مسابقــة جوائزهــا 130 ألـف دولار

 

''سوق التنمية'' مسابقة دولية أطلقها البنك الدولي بهدف ربط أصحاب المشاريع الاجتماعية، الذين لديهم أفكار تتعلق بالتنمية ومكافحة الفقر، بشركاء لديهم الموارد اللازمة لتنفيذها. وهي توفر فرصة لترويج ودعم الأفكار الابتكارية التي تتصدى لبعض الهموم الاجتماعية والاقتصادية الأكثر الحاحاً لدى السكان، من خلال تمويل المراحل الأولى للمشاريع. ومنذ انشائه، منح برنامج سوق التنمية تمويلات بقيمة 22 مليون دولار لاطلاق ما يزيد على 370 مشروعاً في أكثر من 60 بلداً، في أميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية وآسيا وجنوب الصحراء الافريقية وشمال افريقيا والشرق الأوسط.

هذه السنة، يطلق البنك الدولي برنامج ''سوق التنمية'' على الصعيد الوطني في لبنان، بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الانمائي ومجلة ''البيئة والتنمية''. سوق التنمية في لبنان سيركز على البيئة، بهدف منع تدهورها وتعزيز الاستدامة. فالبيئة في لبنان أولوية وطنية قصوى، وهي تشكل احدى الدعائم الثلاث لاستراتيجية البنك الدولي المقبلة لمساعدة لبنان خلال الفترة 2005 ـ 2008، ومنها "دعم ادارة الموارد والبيئة، خصوصاً في ما يتعلق بادارة الموارد المائية والصرف الصحي والنفايات الصلبة".

تهدف المسابقة الى دعم الابتكارات والمبادرات الأهلية لتنظيف وحماية طبيعة لبنان وهوائه ومياهه. والغاية منها رفع الوعي حول التدهور البيئي، واشراك الشباب والمجتمعات المحلية في التفكير والتنفيذ الخلاقين، وتجربة أفكار جديدة حول البيئة يمكن توسيعها على المستوى الوطني، من خلال أسلوب جديد لتمويل المشاريع، يوزّع مخاطر المجازفة ويشجع الابتكار.

المشاركون في سوق التنمية في لبنان سيتنافسون على تأمين التمويل اللازم لبدء تنفيذ مشاريعهم الابتكارية. وقد تم حتى الآن جمع هبات بلغت 130,000 دولار أميركي، حيث ساهم البنك الدولي بمبلغ 100,000 دولار، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي / ''لايف'' بمبلغ 30,000 دولار. وفي حين ينتظر ان تقدم 5 ـ 8 جوائز، إلا أن هذا العدد قد يزداد مع دخول مساهمات اضافية الى الصندوق المشترك من مانحين آخرين. ويسعى البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي الى الحصول على دعم شركاء عالميين ووطنيين. وسوف يقدم سوق التنمية في لبنان تمويلات للمشاريع الفائزة حدُّها الأقصى 20,000دولار لكل مشروع.

بما أن البيئة هي الموضوع الرئيسي، ستكون المنافسة مفتوحة حول قائمة طويلة من المواضيع الفرعية التي تشمل، بين أمور أخرى: التنوع البيولوجي، تغير المناخ، الادارة الساحلية والبحرية، التصحر، الطاقة، الغابات وادارتها، التنوع البيولوجي، ادارة موارد الأراضي، الملوثات العضوية الدائمة الأثر (POPs)، ادارة التلوث (الهواء، مياه البحر والانهار...)، اعادة التدوير، ادارة النفايات (النفايات الصلبة، نفايات المستشفيات، الصرف الصحي...)، ادارة الموارد المائية، وغيرها.

سيتم تقييم المشاريع المقترحة بناء على المعايير الرئيسية الآتية: وضوح الاهداف، النتيجة والأثر، الابتكار، الاطار الزمني للتنفيذ خلال مدة لا تتعدى 12 شهراً، القدرة على الادارة والتنفيذ، مشاركة الشباب والمجتمعات المحلية، تشجيع الشراكات وتبادل المعارف، الملاءمة والاستدامة وإمكانية التكرار، إمكانية استقطاب تمويلات اضافية.

سوق التنمية في لبنان مباراة مفتوحة لأنواع مختلفة من المؤسسات في المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وتشمل: الجماعات الشبابية والمجتمعات المحلية والمنظمات الوطنية غير الحكومية (NGOs) والمؤسسات الاكاديمية (الخاصة أو الحكومية).

أما مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية والأفراد فلا يستطيعون المشاركة في مسابقة سوق التنمية في لبنان، الا بالاشتراك مع احدى الجهات المؤهلة المذكورة سابقاً.

وفي حين ان البلديات غير مؤهلة للتنافس بحد ذاتها، فان الجمعيات الاهلية تشجَّع على التنسيق مع بلدياتها المحلية لتنفيذ المبادرات المقترحة.

سوق التنمية في لبنان لا يستطيع تمويل: برامج البحوث، البرامج التدريبية الاكاديمية الرسمية، المشاريع الجاري تنفيذها، المنح الدراسية، المنح الجامعية، البرامج الدراسية، الافراد الذين يتقدمون بطلب شخصي. ومن الأمثلة على البنود والنشاطات غير المؤهلة: شراء معدات ليس لها علاقة مباشرة بالنشاط، النفقات العامة غير المباشرة (مثل الايجار والصيانة واللوازم المكتبية العامة)، ورش التدريب على مهارات العمل، بناء قدرات المنظمات غير الحكومية، نشاطات توفير الحاجات الأساسية (مثل المياه والتدفئة والمساعدات الغذائية)، انشاء المرافق (مثل المكتبات أو المرافق الصحية)، خلق وظائف أو فرص عمل، حملات مكافحة الأمراض، رواتب الدوام الكامل للعاملين في المؤسسة، مشاريع البنى التحتية الاساسية مثل شبكات المياه والآبار وقنوات الري.

بعد استدراج أولي لعروض المشاريع في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، يُطلب من الراغبين في الاشتراك أن يقدموا ملخصاً لمشروعهم يتطابق مع المعايير المقررة، وذلك قبل منتصف كانون الثاني (يناير) 2005.ويجب أن يشمل الوصف الموجز معلومات عن التصميم الكلي للمشروع، وما يجعله مبتكراً، وكيفية تنفيذه، بما في ذلك الشركاء المقترحون.

وفي المرحلة الثانية، تتم مراجعة ملخصات المشاريع من قبل لجان تقييم تضم خبراء في مجال البيئة، بما في ذلك الجهات الراعية للمنافسة والمؤسسات الاكاديمية والمنظمات غير الحكومية. وسوف يختارون قائمة بالعروض التي تحمل أكبر فرص للنجاح. ومن ثم يطلب من المتقدمين الذين يقع عليهم الاختيار تقديم عروض مكتملة لمشاريعهم، توثق تفاصيل تامة للأهداف والتقديمات والخطة التنفيذية وبنود صرف الميزانية (أوائل شباط / فبراير 2005).

أما ''يوم الابتكار''، الذي سيقام في ربيع 2005، فسيكون ذروة هذا البرنامج، حيث يتم اختيار العروض الفائزة. وسوف يكرَّس لتبادل المعارف، وبناء شبكات التواصل المحلية، وتوفير وسائل للحصول على موارد جديدة، وبناء الوعي لحلول جديدة. وسيدعى المشاركون في المباراة النهائية لعرض مشاريعهم في مكان عام، حيث ستتولى لجنة تحكيمية مستقلة تضم خبراء مرموقين تقييم كل مشروع بناء على ''بطاقة علامات'' موضوعية.

لضمان أعمق الأثر للمشاريع الابتكارية وجني فوائدها، سيتولى البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي مراقبة تنفيذ المشاريع الفائزة عن كثب. وسوف يطلب من الفائزين تقديم تقارير عن سير العمل، وتقرير تنفيذي نهائي عند الانجاز. وسيتم توثيق النتائج وخبرات التنفيذ والدروس المكتسبة لتوزيعها على نطاق واسع.

يمكن الاطلاع على تفاصيل كاملة حول عملية سوق التنمية في لبنان ومعايير الاهلية وقوائم تقديم الطلبات على موقع البنك الدولي: www.worldbank.org/lb. كما يمكن الحصول على ملف المعلومات وقسيمة الاشتراك من مكاتب مجلة ''البيئة والتنمية''.

ساهم برنامج ''سوق البيئة'' منذ اطلاقه عام 1997في تمويل مشاريع مبتكرة متنوعة حول العالم، تراوحت من انتاج الحرير الى تدوير النفايات، وركزت في مجملها على خدمة المجتمعات المحلية. ففي مشروع لتأمين المياه النظيفة في جنوب أفريقيا، تم تركيب مضخات مياه يتم تشغيلها من قبل الأولاد كلعبة رياضية في الملاعب، مما يجمع الترفيه والرياضة وسحب المياه في عملية واحدة. وفي حين بدأ المشروع بتركيب 20 مضخة - لعبة مولها البنك الدولي، أدى نجاحه الى استقطاب تمويل إضافي لبناء 500 مضخة أخرى.

وتم منح 188 ألف دولار لمجموعة فلاحين في الفيليبين، من أجل انشاء موقع للتجارة الالكترونية يتيح لهم تسويق انتاجهم مباشرة وبلا عمولات للوسطاء.وفي بوركينا فاسو، حصل مشروع لفرز النفايات واعادة تدوير عبوات البلاستيك على دعم بقيمة 148 ألف دولار.

ومنحت مجموعة نسائية في مصر مبلغ 109 آلاف دولار لتأمين وصول النساء الفقيرات الى الخدمات الأساسية، بما فيها تسجيل أنفسهن رسمياً كمواطنات. وحصل مشروع للتشجير في البيرو على 236 ألف دولار، جمع بين الحفاظ على التنوع البيولوجي وتأمين استقرار اقتصادي للسكان المحليين عن طريق تطوير نظام للادخار الشخصي والتقاعد. وفي فيتنام تم منح نحو 100 ألف دولار لمشروع صناعة حقائب بحياكة خيطان نباتية محلية.