توقع وزير الدولة المصري لشؤون البيئة الدكتور ماجد جورج الياس نشوب حروب على المياه في المنطقة مستقبلاً لندرة الموارد المائية. ودعا الى استخدام أمثل للموارد المائية في الشرق الاوسط الذي قد يواجه حروباً مائية في السنوات القليلة المقبلة اذا استمر شح المياه على هذه الحال. وعن مصادر الطاقة البديلة والمتجددة، قال انها أحد المحاور وليستالأساسية، و"نحن لا نغفل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، وهناك حدود لاستخدام طاقةالرياح، والجميع يسعى لدخول أنواع جديدة من الوقود. لكن هذا كله لا يكفي الطلبالمتنامي على الوقود والذي يغطيه النفط والغاز في الوقت الراهن وأعتقد لمدة طويلة مستقبلاً".
وقال في لقاء معه في أبوظبي ان العالم يشهد زيادة مطردة في تعداد السكان وتوسعاًفي مشاريع التنمية وزيادة في حجم التبادل التجاري بين الدول. ومع كل هذا تتزايد حركة النقل، وتعاني المدن من مشاكل بيئية نتيجة ارتفاع استهلاك الوقود الذي يترتب عليه زيادة حجم انبعاثات عوادمالمركبات التي تساهم بنسبة كبيرة في إجمالى حجم التلوث في هواء المدن.
وفي اطار الجهودالمبذولة في مصر للحد من التلوث، أعلن أنه سوف يتم الاعتماد على الغاز الطبيعي كوقود للمركبات. وقد تبنت وزارة البترول المصرية مشروعاً للتوسع في استخدامه، حيث قامت بمد شبكة تموين الغاز لتضم 87 محطة في 17 محافظة. ووضعت حوافز اقتصادية لتشجيع تحويل السيارات من العمل بالبنزين الى الغاز الطبيعي بمشاركة عدد من البنوك الوطنية،ليصل عددها الى نحو 55 ألف سيارة. ومن المستهدفأن يتضاعف هذا العدد خلال السنوات القليلة المقبلة، بالإضافة إلى بدء برنامج لتحويلالسيارات الحكومية للعمل بالغاز الطبيعي.
أضاف: "اننا نعمل على خفض حركة النقل داخل المدن منخلال تطوير شبكات الطرق واستخدام المحاور العرضية والطولية اللازمة. وقد أنشئ الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى لتخفيف الحمل المروري على وسط المدينة، كما بدأ انشاء الطريق الدائري الثاني. والى ذلك تم إنشاء الطريق الساحلي الدولي لربط الساحلالشمالى المصري على البحر المتوسط، وطريق طولي شرق وغرب النيل لربطالقاهرة بمحافظات الوجه القبلي حتى أسوان بمحاور سريعة خارج المدن المزدحمة. وقد تم تطوير شبكة الطرق الداخلية من خلال زيادة التقاطعات الحرة والغاءالتقاطع المباشر واللجوء للدوران المروري والتوسع فيالكباري (الجسور) والأنفاق للتغلب على بطء الحركة المرورية وما تسببه من زيادة ملوثات عوادمالسيارات.
وذكر أن وزارته تسعى الى زيادة المسطحات الخضراء حول الطرق وزيادةالأحزمة الخضراء لامتصاص الانبعاثات الكربونية الناتجة من حركة النقل، مضيفاً: "ننفذ حالياً الحزام الأخضر حول الطريق الدائري للقاهرة الكبرى بإضافة 360 ألف شجرة وزراعة مئة كيلومتر".
وحول مدى الاستفادة من مرافق النقل غير البرية، قال الوزير ماجد جورج الياس: "نستخدم نهر النيل لتخفيف الاعتماد على النقل البري، وهناك نحو 750 عائمة نهرية". وتم انشاء خمس مراس نهرية لاستيعاب مخلفاتها من الصرف الصحي وربطها بشبكة الصرف الصحي للمدن المطلة على نهر النيل. من جهة أخرى، تنفذ حالياً مشاريع لتطوير مطار القاهرة الدولي ومطار شرم الشيخ الدولي وانشاء مطار جديد في مدينة برج العرب. كما تم تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس لاستيعاب حركة النقل العالمية.
وقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة بالمشاركة مع وزارة النقل ووزارات وهيئات أخرى معنية بإعداد المخطط القومي للنقل في القاهرة الكبرى، مع مراعاة البعد البيئي للمشاريع المقترحة فيه، كما أجري تقييم للآثارالبيئية المتوقعة نتيجة تنفيذ هذا المخطط. وبدأت الوزارة تنفيذ مشروع استشاري مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومرفق البيئة العالمي لاستخدام الوقود الهيدروجيني.
وعن أسباب السحابة السوداء التي تغطي القاهرة بين الحين والآخر، ذكر الوزير ماجد جورج الياس أن نوبات تلوث لمفردات مجتمعة تتسبب في تكوين هذه السحابة، ومنها عوادم السياراتوالمصانع وحرق المواد الزراعية وظروف جوية مصاحبة. وأضاف: "حالياً ننفذ برامج للحد من تلكالاسباب، منها التوسع في استخدام الغاز الطبيعي، ونقل المصانع الصغيرة الى خارجالقاهرة الكبرى، وتدوير النفايات. وباكتمال هذه الأعمال سيتم القضاء نهائياً علىالسحابة السوداء".
|