Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
وحيد محمد مفضل الورقة الخضراء في انتخابات أميركا  
تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 / عدد 80
 فيظلاشتعالحماوة "لعبةالكراسي"بينمرشحيالرئاسةالأميركيةجورجبوشوجونكيري،يبدوالحديثعنأثرالاهتماماتالبيئيةلكلمرشحعلىنتائجهذاالسباقعبثاًوربمامدعاةللسخرية. ولكننظراًالىاهتمامالشعبالأميركيببيئتهالمحيطةوحبهللحيواناتوالحياةالفطريةعموماً،ونظراًالىأننجاحأحدالمرشحينفياستمالةفئةمامنالناخبينقديكونلهأثرفيالفوزبالمكتبالبيضاوي،فإنالحديثعندورالبيئةفيتلكالانتخاباتيصبحذامغزى. صحيحأنمواضيعمثلالحربعلىالعراقومكافحةالإرهابوالأمنالقوميوالحرياتالمدنيةوالضرائبتستوليعلىبؤرةاهتماممرشحيالرئاسةوالناخبين،لكنهذالايعنيأنقضاياالبيئةوالصحةوالسلامةليسلهاثقلأومحلفيفكرالناخبالأميركي.وتؤكدهذانتائجعددكبيرمناستطلاعاتالرأي.
تكتسبقضاياالبيئةبعداًفاعلاًفيهذهالانتخاباتلعدةأسباب،أولهاوجودفئةمنالناخبينتصلإلى10فيالمئةلمتحددوجهتهاوتعرفباسم "المترديين". وقدبينتالدراساتوالتحاليلأنهذهالفئةبعيدةفيأغلبالأحوالعنالقضاياالرئيسيةفيالمعركةالرئاسية،مايعنيأنهاقدتقررموقفهااعتماداًعلىمعطياتأخرى،مثلخلفياتهاالثقافيةوهواياتهاواهتماماتهاالشخصية،ومنهاحبهاللطبيعةوالحياةالفطريةوغيرهامنالأمورالتيتتعلقبالبيئةالمحيطة.
ثانيهذهالأسبابتزايدالتكهناتبأنالانتخاباتسوفتُحسمبفارقضئيلللغاية،وربمايكونالفضلفيهلفئةمحدودةمنالمجتمعالأميركيأولأقليةأوجماعةمنأصحابالمصالحفيها. منهنافإنأصواتفئةضئيلة،مثلجماعاتالخُضْرأوالمثليين،بوسعهاإحداثفارقملموسلوانضمتالىمرشحدونالآخر.
السببالثالثهوارتفاعأسهمقضاياالبيئةفيبورصةاهتماماتالمواطنالأميركي. فقدأثارأسلوبمعالجةبوشلعددمنالمشاكلالبيئيةالداخليةوالخارجيةكثيراًمنالجدلفيالولاياتالمتحدة،لاسيمافيالفترةالأخيرة.الغالبيةترىأنالبيئةتضررتبسبببوشكمالمتتضررمنقبل،غيرأنفئةأخرىوإنكانتأقليةترىأنلاصوتيعلوعلىصوتالاقتصادالأميركي،حتىولوكانصوتالبيئةوكائناتها. ولعلإفرادجزءمنالمناظرةالثانيةبينبوشوكيريفي 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي للحديث عن بعض القضايا البيئية واستطلاع رأي كل منهما بشأنها يعبر عن قلق المجتمع الأميركي على مستقبل أميركا البيئي.
بوش... خالٍ من الكلوروفيل!
خلفية بوش المهنية كرجل نفط أسس وتولى سابقاً إدارة إحدى شركات النفط، ودرجة اخضرار برنامجه الانتخابي، وطريقة معالجته للعديد من القضايا البيئية المحلية والعالمية، لا تجذب اليه أي ناخب ذي ميول خضراء. بل على العكس، بمراجعة سجله البيئي يتبين أنه من أكثر الزعماء إضراراً بمقدرات الأرض ومواردها الطبيعية. فعلى سبيل المثال، انسحبت إدارة بوش بعد فترة قليلة من توليه الرئاسة من اتفاقية كيوتو التي تهدف الى وقف ظاهرة الاحتباس الحراري والتي كان يتطلب دخولها حيز التنفيذ فقط توقيع الولايات المتحدة. كما رفضت هذه الإدارة توقيع المعاهدة الدولية لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، التي اعترفت بها أكثر من 150 دولة. غير أن تحريف البيت الأبيض في آذار (مارس) الماضي لتقرير رسمي صادر عن وكالة حماية البيئة الأميركية لكي يتناسب مع رؤية الرئيس بوش بخصوص ظاهرة الاحتباس الحراري، القائلة بأنه لا يوجد دليل على مسؤولية أنشطة الإنسان الصناعية عن تلك الظاهرة، يبين مقدار استهانة تلك الإدارة ورئيسها بالبيئة.
هذا على صعيد القضايا البيئية العالمية، أما القضايا الداخلية فوضعها عند بوش لا يختلف كثيراً. فهو متهم بتفضيل مصالح الكيانات الاقتصادية الكبيرة، مثل شركات النفط وإنتاج الطاقة وتصدير الأخشاب، على مصالح الموارد البيئية وصحة المواطن الأميركي. وعلى سبيل المثال، ضرب بوش بالقوانين البيئية عرض الحائط في أكبر محميات أميركا، وهي محمية ألاسكا، عندما استثناها من الحظر المفروض على عمليات قطع الأشجار وتصدير الأخشاب. كذلك أعاق صدور اشتراطات جديدة للحد من التلوث الهوائي والمائي داخل الولايات المتحدة بحجة أنها سوف تبطئ النمو الاقتصادي وتسبب خسائر فادحة لعدد من الصناعات. كما عطل إصدار عدد من الإجراءات البيئية لتنظيم عمليات الاستكشاف البترولي في محمية القطب الشمالي.
لذا لم يكن غريباً أن توصف سياسات بوش البيئية بأنها من أسوأ السياسات العالمية على الإطلاق، كما لم يكن غريباً أن يحتل بسبب ذلك مرتبة أكثر زعماء العالم جوراً على قوانين البيئة وحقوق الطبيعة. واللافت أن الجمهوريين أنفسهم يدركون هذا القصور، بل ان فرانك لونتز وهو رئيس فريق استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري حذَّر من أن البيئة تمثل نقطة الضعف الرئيسية في أداء الرئيس بوش، وقد تهدد بخسارته لأصواتٍ ربما تكون حاسمة في الفوز بالانتخابات.
كيري... ناشط بيئي
في المقابل، سجلّ كيري المهني وخلفيته وأنشطته ورؤيته تجاه قضايا البيئة تدل على أنه مرشح أخضر للغاية. ولا ينبع هذا الرأي من برنامجه الانتخابي ووعوده فقط، بل من أفعاله ومساهماته السابقة في مجال العمل البيئي. فهو يتصف بالمباشرة والوضوح تجاه قضايا البيئة، ومعروف بكونه ناشطاً بيئياً طوال تاريخه المهني، وكان من أكثر الأعضاء تفاعلاً مع المشاكل البيئية في الكونغرس. وما يحسب له أيضاً هو عمل زوجته تريزا هاينز كيري في مجال العمل البيئي، وهي متبرعة سخية للمنظمات والهيئات الناشطة بيئياً.
وعلى رغم تشدده الأخضر، يتصف كيري بالمرونة وعدم التزمّت في معالجة القضايا البيئية، كما يؤمن بالحاجة إلى تحقيق توازن بين متطلبات البيئة واحتياجات التنمية ونمو الاقتصاد. فهو لا يعارض مثلاً التنقيب عن البترول في بعض الأماكن، وإن أصرّ على منع ذلك في محمية القطب الشمالي. وهو لا يوافق على الصيغة الحالية لبروتوكول كيوتو، لكنه لا يمانع في بحث الأمر وصولاً لصيغة تناسب جميع الأطراف.
شتان إذاً ما بين بوش وكيري في الاهتمام بالقضايا البيئية وفي سبل معالجة مشاكل البيئة الخارجية والداخلية. ويبدو أن كيري أدرك أهمية هذا الفارق، فعمل على إظهاره منذ فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي أواخر آذار (مارس) الماضي، كما لم يترك مناسبة أو مؤتمراً انتخابياً إلا وتحدث عن قضايا البيئة في أميركا وعن أخطاء بوش في حقها وعن سوء إدارته لها طوال سنوات حكمه. وفي محاولة لجذب أكبر عدد من الناخبين، أكد كيري أنه سوف يعمل في حال انتخابه على تقليل نسبة التلوث الجوي، وتوفير الحماية اللازمة للمحميات الطبيعية وبخاصة محمية ألاسكا، وتفعيل أميركا للاتفاقيات الدولية البيئية وزيادة جهودها في معالجة المشاكل البيئية العالمية الملحة، ومنها ظاهرة الاحتباس الحراري وحماية المحيطات وثرواتها. ولم ينسَ تكرار الوعد بتوفير آلاف الوظائف الجديدة والجيدة دون الضغط على مقدرات البيئة ودون حاجة لإنشاء صناعات وأنشطة ملوثة.
في المقابل، سجلّ بوش البيئي الحافل بالقرارات الخاطئة جعله يقف دائماً في موقف المدافع أمام انتقادات المرشحين المنافسين. مثال ذلك ما حدث في المناظرة الثانية مع كيري عندما قال: ''إن نوعية الهواء قد تحسنت منذ أصبحت رئيساً، وكذلك نوعية المياه!'' لكن كيري لم يفوت الفرصة واستغل الموقف قائلاً: ''لا أظن أن الرئيس يعيش في عالمنا الحقيقي عندما يتكلم عن البيئة''. كما علق في مناسبة ثانية قائلاً: ''هذه الحكومة تعد الأسوأ في تاريخنا المعاصر من وجهة النظر البيئية''.
وفق المعطيات السابقة، بدا الطريق ممهداً أمام كيري لنيل أصوات الناخبين ذوي الميول الخضراء. ولعل دعم ''رابطة الناخبين البيئيين'' ساند هذا الاتجاه، اذ انها تستقطب نحو 2 في المئة من الناخبين الأميركيين.
البيئة ورقة رابحة في يد كيري. وعلى أي حال، في بلد مثل أميركا حيث تمس الإحصاءات واستطلاعات الرأي كل جانب، لن يصعب علينا بعد 2 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، موعد حسم سباق الرئاسة الأميركي، التعرف على مقدار ثقل الفروق الخضراء في ذلك السباق، بل على دورها بالنسب والأرقام في ترجيح كفة مرشح على آخر.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
عبدالهادي نجّار كيف يساهم تسعير الكربون في حماية البيئة؟
بيروت – "البيئة والتنمية" كم يخسر لبنان حين يتغير المناخ؟
فاضل البدراني (بغداد) مقابلة مع وزيرة البيئة العراقية
نيروبي، موناكو - "البيئة والتنمية" ضخ مئات بلايين الدولارات في مصـادر الطاقة النظيفـة
محمد السارجي بركان صيدا
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.