الوجبات الجاهزة الرائجة حالياً تخضع عادة لعمليات تصنيع مكثفة وتحوي كميات كبيرة من الدهن والسكر والملح، وقد باتت سبباً رئيسياً للبدانة والسكري وأمراض مزمنة أخرى. هنا بعض الحقائق حول المأكولات السريعة والسلوكيات الشخصية للحد من أضرارها

من سندويشات الهوت دوغ والبطاطا المقلية الى شطائر الهمبرغر المزدوجة، لا شك في أن الوجبات السريعة هي من أسرع أنواع الطعام انتشاراً في العالم. وهي تستأثر حالياً بنحو نصف ايرادات المطاعم في الولايات المتحدة مثلاً، ما يشكل ثلاثة أضعاف حصتها في مطلع سبعينات القرن الماضي. وفيما يستمر توسعها في البلدان الصناعية، يحدث النمو الأسرع حالياً في العالم النامي، حيث يغير جذرياً الطريقة التي يأكل بها الناس.

الناس يشترون الطعام السريع لأنه رخيص الثمن وسريع التحضير ويروَّج له بكثافة. لكن ''مزاياه'' غالباً ما تكون مضللة. فالوجبات السريعة التي يتم التهامها في السيارات وعلى طاولات العمل وفي ملاعب المدارس تحل مكان الطعام الذي يحضر في المنزل ونستمتع به مع أفراد الأسرة والأصدقاء. الأطباق ووصفات الطعام التقليدية حول العالم أخذت تخلي الساحة للمرطبات الغازية وشطائر البرغر المتنوعة وغيرها من الأطعمة المبالغ في تصنيعها والتي تحوي نسباً مرتفعة من الدهن والسكر والملح، مما ينعكس تفشياً لوباء عالمي من البدانة والسكري وأمراض مزمنة أخرى. وفي غضون ذلك، يتطلب منتجو الوجبات السريعة من المزارعين غرس حقولهم بأنواع محددة من المحاصيل واقتناء قطعان من الماشية تضم سلالات معينة يسهل تصنيع لحومها، ما يقضي على التنوع الزراعي النباتي والحيواني.

لكن الأشخاص الذين ليسوا في عجلة من أمرهم ما زالوا يعثرون على ''بدائل'' للوجبات السريعة. فالمأكولات العضوية الطازجة تزداد شعبية في اوروبا واليابان والولايات المتحدة وأنحاء أخرى من العالم. وحركة ''الوجبات البطيئة'' التي تأسست في ايطاليا عام 1986 لرد الاعتبار الى الوجبات الصحية والقيمة الثقافية الكامنة في الأكل المشترك، بلغ عدد منتسبيها أكثر من 120 ألف عضو في 80 بلداً.

ما زال تناول وجبة عائلية يومياً على الأقل تقليداً ''مقدساً'' في معظم الأسر العربية. وثمة أطعمة تقليدية رائجة كوجبات سريعة، لكنها صحية أكثر من نظائرها الغربية، ومنها الفطائر والشطائر ''البلدية''. ولكن ينبغي الحذر من الهجمة المتنامية لأشكال البرغر والبطاطا المقلية وسواها، خصوصاً في أوساط الأولاد والشبيبة الذين باتت البدانة سمة واضحة لنسبة كبيرة منهم.

- ان وجبة واحدة في كثير من مطاعم المأكولات السريعة تحوي كمية غير متوازنة من الدهن والكولسترول والملح والسكر، تزيد أحياناً على 100 في المئة من الكمية الموصى بتناولها يومياً.

- تحتل الولايات المتحدة الصدارة في استهلاك الوجبات السريعة المتفشية بشكل مخيف، خصوصاً في أوساط الأولاد والشباب. و65 في المئة من الأميركيين البالغين مصابون بالبدانة، مما يؤدي سنوياً الى وفاة نحو 300 ألف شخص وخسارة 120 مليار دولار على الأقل كنفقات رعاية صحية، كما جاء في تقرير لمعهد ''وورلد ووتش''. ويتناول الأميركيون نحو مليون طن من الشوكولاتة كل سنة.

- أظهرت دراسة حديثة أن الأولاد الذين يتناولون مرطبات ومشروبات أخرى محلاة بالسكر هم أكثر تعرضاً للبدانة، وأن هذا الخطر يزداد بنسبة 60 في المئة أخرى مع تناول كل مشروب اضافي.

- شركة مكدونالدز، التي تشغل 30,000 مطعم للوجبات السريعة في 119 بلداً وتطعم 46 مليون زبون كل يوم، جنت سنة 2002 ايرادات بلغت 15,4 مليار دولار. وفي يوم افتتاح مطعم مكدونالدز في مدينة الكويت، بلغ طول رتل السيارات التي كانت تنتظر دورها أكثر من 10 كيلومترات.

- قطاع الوجبات السريعة في الهند ينمو بنسبة 40 في المئة سنوياً، ويتوقع أن تزيد مبيعاته سنة 2005 على مليار دولار.

- في الصين حالياً 800 مطعم ''كنتاكي فرايد تشيكن'' للدجاج المقلي و100 مطعم "بيتزا هات".

- كوكاكولا وبيبسي، أكبر شركتي مرطبات في العالم، هما بين الشركات الأكثر ترويجاً إعلانياً، وقد أنفقتا 2,4 مليار دولار على الاعلانات عام .2001 وبلغت ايرادات كوكا كولا الصافية 19,6 مليار دولار عام 2002.

- تجنب المرطبات الغازية والمأكولات السريعة ذات القيمة الغذائية المنخفضة والمحتوى العالي من الدهن والسكر والملح.

- احتفظ بمأكولات خفيفة صحية في منزلك ومكان عملك للتغلب على دافع التوقف أمام مطاعم الوجبات السريعة أو طلب خدماتها.

- زودي أطفالك بوجبات صحية تحضرينها في المنزل، وبذلك تجنبينهم شراء المأكولات السريعة من كافتيريا المدرسة.

- تجنبي ما أمكن شراء الأطباق ''العائلية'' الجاهزة، بما فيها المطبوخات والسلطات والمقبِّلات، فهذه كثيراً ما تفتقر لمراقبة صارمة وتحوي مواد كيميائية مضرة بالصحة. والخضار التي تزرع للاستهلاك التجاري كثيراً ما تحتوي على نسبة عالية من النيترات الناتجة عن الأسمدة الكيميائية، وأيضاً على بقايا مبيدات سامة إن لم تغسل جيداً.

- حضري الطعام لعائلتك يومياً. وان كنت تعملين، حاولي أن تطبخي في عطلة نهاية الاسبوع عدداً من الوجبات يكفي لبقية أيام الأسبوع، وضعيها في الثلاجة.

- يتناول الناس حول العالم ملايين الأطنان من الشوكولاتة كل سنة، وكثيراً ما ترش أشجار الكاكاو بكميات مفرطة من المبيدات الخطرة. إن الافراط في تصنيع الشوكولاتة، واحتواءها على كميات كبيرة من السكر، يجعلانها مضرة بالأسنان والجهاز الهضمي والصحة عموماً. لذلك يحسن التقليل من تناول ألواح الشوكولاتة والاستعاضة عنها ما أمكن بحلويات منزلية الصنع وثمار مجففة وتحليات صحية أخرى أقرب الى الطبيعة.

- تناول الخبز المصنوع من قمح كامل. ينصح معظم الأطباء بعدم تناول الخبز المصنوع من طحين أبيض، لأنه يخضع لعمليات تصنيع مكثفة وتسحب منه العناصر الغذائية.

اذعاناً لضغوط مارستها جماعات حقوق الحيوان والحفاظ على الصحة العامة، أعلنت شركة مكدونالدز لمطاعم المأكولات السريعة عام 2002 التوقف عن شراء بيض دجاج يربى في أقفاص ضيقة ويجبر على وضع مزيد من البيض من خلال تجويعه، وهي ممارسات سبق أن منعتفي أوروبا. ومنذ 2004 تشترط مكدونالدز على مورِّدي الدجاج عدم اعطاء الطيور مضادات حيوية (انتيبيوتيك) لزيادة النمو.