دعت لجنة نوادي البيئة والتنمية المدرسية إلى انشاء برلمان بيئي يتمثل فيه طلاب منتخبون من جميع المدارس اللبنانية، فيما تمنى رئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية" نجيب صعب قيام تظاهرة الأربعة ملايين لبناني للمطالبة بالحقوق البيئية لكل شعب لبنان.
جاء هذا في المهرجان الطلابي الذي أقيم في كانون الأول (ديسمبر) في مركز بيال للمعارض، بالتزامن مع معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، لاطلاق برنامج مناقشة المشاكل والحلول البيئية مع البلديات، من ضمن مشروع "وضع البيئة في لبنان" الذي تنفذه مجلة "البيئة والتنمية" مع المدارس. وشاركت في المناسبة مجموعات طلابية تمثل 250 مدرسة ساهمت في اعداد تقرير درس المشاكل البيئية واقتراح حلولاً لهاز وتم توزيع التقرير في كتاب، مع ملصق كبير ومطبوعات أخرى، سيستخدمها الطلاب لشرح مطالبهم في لقاءات مع البلديات وهيئات المجتمع الأهلي والنواب في مناطقهم.
وحضر وزير البيئة اللبناني وئام وهاب ومدير مصلحة التوجيه والارشاد في وزارة التربية جان حايك ممثلاً وزير التربية ورئيس مجلس بلدية بيروت عبدالمنعم العريس ومدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية رؤوف يوسف، وحشد من التربويين والهيئات الأهليةز ورافق الحفل معرض مصور لنتائج الاستطلاعات البيئية.
وزير البيئة وئام وهاب طالب بمشاركة ''كل القطاعات المجتمعية، ولا سيما في التربية والاعلام، في رعاية البيئة، وتوحيد جهودها من أجل تنمية الروح البيئية المسؤولة والالتزام بالقوانين وتنفيذها''. وأكد على أهمية التعاون بين الوزارة والبلديات والطلاب والمجتمع الأهلي ''لرصد الأوضاع البيئية وصولاً إلى إدارة بيئية مستدامة''. ودعا البلديات الى ''المباشرة بتحضير الخطوات التأسيسية في اطار تكوين البنية التحتية الملائمة لخلق عملية بيئية تساهم في دعم التخطيط السليم ونشر الوعي لدى الشعب عموماً''.
وأعلن رئيس بلدية بيروت عبدالمنعم العريس عن بدء البلدية وضع أجهزة ثابتة على أعمدة الكهرباء لقياس معدلات تلوث الهواء في بيروت واصدار نشرة يومية بالنتائج، داعياً الطلاب إلى زيارة محطة قياس تلوّث الهواء التي أنشأتها البلدية في حرج بيروت. وأضاف: ''قرأت باهتمام مطالبة طلاب مدارس بيروت بهواء نظيف وتنظيم السير وإنشاء الحدائق والمساحات الخضراء. نؤكد لكم أننا نهتم كثيراً بهذه القضايا البيئية وغيرها، ونعمل جاهدين لتحسين الأوضاع. وأنا أعدكم بأن أعرض مطالبكم على المجلس البلدي لدراستها بالتفصيل، علماً اننا ابتدأنا منذ أربع سنوات بمعالجة طلباتكم. فبالنسبة للحدائق، يستملك المجلس البلدي كل سنة عقارين لتحويلهما الى حدائق، أما بالنسبة لحل مشاكل السير فآمل البدء في تنفيذ مشروع البنك الدولي الذي يعالج هذه المشكلة بالذات''.
وقال رؤوف يوسف إن كتاب ''وضع البيئة بعيون الطلاب'' والنشاطات المرافقة ''تقدم دليلاً اضافياً على وعي الجيل الناشئ وتمتعه بالقدرة على مقاربة الأمور بصورة موضوعية وجدية وصادقة''. وأضاف: ''ان المسؤولية سوف تكبر والعمل لا يقف هنا. فأمام هؤلاء الطلاب تحد جديد، إذ يعتزمون ايصال ما عرفوه وتوصلوا إليه من مشاكل وحلول إلى المسؤولين وأصحاب القرار. كما لا بد لهم من أن يشكلوا قوة للتغيير ولتحفيز المواطنين على السير في هذا التغيير''. ووصف يوسف تقارير الطلاب البيئية بأنها ''تحذر من المشكلة البيئية الصارخة وتقدم الحلول العملية والتطبيقية لها''.
وبعدما عرض نتائج استطلاعات الطلاب البيئية وبرنامج العمل مع البلديات، قال نجيب صعب ان ''البيئة وموارد الطبيعة ملك لكم وحق للأجيال المقبلة. فلا تتوانوا عن الحفاظ على حقكم، بالدرس والمراقبة والمطالبة والعمل، والاحتجاج والاعتصام والتظاهر إذا اقتضى الأمر. ولتكن مطالبتكم بالحقوق البيئية تظاهرة الأربعة ملايين مواطن لبناني''. وأعلن أن برنامج التدريب البيئي الذي أطلقته المجلة في لبنان عام 1997 ورعت من خلاله أكثر من 300 نادي بيئة مدرسي، تم اعتماده اليوم في بلدان عربية أخرى، من سورية الى الامارات وصولاً الى جيبوتي ودول البحر الأحمر.
وتحدث جوزف نهرا باسم لجنة الأساتذة في منتدى البيئة والتنمية، فأعلن أن ''اللجنة وضعت خطة لاشراك الطلاب والأساتذة في بحث الأوضاع البيئية في مناطقهم مع هيئات الحكم المحلي والمجتمع المدني، خصوصاً البلديات ونواب المنطقة والجمعيات الأهلية والمخاتير ورجال الدين ووسائل الاعلام''. وتمنت اللجنة على مجلة ''البيئة والتنمية'' أن تتبنى ''إنشاء برلمان بيئي للطلاب يشارك فيه مندوب منتخب من كل مدرسة''.
وبعدما عرض طلاب نماذج من الاستطلاعات بواسطة الكومبيوتر، قدم طلاب مدرسة الضحى لوحة فنية غنائية بيئية، وقدم طلاب مدرسة المخلّص في المتحف وصلة زجلية. ثم جال الحضور في المعرض البيئي وزاروا جناح المنشورات البيئية في معرض الكتاب.
كادر
ورشةعمللتدريبالطلابعلىمناقشةمطالبهمالبيئيةمعالبلديات
نظمت مجلة ''البيئة والتنمية'' ورشة عمل لمجموعة من مديري وأساتذة المدارس اللبنانية، بهدف تدريب الطلاب على مناقشة مطالبهم البيئية مع مسؤولي البلديات وهيئات المجتمع المدني.
ادارت الورشة الاختصاصية في العمل الاجتماعي التطوعي هيام مشرفية. وتضمن اللقاء عرضاً لمضمون كتاب ''وضع البيئة بعيون الطلاب''، الذي تم إنتاجه بناء على تقارير الفرق البحثية المدرسية من كل أنحاء لبنان. وتم التركيز على المشاكل البيئية المطروحة والحلول التي اقترحها الطلاب، وكيفية الاستفادة من الكتاب في المدرسة وفي التحرك الممنهج والضاغط من أجل حل المشاكل وتحسين الوضع البيئي في المناطق.
توزع المشاركون في ثلاث فرق عمل تناقشت في سبل تأهيل الطلاب للقيام بحملتهم التصحيحية، ووضع خطة عمل تتضمن بشكل خاص: البحث في المشاكل التي ركز عليها تقريرهم لاختيار مشكلة معينة تعاني منها منطقتهم. فيزور فريق من الطلاب موقع المشكلة من جديد، ويرصدون الأسباب التي أدت اليها ويناقشون الحلول المناسبة، مستنيرين أيضاً بأفكار طلاب من مدارس أخرى وردت في التقارير المنشورة في الكتاب. وتوضع الهيئة التعليمية وطلاب المدرسة في الأجواء، ويتم التنسيق مع أولياء الامور. ويتولى الفريق الطلابي بحث المشكلة مع المجلس البلدي واقتراح حلول لها بشكل مَطالب، مع تحديد جدول زمني للتنفيذ. وعلى الطلاب متابعة المساعي والمراقبة واستنفار الفعاليات وربما التصعيد وصولاً الى الاعتصامات.
وتم تحديد الأطراف الذين يجدر إشراكهم في الحملة: المدرسة بطلابها وأساتذتها وهيئتها الادارية، أهالي الطلاب، البلديات والمخاتير، نواب المنطقة، الجمعيات والمؤسسات الأهلية، رجال الدين، أصحاب الاختصاص، وسائل الاعلام، وجهات أخرى. وأوصى الأساتذة المشاركون بالافادة القصوى من كتاب ''وضع البيئة بعيون الطلاب'' كمرجع في النشاطات المدرسية.