يتزايد استعمالنا اليومي للأدوات الالكترونية، من الكومبيوتر والهاتف الخليوي الى الـCD  والـDVD.  فممَّ تصنع هذه الأدوات، ومن أين تأتي أجزاؤها؟ وماذا يحدث لها عندما تنتهي حاجتنا اليها؟

مع تزايد الاتصالات بين البشر يوماً بعد يوم، أصبحت الالكترونيات الصناعة الأسرع نمواً في العالم. وفي حين ان أجهزة الكومبيوتر تتيح لنا الحصول على كمية هائلة من المعلومات والاحتفاظ بها، فمعظمنا لا يدرك أنها أيضاً مصايد لمواد سامة. فأشباه الموصلات الدقيقة جداً تتطلب مواد أكثر من معظم المنتجات التقليدية. والعمال في ''الغرف النظيفة'' حيث تصنع الرقائق يتعرضون لمجموعة من المواد الكيميائية التي وجدت لها علاقة بالسرطان وحالات الاجهاض والعيوب الخلقية. وتنتج هذه المرافق كميات هائلة من النفايات الكيميائية تلوث المياه الجوفية في كثير من مواقع التصنيع.

يضاف الى ذلك أنه، عندما نبدل أجهزة الكومبيوتر القديمة بأحدث الموديلات، نكون قد ساهمنا في مشكلة عالمية متفاقمة هي النفايات الالكترونية. ورغم وجود حظر عالمي على الاتجار بالنفايات الخطرة، فان كثيراً من أجهزة الكومبيوتر القديمة في الولايات المتحدة وبلدان صناعية أخرى تصدَّر الى مرافق ''اعادة التدوير'' في آسيا، حيث يتعرض العمال والبيئة لمواد سامة قاتلة يمكن أن تلحق ضرراً بالجهاز العصبي المركزي وتشوهاً في الغدد الصم وقصوراً في نمو الدماغ وتلفاً في الأعضاء.

- عدد أجهزة الكومبيوتر الشخصية حول العالم ازداد خمسة أضعاف خلال 15 عاماً، من 105 ملايين جهاز في العام 1988 الى أكثر من نصف بليون في العام 2003.

- أسعار أجهزة الكومبيوتر الشخصية وملحقاتها هبطت بنسبة 81 في المئة منذ 1997 نتيجة صنع رقائق أكثر قدرة وانخفاض الأجور وتراجع النفقات البيئية.

- المواد الثانوية المستعملة لانتاج رقاقة دقيقة وزنها غرامان هي أثقل 630 مرة من المنتج النهائي. (للمقارنة: المواد اللازمة لصنع سيارة هي أثقل مرتين تقريباً من المنتج النهائي).

- منطقة سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، ''مسقط رأس'' صناعة أشباه الموصلات، تحتوي على مواقع للنفايات السامة أكثر من أي منطقة أخرى في الولايات المتحدة.

- هيكل شاشة الكومبيوتر العادي المزود بصمام أشعة مهبطية (cathode ray tube) يحوي ما بين كيلوغرامين و4 كيلوغرامات من الرصاص، اضافة الى الفوسفور والباريوم والكروم السداسي التكافؤ. ومن المواد السامة الأخرى الكادميوم في مقاومات الرقائق وأشباه الموصلات، والبريليوم على اللوحات والموصلات، ومعوقات اللهب المعالجة بالبروم في لوحات الدارات والأغلفة البلاستيكية.

- يقدّر الخبراء أن ثلاثة أرباع أجهزة الكومبيوتر التي بيعت حتى الآن في البلدان المتقدمة تقبع في الأقبية والكاراجات وخزائن المكاتب، بانتظار التخلص منها.

- 50 ـ 80 في المئة من النفايات الالكترونية التي تجمع في الولايات المتحدة لاعادة تدويرها ترسل الى آسيا (خصوصاً الصين والهند وباكستان) حيث يتعرض العمال الذين يفككونها ويستخرجون محتوياتها لأبخرة سامة ومهيجات رئوية وتنفسية ومخاطر صحية أخرى.

- عند شراء جهاز كومبيوتر، فتش عن ملصق يشير الى أنه مقتصد بالطاقة.

- اشتر جهاز كومبيوتر يمكن رفع كفاءته بسهولة، لاجتناب شراء أجهزة جديدة مع تقدم التكنولوجيات.

- قدم أجهزةالكومبيوتر القديمة الى جمعيات خيرية أو مؤسسات أخرى تعيد استعمالها.

- لا ترمِ أجهزتك الالكترونية القديمة في صندوق النفايات. هناك مصنِّعون وموزعون قد يسترجعونها. ابحث عن مركز يمكنك أن ترسل اليه ما لديك من أجهزة كومبيوتر وهواتف خليوية وبطاريات والكترونيات مستعملة أخرى.

تستمع اليها على الستيريو، أو تشغلها في الكومبيوتر، أو تشاهد عليها أفلاماً سينمائية. الأقراص المدمجة (CDs) ونسيباتها أقراص الفيديو (DVDs) هي في كل مكان. سماكتها قد لا تتجاوز المليمتر، لكنها تحمل ساعات من المتعة ومقادير هائلة من المعلومات.

هل توقَّفت مرة لتفكر في كيفية صنع هذه الأقراص، أو ماهية المواد المستعملة فيها، أو ما يحدث لها عندما تنتهي حاجتك اليها؟

ان صنع الأقراص المدمجة وأقراص الفيديو يستهلك موارد طبيعية وطاقة، وينتج نفايات. فهي تصنع من مواد  كثيرة، مثل المعادن والبلاستيك والأصباغ. وتوضب في علب من البلاستيك الشفاف أو الملون أو في صناديق كرتون، وتغلف بالنايلون، وترسل الى مراكز التوزيع والأسواق حول العالم. واذا تم تخزينها وتداولها حسب الأصول، فان غالبيتها تدوم عقوداً أو حتى قروناً. ويمكن اعادة استعمالها أو اعادة تدويرها بدلاً من رميها، مما يوفر في استهلاك الطاقة والموارد القيمة، ويخفف من التلوث بمواد بعضها سام وخطر.

- كامل عملية تشفير الموسيقى (encoding) على قرص مدمج لا تستغرق إلا نحو 5 ـ 10 ثوان. وتقوم مِرَضَّة (stamper)  عالية الضغط بتضمين المعلومات الرقمية في انبعاجات دقيقة للغاية على لوحة من بلاستيك البوليكربونات، تُطلى لاحقاً بطلاء معدني.

- يرمى كل شهر أكثر من 45 طناً من الأقراص المدمجة.

- ما يزيد على 55 مليون علبة من أقراص البرمجة الكومبيوترية تذهب كل سنة الى المطامر والمحارق، ويرمي الناس ملايين الأقراص المدمجة الموسيقية.

- تقوم شركات متعددة في اوروبا والولايات المتحدة وبلدان أخرى باعادة تدوير الأقراص المدمجة وأقراص الفيديو القديمة وتحويلها الى بلاستيك عالي الجودة، لاعادة استعماله في منتجات تراوح من قطع السيارات الى التجهيزات المكتبية.

- تتولى إحدى شركات إعادة التدوير في مدينة سان هوزيه بولاية كاليفورنيا الأميركية معالجة نحو 12 مليون قرص مدمج كل سنة، كما تعيد تدوير 11 ألف طن من الملصقات والمرفقات الورقية الأخرى التي تحويها علب الأقراص.

- في مدينة مرسيسايد البريطانية شركة لاعادة تدوير الأقراص المدمجة، لا تساعد فقط في تحويل الأقراص القديمة عن المطامر، بل تشغل في منشآتها سجناء محليين، فتوفر فرص عمل تحتاج اليها المنطقة، وتمنح السجناء فرصة تعلُّم حرفة.

- تأكد مما اذا كانت المعلومات التي تطلبها في القرص متوافرة على الانترنت، فعندئذ لن تحتاج الى شرائه.

- طوِّل عمر أقراصك بحفظها بعيدة عن ضوء الشمس المباشر وبمعزل عن الحرارة والماء. ولاصلاح الخدوش البسيطة، افرك مادة كاشطة لطيفة (مثل معجون الأسنان) على الجانب الخالي من الطباعة، في حركة دائرية من المركز نحو الخارج، أو خذ القرص الى محل مختص باعادة الصقل.

- اشترِ أقراص CD أو DVD مستعملة، أو استعرها من آخرين، لتخفيف الأثر البيئي المترتب على تصنيع أقراص جديدة.

- لا تتخلص من الأقراص المستعملة الا اذا لم يكن لديك خيار آخر. حاول أن تبيعها الى محل يتاجر بالأقراص المستعملة، أو بادلها مع أصدقائك، أو تبرع بها لمدرسة أو مكتبة أو مؤسسة خيرية أو أهلية.

- في بعض البلدان مراكز لتجميع الأقراص بهدف إعادة تدويرها. وقد يكون بادرة ايجابية تأسيس مركز أو جمعية لهذا الهدف في منطقتك.

- ساهم في تنظيم يوم لمقايضة وتبادل أقراص الـCD  والـDVD، أو أسس ''مكتبة'' عامة لهذه الأقراص.

قبل بضع سنوات، كان استعمال الهواتف الخليوية (الموبايل أو الجوّال) محصوراً في قلة ثرية، فباتت اليوم موجودة في كل مكان. في العام ،1992 كان أقل من 1 في المئة من سكان العالم يمتلكونها، وكانت الشبكات الخليوية موجودة في ثلث البلدان فقط. وبعد 10 سنوات أصبح 18 في المئة من الناس (1,14 بليون) يمتلكون هواتف خليوية، أي أكثر من عدد الذين لديهم خطوط عادية ثابتة، وأصبحت الشبكات موجودة لدى أكثر من 90 في المئة من البلدان.