجزيرتين.
وتعيش في زركوه وأرزنة ثلاثة أنواع فقط من الثدييات البرية، هي القط البري والجرذ البني والفأر المنزلي، وجميعها دخلت الى الجزيرتين عن طريق الأنشطة البشرية. ويبدو أنه تمت مكافحة القطط البرية والجرذان، اذ لم يعثر عليها أثناء المسح الذي قامت به الهيئة عام 2003.
ومن خلال تطبيق توصيات المسح، حققت شركة زادكو تغييرات إيجابية في التنوع البيولوجي في الجزيرتين. منها على سبيل المثال تحديد المناطق المهمة بيئياً واعلانها مناطق محمية طبيعية وضعت شروط لإدارتها وحمايتها. وساهمت هذه الاجراءات في زيادة عدد الحيوانات والطيور التي تستوطن الجزيرتين بشكل تدريجي، كما ارتفع الى حد كبير عدد الطيور المهاجرة والمعششة والمهددة بالانقراض.
وأشارت نتائج المسح الى أن ازدياد حجم مستعمرات التكاثر للخراشن البيضاء الوجه والخراشن السمراء الجناح في زركوه، وطائر الاستواء الأحمر المنقار في الجزيرتين، يؤكد فعالية إجراءات الحماية التي اتخذت والتطبيق الناجح لها بالتعاون مع هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها.
وذكر جمال العامري، مدير موقع جزيرة زركوه، أن "حماية البيئة الطبيعية في الجزيرة يعتبر هدفاً أساسياً لكل العاملين عليها، ونسعى من خلال عملنا اليومي لخلق سلوك ايجابي نحو حماية البيئة". وأشار طيب الحربي، قائد فريق العمل في أرزنة، الى أن خبرة هيئة أبحاث البيئة ونتائج المسح ساهمتا في زيادة الوعي العام ببيئة الجزيرة، مضيفاً أنه تم وضع توصيات الهيئة موضع التنفيذ.
وقد قامت زادكو، بالتعاون مع الهيئة وشركة تطوير نفط اليابان (جودكو)، بتجربة زراعة أشجار القرم (المنغروف) في داخل جزيرة زركوه وعلى طول ساحلها. وبدأت المواقع الجديدة لنبات القرم اجتذاب الطيور والأسماك والكائنات الأخرى. وشجع نجاح المشروع اطلاق مبادرة لزراعة القرم في مساحات واسعة على جزيرة أرزنة.