أكدت دراسات حديثة للبيئة اليمنية أجريت في فترات متفرقة وجود 57 موقعاً هاماً لتكاثر الطيور المستوطنة والمهاجرة، منها 22 موقعاً في أرخبيل سقطرة، ومعظمها في الجبال والسواحل.
وكان علماء وباحثون في مجال الطيور رصدوا أكثر من 400 نوع من الطيور تتواجد في اليمن في فصول مختلفة من العام، منها 19 نوعاً مستوطناً و17 نوعاً من الجوارح المقيمة و15 نوعاً مهاجراً يقضي البعض منها الشتاء في اليمن. وسجل في أرخبيل سقطرة أكثر من 363 نوعاً.
ويعزو خبراء الطيور وجود هذا العدد الكبير من أنواع الطيور في اليمن الى عدة عوامل، أهمها تنوع الطبيعة والمناخ، وموقع اليمن الذي يجمع ثلاث "طبيعات" جغرافية مختلفة، الافريقية والاستوائية والشرقية، والذي نتج عنه خليط طيور من الأقاليم الثلاثة. والموقع الاستراتيجي لليمن في أقصى جنوب الجزيرة العربية يجعلها نقطة توقف للطيور المهاجرة خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع، بين مواطنها الاصلية في المناطق الشمالية الباردة مثل روسيا والمناطق الدافئة في افريقيا الجنوبية. والعزل الجغرافي بحرياً وصحراوياً لبعض المناطق نتج عنه وجود 13 نوعاً مستوطناً أو شبه مستوطن.
وقد أطلقت الهيئة العامة لحماية البيئة مؤخراً تحذيرات من انقراض 11 نوعاً من الطيور المستوطنة في اليمن والمهاجرة اليها، هي أبو منجل الأصلع والنورس أبيض العين والعقاب المنقط الكبير والعقاب الملكي والحمراوي أبيض العين ومرعة البر ودرسة سقطرة والعوسج وزرزور سقطرة والهازجة اليمنية والشحرور اليمني. وقد أفاد خبراء محليون أن بعض الطيور بدأت فعلاً في الاختفاء ولم تشاهد خلال الفترة الماضية، من أهمها أبو منجل الأصلع الذي يبلغ طوله 75 سنتيمتراً ويعتبر من الطيور النادرة عالمياً، وكانت تتواجد أسراب صغيرة منه في المروج الخضراء حول مستنقعات المياه العذبة قرب مدينة تعز في المناطق الوسطى.
وأوضح تقرير الهيئة أن من أبرز المخاطر التي تهدد بيئات الطيور اليمنية تجفيف المناطق الرطبة وانحسار الغطاء الحراجي، ومن ثم اختفاء عدد من بيئات الطيور التي تعتبر مؤشراً لمستوى السلامة البيئية. ويعد قطع الاشجار من أهم عوامل التهديد للطيور التي تعيش على أشجار الطلح، ومنها نقار الخشب العربي والسمنة اليمنية والمغرد اليمني والنعار العربي والحسون السقطري والحسون اليمني، فضلاً عن اصطيادها الجائر، خاصة في منطقة تهامة حيث تتواجد. ونبهت الهيئة الى أن التلوث النفطي والنشاطات السياحية في الموانئ اليمنية التي لا تراعي الحفاظ على البيئة تؤثر سلباً على مواطن الطيور البحرية، وأهمها الطائر الاستوائي الأحمر المنقار والأطيش المقنع والأطيش البني والنورس السويدي والخرشنة البيضاء والنوارس البيضاء العيون المهددة عالمياً.
ويعتبر كثير من علماء الطيور أن اليمن هي البلد الوحيد في شبه الجزيرة العربية حيث تعيش مجموعة من طيور الحبارى الآسيوية في الطبيعة، اضافة الى اعداد مهاجرة تصل عبر البحر الاحمر.
وقد وقَّعت اليمن مع دولة الامارات في تشرين الأول (اكتوبر) 2004 اتفاقية للتفريخ الاصطناعي للحبارى الآسيوية المستوطنة في اليمن وإعادة توطينها، بهدف الاحتفاظ بمخزون من الحبارى اليمنية في المركز الوطني لبحوث الطيور التابع لهيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها في أبوظبي، للحيلولة دون انقراضها من البرية اليمنية، بحيث يتم جمع بيض وأفراخ حبارى من اليمن خلال فترة خمس سنوات بدأت عند توقيع الاتفاقية.
|